فعاليات ثقافية وتوعوية متنوعة بمواقع قصور الثقافة في الغربية
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
شهدت العديد من المواقع الثقافية بمحافظة الغربية، اليوم الثلاثاء، إقامة مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة الفنية والتوعوية، التي نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وذلك في إطار برامج وزارة الثقافة، وبالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم والأوقاف.
تضمنت الفعاليات عقد محاضرة توعوية بعنوان "الإدمان والشباب"، أقيمت بمكتبة إبيار الثقافية، بحضور عدد من طالبات مدرسة الشهيد عبد الحميد غبارة الإعدادية، تحدث خلالها الشيخ أحمد المزين، الإمام والخطيب بمديرية أوقاف الغربية، مؤكدًا أن النفس البشرية أمانة يجب الحفاظ عليها وحمايتها من كل ما يؤذيها، مشيرًا إلى أن تعاطي المواد المخدرة أمر محرم شرعًا في جميع الديانات السماوية، لما له من أضرار صحية وسلوكية خطيرة تدفع الإنسان إلى ارتكاب الجرائم.
وفي سياق متصل، تناولت محاضرة قصر ثقافة غزل المحلة قضية زواج القاصرات، حيث أوضحت هبة المكاوي، مدرب التنمية البشرية، أن من أبرز أسباب الظاهرة بعض العادات والتقاليد السائدة بالمجتمع، خصوصًا في المناطق الريفية، خوفًا من تأخر الزواج، مؤكدة أن الزواج المبكر يؤدي إلى التسرب من التعليم، وضعف قدرة الفتاة على تحمل مسؤولية الأسرة، فضلًا عن انعكاساته النفسية السلبية، مثل الاكتئاب والشعور بعدم الاستقرار النفسي.
تأتي هذه الفعاليات ضمن أجندة أنشطة شهر أكتوبر، حيث تواصل المواقع الثقافية بالغربية، برئاسة وائل شاهين، تنفيذ برامجها التثقيفية والفنية وورش الحكي للأطفال، تحت إشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة محمد حمدي، وذلك بمشاركة عدد من المواقع الثقافية، من بينها: قصر ثقافة الطفل بطنطا، ومكتبة كفر حجازي، وبيت ثقافة قطور، ومكتبة كفر كلا الباب، ومكتبة قرية الأطفال، ومكتبة سمنود، وبيت ثقافة زفتى.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: طنطا الغربية وزارة الثقافة قصور الثقافة غزل المحلة الإدمان زواج القاصرات خالد اللبان إقليم غرب ووسط الدلتا وائل شاهين التوعية الثقافية
إقرأ أيضاً:
حاجتنا إلى ثقافة التكنولوجيا
ما دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع هو تلك الظواهر المعيبة في أساليب تعاملنا مع التكنولوجيا في عالمنا العربي بوجه خاص؛ ذلك أننا نعرف أن هناك أدبيات تتعلق بثقافة التكنولوجيا وأخلاقها التي تقنن أساليب التعامل معها وتدعونا إلى الالتزام بها، ولكننا في الوقت ذاته نرى في عالمنا العربي أن هذه الأدبيات المتعارف عليها يُضرب بها غالبًا عرض الحائط في نوع من الغفلة أحيانًا والجهالة في معظم الأحيان، والجهالة تعني الافتقار إلى الثقافة بوجه عام. والحقيقة أن أسلوب التعامل مع التكنولوجيا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بثقافة المرء، والرأي عندي هو أن الشعوب التي لا تصنع التكنولوجيا أو تسهم في صنعها هي عمومًا الشعوب التي تسيء استخدام التكنولوجيا: فمَن يصنع شيئًا يعرف الغاية التي من أجلها صنعه (حتى إن كان قد صنعه من أجل أغراض شريرة)، ولكن الآخرين الذين لا يصنعونه، ثم لا يعرفونه ولا يحسنون استخدامه يكونون في تعاملهم معه أشبه بالأطفال الذين يعبثون بالأشياء من حولهم. وكأنها لعبة يلهون بها. والواقع أن إساءة استخدام التكنولوجيا لها تجليات عديدة في عالمنا العربي لعل أشهرها وأهمها إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وإساءة استخدام الذكاء الاصطناعي في واقعنا الراهن. وسوف أحاول باختصار الكشف على التوالي عن أهم مَواطن الخلل في التعامل مع كلا المجالين:
لا شك في أن مواقع التواصل الاجتماعي هي من أهم إنجازات التكنولوجيا في حياة الناس الإنسانية والعملية أيضًا؛ لأن هذه المواقع قد سهلت عملية الاطلاع على المعلومات والأخبار المتداولة يوميًّا، بل لحظة بلحظة، كما أنها سهلت عملية التواصل مع الأحبة من الأقرباء والأصدقاء، خاصةً حينما يكونون في أمكنة نائية عنا. من أشهر هذه المواقع: الفيس بوك والواتس آب. ولكن حتى من هذه الناحية؛ فإننا يمكن أن نتساءل: هل ساهمت هذه المواقع بالفعل في تحقيق تلك الغايات من خلال استخدامنا لها في واقعنا العربي المعيش؟ الواقع الذي نراه في حياتنا اليومية أن استخدام أكثر الناس لهذه المواقع قد أثر تأثيرًا سلبيًّا على العلاقات بين ذوي القربى والأحبة، وعلى القيم الاجتماعية التي كانت كائنة فيما بينهم؛ فقليل الكلام عبر هذه المواقع يكفي عوضًا عن اللقاءات الحميمة بينهم، وعما كان يجمعهم في الأفراح والأتراح والمناسبات الاجتماعية العديدة كالأعياد وغيرها. بضع كلمات تكفي بديلًا عن الحضور الحي للشخص نفسه!
