عربي21:
2025-10-26@18:46:13 GMT

من عرفات إلى البرغوثي.. ومن أوسلو (1) إلى أوسلو (2)

تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT

قد نحتاج اليوم إلى طرح هادئ في قراءة المشهد الفلسطيني، فالأحداث المتسارعة والمتداخلة، وحراك القوى الكبرى والإقليمية إزاءها، لا تأتي عبثا، بل وفق منهج وخطط مدروسة.

فما يجري الإعداد له في غزة ليس حدثا منفصلا عن ذاكرة أوسلو الأولى، بل ربما هو امتداد لتجربة حققت نجاحا في ضبط الضفة قدر الإمكان وفق الرؤية "الإسرائيلية"، ووفقا لتلك الآلية السياسية، قد يكون هناك مخطط لتطبيقها على غزة.



بعد الانتفاضة الأولى التي أرّقت "إسرائيل" وهزت صورتها أمام العالم وأعادتها إلى سؤالها الوجودي، جاءت فكرة مؤتمر مدريد، ومنه كانت اتفاقية أوسلو تُطبخ على نار هادئة، بقيادة ياسر عرفات الذي لم يكن أحد سواه قادرا على إنجازها.

من عرّف ترامب بالبرغوثي؟ وهل سقط عليه وحي من السماء يخبره عنه؟ أم أن خطة متكاملة رُسمت، ترى في الرجل مدخلا لتسوية جديدة، فُقدمت لترامب وأعجبته؟
فالرجل الذي حمل البندقية وغصن الزيتون معا، استطاع أن يمنح الاتفاق شرعية وطنية لم تكن متاحة لغيره. وحين اصطدمت المخططات برؤية أخرى لعرفات وأصبح وجوده عقبة أمام استكمال المشروع الاستيطاني، جرى التخلص منه، وكان البديل جاهزا ليكمل الطريق كما أُريدَ له، والذي انتهى بسلطة بائسة تعمل على ضبط الضفة وتنسق أمنيا مع "إسرائيل" بما يخدم الأخيرة.

بعد السابع من أكتوبر، واهتزاز صورة "إسرائيل" عالميا بشكل واضح، ومع عودة السؤال الوجودي ذاته، عاد التفكير في إنتاج مشروع سياسي يُطبق على قطاع غزة كنسخة جديدة من أوسلو، ما يعني البحث عن وجه يمتلك شرعية النضال والقبول الشعبي.

في هذا السياق، يطل اسم مروان البرغوثي، الأسير الذي تحول إلى رمز وحدوي يجتمع حوله الفلسطينيون رغم انقسامهم. فمنذ أكثر من عقدين خلف القضبان، حافظ الرجل على مكانته في وجدان الناس، وبات الاسم الممكن الذي يراهن عليه كثيرون لإخراج الساحة الفلسطينية من انسدادها.

كان اسم مروان البرغوثي على رأس قائمة الأسرى التي أدرجتها المقاومة في صفقة التبادل، لكن تدخلا من السلطة الفلسطينية وبعض الدول العربية حال دون الإفراج عنه، حتى لا يُسجل ذلك إنجازا للمقاومة، وهو ما حدث بالفعل حين رفضت "إسرائيل" إخراجه.

خلال الأيام الماضية صدرت عن ترامب عدة تصريحات بشأن البرغوثي، وطالب بإطلاق سراحه! فمن عرّف ترامب بالبرغوثي؟ وهل سقط عليه وحي من السماء يخبره عنه؟ أم أن خطة متكاملة رُسمت، ترى في الرجل مدخلا لتسوية جديدة، فُقدمت لترامب وأعجبته؟

إن أُفرج عنه بأوامر من ترامب فلن يكون ذلك لدواع إنسانية أو كقائد ومناضل وطني.. بل ربما يُعاد إدخاله إلى المشهد كعرفات جديد لتمرير "أوسلو 2".. هذه المرة على أرض غزة
هنا لا نجزم بانخراط البرغوثي في الترتيبات المتوقعة، بقدر ما هي محاولة استشفاف لما يمكن أن يحدث. فالذين يقرأون التاريخ يدركون أن القوى الكبرى لا تراهن على الرموز إلا بقدر ما تخدم مصالحها، وأن كل مشروع يحتاج إلى وجه مقبول في بدايته، ثم إلى ضحية عندما يُنجز ما أُريدَ له أن يُنجزه.

