أعلنت شركة "أوبن ايه آي" أنها حظرت إنشاء مقاطع فيديو بتقنية الذكاء الاصطناعي لزعيم حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ جونيور، نزولا عند طلب عائلته، بعدما ندد أقارب مشاهير آخرين بمحتويات مماثلة.
وأوضحت "أوبن ايه آي"، في رسالة نُشرت ليل الخميس عبر منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، أنّ "مستخدمين أنشأوا صورا مسيئة لكينغ".


وقالت الشركة، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا، إنّه "بناء على طلب" من أقارب كينغ الذي اغتيل عام 1968، حظرت "أوبن ايه آي" إنشاء مقاطع فيديو تُظهره، وعززت إجراءات الحماية المتعلقة بالشخصيات التاريخية.
وتُظهر مقاطع فيديو كثيرة، نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مارتن لوثر كينغ جونيور وهو يُلقي خطابه الشهير "لدي حلم" (I have a dream) عام 1963، بكلمات مختلفة.
وتقول نسخة من خطابه، أنشئت باستخدام برنامج الفيديو الجديد "سورا 2" (Sora 2) من "أوبن ايه آي"، "أحلم أن يكون سورا أقل صرامة بشأن انتهاكات إرشادات المحتوى، وأن يتركنا نفعل ما نريد".
إلى جانب تطبيق "سورا 2"، أطلقت "أوبن ايه آي" في نهاية سبتمبر، "سورا" الذي تصفه بأنه شبكة اجتماعية لا يمكن أن تُنشر عليها سوى محتويات مُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ويتضمّن التطبيق ميزة "كاميو" التي تتيح للمستخدمين إضافة صورة شخص في أي مقطع فيديو، شرط الحصول على موافقته مسبقا.
وتتمثل الفكرة بتشجيع التفاعل بين المستخدمين، غالبا بأسلوب فكاهي.
وأضاف مستخدمون كثر شخصيات عامة متوفاة إلى محتواهم.
والجمعة، ظهرت مجموعة من مقاطع فيديو للملكة إليزابيث الثانية وألبرت أينشتاين وهما يغنيان موسيقى الراب، ومقطع مُعاد إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي لمؤتمر صحافي لجون اف كينيدي ولمشاركة أبراهام لينكولن في برنامج حواري تلفزيوني.
وقالت الشركة "إن تصوير الشخصيات التاريخية أمر بالغ الأهمية لحرية التعبير، لكن أوبن ايه آي تعتقد أنّه يُفترض أن تتحكّم هذه الشخصيات العامة وعائلاتها في كيفية استخدام صورها".
وأوضحت "أوبن ايه آي" أن أصحاب الحقوق المرتبطين بهذه الشخصيات "يمكنهم طلب عدم استخدام صورهم في محتويات عبر سورا".

أخبار ذات صلة الذكاء الاصطناعي يتنبأ بتطور أمراض المفاصل بدقة عالية "صحة أبوظبي" توقع 3 مذكرات لتعزيز الابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي المصدر: آ ف ب

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي شخصيات تاريخية مقاطع فيديو الذکاء الاصطناعی مقاطع فیدیو أوبن ایه آی

إقرأ أيضاً:

هل أصبح الذكاء الاصطناعي هو صانع الرأي العام الجديد؟

في زمنٍ غير ببعيد كانت فيه منصات التواصل الاجتماعي رمزًا لحرية التعبير والتفاعل المفتوح، إلا أننا نجدها اليوم وقد تحوّلت تدريجيًا إلى ساحات تُدار بخوارزميات خفية تُوجّه ما نراه وما نعتقده. لم يعد المستخدم هو من يختار ما يقرأ أو يشاهد، بل أصبحت المنصات هي التي تختار له، مستندة إلى نماذج ذكاء اصطناعي ترصد سلوكه وتُحلّل انفعالاته ومدى تفاعله وحتى ميوله العاطفية والسياسية، وكافة ما يتصل به. وهو ما يجعلنا أمام وهم قائم على شعور المستخدم بالحرية الرقمية، إذ يقرر متى يستكمل قراءة منشور مشاهدة فيديو أو إبداء مشاعره تجاه محتوى ما، غير أن الواقع يؤكد على أن هذه المنصات أعادت صياغة وعينا بطريقة هادئة وممنهجة.
فالخوارزميات الحديثة تعتمد على تغذية المستخدم بالمحتوى الذي يُثير اهتمامه ويُعزز قناعاته، مما يؤدي إلى تكوين ما يُعرف بـ"غرف الصدى"؛ إذ يسمع الأفراد فقط ما يتفق مع آرائهم، وكأننا نعيد تشكيل نظريات دوامة الصمت ولكن بنمط معاصر؛ فبينما نظن أننا نُكوّن آراءنا بحرية، نكون في الواقع نتلقّى واقعًا مصممًا بعناية من قبل أنظمة ذكية تهدف إلى زيادة التفاعل لا الحقيقة.
لقد تحوّل الذكاء الاصطناعي في هذه المنصات من أداة تحليل إلى قوة موجهة للرأي والسلوك، تُعيد رسم المشهد العام وتؤثر في اتجاهات التصويت والمواقف الاجتماعية وحتى القيم الثقافية.
ولا يقتصر التأثير على ما نقرأ أو نشارك، بل يمتد إلى كيفية إدراكنا للعالم. فالمحتوى المُولّد آليًا والمقاطع المعدّلة بالذكاء الاصطناعي (deepfakes) تُسهم في خلق بيئة ضبابية يصعب فيها التمييز بين الحقيقة والتزييف، مما يُضعف الثقة في الإعلام التقليدي ويزيد من هشاشة الوعي الجمعي. وهو ما بتنا نراه اليوم بكثرة عبر عدد مئات بل وملايين المقاطع التي يدور حولها جدل كبير حول ما إذ كانت حقيقية أو مولدة بالذكاء الاصطناعي، وهو ما يجعل البسطاء وقليلي الخبرة بالتقنية فريسة سهلة المنال. خاصة بعدما أثبتت دراسات عدة أن الخوارزميات تميل إلى تضخيم المحتوى المثير للجدل والانفعالات الحادة لأنها تزيد من وقت البقاء على المنصة، حتى لو كان ذلك على حساب الاستقرار الاجتماعي أو الحوار العقلاني.
من هنا، لم يعد السؤال الذي نطرحه على أنفسنا حول مدى "ذكاء| هذه الأنظمة، بل عن مدى "مسؤوليتها". فالمجتمعات التي لا تضع أطرًا أخلاقية وتشريعية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام، تُخاطر بترك الرأي العام رهينة لمعادلات رياضية وأتمتة بلا ضمير.
وفي النهاية يجب علينا التأكيد على كون الذكاء الاصطناعي لن يتوقف عن التطور، لكن علينا أن نحدد له وجهته. فإما أن يكون أداة للتنوير والتنوع المعرفي، أو يتحول إلى "محرر خفي" و"صانع رأي" لا يملك ذرة ضمير، وبالتالي يمكنه إعادة تشكيل وعينا دون أن نشعر. وهنا يجب ان يتحد صُنّاع السياسات والإعلاميين والأكاديميين معًا، للحفاظ على المسافة الآمنة بين الإنسان والخوارزمية... بين حرية التفكير وبرمجة العقول.

مقالات مشابهة

  • السجن 5 سنوات للطالب المنتحل صفة أنثى لنشر مقاطع فيديو تحت اسم ياسمين
  • وزير العمل: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل مستقبل الوظائف
  • حكم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة الموظفين.. الإفتاء تجيب
  • OxygenOS 16 يصل مع OnePlus 15 .. تحول كامل نحو الذكاء الاصطناعي
  • هل أصبح الذكاء الاصطناعي هو صانع الرأي العام الجديد؟
  • سورا من OpenAI يتخطى المليون تحميل في أيام معدودة ويشعل جدلًا حول حقوق الصور والمحتوى
  • أوبن إيه آي تطور شرائحها الخاصة بالذكاء الاصطناعي
  • رئيس قناة السويس: إنشاء مصنع «مصر للقاطرات» بالتعاون مع ترسانة البحر الأحمر | فيديو
  • عندما يقفز الذكاء الاصطناعي على حواجز اللغة؟