الثورة نت /..
أزال قطاع الأشغال والسلطة المحلية بمدينة عمران، مخالفات البناء العشوائي في منطقة الضبر .
واطلع مدير عام مديرية عمران عبد الرحمن العماد، على إزالة المخالفات التي شملت منزلاً شعبياً قديماً بُني عشوائيًا مخالفة للمخطط العام منذ أكثر من ثلاثين عاماً، في سوق الضبر وسط الشارع العام.
واستمع العماد من مدير الأشغال المهندس عمار البدوي، إلى شرح حول أعمال الإزالة ودورها في الحد من الازدحام وتسهيل حركة السير وتوسعة الشارع الذي يربط محافظات عمران وصعدة وصنعاء
وأشاد مدير المديرية، بالجهود المبذولة وتعاون صاحب المنزل في إزالة المخالفة بما يخدم المصلحة العامة، مبيناً أن السلطة المحلية بالمديرية ستقوم بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في إعادة تأهيل الشارع.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مع وزارة الأشغال.. حين يتحدث الصمت
عبدالنبي الشعلة **
علمونا منذ الصغر أنَّ الصمت فضيلة، وأنه "إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب"، غير أن هذه الحكمة لا تصلح قاعدة عامة في كل زمان ومكان. فهناك حالات يصبح فيها الصمت تقصيرًا، والكتمان تقزيمًا للمنجز، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بجهد وطني يستحق أن يُعرَف ويُشاد به.
ويبدو أن بعض مؤسساتنا الحكومية في مملكة البحرين- ومن بينها وزارة الأشغال- قد آمنت بفضيلة الصمت أكثر مما ينبغي، فآثرت أن تترك منجزاتها تتحدث عنها دون أن تتحدث هي عنها. والحقيقة أن هذه الوزارة- بحسب ما يراه الجميع على أرض الواقع- تمضي في تنفيذ مشاريع عملاقة غير مسبوقة، تسهم في تطوير البنية التحتية للمملكة، وفق رؤية صاحب الجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة- حفظه الله ورعاه- وبإشراف ومتابعة دؤوبة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
لكنّ الصمت عن النعمة ليس فضيلة، فالله سبحانه وتعالى يقول: "وأما بنعمة ربك فحدث". والحديث هنا عن النعمة لا يُقصد به المباهاة الفارغة، بل الإقرار بالجميل وتعزيز روح الفخر الوطني، وبث الإيجابية في نفوس المواطنين الذين يشاهدون ما يتحقق من تطور أمام أعينهم.
فالإنجاز حين يُعلن عنه ويُعرض بشفافية، يتحوّل إلى طاقة أمل وثقة بالمستقبل، ويعمّق ارتباط المواطن بوطنه، ويعزز انتماءه لقيادته التي تعمل بلا توقف لرفاهيته واستقراره.
لقد راودتني هذه التجليات عند عودتي للبحرين بعد عطلة صيفية طويلة، هي الأطول في حياتي، فدُهشت لما رأيته من حراك عمراني ومشاريع ضخمة تُنفّذ في كل منطقة تقريبًا من مناطق المملكة. وازددت إعجابًا حين حصلت من وزارة الأشغال على قائمة طويلة تضم خمسةً وثلاثين مشروعًا يجري تنفيذها الآن وفي آن واحد، في مختلف المحافظات والمدن والقرى.
وقد رأيتُ بعضها بعيني، وزرت بعضها الآخر بنفسي، ومن باب الإنصاف أودّ أن أذكر عددًا من النماذج البارزة التي تعبّر عن الجهد المبذول من قبل وزارة الأشغال:
في محافظة المحرق، يجري العمل حاليًا في "تقاطع الصقر" على إنشاء جسر جديد وتوسعة الطرق والمعابر وإنشاء المنحدرات التابعة له، إضافة إلى أعمال الدفان والاستصلاح البحري وإنشاء معبر جديد لدوحة عراد. وفي المحافظة نفسها، يتواصل العمل في مشروع ضخم آخر لإنشاء جسر علوي مزدوج يربط بين جسر الشيخ عيسى بن سلمان وشارع 105، إلى جانب تطوير شارع الشيخ عبدالله وشارع الشيخ عيسى ضمن مشروع تطوير مدينة المحرق.
إن مشروع تطوير مدينة المحرق تحديدًا يجسد نموذجًا للتكامل الحضري؛ فهو لا يقتصر على الطرق، بل يشمل الأرصفة ومواقف السيارات وأعمال التشجير والتجميل وتطوير الخدمات الأرضية وشبكات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي واستبدال شبكات المياه، فضلًا عن تحسين الواجهات العمرانية وتوحيد عناصر الإنارة واللافتات التجارية، بما يعكس الهوية المعمارية البحرينية الأصيلة.
