نيويورك تايمز: الولايات المتحدة والصين على بعد خطوة واحدة من الحرب
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
يشير الكاتبان إريك روزنباخ وكريس لي إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تمر بمرحلة شديدة الخطورة، حيث بات وقوع صدام عسكري عرضي بين القوتين احتمالا واقعيا أكثر من أي وقت مضى.
ويوضحان -في مقال مشترك نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية- أن التوترات تتصاعد في بحر جنوب الصين ومضيق تايوان، كما تزايدت السنوات الأخيرة حوادث الاعتراض الجوي والبحري بين القوات الأميركية والصينية، مما يجعل أي خطأ صغير قادرا على إشعال مواجهة واسعة.
ولفتا إلى أن مقاتلة صينية اقتربت في مايو/أيار 2023 بشكل خطير من طائرة استطلاع أميركية فوق بحر جنوب الصين، وفي واقعة سابقة أُجبرت طائرة أميركية أخرى على تغيير مسارها بعد اقتراب طائرة صينية لمسافة 20 قدما فقط. كما نشرت بكين مؤخرا مقطع فيديو يُظهر مواجهة بين مروحيات أميركية وصينية فوق مضيق تايوان، وأعلنت أستراليا أن مقاتلة صينية أطلقت شعلات حرارية بالقرب من طائرة تابعة لقواتها الجوية.
قنوات الاتصال
واعتبر المقال أن الخطر المتزايد لا يتمثل فقط في هذه الوقائع، بل أيضا غياب قنوات اتصال موثوقة بين الجيشين الأميركي والصيني لتفادي الأزمات، على عكس ما كان عليه الحال زمن الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو، عندما وُضعت آليات اتصال وضمانات أمان تمنع الانزلاق إلى مواجهة مباشرة.
ومن جانبه، يضع الرئيس دونالد ترامب -الذي يستعد للقاء نظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية– الاتفاق التجاري مع الصين ضمن أولوياته، إلا أن الكاتبين يؤكدان أن التجارة لا تزدهر دون استقرار.
ولذلك، قالا إن وضع نظام دائم لإدارة الأزمات مع الصين سيكون خطوة إستراتيجية تضمن السلام وتمنح ترامب إرثا تاريخيا بوصفه من أبعد العالم عن حافة حرب عالمية جديدة.
إريك روزنباخ وكريس لي: التاريخ يقدم تحذيرات واضحة. فخلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، كاد التصعيد بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي أن يقود إلى مواجهة نووية. تحذيرات من التاريخوأعاد الكاتبان إلى الأذهان أن التاريخ يقدم تحذيرات واضحة. فخلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، كاد التصعيد بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي أن يقود إلى مواجهة نووية.
إعلانوشهدت العلاقات الأميركية الصينية حادثة مشابهة عام 2001، حين اصطدمت طائرة تجسس أميركية بمقاتلة صينية فوق بحر جنوب الصين، مما أدى إلى مقتل الطيار الصيني واحتجاز الطاقم الأميركي بجزيرة هاينان. وانتهت الأزمة بعد 10 أيام من مفاوضات دبلوماسية حساسة، لكن الكاتبين يشككان في أن مثل هذا الحل سيكون ممكنا اليوم في ظل التوترات القومية والتصعيد العسكري المتبادل.
ويشير المقال إلى أن واشنطن وموسكو خلال الحرب الباردة كانتا تتبادلان الإشعارات قبل إطلاق الصواريخ، وتطبقان أنظمة شفافية متبادلة تميز بين التدريبات والهجمات الفعلية، وهو ما ساعد في تفادي الكوارث.
تجربة سورياكما يذكر الكاتبان تجربة عام 2015، حين ساهمت إعادة فتح قنوات الاتصال العسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا بتجنب أي اشتباك غير مقصود.
أما مع الصين، فالاتصالات بقيت محدودة ومتقطعة. فقد علّقت بكين الحوار العسكري مرارا، آخرها عام 2022 بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إلى تايوان.
ورغم اتفاق الرئيس السابق جو بايدن وشي عام 2023 على استئناف التواصل، فإن ذلك لم يتحول إلى نظام فعّال، إذ تقتصر الاتصالات على مكالمات أو لقاءات متباعدة لا يمكنها احتواء أزمة طارئة.
الفارق بين الحرب والسلام
وفي الشهر الماضي، أجرى وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسِث اتصالا مع نظيره الصيني دونغ جون، في خطوة رمزية نحو تصحيح هذا الخلل. لكن الكاتبين يريان أن "المكالمات العرضية" لا تكفي، خاصة أن التجارب السابقة أظهرت أن الاتصالات الأميركية كثيرا ما تُترك "ترن في غرفة فارغة" دون رد صيني.
ومع ذلك، يقول الكاتبان إن الصين تلمح إلى استعداد أكبر للحوار إذ أعلن متحدث عسكري أن بلاده "منفتحة على تعزيز العلاقات العسكرية من أجل استقرار أكبر".
ويختمان المقال بالتأكيد على أن على ترامب استثمار هذا الزخم لإنشاء نظام دائم للاتصال العسكري بين البلدين، لأنه قد يكون هو الفارق بين الحرب والسلام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات بین الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
المصدرين : إعلان الصين إعفاء مصر من الرسوم الجمركية خطوة غير مسبوقة
أكد أحمد زكي، أمين عام شعبة المصدرين بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن إعلان الحكومة الصينية عن دراسة إعفاء الصادرات المصرية من الرسوم الجمركية يُعد خطوة غير مسبوقة تعكس عمق العلاقات القوية والاستراتيجية بين القاهرة وبكين.
وأوضح زكي في بيان له اليوم أن توسعة مشروع "تيدا الصينية" في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية القائمة على التجارة والاستثمار، مشيراً إلى أن الصين تُعد الشريك التجاري الأكبر لمصر.
وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 17 مليار دولار خلال عام 2024، بزيادة 10% عن العام السابق، رغم أن هذه الأرقام لا تعكس الإمكانات الحقيقية للتعاون المشترك.
وأشار زكي إلى أن عدد الشركات ذات المساهمات الصينية في مصر بلغ نحو 2800 شركة، بإجمالي استثمارات مباشرة تقدر بنحو 1.2 مليار دولار، موزعة على قطاعات متعددة تشمل تصنيع الفايبر جلاس، والأجهزة المنزلية، والمنسوجات، والصناعات الغذائية، والأعلاف الحيوانية.
وأكد أن القرار الصيني من شأنه تحسين ميزان التجارة لصالح مصر تدريجياً، لكنه الأهم أنه سيساهم في زيادة تدفقات الاستثمارات الدولارية وتعزيز الصادرات على المدى الطويل.
ودعا زكي إلى وضع خطة واضحة للسنوات الخمس المقبلة لزيادة الصادرات، بالتوازي مع توسيع الاستثمارات الصناعية ونقل المصانع الصينية إلى مصر للاستفادة من الاتفاقات التجارية التي تربط مصر بالدول الإفريقية والعربية والأوروبية.
وشدد على أن مصر تتمتع بمقومات استثمارية جاذبة، في مقدمتها الاستقرار الأمني، والإطار التشريعي الواضح، والبنية التحتية المتطورة، والعمالة المؤهلة، ما يجعلها بوابة متميزة للنفاذ إلى الأسواق الإقليمية والعالمية.
وأكد زكي، أن مصر تسير بخطوات ثابتة في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، وأن الاقتصاد المصري يسير في الاتجاه الصحيح رغم التحديات، ويُظهر قدرة واضحة على الصمود أمام الأزمات العالمية