قالت قناة "سكاي نيوز" البريطانية إن خطة إسرائيل الجديدة في قطاع غزة، بعد وقف إطلاق النار، إنشاء أربع جماعات مسلحة، تواجه حركة حماس، منها مليشيات تحمل شعارات مقاربة لمليشيا الانتقالي الجنوبي التي أنشأتها الإمارات العربية المتحدة، جنوبي اليمن.

 

وذكرت القناة في تقرير ميداني لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن "إسرائيل وافقت على وقف القتال في غزة، ولكنها تدعم الجماعات المسلحة التي تخطط لمقاتلة حماس حتى النهاية، مشيرة إلى أن هناك 4 ميليشيات معادية لحماس تحظى جميعها بدعم خارجي وبدعم من إسرائيل وتعتبر نفسها جزءا من مشروع مشترك لإبعاد حماس عن السلطة".

وفق التقرير.


وحسب القناة التي أجرت مقابلات مع زعماء بعض تلك المليشيا أنها وجدت شعار الجناح المسلح للجماعة، جهاز مكافحة الإرهاب، يكاد يكون مطابقًا لشعار ميليشيا تدعمها الإمارات العربية المتحدة وتحمل الاسم نفسه وتعمل في اليمن (في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي).

 

 

وأكدت أن شعار إحدى هذه المليشيا التي يتزعمها حسام الأسطل تحت مسمى "قوة مكافحة الإرهاب الضاربة"، يستخدم نفس الرسم التوضيحي الذي تستخدمه ميليشيا أخرى مدعومة من الإمارات، ومقرها أيضًا في اليمن.

 

وطبقا للتقرير فإن صورة وُجّهت لنائب قائد ميليشيا أبو الشباب، غسان الدهين، مرتين إلى جانب سيارة تحمل لوحة ترخيص مسجلة في الإمارات.

 

وحسب القناة فإن كل هذه المجموعات تعمل انطلاقا من مناطق لا تزال تحت السيطرة الإسرائيلية، خلف ما يسمى بـ "الخط الأصفر" - وهو الحدود لنشر القوات الإسرائيلية التي أنشئت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

 

ونقلت القناة عن حسام الأسطل، من قاعدته في جنوب غزة: قوله "لدينا مشروع رسمي - أنا وياسر أبو شباب ورامي حلس وأشرف المنسي"، مضيفا "كلنا مع غزة الجديدة. قريبًا سنحقق السيطرة الكاملة على قطاع غزة وسنجتمع تحت مظلة واحدة".

غسان الدهين يقف أمام سيارة تحمل لوحة ترخيص إماراتية

هل الإمارات ضمن الداعمين لتلك المليشيا؟

 

مصادر متعددة قالت لشبكة "سكاي نيوز" إن الميليشيات تتلقى أيضًا دعمًا من قوى خارجية.

 

وقال الأسطل إن هذه الدول تدعم مشروع الجماعات المسلحة الذي يحمل اسم "غزة الجديدة". مضيفا: "قريباً جداً، إن شاء الله، سترون ذلك بأنفسكم؛ سنصبح الإدارة الجديدة لغزة. مشروعنا هو غزة الجديدة. لا حرب، في سلام مع الجميع".

 

وبشأن دعم الإمارات لهذه المليشيا قالت القناة البريطانية إنها تواصلت مع أبوظبي لكن الأخيرة لم تستجب لطلبها للتعليق.

 

وقالت القناة "عندما سألنا الأسطل عما إذا كان يحظى بدعم الإمارات، ابتسم. وقال: "إن شاء الله، سيتضح كل شيء مع مرور الوقت. لكن نعم، هناك دول عربية تدعم مشروعنا".

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فلسطين غزة اسرائيل الإمارات مليشيا الانتقالي

إقرأ أيضاً:

الطفلة ريـتـاج.. الفلسطينية التي جلست بجوار الرئيس السيسي تحمل وجع غزة

لم تكن الطفلة الفلسطينية ريتاج محمد رياض جحا، تعلم أن القدر سيقودها من تحت أنقاض منزلها المدمر في غزة إلى مقعدٍ بجوار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في مشهد إنساني مؤثر خلال احتفالية وطن السلام التي أُقيمت في العاصمة الإدارية الجديدة.

