في زيارة جديدة لأحد مدارسنا الثانوية للحوار مع الطلاب حول قضية الوعي والهوية كان لي ملاحظة قد تكون ذات معنى وقيمة في مستقبل أيامنا وأجيالنا القادمة، فعلى ما يبدو أننا بالفعل مازلنا مقصرين كثيرًا في الحوار مع هذا الجيل الذى يحمل في عقله كثيرًا من التناقضات بل والأفكار المغلوطة التي لم يجد من يصححها له بشكل سليم حتى اليوم، ومع الاعتراف بأن جزءًا كبيرًا من هذا الجيل بدأ يفقد بالتدريج بعض معاني الهوية والانتماء والثقة بأنفسهم وبعظمة هذا الوطن الذى يعيشون فيه حتى سقط بعضهم في فخ جديد شديد الخطورة حين ضلت بوصلة عقله فلم يعد يميز بين الغث والثمين حين يختار قدوته ومن يسير على خطاهم، إنهم يقيمون الأمور اليوم بمقدار الثروة فقط وبمظاهر الإنفاق والبذخ التي يعرضها بعض رموز الفن والميديا والرياضة على صفحاتهم بمواقع التواصل فيبهرون بها هؤلاء ويجعلونهم يحلمون أن يكونوا مثلهم بغض النظر عن قيمة مانه أو جدواه للناس وللوطن.
لم أجد كثيرًا من هؤلاء الصغار يتحدث عن رمز وطني أو شاب ذي تجربة ناجحة يقتدون به، ولكنهم يتحدثون كثيرا عن ثراء فلان وسياراته الفارهة ورواج اسمه في المجتمع الذى أصبح يقدر هؤلاء ويفسح لهم في المجالس أكثر من أهل الفكر والعلم والعطاء.
مع الوقت لن نجد طفلًا يحلم بأن يصبح طبيبا أو مهندسا أو ضابطا في جيش بلاده أو معلما للأجيال الصاعدة مثلما كان الصغار يحلمون قديمًا، ولكنهم يحلمون اليوم فقط بالشهرة والثراء الذى لا يجدون له بابا أسرع من باب نشر مقاطع التيك توك وغناء المهرجانات ولعب كرة القدم، كيف وصلنا بهؤلاء الشباب إلى هذه المنطقة الداكنة من التفكير.. أعتقد أن علينا جميعا أن نجيب عن هذا التساؤل إن كنا حقا نعشق الوطن ونهتم بمستقبل أجياله الناشئة.. حفظ الله عقول شبابنا من العبث والضحالة.. حفظ الله الوطن الغالي.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
«محمد سلام».. النجم إذا سطع
استقبل الجمهور الفنان محمد سلام بحفاوة بالغة فى احتفالية «وطن السلام» التى أقيمت بمدينة الفنون بالعاصمة الإدارية، بحضور الرئيس السيسى وعدد من نجوم الفن والغناء، قدم محمد سلام فقرة برفقة عدد من الأطفال عبارة عن عرض تمثيلي عن تاريخ سيناء، ونال تصفيقًا حارًا من الحضور عند ظهوره الأول بعد غياب عامين بسبب تضامنه مع القضية الفلسطينية واعتذاره عن أحد العروض الفنية بالسعودية.
وأعرب الفنان محمد سلام عن سعادته الكبيرة لاستقبال الجماهير له بحضور الرئيس السيسى الذى يقدر ويحترم الفن والفنانين، موجهًا الشكر لكل من سانده الفترة الماضية.
لم يكن الأمر متعلقًا فقط بغياب «سلام» فنيًا، ولكنه ارتبط بموقف إنسانى وطنى قوى،عندما رفض المشاركة فى أعمال فنية خلال العدوان الإسرائيلى تضامنا مع الشعب الفلسطينى، وهو ما تضامن معه عدد من الفنانين، ولكنه وضع فنانين آخرين فى محل ارتباك نظرًا لتعاقدهم على أعمال فنية فى هذا التوقيت، الأمر الذى كشف عن العديد من الوجوه الداعمة للقضية الفلسطينية فقط بالشعارات وبين فنانين دعموا القضية بمواقف ثابتة، موقف محمد سلام الحاسم أبعد عنه عددًا من الأصدقاء، ولكنه عاد للظهور من جديد ويظهر فى أقوى احتفالية تجمع نجوم الفن والعالم العربى بعنوان «وطن السلام».
وظهر محمد سلام متقمصًا دور معلم فى مدرسة وحوله الطلاب، قائلا: «إحنا لو فضلنا نتكلم عن سيناء ممكن نقعد سنة بحالها وميخلصناش الكلام، وجبت لكم الكتب دى اقروها وهتعرفوا كل حاجة، فى الكتب هتلاقوا أسامى تانية لسيناء، فى ناس بيسموها أرض التجلى الأعظم، وأرض الفيروز، وأرض القمر».
وأكد أن أهل سيناء يعيشون فى سيناء من آلاف السنين ويسمونهم أسياد الرمال وأحيانا حراس الرمال، مضيفا: «بحب سيناء جدا، إنتو لازم تروحوا سيناء وتشوفوها بعينيكم».
وذكر أن أهل سيناء، لهم عادات وتقاليد يحافظون عليها حتى الآن، حيث تربوا على إكرام الضيف ونصرة المظلوم، وحفظ النسب، وكل واحد فيهم عارف نسبه بالظبط لعاشر جد، ولهم مقولة بحبها جدا: قطع الورايد ولا قطع العوايد. واستعرض حفل وطن السلام، فيلمًا تسجيليًا حول سيناء.
وفى رسالة داعمة مميزة، استقبل الجمهور عودة الفنان محمد سلام بعد ظهوره الأخير فى احتفالية «وطن السلام» خلال الساعات الماضية بعد عامين من الغياب، بحملات تضامنية وتشجيعية عبر صفحات التواصل الاجتماعى ما يؤكد أن «سلام» ما زال يحتفظ بمكانته الخاصة لدى الجمهور، ولم تقتصر تلك الحالة على الجمهور فقط بل امتدت إلى الوسط الفنى الذى احتفى بعودة محمد سلام مرة أخرى.
لم يكتفِ الأمر على ظهور محمد سلام فى هذه الاحتفالية فقط، بل كانت الساعات الماضية القليلة، عودة المحبوب فنيًا، بالإعلان عن مسلسله المنتظر، «كارثة طبيعية»، لتكون العودة تليق بإنسانية وموهبة فنان السلام الذى أشعل حماس جمهوره بعد غياب طويل عن الشاشة، معلنًا عن أن مسلسله المنتظر «كارثة طبيعية» هو المسلسل الذى كان يتساءل عنه الجمهور بـاستمرار.
فى أول تعليق له بعد صدور البوستر الدعائى للعمل، أكد محمد سلام، أن عرض المسلسل قريبا، متمنيًا أن ينال إعجاب الجمهور قائلا «المسلسل اللى الكل بيسأل عليه، كارثة طبيعية يُعرض قريبًا وبإذن الله تكونوا مبسوطين».
«كارثة طبيعية» يُعدّ أوّل بطولة مطلقة للدّراما فى مشوار محمد سلام، وقد انتهى تصويره فعليًا ومن المقرر عرضه قريبًا عبر إحدى المنصات.