الوطن:
2025-05-25@19:20:00 GMT

إمام مسجد الحسين: آفات المجتمعات في كثرة الكلام

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

إمام مسجد الحسين: آفات المجتمعات في كثرة الكلام

قال الدكتور مصطفى عبد السلام، إمام مسجد سيدنا الحسين، إنَّ آفة المجتمعات هذه الأيام كثرة الكلام ونقله بدون حتى التأكد من صحته والتحقق، خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، موصياً بالتحلي بفضيلة الصمت إذا لم يكن من الواجب «الكلام».

عبد السلام: تجنب كثرة الكلام لعدم الوقوع في المحظورات

وأضاف «عبد السلام» خلال استضافته ببرنامج «مع الناس»، تقديم الإعلامي أسامة رسلان والمُذاع على شاشة «قناة الناس»، أنه يجب تجنب كثرة الكلام لعدم الوقوع في المحظورات، مستشهداً بحديث للنبي – صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع».

آفة نقل الكلام 

وتابع إمام مسجد سيدنا الحسين، أن «ما سمعته في وقتنا هذا يتم نقله حتى قبل أن ينفض المجلس لدرجة ربما تقول لأحد كلمة فتجد الناس تعرف ما دار من حوار بينكما.. أمة لا إله إلا الله تعرف ما قلته والحوار الذي دار من أوله لآخرة وهو ما لا يرضي الله».

وشدد «عبد السلام»، على أمانات المجالس: «المجالس أمانات كما علمنا النبي – صلى الله عليه وسلم - «إذا حدث الرجل الحديث ثم ألتفت فهو أمانة».. أمانة المجلس وكل ما قيل في هذه الجلسة صار أمانة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السوشيال ميديا الأمانة عبد السلام

إقرأ أيضاً:

الفتنة لم تكن يومًا نائمة!

يقول الله تعالى في محكم التنزيل:

(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) صدق الله العظيم.

كما ورد في الأثر- وإن كان فيها اختلاف كبير- إلا أن البعض يرددها، وهي أن «الفتنة نائمة، لعن الله مَنْ أيقظها»، بالمقابل هناك رأي آخر من البعض يرى بأن «الفتنة لم تكن يومًا نائمة»، ومؤيدو هذا القول يؤكدون بأنها لا تنام أبدًا من منطلق أنها تعمل ضد الناس، وإذا كان لها من غفوة فهي غفوة في عقول البشر وليس في مكان آخر.

وقد اجتهد الكثير من العلماء والفقهاء وحتى بعض المفكرين في الحديث عن «الفتنة» وأثرها في حياة الناس، وشرحوا الأضرار النفسية المدمرة التي تصيب شظاياها مسافات بعيدة، واتفق عدد كبير منهم على تعريفها بأنها «كل ممارسة من شأنها إلحاق الظلم بالناس أفرادًا وجماعات»، وخص البعض «الظلم» على اعتباره هو رأس الفتنة وهو عنوانها الأبرز الذي يغذي مساحة شاسعة من النفوس بسماد الضغائن، وتحته تندرج ممارسات كثيرة تفتن الناس عن طريقها، وتقلق حياتهم وتحيلها إلى جحيم لا يُطاق، خاصة إذا تناولت بعض الأماكن الحساسة والمهمة في عمق العلاقة ما بين الإنسان ومجتمعه، أبرزها أماكن العرض والشرف والأمانة.

ومن المتعارف عليه بأن «الظلم» وإلقاء التهم بالآخرين يلحق ضررًا بعلاقات الناس بعضها ببعض، فالفتنة أشبه بالوشاية تعمل بنفس القوة والتأثير، فكم من واشٍ فرّق القلوب المجتمعة المترابطة، وهنا نذكر أمرًا مهمًا وهو «أن سليم القلب الذي يخشى الله يؤتمن حتى في عداوته، ومرضى القلوب لا يؤتمنون حتى في صداقتهم».

فالفتّان يحاول أن يحابي البعض ويفرّق الآخرين ليصفو له الجو والتقرب من أصحاب المصلحة، وهو بذلك يهضم حقوق الناس وامتيازاتهم وما يمكن أن يتمتعوا به في هذه الحياة، فبعض الناس يسخّر طاقته في أعمال الشر بحيث لا يرى الآخر نورًا في آخر النفق، بل كل الأشياء مظلمة، ولذا فإن قراراته تكون سوداء كالظلمة التي يتخيلها بعقله وقلبه لا بعينه.