تلك اللحظة التي التقطتها عدسات الكاميرات، عندما صافحت ريتاج الرئيس السيسي بابتسامة طفولية هادئة، وقام بتقبيلها على رأسها وأجلسها إلى جواره، لم تكن مجرد تصرف عابر، بل كانت لحظة تجسّد مأساة شعب بأكمله، ووجع الطفولة الفلسطينية التي فقدت الأمن والحنان تحت وطأة الحرب.

من هي ريتاج؟

ريتاج، التي وُلدت في 13 يوليو 2015، هي ابنة مدينة غزة التي لطالما شهدت فصولاً متكررة من الحروب والمعاناة. 

وكانت طفلة صغيرة في التاسعة من عمرها تعيش حياة بسيطة مع عائلتها، قبل أن تتحول أيامها الهادئة إلى جحيمٍ لا يُحتمل في 25 يناير 2023، حين قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلهم بشكلٍ مفاجئ ودون سابق إنذار، لتُزهق أرواح والديها وإخوتها وكل من كان تحت سقف المنزل.

في تلك الليلة الدامية، كانت ريتاج تجلس في غرفتها مع إخوتها الصغار، عندما دوّى صوت الطائرات في السماء، تلاه انفجار هائل هزّ المكان كله. لم تدرك الطفلة ما الذي يجري، سوى أن الجدران بدأت تتصدع، والسقف ينهار، والأنقاض تتساقط فوقهم. حاولت أن تصرخ وتنادي على أمها، لكن الغبار والركام خنقا صوتها. 

وانهار كل شيء في ثوانٍ معدودة، لتُحتجز الطفلة الصغيرة تحت الأنقاض لساعات طويلة لا تعرف فيها سوى الظلام، وأنين الألم، وصدى أصوات بعيدة تحاول الوصول إليها.

بعد محاولات مضنية من فرق الإنقاذ، تمكّن المسعفون من العثور عليها وهي في حالة شبه غيبوبة، جسدها مغطى بالجروح، وقدمها اليسرى قد تهشمت بالكامل نتيجة سقوط الجدار عليها. نُقلت إلى المستشفى في حالة حرجة، وهناك بدأت مرحلة جديدة من الألم والمعاناة، فقد علمت بعد أيام أن كل عائلتها قد رحلت. لم يتبق أحد. كانت الناجية الوحيدة من بين 89 شخصًا من عائلتها، بينهم والداها وإخوتها وأقاربها.

تصف التقارير الفلسطينية قصة ريتاج بأنها واحدة من أكثر المآسي المؤلمة التي خلّفتها الحرب الإسرائيلية على غزة، تلك الحرب التي حوّلت بيوت المدنيين إلى ركام، وأحلام الأطفال إلى رماد. 

طفلة فقدت بيتها، وقدمها، وعائلتها، لكنها لم تفقد براءتها ولا قدرتها على التمسك بالحياة. بعد شهور من العلاج المكثف، استعادت بعضًا من صحتها، وأصبحت تستخدم عكازًا صغيرًا لمساعدتها على الحركة، رمزًا لصمودها وقدرتها على تجاوز المأساة.

ومع انتقالها إلى مصر ضمن عدد من الأطفال الفلسطينيين الذين يتلقون الرعاية، بدأت قصة ريتاج تأخذ بُعدًا جديدًا. حين ظهرت في احتفالية وطن السلام، لم تكن مجرّد طفلة تُكرَّم أو ضيفة شرف، بل كانت رمزًا للأمل وسط الألم. 

وعندما جلسَت بجوار الرئيس السيسي، بادرها بابتسامة دافئة واحتضان أبوي، ثم قبّلها على رأسها في مشهد مؤثر أبكى الحاضرين، لما حمله من رسالة إنسانية عميقة تعبّر عن تضامن مصر مع أطفال فلسطين.

