قال الدكتور حسن القصبي، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، إن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرًا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا»، حديثٌ صحيح رواه الإمام البخاري، مشيرًا إلى أنه من الأحاديث التي تؤكد تشريف المرأة وتكريمها، وليس كما يظن البعض أنه ينتقص من شأنها.

معنى حديث "خُلقت من ضلع أعوج"

وأوضح أستاذ بالأزهر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن الحديث يبدأ بالوصية وينتهي بالوصية، وهو ما يدل على أن المقصود منه هو التكريم لا التحقير. 

وأضاف أن تشبيه المرأة بالضلع تشبيه نبوي دقيق؛ لأن الضلع في الجسد له وظيفة عظيمة، فهو يحمي القلب والرئتين، أي أنه «يحنو على ما في داخله»، وكذلك خُلقت المرأة لتكون مصدر الحنو والعاطفة والرعاية في الأسرة والمجتمع.

كيفية أداء ركعتي سنة الفجر إذا فات وقت الصلاة.. عضو مركز الأزهر تجيبالأزهر: المتوفي ينتفع بالصدقة سواء كانت من ماله أو من مال الحيهنا الأزهر ملتقى ثقافات الشعوب.. التعليم الدِّيني في بنجلاديش ركيزة أساسيةملتقى التفسير بالجامع الأزهر يناقش الحديث عن وجوه الإعجاز في قصة سيدنا يونس .. اليوم

وأكد أستاذ بالأزهر أن اعوجاج الضلع ليس نقصًا، بل كمال في موضعه، فكما أن الضلع لو كان مستقيمًا ما أدى وظيفته في حماية الأعضاء، فإن المرأة ما كانت لتقوم بدورها في الرحمة والتربية والعطاء إلا بما أودع الله فيها من رقة وحنان، قائلا: «اعوجاج المـرأة كمالٌ فيها، واعوجاج غيرها نقصٌ وعيبٌ فيه».

وأضاف أن التشبيه النبوي لـ حديث "خُلقت من ضلع أعوج" ينسجم مع وظيفة المرأة التي خلقها الله تعالى لها، وهي الحنو والعاطفة ورعاية الأبناء، مؤكدًا أن فهم الحديث النبوي يحتاج إلى علمٍ وتأملٍ في مقاصده، ولا يصح تفسيره بمعزل عن قواعد فهم السنة النبوية.

ما معنى أن المرأة خلقت من ضلع أعوج؟

وعن الربط بين حديث «خُلقت من ضلع» وحديث «ناقصات عقلٍ ودين»، أوضح "القصبي" أنه لا يدل على نقصان المرأة أو تقليل شأنها، بل يوضح تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة، فالنقص في العقل هو تغليب العاطفة، والنقص في الدين سببه إسقاط الصلاة والصيام في أوقات العذر، وهو من رحمة الله بالنساء لا انتقاصًا منهن.

وأكد على أن الإسلام كرّم المرأة في كل موضع، وجعلها شريكة في بناء الأسرة والمجتمع، فقال: «كل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تؤكد على كرامة المرأة، وتعظيم دورها كأمٍّ وأختٍ وزوجةٍ وابنة».

طباعة شارك الدكتور حسن القصبي أستاذ الحديث بجامعة الأزهر أستاذ بالأزهر الأزهر استوصوا بالنساء خيرًا المرأة خلقت من ضلع

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أستاذ الحديث بجامعة الأزهر أستاذ بالأزهر الأزهر المرأة خلقت من ضلع أستاذ بالأزهر

إقرأ أيضاً:

هل يجوز للأب أن يفضّل أحد أبنائه بالهبة؟.. الأزهر يوضح

أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في بيانٍ صادر عنه حكم الشرع في مسألة تفضيل أحد الأبناء بالهبة دون إخوته، مؤكدًا أن الأصل في الهبة هو العدل والتسوية بين الأولاد، وأن أي تمييز بغير سبب مشروع يخالف روح الشريعة الإسلامية التي قامت على العدل والإحسان.


عبادة تجمع القلوب وتؤلف النفوس

استهل المركز بيانه بالحمد والثناء، مشيرًا إلى أن الهبة من الأعمال المستحبة شرعًا لما فيها من تأليف القلوب، وتوطيد الصلات، ونشر المحبة بين الناس، مستدلًا بقول النبي ﷺ:«تَهَادَوْا تَحَابُّوا».[رواه البيهقي].

