بوابة الوفد:
2025-10-19@18:44:42 GMT

التناقض الاقتصادي في السياسات المصرية

تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT

تشهد السياسات الاقتصادية في مصر تناقضًا صارخًا بين الخطاب الرسمي الذي يتحدث عن «تشجيع الصناعة والتصدير»، وبين الإجراءات الفعلية التي تدفع بالعكس تمامًا.
فعندما تُرفع أسعار الكهرباء والغاز على المصانع في وقتٍ يعاني فيه الإنتاج الصناعي من ضعف القدرة التنافسية، فإن النتيجة الطبيعية هي تراجع الإنتاج المحلي وإغلاق خطوط التصنيع، لا زيادة التصدير كما يُفترض.


أولًا: تكلفة الطاقة وضرب القدرة التنافسية
يمثل بند الطاقة ما بين 25 إلى 50% من تكلفة الإنتاج في الصناعات الكيماوية والمعدنية والغذائية. ومع كل زيادة في أسعار الكهرباء أو الغاز الطبيعي، تفقد المصانع المصرية قدرتها على المنافسة أمام نظيراتها في تركيا أو الهند أو الصين، حيث تتلقى هذه الصناعات دعمًا أو أسعارًا تفضيلية للطاقة.
وفي المقابل، لا تقدم الحكومة المصرية دعمًا مماثلًا ولا تخفيضات موجهة للصناعات التصديرية، رغم أن هذه القطاعات تمثل المصدر الأساسي للعملة الصعبة.

ثانيًا: الانفتاح التجاري غير المنضبط
في الوقت نفسه، تقوم الحكومة بإلغاء أو تخفيف القيود الجمركية والرقابية على السلع المستوردة، بحسب الاتفاقيات الدوليه التي أقرتها مجالس النواب المتتاليه منذ عقود والتي أقرت بالأساس لرفاهية الشعوب وليس العكس والتي فتحت السوق المصري على مصراعيه أمام المنتجات المستورده بالمجان دون أدنى فائده على الاقتصاد المصري إلا أن هذا التوجه، في ظل ارتفاع تكلفة الإنتاج المحلي، يؤدي إلى إغراق السوق بالسلع المستوردة الأرخص، مما يضغط على المصانع المصرية ويؤدي إلى إغلاقها أو خفض طاقتها التشغيلية.

ثالثًا: أثر مزدوج على الفجوة الدولارية

بدل أن تؤدي هذه السياسات إلى تقليل الفجوة الدولارية كما يُعلن، نجدها تزيد الضغط على ميزان المدفوعات؛ لأن تراجع الإنتاج يقلل الصادرات، في حين يزداد الاعتماد على الواردات. أي أن الدولة تخسر في الجانبين
لا تحقق وفرًا في الدولار من التصدير.
وتستهلك المزيد من الدولار في الاستيراد
على سبيل المثال، صناعة الصودا الكاوية في مصر، وهي صناعة أساسية تدخل في مئات المنتجات الكيميائية، تعاني من ارتفاع كبير في تكلفة الطاقة والتمويل المحلي، في حين تُستورد الصودا الكاوية التركية بأسعار أقل بنحو 25–30%.
النتيجة: المنتج المحلي يصبح غير قادر على المنافسة داخل بلده، وتتحول مصر من منتج شبه مقيد إلى مستورد صافي
خلاصة القول إن ماتحتاجه الصناعة المصرية ليس المزيد من الوعود، بل اتساق السياسات الاقتصادية:
أسعار طاقة تناسب الصناعة المنتجة والمصدّرة.
حماية تجارية ذكية لا تعني الانغلاق بل ضمان المنافسة العادلة.
تمويل صناعي منخفض التكلفة بدلًا من أعباء الفائدة المرتفعة.
فمن دون هذه المراجعة الجذرية، ستظل الصناعة المصرية تدور في حلقة مفرغة من الوعود والتراجعات، بينما تزداد الأسواق امتلاءً بالمنتج الأجنبي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السياسات الاقتصادية الخطاب الرسمي الصناعة والتصدير

إقرأ أيضاً:

شعبة المخابز: تقدمنا بمذكرة لإعادة النظر في تكلفة إنتاج الخبز التمويني

قال خالد صبري، المتحدث باسم شعبة المخابز باتحاد الغرف التجارية إنه بالرغم من التوقعات بارتفاع أسعار الخبز السياحي بنسب 10-15% بعد رفع أسعار المحروقات؛ لكن لامساس بأسعار الخبز التمويني البلغ سعر الرغيف 20 قرشاً.

