الإفتاء توضح حكم مرافقة الابن البالغ 15 عاما لأمه في الحج كمحرم
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
تلقى الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، استفسارًا من أحد المواطنين حول مدى جواز أن يرافق الابن والدته في رحلة الحج كمَحرَم، إذا كان عمره 15 عامًا فقط، وما إذا كان ذلك مقبولًا شرعًا أو مرفوضًا بسبب
وردّ الدكتور شلبي موضحًا أن للمَحرَم شروطًا شرعية محددة لا بد من توافرها حتى يُعَدّ الشخص محرمًا للمرأة في السفر، ومن أبرز هذه الشروط أن يكون بالغًا، عاقلًا، قادرًا على التحرك، وقادرًا على حماية من يرافقها ودفع الضرر عنها، مشيرًا إلى أن من بلغ سنّ البلوغ وتوافرت فيه هذه الصفات الشرعية، يُعتبر محرمًا صحيحًا من الناحية الدينية.
وأوضح أمين الفتوى أن البلوغ في الشريعة هو الأساس في تحديد التكليف والمسؤولية، وليس مجرد بلوغ سنٍّ محددة، مؤكدًا أن من ظهرت عليه علامات البلوغ الشرعية كالحلم أو غيره، يدخل في حكم الرجال البالغين، ويُعامل على هذا الأساس من حيث الأحكام الشرعية.
وأضاف الدكتور شلبي أن هناك جانبًا آخر يجب مراعاته، وهو الجانب الإجرائي أو التنظيمي، الذي يتعلق بالقوانين واللوائح التي تضعها الجهات المختصة بتنظيم رحلات الحج والعمرة، وكذلك شركات السياحة، حيث قد تُحدد هذه الجهات سنًّا معينة للمَحرَم، مثل 18 أو 21 عامًا، وذلك لأسباب أمنية وإدارية وتنظيمية تتعلق بالسفر والإقامة في الأراضي المقدسة.
وبيّن أن هذه الشروط الإدارية لا تتعارض مع الحكم الشرعي، بل تأتي من باب التنظيم وحفظ الحقوق، مشددًا على أنه يجب على الراغبين في السفر الالتزام بها احترامًا للنظام المعمول به في تنظيم رحلات الحج.
وأكد الدكتور شلبي أن الفارق بين الحكم الشرعي والتنظيمي واضح؛ فشرعًا يُعد الابن البالغ العاقل محرمًا لأمه حتى لو كان في الخامسة عشرة من عمره إذا اكتملت فيه شروط البلوغ والعقل والقدرة، أما من حيث الإجراءات الرسمية، فقد لا يُسمح له بالسفر كمَحرَم إلا إذا بلغ السن التي تحددها الجهات المسؤولة عن الحج.
واختتم أمين الفتوى توضيحه بالتأكيد على ضرورة الجمع بين الالتزام بالأحكام الشرعية من جهة، ومراعاة القوانين الإدارية من جهة أخرى، حتى تكون الرحلة مستوفية للشروط الدينية والرسمية معًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء محمود شلبي الحج المحرم السفر مع الأم
إقرأ أيضاً:
هل يجوز قضاء صلاة الضحى إذا فات وقتها؟.. الإفتاء توضح
صلاة الضحى.. قد ينشغل البعض بأمور الحياة أو يستيقظ متأخرا ويكون قد فات وقتها، لذلك يتساءلون عن هل يجوز قضاء صلاة الضحى إذا فات وقتها أم لا؟.
قال الدكتور أحمد العوضي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية ان صلاة الضحى سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز قضاؤها إذا فاتت الإنسان في حالة وجود عذر أو نسيان.
واستشهد بما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: ركعتي الضحى، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن أوتر قبل أن أنام، فكما نرى أن النبي ﷺ أوصى بهذه السنن الثلاث".
ونوه أن من فاتته صلاة الضحى بسبب انشغاله أو نسيانًا، فله أن يقضيها بعد فوات وقتها، وقد أجاز بعض الفقهاء ذلك.
ما حكم صلاة الضحى أثناء أذان الظهر؟
أكدت دار الإفتاء المصرية أن صلاة الضحى لا تصح أثناء رفع أذان الظهر، لأن وقتها يكون قد انتهى عند دخول وقت الظهر، إذ يمتد وقتها من بعد طلوع الشمس بثلث ساعة تقريبًا حتى قبل أذان الظهر بعشر دقائق.
وقال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، في إجابته على سؤال ورد للدار، إن صلاة الضحى ؤدى في هذا الوقت المحدد فقط، مشيرًا إلى أنه يُستحب فيها قراءة سور الشمس والضحى والكافرون والإخلاص، والأمر في ذلك على سبيل الاستحباب، فمن قرأ بغيرها فلا حرج عليه.
وأوضح أن بعض فقهاء الشافعية ذكروا أنه يُستحب قراءة سورتي الإخلاص والكافرون في كل ركعتين من صلاة الضحى حتى لو تكررت، لأن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن الكريم، وهذا من فضلها العظيم.
وأشار إلى أن صلاة الضحى تُعد من الصلوات النافلة التي لها مكانة خاصة عند الله تعالى، وقد أقسم سبحانه بها في سورة الضحى، مما يدل على عظيم شأنها وفضلها الكبير.
فوائد صلاة الضحى
عندما يُقسِم رب العزة بشيء فذلك يدل على فضله وعظمته؛ وقد أقسم الله تعالى بالضحى في سورة الضحى، وهذا يدلّ على أهمية هذا الوقت من النهار، ولصلاة الضحى العديد من الفوائد، وهي :
1- تسد صلاة الضحى الصدقة عن جميع مفاصل الجسم، فالجسم يحتوي على ثلاثمائة وستون مفصلًا وكل مفصل يلزمه صدقة شكرًا لله تعالى على هذه النعم، وصلاة الضحى تسد الصدقة عنها جميعًا.
2- من صلى اثنتي عشر ركعة من صلاة الضحى فإن الله تعالى يبني له بيتًا في الجنة، جاء حديث عن الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلَّم- قال: «من صلى الضحى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرًا في الجنة»، قال ابن حجر- رحمه الله –في كتابه الفتح: "وهذا الحديث له شواهد يتقوى بها".
3 - نيل أجر الصّدقة؛ فقد رُوي عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه قال: «يُصبح على كلّ سُلامى من أحدكم صدقة؛ فكلّ تسبيحة صدقة، وكلّ تحميدة صدقة، وكلّ تهليلة صدقة، وكلّ تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المُنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى».
4 -كِفاية الله تعالى للمُحافظين على صَلاةِ الضُّحى: عن أبي الدّرداء وأبي ذر، عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- فيما رواه عن الله -عز وجل- أنّه قال: «ابن آدم، اركع لي من أول النّهار أربع ركعات أكفِك آخره».
5 - وَصفُ المُحافظين على صلاةِ الضُّحى بالأوّابين: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: «لا يُحافظ على صلاة الضحى إلا أوّاب. قال: وهي صلاة الأوابين».