الشباب ثروة الوطن ومستقبله المشرق
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
عباس المسكري
يأتي الاحتفال بيوم الشباب العُماني في السادس والعشرين من أكتوبر من كل عام تأكيدًا على ما توليه القيادة الحكيمة من اهتمام بالغ بدور الشباب في بناء الوطن وصناعة المستقبل، وتعد هذه المناسبة الوطنية تعبيرًا صادقًا عن إيمان الدولة الراسخ بأنَّ التنمية الحقيقية تبدأ من الإنسان، وأن الاستثمار في طاقات الشباب هو الطريق الأمثل نحو التقدم والازدهار.
لقد كان للشباب العُماني، منذ فجر النهضة المباركة، حضورٌ فاعل ومؤثر في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها سلطنة عُمان، فهم القوة المحركة لمختلف القطاعات الإنتاجية، والعقول المبدعة التي تبتكر الحلول وتسهم في تطوير مجالات العلم والتقنية وريادة الأعمال، وقد أثبتوا كفاءتهم في الداخل والخارج، ليؤكدوا أنَّ الطموح العُماني لا يعرف المستحيل، وأن روح العطاء لديهم لا تنضب.
ويُعد الاستثمار في الشباب أحد أهم المرتكزات الوطنية لتحقيق رؤية "عُمان 2040"، إذ تسعى الدولة من خلال سياساتها وبرامجها التنموية إلى تمكين الشباب علميًا ومهنيًا، وتهيئة بيئة عمل حاضنة للإبداع والابتكار، وتشجيعهم على المشاركة الفاعلة في صنع القرار والمساهمة في خدمة المجتمع، وإن هذا التوجه الإستراتيجي يعكس إيمان السلطنة بأنَّ التنمية المستدامة لا يمكن أن تتحقق إلا بتفعيل دور الشباب في مختلف الميادين.
وإيمانًا من الدولة بأنَّ أعظم ثروة للوطن هي شبابه، فإنَّ الواجب الوطني يقتضي المحافظة على هذه الثروة وتنميتها من خلال التعليم النوعي، والتأهيل المستمر، وغرس قيم الانتماء والمسؤولية، لتظل طاقات الشباب قوة دافعة لمسيرة البناء والتقدم، فالشباب هم عنوان الحاضر وركيزة المستقبل، وبهم تُبنى الأمم وتسمو الحضارات.
وفي هذا اليوم، يتجدد العهد مع شباب عُمان الأوفياء، الذين أثبتوا أنَّ الانتماء للوطن يُترجم بالعمل والإخلاص، وبالعزيمة التي لا تعرف حدودًا، فبهم تمضي عُمان واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقًا، وبهم تبقى راية الوطن عالية خفّاقة في سماء المجد والعطاء.
ويبقى يوم الشباب العُماني مناسبة متجددة لاستلهام العزيمة، وتجديد الثقة في طاقات أبناء الوطن الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية البناء والابتكار، مؤكدين أنَّ مستقبل عُمان سيظل مشرقًا ما دام الشباب هم نبضه وركيزته الأولى.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«الإمارات عاصمة روّاد الأعمال» خريطة وطنية لدمج الشباب بمسيرة التنمية
رشا طبيلة (أبوظبي)
تُعد حملة «الإمارات عاصمة روّاد الأعمال في العالم» خريطة وطنية لدمج الشباب بمسيرة التقدم والتنمية، حيث تمكّنهم من إطلاق مشاريع مبتكرة ونوعية تحقق نمواً محلياً، بما يدعم رؤية الدولة في بناء اقتصاد تنافسي قائم على الابتكار، حيث تقدم الحملة 9 مبادرات وبرامج رئيسة وطنية لدعم ذلك، مع التركيز على قطاعات رئيسية حيوية ضمن قطاعات الاقتصاد الجديد، منها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والفضاء والسياحة والضيافة والتكنولوجيا المالية والغذاء وتصنيع الغذاء.
