أمازون تكشف عن نظارات ذكية لسائقي التوصيل

أعلنت شركة أمازون رسميًا عن تطوير نظارات ذكية مخصصة لسائقي التوصيل، لتكون أداة مستقبلية تعتمد على الرؤية الحاسوبية وتقنيات الذكاء الاصطناعي في توجيه السائقين وتحسين دقة وكفاءة عمليات التسليم.

تأتي هذه المبادرة بعد سلسلة من التقارير السابقة التي كشفت عن مشروع داخلي تطوره أمازون منذ أشهر، يهدف إلى إعادة تصميم تجربة السائقين الميدانيين وتقليل اعتمادهم على الهواتف أثناء العمل.

ووفقًا لبيان الشركة، فقد شارك مئات السائقين في اختبارات النماذج الأولية للنظارات خلال العام الجاري، لتجميع الملاحظات وتحسين الأداء قبل الإطلاق الرسمي المنتظر.

تبدأ النظارات الذكية في العمل تلقائيًا بمجرد أن يركن السائق سيارته. ومن خلال الكاميرات المدمجة المزودة بخوارزميات ذكاء اصطناعي، تتعرف النظارات على الطرود تلقائيًا وتعرض قائمة التسليم على شاشة عرض شفافة أمام العين (HUD). كما يمكن للنظام التأكد من أن السائق سحب الطرد الصحيح قبل مغادرة المركبة، ما يقلل الأخطاء ويختصر الوقت.

وعند مغادرة السائق للمركبة، تعرض النظارات إرشادات دقيقة للوصول إلى موقع التسليم، بما في ذلك الاتجاهات خطوة بخطوة وتحذيرات من أي مخاطر في الطريق، سواء كانت عوائق أو مناطق مغلقة. كما تساعد السائقين في التنقل داخل المباني السكنية المعقدة عبر توجيهات مرئية تفاعلية.

الميزة الأبرز في هذه التقنية هي قدرتها على الاستغناء عن استخدام الهواتف الذكية أثناء القيادة أو التسليم. فكل شيء يظهر مباشرة أمام نظر السائق، من خريطة الطريق إلى تفاصيل الطرود، ما يعزز السلامة ويمنع التشتيت.

تأتي النظارات ضمن منظومة متكاملة تشمل سترة ذكية مزودة بجهاز تحكم وزر طوارئ، يتيح للسائقين طلب المساعدة فورًا في حال وقوع أي حادث أو ظرف طارئ. وتحتوي المنظومة على بطارية قابلة للاستبدال تكفي ليوم عمل كامل، كما يمكن تخصيص العدسات لتكون طبية أو انتقالية حسب الحاجة.

تعمل أمازون حاليًا على تطوير نسخة مستقبلية أكثر تطورًا من هذه النظارات، ستكون قادرة على تحذير السائق عند تسليم طرد إلى عنوان خاطئ، أو عند اكتشاف وجود مخاطر محيطة مثل حيوانات أليفة في ساحة المنزل أو عوائق غير متوقعة في الطريق.

وخلال إعلانها عن الجهاز ضمن فعالياتها السنوية، أكدت بيريل توماي، نائبة رئيس قسم النقل في أمازون، أن النظارات الجديدة "تقلل الحاجة إلى إدارة الهاتف والطرد في وقت واحد، وتساعد السائقين على التركيز الكامل في الطريق". 

وكشفت أن التجارب الميدانية أظهرت توفيرًا في الوقت يصل إلى نحو 30 دقيقة لكل مهمة تسليم، مما يمثل تطورًا كبيرًا في كفاءة العمليات اليومية.

وأضافت توماي أن المشروع يمثل "خطوة نحو بيئة عمل أكثر ذكاءً وأمانًا"، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي هو تمكين السائقين من أداء مهامهم دون تشتيت، مع دعم اتخاذ القرارات في الوقت الفعلي عبر واجهة مرئية بديهية.

ورغم أن أمازون لم تعلن رسميًا عن نيتها طرح نظارات ذكية للمستهلكين، إلا أن تقارير موقع The Information أشارت إلى أن الشركة تعمل على نموذج موجه لعامة المستخدمين، يُتوقع إطلاقه في أواخر عام 2026 أو مطلع 2027.

ويعكس المشروع توجه أمازون نحو دمج الأجهزة القابلة للارتداء في بيئة العمل والخدمات اليومية، لتكون جزءًا من منظومة ذكية تتكامل فيها البيانات، والتوصيل، والتحليل في وقت واحد. وبينما تتجه شركات مثل جوجل وتسلا إلى السيارات الذاتية والطائرات المسيرة، تراهن أمازون على منظور مختلف — مستقبل يبدأ من عيون السائقين أنفسهم.

