خبير إيطالي: حرب بلا أضرار هي خيار الصين في مواجهة تايوان
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
في تقرير نشره موقع "لو دبلومات" ألقى المحلل الإستراتيجي الإيطالي جوزيبي غاليانو الضوء على تصاعد الضغوط الصينية على جزيرة تايوان عبر ما تُعرف بإستراتيجية "الحرب بلا أضرار" التي تهدف إلى إنهاك الجزيرة دون تدميرها وإجبارها على الرضوخ لمطالب بكين.
وقال الكاتب إن وزارة الدفاع التايوانية أطلقت تحذيرا مثيرا للقلق، حيث أكدت أن الصين تكثف بشكل منهجي أنشطتها العسكرية حول تايوان.
ولمواجهة هذه الضغوط الصينية على جبهات مختلفة تعمل تايبيه على تعزيز دفاعاتها المضادة للمسيّرات، ومضاعفة قدراتها على الرد السريع، ولا سيما في الجزر النائية التي تشهد تدريبات لقوات النخبة في الجيش التايواني.
حرب غير تقليديةونقل الخبير الإيطالي عن موقع جيوبوليتكال مونيتور المتخصص في الأبحاث الجيوسياسية أن بكين لا تهدف إلى شن حرب تقليدية مدمرة على تايوان، بل تسعى إلى فرض ما تسميها "حربا بلا أضرار" حتى ترغم الجزيرة على الاستسلام والقبول بالوحدة مع الصين بشكل سلمي.
وترتكز هذه العقيدة على 5 مراحل: ضرب البنية التحتية الحيوية، الحرب النفسية والتضليل الإعلامي، هجمات سيبرانية ومادية متزامنة، تطويق عسكري، وإرباك الوضع السياسي في البلاد.
ونقل الكاتب عن مجلة فورين أفيرز قولها إن رد تايوان على الإستراتيجية الصينية لا يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل يتخذ شكل إستراتيجية شاملة للصمود تقوم على 3 ركائز أساسية: تعزيز القدرات العسكرية وتشييد بنية تحتية مرنة وترسيخ التماسك الاجتماعي.
وذكر أن تايوان شهدت في يوليو/تموز الماضي مناورات واسعة النطاق تُعرف بـ"مناورات هان كوانغ" شارك فيها أكثر من 20 ألفا من قوات الاحتياط، وتم نشر الدبابات في الشوارع ومحاكاة هجمات على البنى التحتية الحيوية، بما في ذلك الجسور والمعابر الإستراتيجية.
مناوراتوخلال المناورات تم تحويل مواقف السيارات ومحطات المترو إلى ملاجئ مضادة للطائرات، وتحويل المدارس والمراكز المدنية إلى مستشفيات ومراكز لوجستية، فضلا عن تعبئة المنظمات غير الحكومية وقوات الشرطة للاستجابة السريعة في حالات الطوارئ.
إعلانويضيف أن الاتفاقية الدفاعية التي وقعتها تايوان مع الولايات المتحدة في فبراير/شباط الماضي بقيمة 761 مليون دولار والزيادة المتوقعة في الإنفاق الدفاعي من 3% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي ترسلان إشارة واضحة مفادها أن تايبيه تستعد لصراع طويل الأمد ومتعدد الأبعاد مع بكين.
وما بين الإستراتيجية الصينية -التي تهدف إلى إضعاف تايوان من الداخل قبل الشروع في أي هجوم مباشر- ومساعي تايبيه لتعزيز الجبهة الداخلية وتقوية تحالفاتها في الخارج لردع الصين تدور -وفقا للكاتب- مواجهة عالمية كبرى قد تعيد رسم موازين القوى الإستراتيجية في شرق آسيا.
وكان البيت الأبيض قد أكد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيلتقي نظيره الصيني شي جين بينغ الخميس المقبل في إطار جولة آسيوية، ليتأكد بذلك موعد اللقاء الذي ثارت بشأنه شكوك عقب تصاعد التوتر التجاري بين البلدين.
الرئيسان ترامب وشيوقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت للصحفيين إن ترامب سيشارك في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي، والمقرر عقدها يومي 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري والأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في كوريا الجنوبية.
وأشارت ليفيت إلى أن الرئيس الأميركي سيزور أيضا اليابان وكوريا الجنوبية، وسيلتقي الرئيس شي الخميس المقبل.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قد أشارت إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تمر بمرحلة شديدة الخطورة، حيث بات وقوع صدام عسكري عرضي بين القوتين احتمالا واقعيا أكثر من أي وقت مضى.
