بعد انقلاب مدغشقر.. جيل زد يطالب بدور في رسم المستقبل
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
عندما انضم عقيد في الجيش النخبوي إلى احتجاجات جيل زد في مدغشقر مطلع هذا الشهر، مما أجبر الرئيس على الفرار من البلاد، شعرت أوليفيا رافيتيسون، قائدة حركة الشباب، بالارتياح لوجود حماية من رجال يحملون السلاح، بعد أسابيع من القمع الرسمي.
قالت "قال لنا: نحن مع الشعب، سنساعدكم، نحن إلى جانبكم. كان الملغاشيون يتوحدون من أجل قضية واحدة"، في إشارة إلى الاحتجاجات ضد انقطاع الكهرباء والماء التي تحولت إلى انتفاضة ضد الرئيس أندري راجولينا.
بعد أيام، أعلن العقيد مايكل راندريانيرينا أن الجيش بات في موقع القيادة.
قالت رافيتيسون (28 عامًا) "انتقل الأمر من حماية الشعب إلى السيطرة على السلطة. لا أقول إنني ضد ذلك… لكنني أشعر ببعض التردد".
وقد أدى راندريانيرينا اليمين رئيسًا يوم الجمعة، بعد 3 أيام فقط من توليه السلطة إثر المظاهرات التي أطاحت بسلفه. وأعلن أن الجيش سيحكم إلى جانب حكومة مدنية لمدة تصل إلى عامين قبل تنظيم انتخابات جديدة.
جيل زد: نريد تغيير النظام لا تبديل الرئيسرافيتيسون، قائدة حركة "مجموعة جيل زد"، وهي ائتلاف من عدة مجموعات احتجاجية، ليست الوحيدة التي تشعر بالتردد تجاه رجل يرتدي الزي العسكري يملأ الفراغ السياسي الذي خلّفه رحيل راجولينا. كثيرون يتساءلون إن كانت مطالبهم ستُؤخذ بعين الاعتبار أم تُهمَل كما في السابق.
في ليلة الانقلاب، استقبل راندريانيرينا قائدة الحركة رافيتيسون وشخصيات بارزة من جيل زد. قالت "قال لنا: نحن نستمع إليكم"، لكن الجنود كانوا مرهقين وأنهوا الحديث سريعًا، مقترحين استكماله لاحقًا.
وأضافت "آمل أن يتابعوا الأمر. لأن هذه ليست نهاية النضال: نحن نقاتل من أجل تغيير النظام، لا مجرد تنصيب رئيس بدلا من آخر".
ويواجه شباب مدغشقر، بمتوسط عمر يبلغ 19 عامًا، سلسلة من المشاكل الناتجة عن سوء إدارة متعاقبة من رجال أكبر سنا.
حتى راجولينا، الذي كان أصغر رئيس في العالم عند توليه السلطة بانقلاب عام 2009، خيّب آمال الشباب بفشله في تحقيق الازدهار أو توفير الخدمات الأساسية حتى أُطيح به في الخمسينيات من عمره.
إعلانوتُظهر بيانات البنك الدولي أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في مدغشقر انخفض إلى النصف تقريبًا بين الاستقلال عن فرنسا عام 1960 وحتى 2020، لتصبح من الدول القليلة التي تدهورت أوضاعها الاقتصادية خلال تلك الفترة.
وقد شهدت البلاد عدة فترات من الحكم العسكري أو الهيمنة العسكرية، انتهت غالبًا بنتائج كارثية على الاقتصاد.
واليوم، تكتظ شوارع أنتاناناريفو بالباعة والمتسولين الذين يكافحون لكسب قوتهم.
قالت أليشيا أندريانا، من جمعية الطلبة الملغاشيين، في نادٍ وسط المدينة يستخدم كمركز اجتماعات لحركات جيل زد نهارًا "الجميع يستغل النظام، لا أحد يهتم. حتى لو مات الناس جوعًا، لا يعني لهم شيئًا".
أندريانا أعربت عن امتنانها لتدخل الجيش، لكنها عندما سُئلت إن كانت راضية عن النتيجة، أجابت "لا، ليس حقا. ليس بعد، لأننا لم نحصل على ما طلبناه. طلبنا الماء والكهرباء والطعام الكافي لكل أسرة"، مضيفة أن قادة الانقلاب بحاجة إلى "إرساء نظام جديد يغيّر الحياة في مدغشقر".