بهذا الابتكار، تؤكد أمازون أنها لا تسعى فقط لتسريع عملية التسليم، بل لإعادة تعريف مفهوم الكفاءة الميدانية باستخدام الذكاء الاصطناعي، واضعةً معايير جديدة قد تغيّر وجه قطاع الخدمات اللوجستية حول العالم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نظارات ذکیة

إقرأ أيضاً:

مراقبة الموظفين بالذكاء الاصطناعي.. الإفتاء تكشف الحكم

الذكاء الاصطناعي يُعد من أبرز إنجازات العصر الحديث، وثمرةً من ثمار العقل الذي أودعه الله في الإنسان، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾ [البقرة: 29]. فهو تسخير إلهي لخدمة البشر، إذا استُعمل في الخير وضُبط بضوابط الشرع.

مراقبة الموظفين بالذكاء الاصطناعي

أكدت دار الإفتاء المصرية أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل لا حرج فيه شرعًا إذا اقتصر على الأغراض المشروعة، مثل متابعة المهام، وضبط أوقات الدوام، وحماية البيانات، بشرط ألا يتجاوز ذلك نطاق العمل.

أما تتبع خصوصيات الموظفين أو مراقبة حياتهم الشخصية خارج إطار الوظيفة، فهو حرام شرعًا ومجرَّم قانونًا، لما فيه من انتهاك للخصوصيات والتجسس على الناس وتتبع عوراتهم، وهو مما نهى عنه الإسلام بشدة.


ضوابط شرعية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العملالاستخدام المباح للذكاء الاصطناعي يجب أن يلتزم بعدة ضوابط، أهمها:

إبلاغ الموظفين مسبقًا بوجود رقابة تحقيقًا للشفافية.

أن يقتصر النظام على نطاق العمل دون التعدي على الحياة الخاصة.

ألا يتجاوز القدر الضروري لتحقيق مصالح العمل.


وتؤكد القاعدة الشرعية أن "للوسائل أحكام المقاصد"، أي أن الوسيلة تأخذ حكم الغاية التي استُعملت من أجلها.


القانون  المصري يحمي خصوصية الموظفين

قانون حماية البيانات الشخصية رقم 151 لسنة 2020 شدد على ضرورة موافقة الفرد الصريحة قبل جمع أو معالجة بياناته، وعدم استخدامها إلا في الغرض المعلن. كما ألزم المؤسسات بتعيين مسؤول لحماية البيانات وصيانتها من أي إفشاء أو استغلال.

وفي “الميثاق المصري للذكاء الاصطناعي المسؤول” الصادر عام 2023، أكدت الدولة أن جميع مراحل عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي يجب أن تخضع للقوانين المصرية، خاصة قوانين حماية البيانات ومكافحة الجرائم الإلكترونية.


الشرع يحرم التجسس وتتبع العورات

قال تعالى: ﴿وَلَا تَجَسَّسُواْ﴾ [الحجرات: 12]، ونهى النبي ﷺ عن التتبع والتسمع على الناس، فقال: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا...» رواه البخاري ومسلم.
كما توعَّد الرسول ﷺ من يتجسس على الناس بالفضيحة، فقال: «من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته».

الحياة الخاصة مصونة لا تُمس

أكد الدستور المصري في مادته رقم (57) أن الحياة الخاصة للمواطنين مصونة لا تُمس، وللمراسلات والمكالمات والاتصالات حرمة لا يجوز انتهاكها إلا بأمر قضائي مسبب.

يجوز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في متابعة العمل إذا كان ذلك في حدود المصلحة العامة، أما التعدي على خصوصيات الأفراد خارج نطاق الوظيفة فهو حرام شرعًا ومجرَّم قانونًا، لأن الإسلام كما يحث على الأمانة في العمل، يحفظ أيضًا كرامة الإنسان وحرمة حياته الخاصة.

مقالات مشابهة

  • ما البرمجة المزاجية بالذكاء الاصطناعي؟ ولماذا تثير الجدل؟
  • أمازون تزيد الاعتماد على روبوتات الذكاء الاصطناعي لتقليل العمالة البشرية
  • المتحف المصري الكبير.. عبق الحضارة يلتقي بالذكاء الاصطناعي
  • مراقبة الموظفين بالذكاء الاصطناعي.. الإفتاء تكشف الحكم
  • جوجل فاي تعيد تعريف الاتصالات الذكية بتحديثات مدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • «تعاطي المخدرات على الطريق العام».. القبض على السائق المتهور بالمطرية| فيديو
  • مدعومة بالذكاء الاصطناعي من غوغل.. سامسونغ تطلق سماعة جديدة
  • مزود بالذكاء الاصطناعي.. "أطلس" محرك بحث من أوبن إيه آي ينافس جوجل
  • أمازون تراهن على الطاقة النووية لتشغيل ثورة الذكاء الاصطناعي