أدانَت رابطةُ العالم الإسلامي، باستنكارٍ شديدٍ، الجرائمَ والانتهاكات المروّعة التي استهدفت المدنيين، خلال هجمات قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في جمهورية السودان.
وفي بيانٍ صادرٍ عن الأمانة العامة للرابطة، جدَّد معالي الأمين العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، دعوةَ الرابطة الملحّة إلى الالتزام بمضامين “إعلان جدة” بشأن حماية المدنيين، وضرورة سلوك مسار الحوار الجاد والفاعل لوقف هذه الحرب المدمرة التي جرّت على الشعب السوداني الويلات والمآسي، ورفض كلّ ما يسهم في تأجيجها وإطالة أمدها وتداعياتها الخطيرة على الشعب السوداني ووحدته ومقدراته.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

مناوي: أوجه تحذيراً للشعب السوداني، وخاصة أهل دارفور

السيدات والسادة، المواطنون الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سلامٌ على أرض لا تموت، سلامٌ على الفاشر، المدينة الصامدة التي وقفت في وجه النار، وظلت شامخة حين سقط الجميع. وأعني بالجميع أولئك الذين صمتوا ورضوا لأنفسهم أن يكونوا جزءاً من هذه التجربة الإنسانية المؤلمة. رحم الله الشهداء، ونسأل الله المغفرة لمن ارتقوا بدمائهم الطاهرة إلى العليين، ولمن حملوا أرواحهم مشاعل للنور في عتمة الطريق حتى سقطوا. هم باقون في ذاكرتنا ما بقيت الأرض، أثرهم لا يُمحى، وضوءهم لا يطفأ، وستظل أرواحهم باقية ك seeds ثابتة تنبت المناضلين لحماية هذا السودان. لن ننساكم، بل نحيا لأجلكم. لقد شهدت الفاشر، ومعها القرى المحيطة، مجازر وإبادات وحشية ارتكبتها مليشيا الدعم السريع (الجنجويد). جماعات جلبت الرعب إلى الأزقة والبيوت، لا تفرق بين مقاتل وطفل أو شيخ أو امرأة. المثير أن مليشيا الدعم السريع قد روجت لمجازرها القادمة قبل أكثر من أسبوع، محذرة مقاتليها من تصوير الأفعال الإجرامية، في محاولة لطمس الحقيقة ودفن الشهود مع الضحايا. لكن الحقيقة لا تُدفن، فالأرض تشهد، ودم الأبرياء لا يصمت بل يصرخ ليُسمع كل من صمت على إزهاق الأرواح، وستمضي لعنة الجاني تتبعه إلى الأبد. فالحقيقة لا تُمحى، والذاكرة لا تموت. لم تنكسر الفاشر، بل وقفت على رمادها شامخة، تصنع من الألم سيفاً، ومن الدمار عزيمة للانتصار القادم. أحياناً، ننحني أمام العواصف، لكن أمام الأحقاد لا ننكسر. لا يوجد حقد ووحشية ترتبط بالإنسانية أكثر من ذبح مواطن في الشوارع العامة، احتفاءً باستيلاء المليشيا على الفرقة السادسة في الفاشر. لا تفرح المليشيا، فهذه ليست النهاية، بل بداية وطن يولد من جديد. من الفاشر، يبدأ الفجر، ويُكتب الأمل. من الفاشر، نبدأ من الصفر، لكن لن نعود للوراء، ولا حياة مع هؤلاء الأوباش. لسنا دعاة حرب، لكننا تعلمنا أن السلام لا يُمنح كهبة، بل يُصنع بالصمود وبالكرامة. مع القادمين الجدد، نرفع سلاماً بالكرامة، لا بالهوان وسلب الحقوق وتهجير السكان الأصليين. حملها أهلها على أكتافهم، كل السودانيين مصيرهم واحد، رجالاً ونساء، كتفاً بكتف، حين خذل العالم المدينة. معاً… لا ننحني. رجال ونساء الفاشر لم يُقهروا، ففي ملامحهم تقرأ ملامح أبطال كرري، أولئك الذين قال عنهم المستعمر: “ما هزمناهم، بل قتلناهم وأبدناهم”. واليوم، يعيد التاريخ المشهد ذاته؛ أبدتم المدينة بأطفالها وشيوخها وعجائزها، لكنكم – كما في الأمس – لم تهزموا أحداً. لأن من يقاتل من أجل الأرض والعرض والكرامة، لا يُهزم. وإن سقط جسده، تظل روحه واقفة، فنموت واقفين، ولا