مروان اليوم هو أكثر شخصية فلسطينية تحظى بقبول واسع في الشارع الفلسطيني، لكن هذا القبول لا يضمن له الحصانة من الاستغلال، ولا يحول دون تحويله إلى أداة في معادلة أكبر منه. فإن أُفرج عنه بأوامر من ترامب فلن يكون ذلك لدواع إنسانية أو كقائد ومناضل وطني.. بل ربما يُعاد إدخاله إلى المشهد كعرفات جديد لتمرير "أوسلو 2".. هذه المرة على أرض غزة.

يبقى الأمل أن يُدرك المناضل البرغوثي أن حسن النوايا من جانبه لا يحميه من الغرب المخادع، وأن التاريخ لا يرحم مَن أُعيد استخدامهم. ونأمل أن ما لدى البرغوثي من وعي سياسي وقرب من نبض الشارع قد يجعلان من خروجه فرصة لتصحيح المسار، لا لتكرار الخطأ ذاته.

فما نراه اليوم ليس نبوءة متشائمة، بل قراءة واقعية لمشهد تتغير فيه الوجوه وتبقى الفكرة، إذ إن مشاريع ما يُسمى "السلام" لا بد أن تبدأ برمز وطني كبير، وتنتهي برماد الحلم الذي بدأه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الفلسطيني غزة المشروع مروان البرغوثي ترامب فلسطين غزة مروان البرغوثي مشروع ترامب قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

زوجة البرغوثي تطلب من ترامب التدخل لإطلاق سراحه

صراحة نيوز -دعت فدوى البرغوثي، زوجة القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى العمل من أجل إطلاق سراح زوجها، بعد أن صرّح ترامب بأنه “سيتخذ قرارًا” بشأن القضية.

وقالت فدوى البرغوثي في بيان لمجلة تايم: “السيد الرئيس، هناك شريك حقيقي بانتظارك — شخص يمكنه أن يساعد في تحقيق الحلم المشترك بسلام عادل ودائم في المنطقة. من أجل حرية الشعب الفلسطيني وسلام الأجيال القادمة، ساعد في الإفراج عن مروان البرغوثي”.

ويأتي ذلك بعد تصريحات ترامب خلال مقابلة مع تايم، عندما سُئل عمّا إذا كان سيدعم إطلاق سراح البرغوثي الذي يُنظر إليه منذ فترة طويلة، من قبل الفلسطينيين وبعض الدبلوماسيين، كقائد محتمل، فرد قائلاً: “أواجه هذا السؤال حرفيًا قبل حوالي 15 دقيقة من اتصالكم. كان هذا هو السؤال. كان هذا سؤالي لهذا اليوم. لذا سأتخذ قرارًا”.

ويُذكر أن البرغوثي، البالغ من العمر 66 عامًا، معتقل في السجون الإسرائيلية منذ عام 2002، وصدر بحقه عام 2004 خمسة أحكام بالسجن المؤبد.

ويواجه ترامب، الذي نُسبت إليه جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، مهمة معقدة تتمثل في صياغة إطار للحكم في مرحلة ما بعد الحرب لسكان غزة البالغ عددهم نحو مليوني شخص.

مقالات مشابهة

  • بن غفير ينتقد ترامب بسبب مروان البرغوثي
  • هجوم إسرائيلي عنيف على ترامب بسبب تصريحاته حول العفو عن نتنياهو والإفراج عن البرغوثي
  • ترامب يلوح باتخاذ قرار حول الأسير مروان البرغوثي
  • زوجة «مروان البرغوثي» توجه رسالة للرئيس الأمريكي!
  • ترامب يعلن رؤيته بشأن محمود عباس ويطلق تصريحا مفاجئا بشأن مروان البرغوثي
  • ترامب: قرار إطلاق البرغوثي بيدي وإسرائيل ستفقد كل الدعم إذا ضمت الضفة الغربية
  • رسالة من زوجة البرغوثي إلى ترامب .. ماذا طلبت؟
  • زوجة البرغوثي تطلب من ترامب التدخل لإطلاق سراحه
  • مسؤول فلسطيني لصدى البلد: لا توجد بوادر أو نقاشات داخل إسرائيل لإطلاق سراح البرغوثي