وأوضحت أن التوترات تتصاعد في بحر جنوب الصين ومضيق تايوان، كما تزايدت السنوات الأخيرة حوادث الاعتراض الجوي والبحري بين القوات الأميركية والصينية، مما يجعل أي خطأ صغير قادرا على إشعال مواجهة واسعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
الأسواق العالمية تتباين..والأسهم الصينية شهدت مكاسب قوية
صعدت مؤشرات الأسهم الآسيوية بقوة، اليوم الاثنين، فيما استقرت مؤشرات الأسهم الأوروبية دون تغيير تقريباً، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يتوقع التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين.
وارتفع مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.2% ليصل إلى 12427.53 نقطة، فيما تراجع مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.1% ليصل إلى 6821.42 نقطة.
وتراجع مؤشر فوتسي 100 البريطاني بنسبة 0.1% ليصل إلى 7640.12 نقطة، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس (أ ب).
وصعدت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.9%، كما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.6%.
وأسفر العمل الجاري على إبرام اتفاقيات تجارية قد تسهم في تخفيف حدة التوترات بين الولايات المتحدة والصين وشركاء تجاريين رئيسيين آخرين، عن طمأنة المستثمرين، وخاصة في آسيا.
وزار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ماليزيا لحضور قمة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، حيث توصل إلى اتفاقيات تجارية أولية مع ماليزيا وتايلاند وكمبوديا وفيتنام.
وأعلن مسؤولون من أكبر اقتصادين في العالم، أمس الأحد، أن اتفاقاً تجارياً بين الولايات المتحدة والصين يقترب من التحقق، بعدما توصل الطرفان إلى اتفاق أولي من المقرر أن يسعى الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جين بينج إلى وضع اللمسات النهائية عليه خلال اجتماع بالغ الأهمية في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
وقال ستيفن إينز، من "شركة إس بي أي لإدارة الأصول"، في تعليق له، إن: "هذه ليست مجرد دبلوماسية لالتقاط الصور، ووراء هذا الاستعراض، قام كبار المسؤولين التجاريين في واشنطن وبكين في هدوء بوضع إطار عمل، قد يكون، فقط قد يكون، كافياً لمنع أكبر اقتصادين في العالم من إثارة الفوضى مجدداً."
ويتوجه ترامب إلى اليابان قبل أن يختتم جولته الآسيوية في كوريا الجنوبية، حيث من المتوقع أن يلتقي نظيره الصيني شي جين بينج على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك).
وتوقع تقرير صادر عن أمانة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أيبك)، اليوم الاثنين، أن يتراجع النمو السنوي في منطقة دول حوض المحيط الهادئ إلى 3% هذا العام مقابل 3.6% في العام الماضي، ويرجع ذلك جزئياً إلى القيود التجارية وارتفاع الرسوم الجمركية.
وفي اليابان، أظهرت استطلاعات الرأي أن رئيسة الوزراء الجديدة ساناي تاكايشي تتمتع بمستويات عالية من الدعم الشعبي لسياساتها الداعمة للأسواق.
وارتفع مؤشر "نيكاي 225" القياسي الياباني بنسبة 2.5% ليصل إلى 50512.32 نقطة، مسجلاً أعلى مستوياته على الإطلاق خلال جلسة التداول.
وصعد مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.6% ليصل إلى 3042.83 نقطة، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً. ويأمل المستثمرون هناك في التوصل إلى اتفاق تجاري مع ترامب.
كما شهدت الأسواق الصينية مكاسب قوية، حيث ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 1.1% ليصل إلى 26434.69 نقطة، كما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 1.2% ليصل إلى 3996.94 نقطة.
وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200 الأسترالي بنسبة 0.4% ليصل إلى 6055.60 نقطة.
وارتفع مؤشر تايكس التايواني بنسبة 1.7%، كما ارتفع مؤشر سينسكس الهندي بنسبة 0.7%.
وفي "بورصة وول ستريت"، سجلت الأسهم الأميركية مستويات قياسية في جلسة الجمعة الماضي، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.8% ليصل إلى 3791.69 نقطة، متجاوزاً أعلى مستوى تاريخي له والذي سجله في وقت سابق من الشهر الجاري.
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1% ليصل إلى 27207.12 نقطة، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً.
وصعد مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.1% ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 13204.87 نقطة.
وفي أسواق الطاقة، صباح اليوم الاثنين، تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي القياسي بواقع 66 سنتاً ليصل إلى 60.84 دولاراً للبرميل، كما ارتفع سعر خام برنت، القياسي العالمي لأسعار النفط بواقع 67 سنتاً ليصل إلى 64.53 دولاراً للبرميل.
وفي أسواق العملة، ارتفع سعر الدولار الأميركي مقابل الين الياباني، ليصل إلى 152.77 ين ياباني من 152.85 ين، كما ارتفع سعر اليورو ليصل إلى 1.1639 دولار من 1.1636 دولار.