زيادة في أسعار السولار 

وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الصورة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة "النهار": "جرت العادة من الحكومة أن تتحمل التأثيرات وتمتصها حتى لايمس الخبز المدعوم وأصبح برتوكول أي زيادة في أسعار السولار تتحملة الدولة كاملا".


أردف: "جرت العادة أن يصدر بيانا يوم الاثنين من الحكومة بهذا الشان بعد رفع أسعار السولار وأن تعلن تحملها لفارق رفع أسعار السولار وتعوض صاحب المخبز بأثر رجعي منذ قرار رفع السعر بفارق التكلفة أي جنيه أتدفع بعد زيادة المحروقات بناخده نقدي".

«استخدامات مذهلة لصودا الخبز».. 10 حيل منزلية غير متوقعة تجعل حياتك أسهل وأنظفرئيس شعبة المخابز: زيادة الوقود لن تؤثر على سعر الخبز المدعم


وكشف "صبري" في معرض تعليقه على تكلفة إنتاج خبز التموين أن الشعبة تواصلت مع وزير التموين بمذكرة حول تكلفة إنتاج خبز التموين وأن الوزير  كلف لجنة ببحث الأمر وننتظر رداً من الحكومة في غضون عشرة أيام قائلاً: "طلبنا إعادة النظر في تكلفة الخبز المدعم كل حاجة غليت وكل مدخلات الانتاج زادت وإحنا معنا تكلفة ثابتة حيث تبلغ التكلفة حاليا 390 جنيهاً في الجوال ونحن نطالب 450 جنيها للجوال لثلاثة أنواع  من أنواع من  الخبز".


لافتاً إلى أن اللجنة المشكلة وعدت الشعبة بأن يتم النظر في الأمر خلال أكتوبر الجاري قائلاً: “نتمنى يخرج خبر سعيد لاصحاب المخابز وأنا بتكلم عن تكلفة الانتاج وليس سعر الخبز التمويني لأنه لامساس بسعره”.

طباعة شارك الخبز أسعار الخبز أسعار الخبز السياحي شعبة المخابز اتحاد الغرف التجارية

مقالات مشابهة

  • تستهدف 16 قطاعًا.. مبادرات وزارة الصناعة تُخفّض تكاليف المصانع الوطنية وتعزّز تنافسيتها
  • صناعيون: ازدهار الصناعة الأردنية مفتاح لجذب الاستثمارات وتوفير الوظائف
  • تيسيرات جديدة حتى 2026 لدعم الصناعة.. إشادة برلمانية بقرار كامل الوزير لإنعاش المصانع المتعثرة
  • شعبة المخابز: تقدمنا بمذكرة لإعادة النظر في تكلفة إنتاج الخبز التمويني
  • خبير: التيسيرات الجديدة للمشروعات المتعثرة تعيد الحياة للمصانع
  • برلماني: المبادرات التمويلية منخفضة التكلفة ركيزة أساسية للنهوض بالصناعة
  • الشاهد: استئناف مبادرة تمويل الصناعة الميسرة خطوة استراتيجية لدعم الاقتصاد الوطني
  • انطلاق بطولة قطر المحلية الخامسة لجمال الخيل العربية من "الإنتاج المحلي" غدا
  • الحكومة ترفع أسعار البنزين والسولار وتثبتها لعام كامل.. خطة شاملة لتحقيق الاستقرار في سوق الطاقة ودعم الإنتاج المحلي| خبير يعلق