صحيفة التغيير السودانية:
2025-10-30@02:20:28 GMT

دارفور.. تطهير عرقي وحشد كيزاني

تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT

دارفور.. تطهير عرقي وحشد كيزاني

دارفور.. تطهير عرقي وحشد كيزاني

أحمد عثمان جبريل

لا تزال دارفور حتى هذه اللحظة، تتقاطع فيها المآسي مع الصمت الدولي، حيث تحترق الأرض وتُزهَق الأرواح بلا رحمة.. الفاشر لم تعد مدينة، بل مسرحًا للجحيم، شاهدة على إبادة ممنهجة، حيث الإنسان السوداني يُقتل في كل ثانية، والعدالة غائبة، والصراعات السياسية تُستغل لسفك الدماء والابادة العرقية.

. كل شارع في الفاشر يحكي قصة مأساوية، وكل صرخة طفل أو امرأة تروي فجيعة لا تُمحى.

كما قال المفكر العربي عبد الرحمن منيف: “الوطن ليس ما نملك من أرض، بل ما نحميه من حياة.” ولكن اليوم، دارفور لا قوة تحمي حياة أهلها بل الموت في كل مكان، والدماء على كل حجر، والأرض صامتة إلا من صراخ الأطفال والنساء والشيوخ.. كل بيت يحمل جرحًا، و كل قلب يئن تحت وطأة الموت والتهجير.

1_قال الجاحظ: “ليس أعظم جرمًا من أن تُسلب الإنسانية من قلوب الرجال”.. والفاشر اليوم تحترق على يد رجال فقدوا الإنسانية، والدعم السريع بات رمزًا للوحشية المنظمة، يمارس تصفيات عرقية وحشية، وتحويل المدينة إلى مسرح للجحيم، ما يؤكد أن هؤلاء الجنجويد الاوباش ليسوا مجرد ميليشيا، بل آلة إبادة ممنهجة، تنسف أي مفهوم للإنسانية، وتزرع الموت بين القرى والمدينة على حد سواء.. جرائمهم لن تنسى، ولكن العدالة لن تفلت من أعينها، مهما طال الزمن.. فالفاشر تعلمنا أن الإنسان لا يُقتل بسبب السياسة، بل بسبب غياب الإنسانية وفشل القيادات.

2_مني أركو مناوي، حاكم دارفور، وقف أمام الكاميرات متباكيًا على شعبه، في الوقت الذي قُدم له ما يكفي من دعم مالي وعتاد عسكري لحماية الاقليم.. فخطابه المنمق بالامس ليس سوى محاولة لتغطية عجزه، و بينما آلاف الأرواح تُزهَق يوميًا، جلس يبكي في الزاوية.. اللغة الرنانة لا تُنقذ شعبًا من الموت يامارشال، ولا تغيّر واقعًا تحكمه الميليشيات.

3_ الإسلاميون وفلول النظام السابق، الذين يخططون من الخارج بين تركيا ومصر وقطر، اجتمعوا للتأمر وقرروا مواصلة تعبئة سفك الدماء، بينما أبناء السودان يئنون تحت وطأة الخوف والجوع والتشريد، يجلسون هناك مع ابنائهم واسرهم في الشقق المرفهة.. هؤلاء لم يغادروا الميدان جسديًا فقط، بل يزرعون الفتنة ويستمرون في إلحاق الضرر بالوطن، بعيدًا عن أي مساءلة.. السودان بحاجة اليوم إلى إزالة كل سرطان يزرع الصراعات، ووضع حياة الإنسان في قلب القرار.

4_ الدماء التي تُسفك ليست أرقامًا في تقارير؛ إنها صرخات حيّة لكل طفل فقد والديه، ولكل امرأة فقدت حياتها، ولكل رجل دفع جسده ثمن صفقات ومصالح لا صوته فيها. الفجيعة تكشف الوجه الحقيقي لمن يُفترض أنهم حماة الشعب، بينما كانوا أدوات للفساد والقتل..لذلك اقلامنا ستكتب، فمسؤوليتنا الصحافية تفرض ألا نصمت، وأن نواجه هذه الجرائم بالكلمة والفعل.