وخلال الحفل، تحدث الرئيس السيسي عن ضرورة حسن معاملة الأطفال الفلسطينيين الموجودين في مصر، مؤكدًا أن ما تعرضوا له يستدعي أقصى درجات الدعم والرعاية النفسية والاجتماعية. وأشار إلى أن مصر كانت وستظل حضنًا آمنًا للفلسطينيين، وأن ما أصاب غزة هو مأساة إنسانية تتجاوز كل الاعتبارات السياسية. 

وكانت كلماته موجّهة ليس فقط إلى الحاضرين، بل إلى كل المصريين، الذين تفاعلوا بشدة مع قصة ريتاج، واعتبروها ابنتهم التي تمثل وجعهم جميعًا.

انتشرت صور ريتاج بجوار الرئيس على مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة كبيرة، وانهالت التعليقات من المستخدمين الذين عبروا عن تأثرهم الشديد، وكتب كثيرون أن ابتسامتها رغم الألم هي أصدق تعبير عن شجاعة أطفال غزة، وأن نظرتها الصامتة تحمل أكثر مما يمكن للكلمات أن تقول.

ووفقًا لمواقع فلسطينية، فإن ريتاج لا تزال تتلقى العلاج الطبيعي والدعم النفسي بعد ما عاشته من صدمات، وهي تحاول اليوم أن تتأقلم مع حياتها الجديدة، وأن تبني مستقبلًا مختلفًا عن الماضي الذي انتُزع منها قسرًا. 

وتخضع لمتابعة خاصة من فرق إنسانية وطبية، تسعى إلى تأهيلها نفسيًا واجتماعيًا بعد فقدانها لعائلتها وجزء من جسدها.

تجربة ريتاج ليست حالة فردية، بل هي صورة تختصر مأساة آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين فقدوا ذويهم في الحروب المتكررة على غزة، لكنها تظلّ شاهدًا حيًا على قدرة هؤلاء الأطفال على الصمود، وإصرارهم على التمسك بالحياة رغم القهر.

وفي ختام المشهد، تبقى صورة ريتاج بجوار الرئيس السيسي واحدة من أكثر اللحظات الإنسانية عمقًا وتأثيرًا، إذ جمعت بين رمزية القيادة المصرية ومأساة الطفولة الفلسطينية في لقطةٍ واحدة، لتقول للعالم إن الإنسانية لا تُقاس بالكلمات، بل بالمواقف التي تُترجمها الأفعال. 

لقد فقدت ريتاج كل شيء، لكنها في المقابل كسبت تعاطف الملايين وحب المصريين، وأصبحت رمزًا للسلام الذي يولد من رحم الألم، وللطفولة التي لا تعرف الاستسلام مهما اشتدّت الحروب.

طباعة شارك ريتاج الطفلة الفلسطينية ريتاج السيسي غزة

مقالات مشابهة

  • قناة بريطانية تكشف عن خطة ترسم مستقبل غزة: مشروع التفكيك الناعم تحت مظلة إسرائيلية وميليشيات محلية
  • قناة إماراتية تكشف عن خطة إسرائيل الجديدة بغزة.. 4 جماعات مسلحة تواجه حماس في غزة (ترجمة خاصة)
  • مندوب اليمن لدى اليونسكو يُحذّر من عبث الانتقالي بمدينة شبام التاريخية
  • الطفلة ريـتـاج.. الفلسطينية التي جلست بجوار الرئيس السيسي تحمل وجع غزة
  • ميليشيات غزة الجديدة.. تحالف مسلح يواجه حركة حماس برعاية إسرائيلية
  • من شعارات ’’التحالف دمّر اليمن’’ .. إلى تبرير العدوان وموالاة العدو الإسرائيلي
  • غزة الجديدة.. تقرير يكشف مشروعًا ميدانيًا لأربع ميليشيات مدعومًا من إسرائيل لإزاحة حماس
  • "خطة غزة الجديدة".. 4 جماعات مسلحة تواجه حماس في غزة
  • خطة "غزة الجديدة" – و4 ميليشيات تدعمها إسرائيل لهزيمة حماس