تجري وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، اليوم الاثنين محادثات في العاصمة السعودية الرياض في مسعى للدفع قدما باتفاقية تجارية مع دول الخليج، في الوقت الذي تسعى فيه إلى سد الفجوة المالية الهائلة في موازنة الشهر المقبل بإجراءات مُعززة للنمو، وفق صحيفة فايننشال تايمز.

وتسعى ريفز إلى إقناع الجهات المصدرة للتوقعات الرسمية بأن الاتفاقيات التجارية -بما في ذلك اتفاقية مع دول الخليج- إلى جانب إصلاحات التخطيط الجديدة التي يُعجل البرلمان بإقرارها، يُمكن أن تعزز الاقتصاد وتقلل الحاجة إلى زيادات ضريبية مرهقة في 26 نوفمبر/تشرين الثاني بمليارات الجنيهات الإسترلينية، وفق الصحيفة البريطانية.

وتعتزم ريفز أيضا عقد محادثات مع نظرائها من البحرين والكويت وقطر لإحراز تقدم فيما يتعلق باتفاقية تجارية مع مجلس التعاون الخليجي، وفق رويترز.

وقال وزير الدولة في وزارة الأعمال والتجارة البريطانية كريس براينت للبرلمان هذا الشهر إن المحادثات مع مجلس التعاون الخليجي وصلت إلى "مرحلة متقدمة"، حسبما نقلت عنه الوكالة.

إدراج الاتفاقات التجارية

تشير وزيرة المالية إلى ضرورة إدراج الاتفاقيات التجارية، لا سيما تلك التي تم الاتفاق عليها مبدئيا مع الاتحاد الأوروبي في مايو/أيار، والاتفاقيات مع الهند والولايات المتحدة، ضمن توقعات النمو الصادرة عن مكتب مسؤولية الميزانية.

يأمل المسؤولون الحكوميون أن يدرج مكتب مسؤولية الميزانية كذلك في توقعاته للميزانية مليارات الجنيهات الإسترلينية من الإيرادات الضريبية الإضافية التي يُزعم أنها ستأتي من تخفيف بيروقراطية التخطيط، كما يتم التخطيط كذلك لتطوير شبكات السكك الحديدية الشمالية.

وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز (يسار) مع رئيس الحكومة كير ستارمر (وسط) (رويترز)

وبدأت بالفعل مفاوضات مع مكتب مسؤولية الميزانية، وهو هيئة الرقابة المالية المستقلة، حول مدى تأثير هذه السياسات على النمو وتقليص حجم العجز المالي المتوقع، والذي يُقدر بما يتراوح بين 20 و30 مليار جنيه إسترليني (26.68 مليار دولار و40 مليار دولار).

إعلان

وقالت ريفز، التي تصطحب وفدا من قادة الأعمال البريطانيين إلى فعالية (دافوس الصحراء) في الرياض: "بعد صفقاتنا التاريخية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند، نحن عازمون على البناء على هذا الزخم من خلال المضي قدما وتسريع وتيرة العمل".

ونقلت فايننشال تايمز عن مسؤولين بريطانيين قولهم إن ريفز ستستغل الرحلة لبناء زخم نحو اتفاقية تجارية مع مجلس التعاون الخليجي، بعد أن بدأت المحادثات معه عام 2022 في ظل حكومة المحافظين آنذاك.

وقال مصدر للصحيفة إن ريفز أرادت إبرام الاتفاق في الوقت المناسب لإدراجه في توقعات الموازنة، وأضاف آخر أنه سيكون "مفاجئا" إذا تمكنت من التوصل إلى اتفاق خلال رحلتها التي استمرت يومين.

وأجلت ريفز ميزانيتها إلى 26 نوفمبر/تشرين الثاني لمنح نفسها مزيدا من الوقت لإقناع مكتب مسؤولية الميزانية بأن لديها سياسات من شأنها تعزيز النمو وملء خزائن الحكومة، وستكون المساومات حول التفاصيل متوترة وستشكل حزمتها المالية، وفق الصحيفة.

توقعات نتائج الاتفاق

ويشير تحليل الحكومة البريطانية نفسها إلى أن اتفاقية التجارة مع دول مجلس التعاون الخليجي ستزيد الناتج المحلي الإجمالي البريطاني بمقدار 1.6 مليار جنيه إسترليني (2.13 مليار دولار) سنويا، حيث تتطلع ريفز إلى تعزيز التجارة في مجالات تشمل الذكاء الاصطناعي وعلوم الحياة والخدمات المالية.

في غضون ذلك، أشارت الحكومة إلى أن اتفاقية "إعادة ضبط" الاتحاد الأوروبي ستضيف ما يقرب من 9 مليارات جنيه إسترليني (12 مليار دولار) إلى اقتصاد المملكة المتحدة بحلول عام 2040، بينما يتمثل الأمل الآخر في أن يُقرّ مكتب مسؤولية الموازنة بسخاء إصلاحات التخطيط التي تهدف إلى تعزيز بناء المساكن ومشاريع البنية التحتية الكبرى.

وحسب مكتب مسؤولية الميزانية في مارس/آذار، ستُدرّ إصلاحات التخطيط السابقة ضرائب إضافية قدرها 3.4 مليارات جنيه إسترليني (4.5 مليارات دولار) بحلول عامي 2029 و2030، ويعتقد مسؤولو حزب العمال أن أحدث التغييرات في مشروع قانون التخطيط سيكون لها تأثير مماثل على المالية العامة.

