أناتولي كاربوف.. أسطورة الشطرنج الروسي الذي تطارده العقوبات الدولية
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
أناتولي كاربوف، بطل العالم الـ12 في الشطرنج و"أستاذ اللعبة الكبير"، أحد أبرز لاعبي الشطرنج السوفيات والروس، حقق إنجازات رياضية بارزة منذ الطفولة.
أسس مدارس ونوادي للشطرنج، وكتب مؤلفات متخصصة، وظل مؤثرا في تطوير اللعبة عالميا حتى بعد اعتزاله. كما شغل مناصب سياسية بارزة في روسيا، وخضع لعقوبات دولية بسبب مواقفه السياسية.
وُلد أناتولي كاربوف يوم 23 مايو/أيار 1951 في مدينة زلاتوست بمقاطعة تشيليابيتسك الروسية، وكان والده يعمل مهندسا في مصنع لبناء الآلات، بينما عملت والدته مستشارة اقتصادية في المصنع نفسه.
تزوج كاربوف من إيرينا كويموفا، وهي ابنة جنرال في المخابرات السوفياتية (كي جي بي)، وأنجب منها طفلا واحدا، ثم انتهى زواجهما بالطلاق عام 1982، ويُعزى ذلك إلى غيابه الطويل عن المنزل بسبب بطولات الشطرنج المنتظمة ومعسكرات التدريب.
أما زوجته الثانية، ناتاليا بولانوفا، فقد عملت في المجال الطبي، وأصبحت لاحقا مالكة معرض فني، وأنجب منها طفله الثاني.
ومنذ صغره، تعرف كاربوف على الشطرنج، وكان والده مدربه الأول، وكان يؤمن بأن الخسارة ضرورية من أجل التعلم، لكن سرعان ما أصبح كاربوف منافسا قويا في اللعبة.
وفي سن الـ11، نال لقب أستاذ رياضي مرشح، ثم التحق بمدرسة بوتفينيك للشطرنج، وأصبح وهو في عمر الـ14 أستاذا رياضيا في الاتحاد السوفياتي، وهو لقب رسمي مرموق كان يُمنح للرياضيين المتميزين الذين يحققون إنجازات بارزة على المستوى الوطني.
بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، التحق كاربوف بقسم الميكانيكا والرياضيات في جامعة موسكو الحكومية، ثم انتقل إلى قسم الاقتصاد في جامعة لينينغراد الحكومية.
وأثناء دراسته، واصل المشاركة بنجاح في البطولات، وحصل عام 1969 على لقب أستاذ رياضي دولي في الشطرنج، وفي عام 1970 أصبح أستاذا دوليا في اللعبة.
في عالم الشطرنجبينما كان والده منافسه الرئيسي في الشطرنج وهو في سن الرابعة، أصبح في السادسة من عمره حاضرا في ساحة الشطرنج في الشوارع التي كانت شائعة آنذاك.
إعلانجلبت له هزائمه الأولى خيبة أمل مريرة، لكنها صقلت شخصيته أيضا. ففي سن العاشرة نال لقب "لاعب الفئة الأولى" وبطل المنطقة في فئته العمرية.
وفي سن الـ15 سافر إلى الخارج، لأول مرة، إلى تشيكوسلوفاكيا، حيث فاز بجائزة نقدية قدرها 200 روبل، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت. اشترى كاربوف لنفسه مجموعة شطرنج محمولة، كانت بمثابة تميمة له منذ ذلك الحين، ترافقه في جميع رحلاته حتى فقدها في تسعينيات القرن الـ20.
وشهد عام 1968 نقطة تحول في مسيرته، إذ فاز ببطولة العالم للناشئين في ستوكهولم، وهو لقب لم يحققه أي رياضي سوفياتي منذ عام 1955.
وفي عام 1970، حصل على المركز الأول في بطولة روسيا، مؤمّنا مكانه في البطولة الرئيسية للاتحاد السوفياتي، وفي العام نفسه حقق بسهولة لقب "أستاذ كبير" في بطولة بفنزويلا.
