أكثر من 52 ألف جندي مفقود في الحرب العراقية الإيرانية
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
22 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة: أفادت اللجنة الدوليَّة للصليب الأحمر في العراق، الأربعاء، بأن أكثر من (52) ألف جنديٍّ من العراق وإيران في عداد المفقودين.
وأكّدت المتحدِّث الرسميُّ للجنة الدوليَّة للصليب الأحمر في العراق، هبة عدنان، في تصريح، أنَّ عمليات تبادل الرفات تتمّ ضمن الآليَّة الثلاثيَّة التي أُنشئتْ عام (2008) بموجب مذكرة تفاهمٍ في جنيف، والتي تُتيح التعاون بين العراق وإيران لتحديد هويَّة الرفات وإعادة تسليمها إلى الجهات المختصَّة.
وأضافتْ أنَّ آخر عمليَّة تبادلٍ جرتْ في الخامس من تشرين الأول الحاليّ، إذ تمّ تسليم جثمان (70) جنديّاً عراقيّاً و(48) جنديّاً إيرانيّاً فُقدوا خلال الحرب في ثمانينيات القرن الماضي، بعد استكمال الإجراءات القانونيَّة والفنيَّة اللازمة للتثبّت من هويتهم.
وأوضحتْ عدنان أنَّ الفرق الميدانيَّة تُواجه ظروفاً صعبةً ومعقدةً بسبب وقوع مواقع الدفن في مناطق نائيةٍ أو ملوَّثةٍ بالمخلّفات الحربيَّة، فضلاً عن غياب قاعدة بياناتٍ مركزيَّةٍ موحَّدةٍ، ما يُصعِّب مطابقة المعلومات والتعرّف على الهويات بدقّة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
زيارة الأعرجي إلى طهران بين الأمن الإقليمي والانتخابات العراقية
طهران– اكتسبت زيارة مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي إلى طهران، السبت، أهمية على الصعيدين السياسي والأمني، حيث التقى خلالها بأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني.
وجاءت هذه الزيارة في وقت تشهد فيه إيران ضغوطا إقليمية متزايدة، مع احتمال نشوب حرب جديدة مع إسرائيل، وفي ظل ضعف أحد أهم حلفائها في المنطقة، حزب الله اللبناني، وفي هذا السياق، تترقب بغداد وطهران نتائج الانتخابات العراقية التي قد تؤثر على التوازنات السياسية والأمنية في المنطقة.
اتفاق دبلوماسيوقال لاريجاني في مؤتمر صحفي إن محور اللقاء كان تطوير العلاقات الاقتصادية بين إيران والعراق، مضيفًا أن الاستقرار الاقتصادي يتطلب أمنا دائما.
وأكد لاريجاني تقدير بلاده لمواقف العراق خلال حرب يونيو/حزيران بين إيران وإسرائيل، مشيرا إلى متابعة ما وصفه بـ"استغلال الولايات المتحدة وإسرائيل للأجواء العراقية"، مضيفًا أن العراق مستقل ويجب أن يكون له كامل الحرية في اتخاذ قراراته.
من جانبه، أعلن الأعرجي أنه اتفق مع لاريجاني على حل المشاكل عبر الطرق الدبلوماسية، مؤكدًا أن بلاده "لن تسمح لأي طرف أو جماعة بتهديد أمن إيران عبر الأراضي العراقية، وأن أمن إيران جزء من أمن العراق".
وأضاف أن "وقوع حرب جديدة في المنطقة لا يصب في مصلحة أحد، وأن جميع الدول يجب أن تتعاون لمنع ذلك"، مشيرًا إلى أن المنطقة عانت كثيرًا من العدوان الإسرائيلي، وأن الوقت حان لوضع حد له.
كما شدد الأعرجي على أن الحكومة العراقية تعارض بشدة استخدام العقوبات ضد أي دولة، معتبرًا أن "كل القضايا، بما فيها الخلافات مع إيران، يجب أن تُحل عبر الحوار وليس بالقوة".
احتواء الصراع المحتمليرى الباحث الإيراني في الشأن العراقي علي بيدبو أن من أبرز ما تحمله زيارة الأعرجي إلى طهران هو بحث دور العراق في أي صراع محتمل مستقبلي.
إعلانوأوضح في حديثه للجزيرة نت أن "الأعرجي -بصفته شخصية ذات علاقات وثيقة مع إيران- يُتوقع أن يكون قادرا على الحفاظ على أمن العراق، بما يمنع أي تهديدات أو هجمات قد تستهدف إيران، في ضوء التوجيهات التي تؤكد على عدم انخراط العراق في أي نزاع إقليمي".