5_الموقف الأمريكي، كما عبّر عنه مسعد بولس، مبعوث الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية والعربية، حاسم”: الإسلاميون وفلول النظام السابق خارج العملية السياسية القادمة، والدعم السريع على شفا التصنيف كمنظمة إرهابية، وفق الكونغرس الامريكي، و المجتمع الدولي يراقب ويرسم خطوات واضحة لضمان عدم انزلاق السودان نحو فوضى شبيهة بليبيا، مؤكداً أن مستقبل البلاد لن يُبنى إلا بإبعاد هؤلاء عن السلطة والقرار.

6_ ما يجري في السودان لا حل له بأي منطق إلا منطق السلم، يجب وقف الحرب فورًا، وتفعيل مسار سلمي شامل يضمن حماية المدنيين، ووضع حد للمليشيات، ومساءلة القيادات المسؤولة عن الجرائم.. السلام ليس رفاهية، بل ضرورة للبقاء، واستعادة الكرامة والهوية السودانية.. فاستمرار هذا النزيف يعني مزيدًا من الانقسام الذي قد يمتد لأجيال، ويجعل السودان أسيرًا للميليشيات والفوضى والفساد.

7_ دارفور ليست مجرد إقليم؛ إنها مرآة كل السودان، حيث تتجلى مأساة شعب بأكمله.. لن يكون هناك مستقبل إلا بالسلام، ولن يتحقق السلام إلا بتجاوز الخطابات الرنانة، وإبعاد من يزرعون الفتنة، ووضع الإنسان السوداني في قلب القرار.. فصمت العالم لن يمحو الحقيقة، لكن إرادة المواطنين العقلاء قد تصنع مستقبلًا يليق بكرامة هذا الوطن وأبنائه.

8_ كل لحظة صمت هي دم جديد، وكل غياب للضمير فرصة للوحشية للاستمرار.. فالدماء التي تُسفك يوميًا في دارفور ليست مجرد أرقام، بل صرخات حيّة وأرواح أزهقت ظلماً، وأرض تشهد على أبرياء لم يرتكبوا ذنبا غير أنهم كانت ولادتهم في هذا الإقليم.. إنه واجب كل سوداني رشيد أن يرفع صوته عاليًا للحقيقة والعدالة، لا للانتقام، بل نعم لإنقاذ ما تبقى من إنسانية في وطن منهك.

9_في قلب الفاشر، حيث الحرث يُهدر ونسل الأبرياء يُزهَق، تبقى الصرخة حيّة لا تُمحى: السلام طريق النجاة، العدالة ضمانة المستقبل، والإنسانية وحدها قادرة على كسر دائرة الموت التي استمرت طويلًا في دارفور.. لن يكون السكوت خيارًا، وكل كلمة تُرفع وكل صوت يُسمع هو وعد بالحياة وبوقف آلة الموت التي تهدد وجود السودان نفسه.

إنا لله ياخ.. الله غالب

الوسومأحمد عثمان جبريل الإسلاميون الجاحظ السلام السودان الصمت الدولي الفاشر الكيزان حماية المدنيين دارفور عبد الرحمن منيف

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإسلاميون الجاحظ السلام السودان الصمت الدولي الفاشر الكيزان حماية المدنيين دارفور

إقرأ أيضاً:

السودان ينزف..إعدامات جماعية وعنف مروّع في الفاشر

تعيش مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور في غرب السودان، على وقع صدمة إنسانية غير مسبوقة بعد سيطرة قوات “الدعم السريع” عليها، وسط اتهامات واسعة بارتكاب مجازر وانتهاكات جسيمة ضد المدنيين، وإدانات دولية متصاعدة لما تصفه منظمات حقوقية بـ"جرائم ممنهجة" تعيد إلى الأذهان فظائع دارفور في مطلع الألفية.