يقول الكاتب والأكاديمي الفلسطيني عبد الستار قاسم في مقال نشره إلكترونيًا منذ نحو عشر سنوات، ومن إعجابي بما قال أقتبس جزءًا من حديثه: «نقول: إن الفتنة أشد من القتل. الفتنة أشد من القتل؛ لأنها تؤدي في النهاية إلى حصول مجازر ومذابح وتقضي على الأخضر واليابس في الدولة أو المجتمع». ويضيف: «الفتنة أشد من القتل؛ لأنها تؤدي إلى قتل العديد من الناس، وإذا أراد الناس أن يقوا أنفسهم شر الفتنة فإن عليهم أن يقضوا على صاحب الفتنة في مهده».

على الأرض، ما أكثر الفتّانين في هذه الحياة؟ وما أكثر الناس من يقتات من جيوب الفتنة! هم بارعون في السعي بين الناس بالباطل، يُلقي التهم جزافًا ويحرق قلوب الأبرياء بغير حق، تسمعهم تصدق أقوالهم، وعندما تزول الغمامة عن أفق السماء تجد نفسك قد أهلكت أنفسًا ما كان يجب أن تقدم على فعلتك، ليظل ذنب الخطيئة يلاحقك لسنوات طويلة وربما للأبد.

أعتقد أن الفتّانين هم أكثر الناس وصولًا إلى مراتب القربى من الآخرين الذين يحبون أن يصلهم كل شاردة وواردة، فكلما زادت الفتنة ارتقى البعض في مكانته، وأصبح مقربًا من الآخرين، لكن الفتنة من أشد أنواع الغدر والخسة والنذالة، فهناك من تأمنه على نفسك وعرضك ومالك وأسرارك، لكنه بالمقابل يفتن عليك ويقلب قلوب الآخرين عليك، ويشد أنظار المغرضين نحوك.

إذا كان البعض يفرّق ما بين «الفتنة والخيانة»، إلا أنهما يؤديان نفس الغرض، ويخرجان من منبع واحد، وهما أيضًا جزء لا يتجزأ من غرس السيوف في أجساد الآمنين، نبت خبيث يستشري في جسد المجتمع.

يقول ابن تيمية: «الفتنة إذا ثارت عجز الحكماء عن إطفاء نارها»، ومما ورد أيضًا قول حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-: «إن الفتنة تُعرض على القلوب، فأيُّ قلب أُشربها نُكِتت فيه نكتة سوداء، فإن أنكرها نُكتت فيه نكتة بيضاء، فمن أحب منكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا، فلينظر، فإن كان يرى حرامًا ما كان يراه حلالًا، أو يرى حلالًا ما كان يراه حرامًا، فقد أصابته الفتنة».

في هذا الزمن كثرت فيه الفتن، وتقلبت القلوب على بعضها البعض، ودخل الناس في أورقة الباطل والظلم، لذا على الإنسان أن يحكّم عقله، وأن يتيقن مما يصله من الآخرين من فتن قد تمزق أواصر التعاون والتعاضد، فيكفي قوله تعالى خاتمة لحديثنا عندما يقول في كتابه العزيز:

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ».

مقالات مشابهة

  • العثور على جثة أجنبي بجوار مسجد في دار السلام بالقاهرة
  • إيمان كمال تكتب:عادل إمام..حلم لا يشيخ
  • حكم الكلام عبر الهاتف المحمول أثناء الطواف .. الإفتاء تجيب
  • 3 أزمات في عام | اتهامات تطارد إمام عاشور .. تفاصيل
  • أنقذ حياة أحد المصلين.. وزير الأوقاف يشيد بموقف إمام مسجد بالشرقية
  • روح المسئولية.. وزير الأوقاف يشيد بموقف إمام مسجد بالشرقية أنقذ حياة مُصلٍ
  • ما حكم الكلام في الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. المفتي السابق يجيب
  • الفتنة لم تكن يومًا نائمة!
  • ما حكم الكلام في الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. المفتي السابق يوضح
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد الريف المصري بمحافظة المنيا