هل زيارة أهل البيت تخالف السنة؟ أستاذ فقه بجامعة الأزهر يوضح
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
تثار كثير من التساؤلات حول مدى توافق زيارة أهل البيت، خاصة المقامات الشريفة كالإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة، مع السنة النبوية الشريفة، خصوصًا في ضوء الحديث الشريف: «لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى».
. ملتقى بالأزهر اليوم
وتناول الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، في هذا التقرير توضيحًا مفصلاً لمعنى هذا الحديث الشريف، ويوضح موقف الشريعة الإسلامية من زيارة أهل البيت، مبينًا الفرق بين مفهوم شد الرحال للصلاة في مساجد معينة، وزيارة القبور والمقامات للبركة والتواصل الروحي.
1. فهم الحديث الشريف: ما المقصود بـ "لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد"؟وقال الدكتور هاني تمام إن الحديث الذي ينهى عن شد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد لم يُقصد به النهي العام عن السفر أو الزيارة، وإنما هو نهي خاص بغرض الصلاة وطلب الثواب المضاعف.
وأوضح أن الصلاة في جميع المساجد لها أجر، لكن النبي صلى الله عليه وسلم خصّ المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى بفضل مضاعف، ولذلك شد الرحال إليها طلبًا لهذا الثواب.
أكد أستاذ الفقه أن فهم الحديث بشكل عام يشكل تناقضًا مع نصوص شرعية أخرى تحث على السفر لأسباب مشروعة كالزيارة، طلب العلم، العلاج، وصلة الرحم.
ولذلك، فإن الحديث لا يمنع الإنسان من شد الرحال لزيارة والديه، أو لمصالح مهمة، ومن بينها زيارة القبور والمقامات، التي لا تهدف إلى الصلاة هناك، بل إلى المحبة والدعاء والتبرك.
يوضح الدكتور تمام أن زيارة المقامات الشريفة لأهل البيت، مثل سيدنا الحسين أو السيدة زينب أو السيدة نفيسة، لا تُعد مخالفة للسنة لأنها لا تهدف إلى طلب الثواب المضاعف للصلاة، بل هي نوع من أنواع التعبد والتقرب إلى الله بالتبرك والذكر والدعاء.
ويقول إن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهَ عن زيارة القبور أو آل البيت، بل أوصى بها لما لها من أثر روحي وتذكير بالآخرة.
4. قواعد فهم الأحاديث: جمع الروايات لمعرفة المقصد الحقيقييشدد الدكتور هاني تمام على أهمية جمع الأحاديث المتعلقة بموضوع معين وعدم فهمها بمعزل عن بعضها البعض.
ويشير إلى قاعدة فقهية مهمة تقول: «الحديث إذا لم تُجمع طرقه لم يظهر فقهه»، أي أنه لفهم مقصد النبي صلى الله عليه وسلم لا بد من دراسة كل الروايات ذات الصلة وتحليلها ضمن سياقها الشرعي.
التفرقة بين الصلاة وطلب الثواب والزيارة الروحيةفي الختام، يؤكد أستاذ الفقه أن الحديث الشريف خاص بشد الرحال لطلب الأجر المضاعف في الصلاة في المساجد الثلاثة فقط، وليس نهيًا عامًا عن السفر أو زيارة القبور والمقامات.
وذكر أن زيارة أهل البيت من سنن المحبة والتواصل الروحي التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي لا تتعارض مع السنة، بل تعزز الإيمان وتذكّر بالآخرة وصلة المحبين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: زيارة أهل البيت النبی صلى الله علیه وسلم زیارة أهل البیت الحدیث الشریف زیارة القبور
إقرأ أيضاً:
هل من يطلب شيئًا من سيدنا الحسين أو السيدة زينب كافر؟.. أستاذ فقه يجيب
قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن تكفير أي مسلم لمجرد تلفظه بعبارة مثل طلب الحاجة من سيدنا الحسين أو السيدة زينب غير جائز، موضحًا أن كثيرًا من هؤلاء يفعلون ذلك بدافع المحبة أو الجهل وليس إنكارًا للعقيدة.
قاعدة العقيدة الطحاوية في الحكم على الكفرأوضح الدكتور تمام خلال حلقة برنامج "مع الناس" أن “المسلم لا يخرج من الدين إلا بجحد ما أدخله فيه”، أي لا يحكم بالكفر إلا لمن جحد الشهادتين أو أنكر الدين جحودًا قلبيًا.
الكفر محله القلب وليس مجرد التلفظاستشهد بقصة سيدنا عمار بن ياسر رضي الله عنه الذي أُكره على النطق بكلمة الكفر، فأنزل الله تعالى: «إلا من أُكره وقلبه مطمئن بالإيمان»، ليدل على أن مجرد التلفظ بعبارة ظاهرها كفر لا يعني كفر القلب.
التكفير اختصاص القضاء الشرعي فقطوشدد الدكتور تمام على أن الحكم بالكفر من اختصاص القضاء الشرعي وليس للأفراد أو العامة إصدار مثل هذه الأحكام، مشيرًا إلى خطورة تبعات التكفير التي تستوجب التريث وحسن الظن وتعليم الناس بالحكمة والموعظة الحسنة.