 

وأكد أن هبة الوالد لأبنائه من أعظم صور الإحسان وصلة الرحم، غير أن الشريعة دعت إلى مراعاة العدل والإنصاف بينهم، حتى لا تكون الهبة سببًا في القطيعة أو الحسد أو الخلاف بين الأبناء.

 

الفقهاء بين الاستحباب والوجوب في التسوية

أشار المركز إلى أن الفقهاء اتفقوا على مبدأ التسوية بين الأولاد في العطايا، لكنهم اختلفوا في درجة الحكم بين الوجوب والاستحباب:

رأي الجمهور (الحنفية والمالكية والشافعية):
التسوية بين الأولاد في الهبة مستحبة وليست واجبة، مستدلين بحديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما حين جاء أبوه إلى رسول الله ﷺ يشهده على هبة لابنه، فقال له النبي ﷺ: «أكلَّ بنيك قد نحلتَ مثل ما نحلتَ النعمان؟»قال: لا.فقال ﷺ: «فأشهِد على هذا غيري، أيَسُرُّك أن يكونوا إليك في البر سواء؟ قال: بلى. قال: فلا إذًا».[رواه البخاري].

 

 رأي الحنابلة والظاهرية:التسوية واجبة، والمفاضلة بين الأولاد حرام، لأن النبي ﷺ أمر الأب بالتسوية في الحديث، وأوامره تفيد الوجوب، ما لم يرد دليل بخلاف ذلك.


الحكم يختلف حسب النية والظروف

وأوضح المركز أن الحكم الشرعي يتغيّر بتغيّر النية والمقصد والظروف المحيطة بالفعل، موضحًا تفصيل الحالات كالآتي:

إذا كان تفضيل أحد الأبناء بنية الإضرار أو الظلم، فهو محرم شرعًا، وصاحبه آثم على نيته وفعله، لأن الشريعة نهت عن الظلم بين الأبناء.

أما إذا وُجد مسوّغ شرعي للتفضيل – كأن يكون الابن مريضًا، أو ذا حاجة خاصة، أو يتحمل أعباء إضافية للأسرة – فالتفضيل في هذه الحالة مباح عند الجمهور.

إذا لم توجد حاجة للتفضيل، فالفعل مكروه عند الجمهور، وحرام عند الحنابلة والظاهرية.

أما إذا رضي باقي الأبناء عن طيب نفسٍ دون إكراه أو خوف، فقد انتفى سبب التحريم، ولا حرج حينئذٍ في تخصيص أحدهم بالعطية.

 

قيمة إنسانية قبل أن تكون فقهية

وشدّد المركز على أن تحقيق العدل بين الأبناء ليس مسألة فقهية فحسب، بل هو مبدأ إنساني واجتماعي، يحمي الأسرة من النزاعات، ويغرس في الأبناء روح المودة والإنصاف.

وختم المركز قائلًا: “إنّ على الآباء أن يتقوا الله في أولادهم، وألا يجعلوا من العطايا سببًا للفرقة، بل وسيلةً للبرّ والتراحم، امتثالًا لقوله تعالى:﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾ [النحل: 90].”
 

مقالات مشابهة

  • بنك نزوى يطلق حملة "هي تُلهم" لتقديم حلول مالية للمرأة العُمانية
  • دواء بريطاني جديد لإنقاص الوزن دون حقن أو هرمونات.. استشاري يوضح
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر يناقش الحديث عن وجوه الإعجاز في قصة سيدنا يونس .. اليوم
  • هل يجوز للأب أن يفضّل أحد أبنائه بالهبة؟.. الأزهر يوضح
  • رئيس حقوق الإنسان تستقبل سفير الصين بالقاهرة لبحث سبل تعزيز التعاون
  • أمل عمار تبحث مع السفير الصيني بالقاهرة سبل التعاون في قضايا تمكين المرأة
  • تكريم إيناس عبد الدايم بمهرجان الموسيقى الدولي في دورته الخامسة والعشرين بالكويت
  • ما حكم صلاة المرأة بالبنطلون ؟.. عضو بالأزهر توضح
  • رسائل نساء أكتوبر.. ندوة لجنة الثقافة والفنون بالقومي للمرأة