بوابة الوفد:
2025-10-29@21:57:29 GMT

وزارة الأوقاف تحدد خطبة الجمعة القادمة

تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT

حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان: “مَا أنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشقَى”.

وزارة الأوقاف تحيي ذكرى العلامة الشيخ محمد عياد الطنطاوي وزارة الأوقاف تطلق مسابقة الأئمة النجباء (دوري الأئمة) بجميع المديريات وجاء نص الخطبة كالتالي:

الحمدُ للهِ حمدًا يليقُ بعَظَمَةِ جلالِهِ وجمالِ كمالِهِ، نحمَدُهُ على كلِّ نِعمةٍ ظاهرةٍ وباطنةٍ، وأجلُّها إنزالُهُ الكتابَ المُعجِزَ الذي لا يأتيهِ الباطلُ من بينِ يديه ولا منْ خلفِهِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، هو الأوَّلُ والآخِرُ والظَّاهِرُ والباطِنُ، وأشهدُ أنَّ سيِّدَنا ونبيَّنا وموْلَانا محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، الذي اصطَفاهُ لِحَملِ رسالةِ القرآنِ، فكانَ خُلُقُهُ القرآنَ، وكانَ نورُهُ من نورِ القرآنِ، فصلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ عليْهِ، وعلى آلِهِ الطيِّبين، وصحابتِهِ الغُرِّ الميامين، وبعدُ،،،

فالقرآنُ الكريمُ هو حبلُ اللهِ المتينُ، والذِّكرُ الحكيمُ، والصراطُ المستقيمُ، لا تزيغُ به الأهواءُ، ولا يَشبَعُ منه العلماءُ، ولا يخلقُ عن كثرةِ الرَّدِّ، ولا تنقضي عجائبُهُ، ولا تنتهي أسرارُهُ، فهو أصلُ السعادةِ والهناءِ، ومفتاحُ الطمأنينةِ في القلوبِ، ودليلُ الْيُسرِ في الأحكامِ، ومنبعُ التفاؤلِ في الحياةِ، فكلَّما غاصتِ الرُّوحُ في بحرِ آياتِهِ، خرجتْ بلآلئِ السكينةِ، وبفيوضاتِ الرحمةِ، التي تُلامِسُ القلوبَ العَطْشَى، وتَروي الأرواحَ الظَّمأى، فالقرآنُ لم يُنزَلْ ليكونَ قيدًا يُثقِلُ حياةَ البشرِ، أو سوْطًا يجلِدُ النفوسَ، أو حِملًا تنقطعُ به الأنفاسُ، بل هو روحُ الحياةِ، وحياةُ الأرواحِ، ومنبعُ اليسرِ والسماحةِ، قال سبحانهُ وتعالى: ﴿مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ﴾.

أيُّها الأكارمُ، أليسَ المنهجُ القرآنيُّ الفريدُ هو الذي يُحوِّلُ المِحنةَ إلى مِنحةٍ، والخوفَ إلى أمنٍ، والضَّياعَ إلى اهتداءٍ؟ أليستِ اللحظةُ التي ترتفعُ فيها أصواتُ القُرَّاءِ بالقرآنِ، هي اللحظةُ التي تُسكِنُ الجوارحَ وتُطمئِنُ القلوبَ؟ فلِمَ حوَّلتْهُ جماعةُ التطرُّفِ إلى شقاءٍ على العبادِ؟ فبأيِّ قلبٍ قرؤوهُ، وبأيِّ عقلٍ تدبَّروهُ، حتى حوَّلوهُ من خطابٍ للتعايشِ إلى خطابٍ للتشدُّدِ، ومن دعوةِ التَّعارفِ إلى فتاوى الإقصاءِ والتكفيرِ؟ فما بالُ هذهِ الجماعاتِ تقفُ عندَ حدودِ الحرفِ كأنَّهُ صنمٌ، وتقتلُ روحَ النصِّ كأنَّهُ عدوٌّ، وتحملُ العامَّ على الخاصِّ ليُصبِحَ كلُّ الناسِ ضالِّينَ؟! أَلَمْ يُؤثِّرْ فيهم هذا البيانُ الإلهيُّ: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾.