وأكدت القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني أن قوات “الدعم السريع” أعدمت أكثر من ألفي مدني أعزل منذ الأحد الماضي، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وذلك عقب سقوط المدينة بعد حصار استمر أكثر من 18 شهراً. وبسقوط الفاشر، تكون قوات “الدعم السريع” قد أحكمت سيطرتها على كامل إقليم دارفور، الذي يشكل نحو ثلث مساحة السودان.

من جانبها، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تلقيها تقارير “مروّعة” عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي استهدف النساء والفتيات، خلال الهجمات على المدينة وعلى من حاولوا الفرار منها. وحذرت المفوضية من “تصاعد أعمال العنف الوحشية” بعد انهيار الحصار، مشيرة إلى أن نحو 177 ألف مدني ما زالوا عالقين في المدينة ومحيطها في ظروف بالغة القسوة.

وأفاد مراسلون ميدانيون بأن أعداداً كبيرة من الناجين فروا إلى مدينة طويلة المجاورة، حيث بدت على كثير منهم آثار الصدمة والجروح، وتحدثوا عن “مشاهد إبادة جماعية” في الفاشر.

وفي أول ردود الفعل الدولية، دان الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة “الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي”، محذرين من خطر عودة الفظائع ذات الدوافع العرقية التي ارتُكبت في دارفور قبل عقدين. كما نددت وزارة الخارجية السودانية بما وصفتها بـ"المشاهد الصادمة" التي وثقها منفذوها بفخر، بعد أن أظهرت مقاطع مصوّرة تحققت منها وكالة فرانس برس مقاتلاً تابعاً لـ"الدعم السريع" ينفذ إعدامات بحق مدنيين عزّل.

وأكد تقرير صادر عن مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل الأميركية، مدعوم بصور أقمار صناعية ومقاطع فيديو، وقوع عمليات قتل جماعي عقب سيطرة قوات “الدعم السريع” على المدينة، ما يعزز الروايات الميدانية حول حجم المأساة الإنسانية الجارية.

وفي السياق ذاته، أعربت جامعة الدول العربية عن “قلق بالغ” إزاء التطورات الخطيرة في الفاشر، منددةً “بأشد العبارات” بالجرائم المرتكبة ضد المدنيين الأبرياء. ودعت في بيان رسمي إلى وقف فوري وشامل للأعمال القتالية، مؤكدة أن استمرار الحصار على المدينة يمثل “انتهاكاً صارخاً” لقرار مجلس الأمن رقم 2736 (2024) الداعي إلى رفع الحصار فوراً.

كما شددت الجامعة على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المدنيين المحاصرين، محذّرة من أن استمرار الوضع الراهن “يهدد وحدة السودان واستقراره”، وداعيةً إلى تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لوقف العنف وإعادة بناء السلام في البلاد. 


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

خليل اسامة

انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند أفكار للحرف الورقية في عيد الهالوين السودان ينزف..إعدامات جماعية وعنف مروّع في الفاشر تصعيد وشيك بين أفغانستان وباكستان بعد انهيار مفاوضات أنقرة والدوحة مربى اليقطين ردًا على الخروقات الدموية..القسام تجمد تسليم جثث أسرى الاحتلال Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • هولوكست «الفاشر»
  • فيضان الدم .. «الفاشر» نكبة السودان.. وضحية التقسيمات
  • السودان ينزف..إعدامات جماعية وعنف مروّع في الفاشر
  • بعد سيطرته على الفاشر.. هل أصبحت مصر في مرمى حميدتي؟
  • دارفور.. ستغيّر المشهد
  • الفاشر.. هل تُغير خارطة الحرب في السودان؟
  • البرهان: عازمون على تطهير السودان من المرتزقة
  • "عنف وتطهير عرقي".. مخاوف أممية بعد سيطرة "الدعم السريع" على الفاشر
  • عقب إعلان سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر: اتهامات بـتطهير عرقي ودعوات لتدخل دولي