وأضاف بيدبو أن الولايات المتحدة والعراق، ومن خلال وساطات متعددة، تمكنوا سابقا من إبقاء العراق بعيدا عن الهجمات الإسرائيلية وحتى عن استهداف قيادات الإطار التنسيقي، مشيرا إلى أن "دور الأعرجي يرتكز على متابعة الوضع الأمني في أجواء العراق، وإبلاغ السلطات الإيرانية بما يستجد، خصوصا في ظل استمرار التهديدات المحتملة ضد إيران والمنطقة".
وأشار الباحث إلى أن "العراق يسعى أيضا لشراء أنظمة صواريخ ودفاع جوي من كوريا الجنوبية، وأن بعض هذه الأنظمة وصل بالفعل، لكن مدى قدرة العراق على تشغيلها وموافقة الأمريكيين على استخدامها يظل محل تساؤل"، وأضاف "ومع ذلك، توفر هذه الأنظمة ميزة مهمة، تتمثل في قدرتها على نقل معلومات سريعة عن أي تهديد محتمل لإيران".
وبالنسبة للمجموعات المعارضة على الأراضي العراقية، أوضح بيدبو أنها تحت سيطرة الحكومة الإقليمية في كردستان والحكومة العراقية والجيش، لكنه أشار إلى أن تعيين ممثل أمريكي خاص للعراق قد يزيد من احتمالية ضغوط إضافية على الحكومة، ما قد يؤدي إلى ظهور عناصر خارج نطاق سيطرة الدولة.
وعن صلة الانتخابات، أشار الباحث إلى أن اسم الأعرجي يتردد دائما كمرشح محتمل لرئاسة الوزراء، وأن زيارته قبل أقل من شهر من الانتخابات البرلمانية لا يمكن اعتبارها منفصلة عن المشهد الانتخابي، إذ قد تسعى إيران من خلالها إلى متابعة الوضع الأمني والسياسي والاستحقاق الانتخابي القادم في العراق، إلى جانب القضايا الأمنية السابقة.
على هامش اللقاء مع السيّد قاسم الأعرجي، مستشار الأمن القومي العراقي | المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني | ١٨ تشرين الأوّل ٢٠٢٥ pic.twitter.com/xsH5pjXGVz
— Ali Larijani | علی لاریجانی (@alilarijani_ir) October 20, 2025
ترتيب البيت الشيعيتحمل زيارة الأعرجي دلالات سياسية واستراتيجية، فثمة مراقبون يرون أن طهران تهدف من خلال هذا اللقاء إلى تعزيز علاقاتها مع القوى السياسية العراقية المؤثرة، خصوصا القوى الموالية لها أو المشاركة في الحكومة الحالية.
بالتالي، يمكن قراءة زيارة الأعرجي ليس فقط كخطوة لتعزيز التعاون الثنائي، بل كتحضير مسبق لساحة الانتخابات العراقية، حيث تسعى طهران إلى ضمان وجود حلفاء سياسيين يدعمون توجهاتها في البرلمان والحكومة المقبلة.
في هذا السياق، قال الباحث السياسي الإيراني عرفان بجوهنده إن طهران تسعى حاليا إلى تعزيز الإجماع داخل البيت الشيعي في العراق، مع الحفاظ على حضور القوى المختلفة مثل التيار الصدري، دون التركيز على دعم شخصية محددة لرئاسة الحكومة.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن "إيران تركز على إدارة الخلافات داخل الساحة الشيعية، وصياغة توافق عام، بما يضمن استقرار المشهد السياسي، أكثر من محاولتها فرض أجنداتها بشكل مباشر".
وأشار بجوهنده إلى أن "طهران باتت تفضل العمل ضمن إطار تحالفات أوسع واستراتيجيات دبلوماسية، بدلا من التحركات المباشرة أو الإجراءات الفجّة، مما يعكس نهجا أكثر هدوءا واستقرارا في إدارة الملفات العراقية".
إعلانوفيما يتعلق بالشخصيات السياسية، أوضح بجوهنده أن إيران تركز على قدرة أي شخصية على تحقيق إجماع واسع داخل الطيف الشيعي، "فإذا نجح أي رئيس وزراء في جمع القوى الشيعية حوله، فسيجد دعما في إطار هذا التوافق، أما إذا لم يتحقق ذلك، فالأولوية تكمن في الحفاظ على استقرار الوضع العام في بغداد، دون انحراف كامل نحو أي أجندة خارجية" وفق رأيه.
واختتم بالقول إن "طهران تسعى حاليا إلى إدارة الملف العراقي عبر التفاهم الإقليمي ومنطق التهدئة، مع التركيز على تعزيز الاستقرار السياسي، بدلا من الانخراط في تحركات راديكالية أو مفاجئة، كما كان الحال في الماضي".