خبير اقتصادي: الهدنة بين واشنطن وبكين هشة
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق العالمية القمة المقبلة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، حذّر الخبير الاقتصادي في شؤون الصين سكوت كينيدي من أن "الهدنة الناشئة بين البلدين قد تكون قائمة على أساس هشّ"، وفقًا لتقرير لوكالة بلومبيرغ.
كينيدي، وهو مستشار أول في "مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية" في واشنطن، قال في مقابلة مع بلومبيرغ إن "الهدوء الحالي قد يستمر لبضعة أشهر فقط"، مؤكدًا أن التفاهم المبدئي الذي تحدّث عنه وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت "لا يعالج الخلافات الجوهرية بين الجانبين حول العدالة الاقتصادية والأمن الاقتصادي".
وبحسب بلومبيرغ، كان كينيدي قد حذّر قبل عام، عشية فوز ترامب في الانتخابات، من أن الصين "قد ترد بقوة أكبر بكثير" على أي تصعيد أميركي في الولاية الثانية للرئيس الجمهوري، مضيفًا أن الوضع الجديد "قد يكون فوضويًا للغاية".
وقد بدت تحذيراته واقعية هذا العام بعد أن ردّت بكين بفرض قيود صارمة على صادرات العناصر النادرة ومنتجاتها، إضافة إلى وقف مشتريات فول الصويا الأميركي.
وفي تحليله للعلاقة الراهنة، أوضح كينيدي أن الجانبين "يبديان ثقة مفرطة في موقعهما التفاوضي". فإدارة ترامب ترى أن العجز التجاري الأميركي يمنحها الأفضلية لأن المستهلكين الأميركيين "يمكنهم شراء بدائل"، في حين أن المنتجين الصينيين أقل مرونة.
غير أن كينيدي شدّد على أن هذا التفكير "يرجع إلى تصورات تعود إلى عام 1977، قبل أن تطوّر الصين سيطرتها على سلاسل الإمداد العالمية، خاصة في المعادن الحيوية".
وأضاف أن واشنطن تبالغ في تقدير ضعف الاقتصاد الصيني، قائلا إن هذا التوصيف "يُبالغ كثيرًا في هشاشته"، مشيرًا إلى أن بكين من جانبها "تبدو واثقة للغاية بقدرتها على تحمّل الضغوط ومواجهة الألم الاقتصادي أكثر من الولايات المتحدة".
هدف الصين لم يعد مجرد "منع الانفصال الاقتصادي عن واشنطن"، بل ربما أصبح "إلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة وإضعافها على المدى البعيد".
تحوّل في أهداف الصينونقلت بلومبيرغ عن كينيدي قوله إنه رصد في الأشهر الأخيرة من خلال مصادر في الصين أن "مستوى الثقة ارتفع إلى درجة قد تدفع بكين لتغيير أهدافها"، موضحًا أن هدفها لم يعد مجرد "منع الانفصال الاقتصادي عن واشنطن"، بل ربما أصبح "إلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة وإضعافها على المدى البعيد".
وأشار كينيدي إلى أن تعقيد الموقف يتزايد بسبب غياب رؤية أميركية واضحة، متسائلا: "ليس من الواضح بعد ما إذا كانت لإدارة ترامب إستراتيجية كبرى تجاه الصين، أو ما إذا كانت تمتلك واحدة أصلا"، وأضاف أن "كل ذلك يدعو إلى الحذر من المبالغة في التفاؤل تجاه الهدنة الراهنة".
التوتر بين واشنطن وبكين لا يزال في جوهره قائمًا على صراع عميق حول النفوذ الاقتصادي والتكنولوجي
وفي تحذير ختامي، قال كينيدي: "لا يزال هناك احتمال حقيقي بأن الأمور قد تتصاعد إلى ما يتجاوز كل التوقعات، حتى بعد كل ما شهدناه خلال العام الماضي"، مضيفًا: "علينا أن نقلق من أن الأمور قد تزداد سوءًا قبل أن تتحسن".
إعلانوخلص تقرير بلومبيرغ إلى أن التوتر بين واشنطن وبكين لا يزال في جوهره قائمًا على صراع عميق حول النفوذ الاقتصادي والتكنولوجي، وأن أي "تهدئة مؤقتة" قد تخفي خلفها سباقًا محمومًا نحو السيطرة على سلاسل الإمداد العالمية.
وفي ظل ثقة متبادلة مفرطة، وغياب إستراتيجية أميركية واضحة، يبدو أن خطر التصعيد لا يزال قائمًا، وربما أقرب مما تتوقع الأسواق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات لا یزال
إقرأ أيضاً:
الذهب يواصل التراجع مع انحسار التوترات التجارية بين واشنطن وبكين
سجلت أسعار الذهب تراجعا في التعاملات الآسيوية اليوم الاثنين، مع انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما قلل الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن، بينما تترقب الأسواق قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن خفض أسعار الفائدة.
وانخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 1.3% إلى 4.060.80 دولار للأوقية، فيما تراجعت العقود الآجلة الأمريكية بنسبة 1.6% إلى 4.072.60 دولار للأوقية.
وكان المعدن الأصفر أنهى الأسبوع الماضي على انخفاض، ليضع حدا لسلسلة مكاسب استمرت 9 أسابيع متتالية، بعد أن دفعت عمليات جني الأرباح الأسعار للهبوط من مستويات قياسية تجاوزت 4.300 دولار للأوقية، كانت قد سجلت بدعم من التوترات الجيوسياسية وتوقعات التيسير النقدي.
يأتي هذا التراجع في أعقاب توصل المفاوضين الأمريكيين والصينيين إلى إطار تجاري أولي خلال عطلة نهاية الأسبوع على هامش اجتماعات رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا، على أن يتم استكمال الاتفاق عند لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج في وقت لاحق من هذا الأسبوع في كوريا الجنوبية، تمهيدا لتمديد الهدنة التجارية ووضع الأسس لاتفاق أوسع.
ويترقب المستثمرون اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في 29 أكتوبر الجاري، وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، خصوصا بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي التي جاءت دون التوقعات الأسبوع الماضي، ما عزز الرهانات على مزيد من التيسير النقدي خلال الفترة المقبلة.
وفي أسواق المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت عقود الفضة الآجلة بنسبة 1.4% إلى 47.91 دولار للأوقية، بينما انخفضت عقود البلاتين بنسبة 0.9% إلى 1.587.10 دولار للأوقية.
وعلى النقيض، سجلت أسعار النحاس مكاسب قوية، إذ ارتفعت العقود القياسية في بورصة لندن للمعادن بأكثر من 1% لتبلغ مستوى قياسيا عند 11.078 دولارا للطن، فيما زادت العقود الأمريكية بنسبة 1.4% إلى 5.19 دولار للرطل.
اقرأ أيضاًعاجل| انخفاض ملحوظ بـ عيار 21.. سعر الذهب في مصر اليوم الإثنين 27 أكتوبر 2025
سعر سبيكة الذهب وزن 1 جرام يتراجع 50 جنيها
تحرك جديد.. سعر الذهب في مصر اليوم الإثنين 27 أكتوبر 2025