بعض مكونات حركة جيل زد في مدغشقر تشعر بالقلق من احتمال استمرار الحكم العسكري.
فقد حذرت مجموعة فيسبوك تُدعى "جيل زد تونغا ساينا"، تضم 18 ألف عضو، مساء الخميس من أن الجيش "يحمي مصالح النظام، لا مصالح الشعب".
وقالت كيتاكاندريانا رافيتوسون، نائبة رئيس منظمة الشفافية الدولية، التي ساهمت في تنظيم بعض الاحتجاجات الأولية، وهي ملغاشية، إن الانقلابات غير مرغوبة دائمًا للديمقراطية، لكن في هذه الحالة، كان هناك "عدم استعداد واضح من القادة السياسيين لمعالجة المظالم"، أعقبه قمع عنيف ثم فرار الرئيس دون بديل مدني موثوق.
وأضافت "كانت وحدة مسلحة منظمة هي المؤسسة الوحيدة القادرة عمليا، وبسرعة، على وقف إراقة الدماء وإعادة فتح المجال المدني".
ومع ذلك، فإن نشطاء الشباب الجدد في مدغشقر لن ينتظروا إلى الأبد لاستعادة المجال المدني الذي ناضلوا من أجله.
قال تولوترا أندريانيرينا، المتحدث باسم حملة جيل زد (23 عامًا) "لا يمكننا التأكد من أن الحكومة العسكرية ستستمع، لكن يمكننا أن نأمل".
وأضاف "سنعود إلى الشوارع. فعلناها مرة، ويمكننا فعلها مرة أخرى إذا لزم الأمر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات فی مدغشقر جیل زد
إقرأ أيضاً:
قائد انقلاب مدغشقر يتعهد بـتغيير عميق بعد تنصيبه رئيسا
تعهد العقيد مايكل راندريانييرينا، قائد الانقلاب في مدغشقر، بتحول جذري في البلاد، وذلك خلال مراسم تنصيبه رئيسا للبلاد.
وكان الرئيس السابق أندري راجولينا قد فرّ الثلاثاء الماضي بعد أسابيع من التظاهرات الشعبية الحاشدة، احتجاجا على نقص الكهرباء والمياه.
وفي تطور سياسي سريع، أدى العقيد مايكل راندريانييرينا اليمين الدستورية رئيسا للبلاد أمس الجمعة، خلال جلسة رسمية في المحكمة الدستورية العليا بالعاصمة أنتاناناريفو.
وجاء تنصيب راندريانييرينا بعد 3 أيام فقط من الإطاحة بالرئيس السابق أندري راجولينا، الذي فرّ إلى الخارج عقب أسابيع من احتجاجات شعبية واسعة قادها شباب من الجيل الجديد، احتجاجا على نقص المياه والكهرباء وتدهور الأوضاع المعيشية.
وفي أول خطاب له بعد التنصيب، وعد الرئيس الجديد بـ"تغيير عميق" في البلاد، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستكون انتقالية تمتد من 18 شهرا إلى عامين، تنتهي بإجراء انتخابات وطنية.
وقال راندريانييرينا: "تحملنا المسؤولية، وسنقود مدغشقر نحو إعادة تأسيس الجمهورية"، مشددا على أن الجيش سيبقى الضامن الوحيد للاستقرار خلال هذه الفترة.
وقد أعلن العقيد، الذي يقود وحدة عسكرية نخبوية، حل جميع المؤسسات باستثناء الجمعية الوطنية، في خطوة أثارت انتقادات دولية واسعة.
فقد دانت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي الانقلاب، وأعلنت الأخيرة تعليق عضوية مدغشقر حتى استعادة النظام الدستوري.
من جهته، رفض الرئيس السابق راجولينا الاعتراف بشرعية الانقلاب، رغم تصويت البرلمان على عزله، واعتبر ما حدث "انتهاكا للديمقراطية"، حسب تصريحات نُقلت عنه في وسائل إعلام دولية.
إعلانوتأتي هذه التطورات في ظل أزمة سياسية واقتصادية خانقة تعيشها مدغشقر، وسط دعوات دولية لضمان انتقال سلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان والمؤسسات الديمقراطية.