سادتي الكرامُ، إنَّ الإساءةَ للقرآنِ لا تكمُنُ في الإعراضِ عنهُ فحسبُ، بل في سُوءِ فهمِهِ وتأويلِهِ على غيرِ مرادِ اللهِ، إنَّ بعضَ العقولِ التي ركِبَتْ مَركبَ التشدُّدِ والتطرُّفِ، حوَّلَتِ التيسيرَ إلى تعسيرٍ، والرحمةَ إلى قسوةٍ، والوسطيَّةَ إلى تطرُّفٍ، فاجتزأتِ الكلماتِ من سياقِها، وانتزعتِ الآياتِ من أسبابِ نزولِها، وبنَتْ على هذا التشويهِ أحكامًا تُزهِقُ الأرواحَ وتُفسِدُ الأوطانَ، في إطارِ فكرٍ منغلقٍ يتستَّرُ بعباءةِ النصِّ ليُشرْعِنَ العنفَ والجهلَ، فيرى في النصوصِ سيفًا مُسلَّطًا لا رحمةً واسعةً، هذا الفهمُ المغلوطُ للفكرِ المتطرِّفِ هو الذي يُصوِّرُ الإسلامَ على أنَّهُ دينٌ يُعادي الحياةَ، ويجعلُ منَ الالتزامِ طريقًا للتّشدُّدِ والتَّنطُّعِ، وهذا أبعدُ ما يكونُ عن رسالةِ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ الذي قالَ: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ»، فالحقُّ أنَّ القرآنَ نورٌ، والتطرُّفَ ظلامٌ، والجمعُ بينهما لا يَستقيمُ.

عبادَ اللهِ، إنَّ العلاجَ النَّاجحَ لهذا الانحرافِ هو العودةُ إلى منهجِ الاعتدالِ والوسطيَّةِ، فالفهمُ الصحيحُ لآياتِ القرآنِ الكريمِ هو أن نأخذَ بظاهرِها دونَ جمودٍ، وأن نُدرِكَ مقاصدَها دونَ إفراطٍ أو تفريطٍ، فالتشدُّدُ يُغلِقُ أبوابَ الرحمةِ، ويُنفِّرُ الناسَ منَ الجمالِ، بينما الاعتدالُ يفتحُ آفاقَ اليسرِ، ويجعلُ للعبادةِ لذَّةً، ويحوِّلُ الشريعةَ إلى منهجِ حياةٍ يزدهرُ بالحبِّ والرحمةِ، لتكنْ قاعدتُنا في الفتيا وفي التَّعاملِ وفي التَّربيةِ هي اليسرُ ورفعُ الحرجِ، لا تُشدِّدوا على أنفسِكم ولا على أهلِكم وجيرانِكم، ولا تجعلوا الدِّينَ عائقًا أمامَ الإبداعِ والعملِ والكسبِ الحلالِ، تذكَّروا دائمًا أنَّ اللهَ يُحبُّ أنْ تُؤتى رُخَصُهُ كما يُحبُّ أنْ تُؤتى عزائمُهُ، فاجعلوا القرآنَ مصدرَ سكينةٍ، وآياتِهِ البيِّناتِ منهجَ يُسرٍ، فهُوَ لقلوبِنا سَلْوَى، ولأرواحِنا مَأْوَى، فلن يتسرَّبَ الشقاءُ إلى قلبٍ تعلَّقَ بحبلِ القرآنِ المتينِ، ولن تستوطِنَ الهمومُ روحًا استظلَّتْ بظلالِ آياتِهِ الوارِفَةِ، أَلَا يَكفيكم هذا الوعدُ الإلهيُّ: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾.

*******

الخُطبَة الثّانية
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنا رسولِ الله، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وأشهدُ أنَّ سيِّدَنا محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وبعدُ،،،

فمعاملةُ السائحِ باللُّطفِ وحُسنِ الضيافةِ ليستْ مجرَّدَ سلوكٍ اجتماعيٍّ مُستحبٍّ، بل هي قيمةٌ إيمانيةٌ وخُلُقٌ إسلاميٌّ أصيلٌ يُعبِّرُ عن جوهرِ دينِنا الحنيفِ، فحُسنُ استقبالِ السُّيَّاحِ مَعْلَمٌ من معالمِ "إكرامِ الضيفِ" المأمورِ بها شرعًا، أيًّا كانت ديانةُ هذا السائحِ، أو جنسيتُهُ، حتى يشعرَ الضيفُ أنَّهُ في موطنٍ يُكرِمُهُ ويُقدِّرُهُ، قالَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ».