وتهدف الحملة إلى ترسيخ مكانة الإمارات كوجهة عالمية لريادة الأعمال، وتوفير سبل الدعم كافة للشباب الإماراتي للاستفادة من البيئة الاقتصادية الفريدة التي توفرها الدولة، عبر مجموعة متكاملة من المبادرات والبرامج المتخصصة.
وتُشرف وزارة الاقتصاد والسياحة على الحملة بالتعاون مع المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وبمشاركة مجلس الإمارات لريادة الأعمال، ومجموعة من الشركاء الاستراتيجيين من القطاعين الحكومي والخاص، وعدد من المؤسسات الوطنية.
وتستهدف الحملة التي تشرف عليها وزارة الاقتصاد والسياحة بالتعاون مع المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وبمشاركة أكثر من 50 جهة من حاضنات ومسرّعات الأعمال في الدولة، وشركاء من القطاعين الحكومي والخاص، والمؤسسات الأكاديمية، استقطاب وتدريب رواد أعمال، وإبراز مساهمة الإمارات في ريادة الأعمال عالمياً وجعلها وجهة جاذبة للمواهب ورواد الأعمال، والترويج لقصص نجاح المواطنين الإماراتيين الذين ساهموا في زيادة الوعي المجتمعي في مجال ريادة الأعمال.
وحلّت الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً للعام الرابع على التوالي في تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام «GEM 2024/ 2025»، كما جاءت دولة الإمارات في المركز الأول، ضمن مجموعة الدول المرتفعة الدخل، في 11 مؤشراً رئيسياً من أصل 13 مؤشراً، وصنف التقرير دولة الإمارات بأنها أفضل مكان لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، من بين 56 اقتصاداً.
وضخّت الإمارات استثمارات تقدر بقيمة 8.7 مليار درهم لتعزيز الابتكار ونمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، ضمن مبادرات «مشاريع الخمسين» المتعلقة بريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وأسهمت الشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 63.5% في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للاقتصاد الوطني حتى نهاية منتصف عام 2022، وتستحوذ الشركات الصغيرة والمتوسطة على 95% من إجمالي الشركات العاملة في الأسواق الإماراتية.
ومن المتوقع أن يصل عدد الشركات في الإمارات لأكثر من مليوني بحلول 2031، بعد أن تم تسجيل 1.2 مليون شركة حتى اليوم، وهو الهدف الذي تم وضعه قبل 5 سنوات، بهدف تحقيقه عام 2031.
منصة ريادة الإعمال
وتتمثل الـ 9 من البرامج والمبادرات الرئيسية للحملة في منصة ريادة الأعمال «StartupEmirates.ae» وهي منصة لدعم رواد الأعمال، وستوفر من خلال المنصة مراكز ومساحات مكتبية مشتركة لرواد الأعمال والشركات الناشئة، وفعاليات وورش عمل تربط المقيمين الأجانب بالشركات الإماراتية المحلية، وتستقطب شركات جديدة من جميع أنحاء العالم إلى الدولة، إلى جانب تدريب الكوادر الإماراتية وتقديم خدمات التوجيه وربطهم مع شركات ناشئة لتبادل الخبرات.
تدريب 10 آلاف إماراتي
أما برنامج ريادة الأعمال، فيهدف إلى تدريب 10 آلاف مواطن ومواطنة ضمن برنامج موحد يجمع بين أساسيات وممارسات ريادة الأعمال لرواد الأعمال الجدد، وبرنامج متقدم يشمل رحلة شاملة من التأسيس إلى النمو المستدام والتوسع العالمي.
صناع محتوى
وبرنامج صُناع محتوى متخصصين في الاقتصاد وريادة الأعمال يهدف إلى تدريب 50 صانع محتوى، ورفع الوعي بأهمية ريادة الأعمال عن طريق تدريب صناع محتوى إماراتيين متخصص في الاقتصاد وريادة الأعمال.
