من إيطاليا إلى الأرجنتين.. هل تقود الشعبوية إلى انهيار اقتصادي؟
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
تثير التجربة الاقتصادية للرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، الذي يواجه تحديات اقتصادية خانقة، تساؤلات حول تأثير السياسات الشعبوية على استقرار الاقتصادات العالمية، في ظل مقارنات متزايدة مع تجربة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، وزعماء شعبويين آخرين حول العالم.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإن الوعود الشعبوية غالبًا ما تبدو جذابة في بدايتها، غير أن الواقع الاقتصادي يفرض نتائج مغايرة، مشيرة إلى أن الأرجنتين وإيطاليا تمثلان نموذجين بارزين لذلك.
الأرجنتين.. بين الوعود والإخفاق
اعتمد الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، الذي قدم نفسه كإصلاحي جريء، حزمة من الإجراءات القاسية شملت الخصخصة الواسعة وتخفيض الإنفاق العام وتحديد سقف لقيمة العملة الوطنية (البيزو) لكبح التضخم.
ورغم إشادة صندوق النقد الدولي في البداية بهذه الخطوات، فإن النتائج جاءت عكسية، إذ يعاني الاقتصاد اليوم من ركود حاد واحتياطات عملات أجنبية شبه مستنفدة، فيما يتوقع الخبراء مزيداً من التدهور بعد الانتخابات المقبلة.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه السياسات أدت إلى ما يشبه "العاصفة المحكمة"، فخفض العملة قد يفجر التضخم مجددًا، بينما أدت إجراءات التقشف إلى شلل اقتصادي داخلي. حتى القرض الأميركي البالغ 20 مليار دولار الذي تدخل به الرئيس دونالد ترامب، لم ينجح في معالجة جذور الأزمة، بل أجّلها مؤقتًا.
التجربة الإيطالية.. وعود كبيرة وواقع صعب
وفي المقابل، توضح تجربة جورجيا ميلوني في إيطاليا كيف يستغل الزعماء الشعبويون الاستياء الاقتصادي للوصول إلى الحكم، ثم يجدون أنفسهم أمام قيود الأسواق والديون الأوروبية.
فمنذ انتخابها عام 2022، وعدت ميلوني بإعادة هيكلة الاقتصاد ومواجهة الهجرة، لكنها سرعان ما تخلت عن بعض شعاراتها المتشددة، خصوصًا تلك التي تتعلق بالانسحاب من منطقة اليورو. ووفق «الغارديان»، فإن حكومتها تواجه اليوم عجزاً مالياً متصاعداً، بينما يؤدي تجاهل تهدئة أسواق السندات إلى زيادة الفوائد وتفاقم الركود.
بريطانيا ونموذج فاراج
وحذرت الصحيفة من بروز نماذج مشابهة في بريطانيا مع صعود زعيم حزب الإصلاح اليميني نايجل فاراج، الذي يقدّم نفسه "بطل الشعب"، رغم خلفيته المالية المحافظة. فبرنامجه يقوم على خفض الإنفاق العام مع وعود بإنعاش الصناعات الثقيلة، وهي تناقضات تقول الصحيفة إنها "تعيد إنتاج أخطاء الشعبويين الآخرين".
نتائج الدراسات
ووفق دراسة نشرتها المجلة الاقتصادية الأميركية، حلّلت أداء 51 زعيمًا شعبويًا منذ عام 1900 حتى 2020، تبين أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ينخفض بنحو 10% بعد 15 عاماً من توليهم الحكم، نتيجة لتآكل المؤسسات الاقتصادية، وتراجع الاستقرار الكلي، وتدهور الثقة بالأسواق.
الشعبوية.. وعود قصيرة الأجل وكلفة طويلة الأمد
وترى «الغارديان» أن الزعماء الشعبويين يعدون بسيطرة الشعب على الاقتصاد، لكنهم غالباً ما يفشلون في مواجهة الديون المتراكمة والتقلبات المالية والضغوط الاجتماعية، لافتة إلى أن حتى حلفاءهم، مثل ترامب وميلي، اعتمدوا تدخلات حكومية غير تقليدية قد تُخلّف آثاراً سلبية طويلة المدى، رغم الطفرات التقنية التي تشهدها اقتصاداتهم.
في النهاية، تحذر الصحيفة من أن الشعبوية الاقتصادية، يساراً كانت أو يميناً، قد تبدو حلاً سريعاً في أوقات الأزمات، لكنها غالباً ما تترك وراءها اقتصاداً مثقلاً بالديون وضعف الإنتاج وفقدان الثقة بالأسواق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إيطاليا إلى الأرجنتين للرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خافيير ميلي بريطانيا
إقرأ أيضاً:
«فتح»: مصر تقود خطة تعافي تعود بالنفع على الشعب الفلسطيني
أكد عبد الفتاح دولة، المتحدث باسم حركة فتح، أن اللقاءات التي أجرتها المخابرات العامة المصرية مع مختلف الفصائل الفلسطينية تمثل جزءًا من العمل الجاد والمستمر الذي تقوده مصر ليلًا ونهارًا من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار ومنع العودة إلى الحرب، والوصول إلى المراحل اللاحقة التي تتعلق بإعادة الإعمار والتعافي وإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأضاف في تصريحات مع الإعلامي كمال ماضي مقدم برنامج «ملف اليوم»، على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن إدارة الشأن الفلسطيني تتم حاليًا وفق آليات تنسجم مع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ووفق خطة التعافي المبكرة التي تقودها مصر بما يعود بالنفع على الشعب الفلسطيني ومصالحه ومستقبل وجوده كدولة فلسطينية كاملة السيادة.
وأوضح أن التحرك المصري في هذه المرحلة ليس أمرًا مستغربًا، فمصر تدرك تمامًا أن المرحلة صعبة وتحتاج إلى جهد كبير وتواصل دائم مع جميع الأطراف. وأوضح أن القاهرة ترتبط بعلاقة استراتيجية وثيقة مع دولة فلسطين وقيادتها السياسية وحركة فتح، كما تربطها علاقات احترام وتعاون مع مختلف الفصائل الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هذه المكانة المتميزة لمصر تجعلها مؤهلة للعب دور الوسيط الرئيسي في جهود التهدئة والمصالحة الفلسطينية.
وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية منفتحة على كل الجهود التي من شأنها الحفاظ على وقف إطلاق النار وتحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني، موضحًا، أن حركة فتح والقيادة الفلسطينية على استعداد لتقديم كل ما يلزم لتذليل العقبات أمام الأشقاء في مصر، وكذلك أمام الوسطاء الدوليين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف إنجاح الجهود القائمة والوصول إلى نتائج ملموسة تضمن استقرار الأوضاع في قطاع غزة وتهيئة المناخ السياسي لإعادة الإعمار.
اقرأ أيضاًالرئاسة الفلسطينية ترحب بتصريحات ترامب الرافضة لسياسة الضم
المصري للشئون الخارجية يثمن رأي العدل الدولية حول التزامات إسرائيل تجاه الفلسطينيين
عبد الغفار يبحث مع ممثل الصحة العالمية تنسيق الجهود لتقديم الخدمات الصحية للمرضى الفلسطينيين