أما في العاصمة المنامة، فقد أنجزت وزارة الأشغال، منذ مدة، المراحل الأولى من مشروع تطوير شارع الفاتح الحيوي، وبدأت الآن بتنفيذ المرحلة التالية التي تتضمن جسورًا ومعابر جديدة ستحدث نقلة نوعية في انسيابية الحركة المرورية.
وفي مدينة عيسى، يتواصل العمل في تطوير التقاطع الشمالي، ويتضمن إنشاء جسر علوي بثلاثة مسارات في كل اتجاه، مع شبكة حديثة لتصريف مياه الأمطار وأعمال تشجير وتجميل للأرصفة والطرق.
وفي الرفاع، يجري إنشاء شارع جديد يربط بين شارع الحنينية والمعسكر، فيما تشهد منطقة الزلاق تطويرًا للطرق الداخلية وممرات المشاة وشبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار.
وفي سترة، تنفَّذ المرحلة الأولى من مشاريع تطوير المناطق السكنية، وتشمل إنشاء شارع جديد بأربعة مسارات في كل اتجاه، وتوسيع شوارع قائمة، وإنشاء معابر بحرية حديثة.
أما شارع الجنبية، فيواصل تحوله إلى أحد أهم الشرايين الحيوية في المملكة، حيث تجري توسعته إلى ثلاثة مسارات في كل اتجاه بطول أربعة كيلومترات، مع تطوير التقاطعات المرورية بما يتماشى مع الخطة الوطنية لتوسعة الشوارع والمرافق العامة.
هذه نماذج من مشاريع عديدة رأيتها بعيني خلال الأسبوعين الماضيين، وهي تمثل فقط جانب الشوارع والجسور والطرقات من جهود الوزارة. ومن الإنصاف القول إن هذا الأداء الميداني المتواصل، وهذا الإتقان في التنفيذ والمتابعة، يستحق منا جميعًا أسمى آيات التقدير والشكر والإشادة لقيادة الوزارة وكل العاملين فيها من مهندسين وفنيين وإداريين.
لكنّ الإنصاف لا يقف هنا، فمسيرة الإنجاز في البحرين ليست حكرًا على وزارة واحدة؛ بل هي منظومة متكاملة تشارك فيها كل الوزارات والمؤسسات؛ فمنذ سنوات، لم يعرف البحرينيون انقطاعًا للكهرباء حتى في ذروة الاستهلاك، ولم تعجز الوزارة المعنية، في الوقت نفسه، عن تزويد المشاريع السكنية والتجارية والصناعية الجديدة بالكهرباء والمياه في فترات قياسية.
والرعاية الصحية اليوم متاحة للمواطن والمقيم والزائر في المستشفيات والعيادات الحكومية والخاصة المنتشرة في أنحاء البلاد، بمستويات تضاهي المراكز المتقدمة في المنطقة. وستبقى الملحمة التي خاضتها البحرين خلال جائحة كورونا، بقيادة حكيمة وتكاتف مجتمعي رائع، صفحة مضيئة في الذاكرة الوطنية.
كما أن التعليم متاح للجميع دون انقطاع، والأسواق لم تشهد يومًا أزمة غذاء أو نقصًا في المواد الأساسية، والدولة تواصل جهودها لتوفير فرص عمل مناسبة لمواطنيها، وتحرص، في الوقت نفسه، على استتباب الأمن والاستقرار، وهي نعمٌ تستوجب شكر الله أولًا، والاعتزاز بجهود الدولة ثانيًا.
ومع كل هذه الإنجازات، يبقى من حق المواطن أن يطمح ويتطلع إلى المزيد، لكن بروح إيجابية تبني ولا تهدم، وتنتقد بحب وانتماء لا بتشاؤم وجحود. فالكمال لله وحده، وكل من يعمل معرض للخطأ، غير أن من يعمل يستحق التقدير والدعم قبل النقد والمحاسبة.
ولعل أجمل ختام لهذه الوقفة أن نستذكر قول الله سبحانه وتعالى: "لئِن شكرتم لأزيدنكم". فالشكر باب الزيادة والبركة. ومن هنا، فإنَّ شكر الله على نعمه، وشكر العاملين المخلصين على جهودهم، والتعبير عن الفخر بالمنجزات الوطنية، هو الطريق لترسيخ الإيمان بالمستقبل، وتعزيز الثقة في أن البحرين، بقيادتها الحكيمة وشعبها الواعي، سائرة في طريقها بثبات نحو مزيد من التقدم والازدهار.
** كاتب بحريني
رابط مختصر