خبراء إدارة المشاريع
ويُعد برنامج خبراء إدارة المشاريع برنامجاً تدريبياً لترخيص 500 مواطن ومواطنة في إدارة مشاريع البناء السكنية وتمكينهم من الإشراف على مشاريع البناء السكنية في جميع مراحلها، بدءاً من التخطيط وحتى الإنجاز، وتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة لدعم الملاك المقبلين على بناء مساكنهم.
الوكيل الضريبي الإماراتي
أما برنامج الوكيل الضريبي الإماراتي، فيهدف إلى ترخيص 500 وكيل ضريبي إماراتي لمزاولة نشاط الوكيل الضريبي المعتمد خلال 3 سنوات، ضمن برنامج «دبلوم الضريبة على القيمة المضافة» و«دبلوم ضريبة الشركات»، بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للضرائب وأكاديمية الاقتصاد الجديد.
250 شركة عقارية
ومن المبادرات أيضاً، احتضان 250 شركة عقارية إماراتية ممن شاركت في برنامج تدريب الوسطاء العقاريين الإماراتيين، حيث سيتم العمل معها لتأسيس وكالة/ شركة عقارية تعمل بدوام كامل، وليس العمل كوسطاء مستقلين.
التاجر الصغير
وفيما يتعلق بمبادرة التاجر الصغير، فتهدف إلى رفع الوعي بأهمية ريادة الأعمال في سن مبكرة، عن طريق تنظيم معرض وطني لكافة المؤسسات التعليمية على مستوى الدولة.
معرض مشاريع الخريجين
وتهدف مبادرة معرض مشاريع الخريجين التجارية إلى إتاحة منصة لعرض مشاريعهم الريادية أمام جمهور من المستثمرين، والشركاء المحتملين، والجهات الداعمة.
منظومة المشتريات الحكومية
ومن البرامج إتاحة الفرص أمام أصحاب المشاريع الريادية الوطنية للمشاركة في منظومة المشتريات الحكومية، من خلال تنظيم ورش عمل حول آليات التسجيل والمشاركة في المناقصات الحكومية الاتحادية.
«صندوق خليفة»
كشفت موزة عبيد الناصري، الرئيس التنفيذي لصندوق خليفة لتطوير المشاريع، أن دور «صندوق خليفة» من خلال حملة «الإمارات عاصمة ريادة الأعمال في العالم» يتمثل في تقديم برامج تدريبية تنقسم تحت 6 أقسام رئيسية، وتحت هذه الأقسام أكثر من 70 دورة متخصصة لدعم رواد الأعمال، من مرحلة تأسيس مشاريعهم وأفكارهم إلى مرحلة تطوير الأعمال ونمو الشركات، مؤكدة أن هذه الدورات تستهدف أكثر من ألف رائد أعمال مواطن خلال الـ 6 أشهر الأولى من الحملة.
وأكدت في تصريحات لـ «الاتحاد» أن «صندوق خليفة» يواصل دعم ريادة الأعمال والاستثمار في رأس المال البشري وتطوير الشباب وقدراته.
وأضافت أن الصندوق أطلق استراتيجيته المحدثة والكثير من البرامج التمويلية وبرامج الدعم غير التمويلية، والهدف منها دعم قطاع الأعمال ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ودعم رواد الأعمال في إمكانية استثمار أفكارهم وتحويلها لمشاريع ناجحة.
وأكدت الناصري أن «صندوق خليفة» يساهم بشكل كبير في دعم ريادة الأعمال عن طريق الدورات التدريبية وبناء جسور وشراكات مع كل الجهات في قطاع الأعمال محليا ودولياً.
وقالت: «الهدف دعم المواطن ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تمثل الحصة الأكبر من إجمالي الشركات بالدولة، الأمر الذي يسهم في دعم الاقتصاد الوطني».