نهزم أبداً. إرادة لا تُكسر، كل جرح شهادة، وكل صرخة وعد بالنهوض من جديد. ما بننتهي… بنبتدي. إلى العالم، صمتكم لن يمحو الحقيقة، فالفاشر تنادي والحق لا يموت. لقد لحق صمتكم العار في صدر التاريخ، وسيبقى شاهداً على زمن تخلى فيه العالم عن إنسانيته، حين كانت الأرواح تُزهق والمدينة تُستباح. صمت العالم خوفاً من الممولين، الذين حولوا المال إلى وقود للإبادة، ودفعوا بأدواتهم الرخيصة من الأوباش، الذين لا يرقون لمقام البشر. هؤلاء ليسوا قادة ولا رجال دولة، بل أدوات خراب مأجورة. وكل من يُساعدهم أو يُبرر بقاءهم هو مجرم. سيصمت العالم، لكننا سنصدح بالحق. **العهد باقٍ.** أيها المواطنون الأعزاء، أقسم أمام دماء الشهداء أن نعيد بناء ما تهدم، وأن ننهض من الرماد، وأن نصنع الحياة من الألم. لا نطلب المستحيل، بل نطلب ما نستحقه من الكرامة والحياة. أيها السادة والسيدات، ما ذكرناه هي إشارات واضحة من أننا كسلطة في السودان سنبدأ نضالنا لتحرير كامل أرض السودان، باستنهاض روح الصمود لأهل الفاشر الذين قاتلوا بقواتهم المسلحة والمشتركة، لكن دعوني أؤكد في نهاية خطابي على نقاط مهمة: أولاً: رغم الإمكانيات الهائلة التي وفرتها الدولة الراعية والممولة لهذه الحرب، إلا أننا نعترف بوجود أخطاء وإخفاقات يتحملها الجميع. يجب علينا إصلاح أي أخطاء بشكل صارم لحماية البلاد من الغزو. ثانياً: نحن كأهل دارفور جزء أصيل من السودان. لضمان وحدة السودان، يجب هزيمة الأداة التي تستغلها القوى الساعية للاحتلال، وهي الدعم السريع. هذه معركة وجودية لا تقف عند سقوط مدينة واحدة. ثالثاً: سنركز في المرحلة القادمة على موضوع النزوح واللجوء، والذي تسبب فيه الدعم السريع عمداً. يجب توثيق الجرائم للإدانة وضمان عدم الإفلات من العقاب، وكذلك العمل على استقطاب الدعم لتوفير الاحتياجات الضرورية للنازحين. رابعاً: أوجه تحذيراً للشعب السوداني، وخاصة أهل دارفور، بأن الفاشر ما كانت لتسقط لولا تسخير دول العدوان لكل الإمكانيات. ولكن الآن المليشيا أصبحت هشة وتعتمد على عناصر خارجية. مرحلتنا القادمة تتطلب الاستنفار من داخل وخارج الحدود، لإنهاء آلة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. نترحم على أرواح الشهداء ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى. نؤكد أن قيادتنا وجنودنا بخير وهم يدافعون عن تراب هذا الوطن المعطاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. رصد – “النيلين” إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. بقيادة عاصم البنا وداليا الياس وتغريد الخواض.. نجوم المجتمع بالسودان يناشدون العالم لإنقاذ الفاشر
  • مناوي: أوجه تحذيراً للشعب السوداني، وخاصة أهل دارفور
  • نشأت الديهي: بعض الدول الإقليمية والدولية تطمع في خيرات الشعب السوداني
  • نص الكلمة | البرهان: الجيش السوداني عازم على أن يقتص لأهل الفاشر
  • وسط اشتباكات عنيفة.. مستشار ترامب يدعو «الدعم السريع» لحماية المدنيين بالسودان
  • حقيقة مشاهد أسر قيادي في الجيش السوداني وتأمين المدنيين في الفاشر
  • شاهد بالفيديو.. استشهاد المراسل الحربي آسيا الخليفة بعد ساعات من نشرها تحديث تطمئن فيه الشعب السوداني عن أحوالهم في الفاشر
  • حاكم إقليم دارفور بالسودان: نطالب بحماية المدنيين والإفصاح عن مصير النازحين في الفاشر
  • قال إن العالم يراقب .. مسعد بولس: على الدعم السريع فتح ممرات إنسانية و حماية المدنيين بالفاشر