وقالت الحكومة "وصلت المفاوضات بشأن اتفاقية تجارية مع مجلس التعاون الخليجي إلى مرحلة متقدمة، وتتقدم بوتيرة متسارعة"، وتغطي المحادثات السلع والخدمات والاستثمار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات مع مجلس التعاون الخلیجی اتفاقیة تجاریة مع جنیه إسترلینی ملیار دولار مع دول

إقرأ أيضاً:

كوريا الجنوبية: لدينا مع واشنطن اتفاقية أمنية ونعمل على توقيع اتفاق تجاري

قال مستشار الأمن الوطني الكوري الجنوبي "وي سونج-لاك "، إن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أصبح لديهما اتفاقية مكتوبة حول قضايا الأمن والتحالف، في حين لا تزال المفاوضات لإبرام اتفاقية تجارية جارية.
ووفقا لوكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب"، اليوم /الأحد/، أدلى وي بهذه التصريحات في مقابلة تلفزيونية، في الوقت الذي وصلت فيه سول وواشنطن إلى المرحلة النهائية من مفاوضاتهما بشأن تنفيذ حزمة الاستثمارات الكورية في الولايات المتحدة بقيمة 350 مليار دولار أمريكي، والمتفق عليها في اتفاق يوليو، مقابل خفض الولايات المتحدة للرسوم الجمركية على كوريا الجنوبية من 25% إلى 15%.
وإلى جانب الاتفاقية التجارية، من المتوقع أن يكشف الجانبان عن اتفاقية منفصلة بشأن التزاماتهما الأمنية، تفصل خطة كوريا الجنوبية لزيادة إنفاقها الدفاعي، وكيف يمكن للبلدين معالجة إعادة تنظيم دور القوات الأمريكية في كوريا كجزء مما يسميانه جهود "تحديث التحالف".
وأوضح وي، أن "معظم الأوراق المتعلقة بالجوانب الأمنية جاهزة، وأضاف " لسنا متأكدين مما إذا كان بإمكاننا الانتهاء من الجزء المتعلق بالرسوم الجمركية بعد، لكننا نعمل على ذلك".
وعندما سُئل عما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق نهائي خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) التي تُعقد هذا الأسبوع في غيونغجو، قال وي: "سنرى".
وأشارت سول إلى أن بعض النقاط لا تزال عالقة في المفاوضات، بما في ذلك نسبة الاستثمار المباشر، والجدول الزمني للاستثمار، وطريقة تقاسم العائدات.
وأشار السمئول الكوري الجنوبي، إلى أن سول اقترحت زيادة إنفاقها الدفاعي، وهو مطلب رئيسي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحلفاء الولايات المتحدة، وقد استخدمت ذلك كوسيلة ضغط لإقناع واشنطن بالموافقة على مراجعة اتفاقية ثنائية للطاقة النووية، تُعرف باسم "اتفاقية 123".
وقال وي: "لقد أكدنا باستمرار أن القيود الحالية غير عادلة بالنسبة لنا، بالنظر إلى قدراتنا، وقد تلقينا ردًا إيجابيًا (من الولايات المتحدة)".
يحظر الاتفاق، الذي عُدِّل آخر مرة عام 2015 على كوريا الجنوبية إعادة معالجة الوقود النووي المستهلك وتخصيب اليورانيوم، إذ يتطلب موافقة الولايات المتحدة بشكل صارم.
وسعت سول إلى أن يتضمن الاتفاق الأمني تعديلاً للاتفاقية يمنحها مرونة أكبر في إعادة معالجة الوقود النووي المستهلك وتخصيب اليورانيوم للاستخدامات المدنية للطاقة.
وفيما يتعلق بالمحادثات المرتقبة بين الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونج والرئيس الصيني شي جين بينج، المقررة يوم السبت المقبل، أشار وي إلى أن إعطاء الأولوية سيكون لبناء "علاقة شخصية" بين الزعيمين.
وقال: "ثانياً، علينا تشجيع الصين على التعاون من أجل نزع السلاح النووي الكوري الشمالي وتحقيق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، بينما نسعى إلى إفساح المجال للتعاون العملي في مجالات عدة مثل الاقتصاد".

طباعة شارك الكوري الجنوبي كوريا الجنوبية الولايات المتحدة اتفاقية تجارية

مقالات مشابهة

  • بريطانيا ودول الخليج على أعتاب اتفاق تجاري واعد... ريفز: الاجتماعات مثمرة والثقة عالية
  • بوتين يلغي اتفاقية مع أميركا تسعى لمنع تطوير أسلحة نووية
  • بريطانيا تؤكد قرب التوصل إلى اتفاق تجاري شامل مع دول الخليج
  • عقب التوصل لاتفاق تجاري بين الصين وأمريكا.. ارتفاع أسعار النفط وتراجع الذهب في المعاملات المبكرة اليوم
  • واشنطن تتوصل لاتفاق لشراء تيك توك أمريكا بقيمة 14 مليار دولار
  • يشمل صفقة تيك توك.. وزير الخزانة الأمريكي: التجهيز لاتفاق تجاري كبير مع الصين
  • كوريا الجنوبية: لدينا مع واشنطن اتفاقية أمنية ونعمل على توقيع اتفاق تجاري
  • مسئول أمريكي: الولايات المتحدة والصين تعملان على التفاصيل النهائية لاتفاق تجاري
  • الولايات المتحدة والصين تعملان على "التفاصيل النهائية" لاتفاق تجاري