وهناك سوءة أخرى شائعة في استخدام هذه المواقع، وهي أنه قلما -بل من النادر جدًا- أن يتم استخدام هذه المواقع في إشاعة علم أو فكر أو فن ما، بل يتم استخدامها عادةً من أجل ترويج المستخدم لنفسه.
ولا شك في أن ترويج المستخدم لنفسه ربما يكون سلوكًا مشروعًا إذا كان يتعلق بإشاعة علم أو فكر أو فن ما أو تبادل الخبرات أو حتى طرفة ما من الطرائف، ولكن الشائع هو أن معظم المستخدمين يروجون بشكل يومي لأمور شخصية اعتيادية أو لأخبار تافهة تتعلق بممارساتهم في الحياة اليومية؛ ولذلك فإنهم يبحثون عن اللايكات (أو علامات الإعجاب)، بل يعرفون المقولات والصور التي يمكن أن تجتذب الإعجاب والمتابعة (ويمكن أن نلاحظ هنا ـ بشكل عارض ـ أن الصور تتفوق دائمًا على المقولات أو الكلمات من حيث القدرة على اجتذاب الإعجاب، وهذه الملاحظة العامة والعارضة ربما تستحق تأملًا خاصًا بها في سياق آخر).
وبذلك نجد أن هذه المواقع في عالمنا ـ خاصةً الفيس بوك ـ تبدو مزدحمة بالكثير من التفاهات التي يجب الاستغناء عنها، بل إنك قد تجد نفسك مقحمًا داخل موقع يقوم بإنشائه شخص ما، فتجده مرتعًا لكل من هب ودب، ولكل من يريد أن ينشر شيئًا ما وإن كان تافهًا. ولا غرابة في أن هؤلاء يمضون ساعات بالليل والنهار في متابعة هذه المواقع والتعامل معها بما لديهم من أساليب الاستخدام الاحترافي للتكنولوجيا، ولكنهم في الحقيقة يكونون غافلين عن أن مثل هذا الاستغراق الدائم يصيبهم في النهاية بحالة من التبلد الذهني والسطحية التي تصبح سمة لشخصياتهم.
الأخطر من ذلك هو سوء استخدام الذكاء الاصطناعي الذي أصبح أكثر أشكال التكنولوجيا فتنةً في عصرنا. ولا أريد أن أتحدث هنا عن مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي والإبداع عمومًا (فلقد سبق أن تناولت ذلك كله في مقالات عديدة بهذه الجريدة الرصينة)، وإنما أريد أن أقتصر هنا على التنويه إلى التأثير الاجتماعي الضار بسبب سوء استخدام الذكاء الاصطناعي، خاصةً لدى أجيال الشباب ممن يفتقرون إلى الثقافة أو إلى التواصل الاجتماعي الحقيقي في واقعهم المعيش.
ومن ذلك أننا أصبحنا نجد أشخاصًا يتواصلون مع الذكاء الاصطناعي أو الآلي بأن يسألونه أسئلة ليجيب عنها من قبيل: هل يصلح هذا الشخص لأن أتزوج به؟ أو تسأل فتاة ما الآلة (بدلًا من أمها) عن الكيفية التي ينبغي أن تتصرف بها حيال موقف أو خلاف ما مع صديقتها؟ وهنا يحق لنا أن نتساءل: ما الذي يخلق هذه الحالة من سوء الاستخدام: هل هو الواقع نفسه أم الآلة نفسها؟ لا شك في أن تراجع ثقافة التواصل الاجتماعي في الواقع المعيش يرجع إلى عوامل عديدة، ولكن المؤكد أيضًا أن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي بذلك النحو يسهم في تراجع هذه الثقافة، ومن ثم في ضعف الصلات الاجتماعية بين الناس؛ ولذلك فإن هناك حاجة ملحة إلى تقنين آليات استخدام هذا الذكاء.