سادتي الكرامُ، السائحُ مُستأمَنٌ، فيجبُ علينا أن نُؤدِّيَ حقَّهُ منَ الإكرامِ، وتأمينِ الحاجةِ، وتقديمِ العونِ والمساعدةِ، وهذا لا يقتصرُ على الاستقبالِ بابتسامةٍ صادقةٍ، بل يتعدَّاهُ إلى حفظِ حقوقِهِ وممتلكاتِهِ، وإرشادِهِ إلى الخيرِ، وتجنُّبِ كلِّ ما يُسيءُ إليهِ أو يُنغِّصُ عليهِ رحلتَهُ، فقد شدَّدَ دينُنا الحنيفُ على أهميَّةِ إعطاءِ كلِّ ذي حقٍّ حقَّهُ، فالسائحُ لهُ حقُّ العبورِ الآمنِ والتعاملِ النزيهِ، ممَّا يعني الابتعادَ عن السلوكياتِ المشينةِ، والتعاملَ الجيِّدَ، فالجنابُ المعظَّمُ عرَّفَ المسلمَ بقولهِ: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»، وهذا المبدأُ يَنطبِقُ على كلِّ البشرِ، بمن فيهم الزُّوَّارُ والسُّيَّاحُ، فكيفَ إذا كانوا في ديارِ المسلمينَ ومستأمَنينَ؟

أيُّها السادةُ، إنَّ التعاملَ اللائقَ مع السائحِ عبارةٌ عن رسالةٍ دعويَّةٍ صامتةٍ ومؤثِّرةٍ، فكلُّ فردٍ منَّا يُمثِّلُ بسلوكِهِ الحسنِ دينَهُ وبلدَهُ، فعندما يجدُ السائحُ الأمنَ والصدقَ في المعاملةِ، وحفاوةَ الاستقبالِ، ونظافةَ المكانِ، فإنَّ هذه التجربةَ الإيجابيةَ هي أبلغُ ردٍّ على أيِّ صورةٍ نمطيةٍ سلبيةٍ قد تكونُ عالقةً في ذهنِهِ، فالابتسامةُ المشرقةُ، والكلمةُ الطيِّبةُ، والمساعدةُ الخالصةُ لوجهِ اللهِ، كلُّها تتركُ أثرًا بليغًا لا يمحوهُ الزمانُ، وتُحوِّلُ السائحَ إلى شاهدٍ على رَوْعةِ هذا الدينِ وسماحتِهِ ورؤيتِهِ الخالدةِ التي عنوانُها: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ».

اللَّهُمَّ اجعلْ مِصرَ واحةً للأمنِ والأمانِ والسَّلامةِ والإسلامِ.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأوقاف وزارة الأوقاف خطبة الجمعة موضوع خطبة الجمعة خطبة وزارة الأوقاف

إقرأ أيضاً:

الحكومة: بدء تطبيق التوقيت الشتوى بتاخير الساعة ليلة الجمعة القادمة

اعلن مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء عن بدء تطبيق التوقيت الشتوى اعتبارا من بعد غدا الخميس ليلة الجمعة القادمة فى تمام الساعة الثانية عشرة ليلا بتاخير الساعة 60دقيقة  وءلك وفقا للقانون رقم 24 لسنة 2023 والذى اقرة مجلس النواب فى شان التوقيت المحلى داخل جمهوريه مصر العربيه 
والمنشور بالجريدة الرسمية بالعدد 15مكرر بتاريخ 16ابريل 2023

وناشد مجلس الوزراء كافه المواطنين المقيمين داخل الجمهورية بمراعاة بدء  التوقيت  بتاخير الساعه والتى تاتى فى الجمعة الأخيرة من شهر اكتوبر 
 

مقالات مشابهة

  • برعاية جمعية القرآن الكريم بأبين.. دار القرآن الكريم بمودية تحتفي بختم ستة من حفاظ كتاب الله
  • «مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى».. نص موضوع خطبة الجمعة المقبلة
  • أوقاف الفيوم تنظّم ندوة توعوية حول "أخلاقيات التعامل اللائق مع السائح"
  • الحكومة: بدء تطبيق التوقيت الشتوى بتاخير الساعة ليلة الجمعة القادمة
  • الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة.. «مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى»
  • هل تعلم أسماء أبواب النار التي أعدت للكافرين؟
  • «ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى».. نص موضوع خطبة الجمعة المقبلة
  • ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة
  • أوقاف البحر الأحمر تعقد ندوة بعنوان "أخلاق التعامل مع السائح" بجامعة الغردقة