وفي عام 1973، خطا كاربوف خطوة نحو لقب بطولة العالم للشطرنج، متقاسما اللقب مع فيكتور كورشنوي في بطولة لينينغراد.
وفي العام التالي تعادل مع ليف بولوغايفسكي في مباراة المرشحين، وبعد ذلك استعد لمواجهة بوبي فيشر، بطل العالم حينها، إلا أن الأخير رفض المواجهة لأسباب لم تعلن رسميا.
وفي عام 1975، هنأ رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج آنذاك كاربوف على لقبه الـ12 في بطولة العالم للشطرنج.
كانت مبارياته مع غاري كاسباروف من أبرز محطات مسيرته، إذ كان كاسباروف أيضا منافسا على لقب بطولة العالم. وانتهت مباراتهما الأولى، التي استمرت 5 أشهر، مبكرا لأسباب سياسية، وكانت النتيجة 5:3 لصالح كاربوف.
لم يُعزز ذلك أي انسجام بين اللاعبين، وامتد العداء بين كاربوف وكاسباروف إلى ما هو أبعد من رقعة الشطرنج.
البطولات أستاذ كبير في الشطرنج (1970). بطل العالم الـ12 (1975-1985). بطل العالم للاتحاد الدولي للشطرنج (1993، 1996، 1998). بطل الاتحاد السوفياتي 3 مرات، وفاز مرات عدة بالأولمبياد وبالعديد من البطولات الأخرى. فاز ببطولة العالم مرتين مع المنتخب السوفياتي 1985 و1989. دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية مرات عدة.حتى بعد اعتزاله المنافسات الفعلية، ظل كاربوف أحد أبرز خبراء الشطرنج في روسيا والعالم.
وقد وصف كاربوف قرار الاتحاد الدولي للشطرنج بالسماح للرياضيين الروس فقط بالمشاركة في البطولات الدولية دون تمثيل رسمي للدولة أو رفع علمها الوطني بأنه "حماقة".
كما وصف بطولة منظمة شنغهاي للتعاون، التي فاز بها الفريق الروسي في ديسمبر/كانون الأول 2023، بأنها بديل ممتاز لبطولة العالم.
وظلت المدرسة التي أسسها كاربوف من أقوى المدارس في عالم الشطرنج، كما حظيت مؤلفاته بشعبية واسعة، مثل "كتاب الشطرنج الملون" و"الإستراتيجية، التكتيك، التقنية" و"الشطرنج الذي لا ينضب".
وفي عام 2011، ظهر بطل العالم الـ12 في الفيلم الوثائقي "حركة الفارس"، الذي تناول بداياته في الشطرنج ومبارياته الشهيرة مع فيكتور كورشنوي وغاري كاسباروف.
إعلان الأنشطة العامة والسياسيةفي الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2011، انتُخب كاربوف نائبا في مجلس الدوما (البرلمان الروسي)، وأصبح عضوا في لجنة الدوما المعنية بالموارد الطبيعية وإدارة الطبيعة والبيئة.
وفي 18 سبتمبر/أيلول 2016، أعيد انتخابه لعضوية مجلس الدوما، وتولى منصب نائب رئيس لجنة الدوما للشؤون الدولية، وشغل منذ عام 2022 منصب الرئيس الفخري للاتحاد الروسي للشطرنج.
وكان كاربوف جامع طوابع شهيرا، وتعتبر مجموعة طوابعه البريدية من أثمن المجموعات في روسيا، وتُقدر قيمتها بنحو 13 مليون يورو.
وقد ألّف كاربوف ما يقرب من 100 كتاب في نظريات الشطرنج، وحمل لقب "أستاذ كبير"، ونال العديد من الجوائز، من بينها 9 جوائز أوسكار في الشطرنج. كما أسس أكثر من ألف مدرسة وناد للشطرنج حول العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات بطولة العالم أعلن عنها فی فی الشطرنج بطل العالم أستاذ کبیر فی قائمة فی بطولة وفی عام على لقب
إقرأ أيضاً:
الحوار أفضل من المواجهة.. بوتين: العقوبات على النفط الروسي جدية لكنها لن تؤثر على اقتصادنا
قال بوتين إن العقوبات الأميركية الجديدة لن تُضعف الاقتصاد الروسي، داعيًا إلى استمرار الحوار مع واشنطن ومحذرًا من "تصعيد خطير" إذا زُوّدت أوكرانيا بصواريخ توماهوك.
انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس 23 تشرين الأول/أكتوبر العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على قطاع الطاقة الروسي، واصفًا إياها بأنها "خطوة جدية" لكنها لن تترك أثرًا كبيرًا على الاقتصاد الروسي.
وقال بوتين في تصريحات للصحافيين من موسكو إن العقوبات الأميركية، التي تستهدف شركتي "روسنفت" و"لوك أويل"، تشكل "محاولة للضغط" على روسيا، مضيفًا: "أي دولة أو شعب يحترم نفسه لا يتخذ قرارات تحت الضغط، وقطاع النفط الروسي يشعر بالثقة والعزيمة".
وأشار بوتين إلى أنه من المستحيل تعويض النفط الروسي في الأسواق العالمية، محذرًا من أن خفض الصادرات الروسية سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار عالميًا، وأن المستهلكين في الولايات المتحدة سيتأثرون مباشرة بذلك.
ودعا الرئيس الروسي إلى مواصلة الحوار مع واشنطن رغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأجيل الاجتماع الذي كان مقررًا بينهما في بودابست، معتبرًا أن "الحوار دائمًا أفضل من المواجهة أو الخلافات، بل وأفضل من الحرب"، على حد تعبيره.
وفي تحذير موجه إلى الغرب، نبّه بوتين إلى أن تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" الأميركية سيعدّ تصعيدًا خطيرًا في الحرب الدائرة، ملوّحًا برد "قوي للغاية، بل مذهل" إذا استخدمت تلك الصواريخ لضرب الأراضي الروسية.
خلفية العقوباتفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع موجة جديدة من العقوبات الاقتصادية على موسكو، استهدفت قطاع الطاقة الروسي في إطار جهود لقطع مصادر تمويل الحرب في أوكرانيا.
وتأتي هذه الخطوة ضمن حزمة أوسع من الإجراءات المنسقة بين واشنطن وبروكسل للضغط على الكرملين وإجباره على الانخراط في مفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو أربع سنوات.
Related عقوبات أميركية وأوروبية تستهدف عصب النفط الروسي.. و"لغط" حول مصير لقاء ترامب وبوتينأسعار النفط تقفز بعد العقوبات الأميركية على مجموعتي النفط الروسيتينالنفط الروسي تحت النار.. ما دور الاستخبارات الأميركية في هجمات كييف؟وارتفعت أسعار النفط العالمية بأكثر من دولارين للبرميل عقب الإعلان عن العقوبات الأميركية على شركتي "روسنفت" و"لوك أويل"، وهو ما وصفه بوتين بأنه انعكاس مباشر "للارتداد العكسي" لهذه السياسات على الأسواق العالمية.
وقال بوتين إنه حذّر ترامب من أن "أي محاولة للحد من صادراتنا النفطية ستؤدي إلى زعزعة استقرار الأسواق وارتفاع الأسعار"، مضيفًا أن القرار الأميركي "عمل غير ودي" يضر بالعلاقات بين البلدين.
روسيا قد تستفيد مؤقتًا من مهلة العقوباتقال كريس ويفر، الرئيس التنفيذي لشركة "ماكرو أدفايزوري" للاستشارات، إن الفترة الفاصلة قبل دخول العقوبات الأميركية الجديدة حيز التنفيذ تمثل "نافذة زمنية" يمكن أن تستغلها موسكو لزيادة صادراتها النفطية.
وأوضح ويفر في تصريح أدلى به من لندن لوكالة أسوشييتد برس أن "كل مشتري نفط في آسيا اليوم يحاول العثور على أي ناقلة يمكنه استخدامها لشراء النفط الروسي قبل بدء تنفيذ العقوبات"، مضيفًا أن "روسيا ستبيع كميات كبيرة من النفط خلال الثلاثين يومًا المقبلة، ما سيساعد ميزانيتها لبضعة أشهر".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة