إلى أين تتجه العلاقة بين الأمم المتحدة والحوثي في ظل تصعيد الأخير؟
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
تتجه العلاقة بين جماعة "أنصار الله" الحوثي، ومنظمة الأمم المتحدة نحو مزيد من التأزم، , وفق مراقبين، في ظل استمرار التصعيد الذي بدأته الجماعة منذ أشهر على موظفي المنظمة والوكالات الإغاثية التابعة في صنعاء والمدن الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
وفي أحدث حملات جماعة الحوثيين ضد المنظمات الأممية وموظفيها، اعتقال ممدوح الكثيري، مسؤول تقنية المعلومات (IT) في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)،بعد أيام من اقتحام مقر المفوضية في صنعاء.
وكان الحوثيون قد اقتحموا مقر المفوضية في شارع الجزائر بصنعاء، يوم الأحد الماضي، وفق ما أفاد به الصحفي والناشط اليمني، فارس الحميري، وتمركزوا فيه لأيام، حيث تم استدعاء عدد من الموظفين للتحقيق، حيث أُفرج عن بعضهم، فيما تم اقتياد الكثيري إلى جهة مجهولة.
وخلال عملية الاقتحام، بحسب الحميري فإن الحوثيين عبثوا بمحتويات المقر الأممي وصادروا أصولًا مهمة، بما في ذلك قاعدة بيانات المستفيدين من مشاريع المفوضية الخاصة بالنازحين واللاجئين، والفئات الأخرى المستفيدة من برامج ومشاريع المفوضية الأممية.
وتأتي هذه الحملة من قبل الحوثيين، وسط اتهامات أطلقها زعيمهم، عبدالملك الحوثي، في وقت سابق من أكتوبر/ تشرين أول، ضد وكالات ومنظمات الأمم المتحدة بالمشاركة في "أنشطة تجسسية وعدوانية" ضد جماعته.
أنشطة تجسسية
وفي خطاب بثته قناة "المسيرة" الناطقة باسم الجماعة، اتهم زعيم الجماعة منظمات تابعة للأمم المتحدة، منها برنامج الأغذية العالمي واليونيسيف، بالمشاركة في "أنشطة تجسسية وعدوانية"، قائلا إن بعض موظفيها لعبوا دورا في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماع الحكومة التابعة للحوثي في صنعاء وأدت إلى مقتل رئيسها وعدد من وزرائها أواخر أغسطس/ آب الماضي.
وقال الحوثي إن الجماعة تمتلك "معلومات قاطعة ودلائل واضحة" على ضلوع "خلايا تجسسية" من داخل المنظمات الإنسانية، مشيرا إلى أن تلك الخلايا "قامت برصد اجتماع الحكومة والإبلاغ عنه للعدو الإسرائيلي".
ورفضت الأمم المتحدة في بيانات لها في أكتوبر، بشكل قاطع الاتهامات التي وجهتها جماعة الحوثي لموظفيها في اليمن، مؤكدة أن هذه المزاعم "مقلقة للغاية" و"تعرض حياة العاملين في القطاع الإنساني للخطر".
سياقات عدة للحملة
وفي السياق، قال الصحفي والناشط اليمني، فارس الحميري إن الحملة من قبل الحوثيين ضد الأمم المتحدة وموظفيها تأتي في عدة سياقات، أبرزها محاولة السيطرة على العمل الإنساني بشكل كامل، وأيضا الإشراف على كافة المشاريع التي تديرها الأمم المتحدة، مضيفا أن الجماعة تبحث من خلال هذه الحملة عن "انتصار زائف أنه تم القبض على خلايا تقف وراء عمليات الاستهدافات الإسرائيلية الأخيرة"، والتي كشفت عن مدى إمكانية اختراق الجماعة، وضعف بروتوكولاتها الأمنية التقليدية المتبعة في تأمين القيادات والمرافق الحساسة.
وتابع الحميري في حديث لـ"عربي21" أن خروج زعيم الحوثيين بالاتهامات الأخيرة للمنظمات والوكالات الدولية بالتجسس جاء بالتزامن مع الإعلان عن مقتل أبرز قائد عسكري منذ بدء حرب الجماعة قبل عقد من الزمن، ومحاولة إلصاق الانكشاف القائم على موظفي الأمم المتحدة.
وأشار "يقول الحوثي بأن لديه دليل قاطع عن وقوف مسؤول الأمن والسلامة في برنامج الأمم المتحدة وراء عملية استهداف الحكومة"، مؤكدا أن هذا الدليل هو "العثور على ختم مرور أمني إسرائيلي للموظف اليمني عمار ناصر، حيث وأن الرجل كان قد أوفد ضمن مهام البرنامج الأممي وتحديدا نهاية العام 2023، العمل في غزة، وعادة ما يصل الموظفون الدوليون إلى قطاع غزة عبر إسرائيل، من خلال معبر إيريز، ولذلك يحتاجون إلى تصريح مرور تصدره السلطات الإسرائيلية".
وبالتالي وفق الصحفي الحميري فإن العثور على هذا التصريح في جواز أحد الموظفين الأمميين في صنعاء لا يعد دليل إدانة أو ارتباط بإسرائيل، بل هو إجراء إداري معتاد في مهام الأمم المتحدة.
مواقف متراخية ودبلوماسية
وبشأن التعاطي الأممي مع هذه الحملة ضد المنظمات ووكالات الإغاثة والعاملين فيها المستمرة منذ أشهر، أوضح الصحفي والناشط اليمني أن كل مواقف الأمم المتحدة منذ بدء الحرب كانت مواقف متراخية، قدمت تنازلات كبيرة ومتعددة للحوثيين، واستغل الحوثيون ذلك وأوصلها إلى الوضع الصعب اليوم.
وقال أيضا، "الآن الأمم المتحدة تحاول التعامل مع الملف بتكتيك دبلوماسي حتى لا تدخل في صراع سياسي مباشر مع الجماعة المسلحة، وكذا خوفا من انتقام الحوثيين من موظفيها المعتقلين ومن يعملون في مناطق سيطرتها والبالغ عددهم نحو 1100 موظف".
وأردف: وبالتأكيد الأمم المتحدة فقدت الكثير من نقاط القوة للضغط على الحوثيين، ولم تعد تملك سوى قرار الانسحاب الكلي من مناطق سيطرة الحوثيين"، مؤكدا أن هذا القرار سيكون بالتأكيد له تداعيات كبيرة بما في ذلك على المجتمعات الضعيفة التي كانت تعتمد بشكل كلي على المساعدات الإغاثية التي تقدمها الوكالات الأممية والمنظمات الدولية.
اقتحام مكتب غروندبرغ
وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول، اقتحم الحوثيون مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في العاصمة صنعاء، إلى جانب مقر منظمة الزراعة والأغذية العالمي “الفاو”.
واعتقل مسلحو الجماعة عددًا من الموظفين الأمميين عقب اقتحامها مكتب المبعوث الأممي ومقر منظمة الفاو.
نعيد النظر في ظروف عملنا
وعلى وقع هذه الحملة المتواصلة من قبل الحوثيين، قررت الأمم المتحدة إعادة النظر في ظروف عملها بمناطق الحوثيين.
جاء ذلك في بيان صادر عن المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية، ستيفان دوجاريك، في وقت سابق، قال فيه إنه "منذ عام 2021 ، اتخذت سلطات الأمر الواقع في صنعاء عددًا من الخطوات التي زادت من صعوبة تقديم الأمم المتحدة المساعدات لليمنيين".
وأضاف "ومن بين هذه الإجراءات، اقتحام مقرات الأمم المتحدة واحتلالها، والاستيلاء على أصولها، والاحتجاز التعسفي المتكرر لموظفي الأمم المتحدة، الذين لا يزال 55 منهم رهن الاحتجاز. وقد اعتُقل اثنان منهم في 25 أكتوبر.
وبحسب بيان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فإن هذه الإجراءات تجبرنا على "إعادة تقييم أسلوب عملنا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين"، مؤكدا أنه تم تعيين "معين شريم" لقيادة وتعزيز الجهود الجارية لإطلاق سراح زملائنا ومنع أي احتجاز مستقبلي.
عزلة واثر إنساني متفاقم
من جانبها، قالت المحامية والحقوقية اليمنية هدى الصراري إنه منذ عدة أشهر، صعّدت جماعة الحوثي حملتها ضد المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة العاملة في مناطق سيطرتها، عبر اعتقال موظفين محليين وأجانب من وكالات الأمم المتحدة (مثل برنامج الغذاء العالمي، اليونيسف، والأوتشا).
وأضافت الصراري في حديث لـ"عربي21" أن اقتحام المقرات ومصادرة المعدات والوثائق واتهام المنظمات بالتجسس أو الفساد دون تقديم أي أدلة قانونية.
وبحسب المحامية اليمنية الحائزة جائزة مارتن إينالز الحقوقية، فإن الاعتداء أو التضييق على هذه الوكالات يشكّل انتهاكًا مباشرًا لالتزامات اليمن بموجب القانون الدولي، بغضّ النظر عن الجهة المسيطرة على الأرض.
وأشارت إلى أن التوصيف القانوني لهذه الانتهاكات كـ"الاعتقال التعسفي" تخالف المادة (9) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي تحظر الاعتقال أو الاحتجاز التعسفي..بينما تُعد انتهاكًا للمادة (75) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف التي تحمي المدنيين والعاملين الإنسانيين.
وقالت المحامية الصراري إن التهديد والاتهامات دون دليل تمسّ "بمبدأ الحق في السمعة والأمان الشخصي المنصوص عليه في القانون الدولي لحقوق الإنسان".. وتمثل "ترهيبا ممنهجا يهدف إلى تقويض استقلالية العمل الإنساني".
وتابعت : كما أن اقتحام المقرات ومصادرة الممتلكات تُعتبر انتهاكًا لحرمة المقرات الدبلوماسية والإنسانية التي تتمتع بحماية خاصة بموجب اتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة لعام 1946، إضافة إلى أن عرقلة المساعدات الإنسانية تمثل جريمة حرب بموجب المادة (8/2/ب/25) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، باعتبارها "تجويع المدنيين كأسلوب حرب" أو منع وصول الإغاثة.
وحذرت الناشطة الحقوقية اليمنية من الأثرالإنساني والقانوني لهذه الحملة كونها تفاقم الوضع الإنساني لملايين المدنيين الذين يعتمدون على المساعدات للبقاء.
وأوضحت أن تقويض مبدأ الحياد والاستقلال الإنساني مما يضعف ثقة المنظمات في إمكانية العمل داخل اليمن، وعزل المناطق الخاضعة للحوثيين دوليًا وتزايد احتمالات إدراج بعض القيادات في قوائم العقوبات الدولية.
وأكدت على أن التصعيد الحوثي ضد المنظمات الدولية لم يعد مجرد تضييق إداري، بل تحوّل إلى صدام مباشر مع الأمم المتحدة، إذ أن عمليات الاعتقال والاتهامات الموجهة لموظفيها بالتجسس، واقتحام مقراتها في صنعاء، تمثل أعلى درجات التصعيد ضد المنظومة الأممية منذ بدء الحرب.
ومضى بالقول : هذا التصعيد يعكس نهجًا متعمدًا من الجماعة لإعادة تعريف علاقتها بالمجتمع الدولي على أسس جديدة قوامها "الهيمنة والسيطرة الكاملة على النشاط الإنساني داخل مناطقها".
ولفتت إلى أن الأمم المتحدة بدأت تنظر إلى "الحوثيين كشريك غير موثوق في العمل الإنساني"، بعد أن تحوّل التعاون معهم إلى مخاطر أمنية تهدد موظفيها وتعرقل عملياتها.
سيناريوهات خطيرة
ورجحت المحامية والناشطة اليمنية أن تقوم الأمم المتحدة بتقليص وجودها الميداني في صنعاء مؤقتًا، أو نقل جزء من عملياتها إلى مناطق خاضعة للحكومة أو عبر مكاتب إقليمية (مثل عمّان أو عدن)، لضمان أمن موظفيها.
وقالت أيضا، إن استمرار التصعيد قد يدفع مجلس الأمن أو الأمين العام للأمم المتحدة إلى إصدار موقف أكثر صرامة، وربما إدراج قيادات حوثية ضمن قوائم العقوبات بموجب القرار 2140، لتهديدهم أمن العاملين الدوليين.
ومن السيناريوهات الخطيرة التي حذرت منها الصراري إزاء هذه الحملة المتواصلة من قبل الحوثيين تكمن في "انسحاب وتقليص الأمم المتحدة وجودها، والذي من شأنه أن يؤثر على ملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات".
وحذرت أيضا من "زيادة عزلة الحوثيين دوليًا" على اعتبار أن العلاقة مع الأمم المتحدة تمثل أحد آخر الجسور التي تمنح الجماعة غطاء دوليا، ونسفها يعني "عزلة تامة".
إحالة للمحاكمة
ويبدو أن جماعة الحوثي ماضية في الذهاب إلى أبعد من هذه الحملة، بعد تلويح قيادات فيها بتحويل الموظفين الذين تم اعتقالهم إلى المحاكمة.
وقال عبد الواحد أبو راس القائم بأعمال وزير الخارجية في حكومة الجماعة بصنعاء ( غير معترف بها)، إن 43 من موظفي الأمم المتحدة المحليين المحتجزين سيُحاكمون للاشتباه في صلتهم بالغارة الجوية الإسرائيلية التي اغتالت كبار قادة الجماعة في أغسطس الماضي.
وفي الوقت الذي رفضت المنظمة الدولية هذه الاتهامات، تقول أيضا، إن الحوثيين يحتجزون ما لا يقل عن 59 من موظفيها، ونددت بما وصفته بالاعتقالات التعسفية ودعت إلى الإفراج الفوري عن موظفيها وغيرهم من المحتجزين.
ويواجه الملايين في اليمن أزمة جوع وارتفاعا في أسعار الغذاء وتضخما حادا، بعد أكثر من 10 سنوات من الحرب التي صنعت واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، وسط تحذيرات دولية ومحلية من مجاعة قد تضرب البلاد خلال 2026، وفق تقارير دولية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الحوثي الأمم المتحدة اليمني الأمم المتحدة اليمن الحوثي العدوان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من قبل الحوثیین للأمم المتحدة الأمم المتحدة جماعة الحوثی ضد المنظمات هذه الحملة فی صنعاء إلى أن
إقرأ أيضاً:
هيئة الأمم المتحدة للمرأة تطلق حملة إيد بإيد لإشراك الرجال والفتيان في أعمال الرعاية
أطلقت هيئة الأمم المتحدة للمرأة اليوم حملة "إيد بإيد"، وهي حملة إشراك مجتمعي يقودها الشباب والشابات وتُعد الأولى من نوعها، وتهدف إلى زيادة مشاركة الرجال والفتيان في مسؤوليات الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال في جميع أنحاء المنطقة العربية.
وقد تم إطلاق الحملة بمناسبة اليوم الدولي للرعاية والدعم، الذي يُحتفل به سنويًا في 29 أكتوبر بهدف رفع الوعي بأهمية الاعتراف بالعمل الرعائي وتقديره، وتعزيز المساواة بين النساء والرجال في مسؤوليات الرعاية.
وتستهدف حملة "إيد بإيد" الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا، وتضم الحملة أنشطة وفعاليات رقمية (عبر الانترنت) وأخرى ميدانية لتشجيع الرجال والفتيان على القيام بدور متساوٍ في مسؤوليات الرعاية، وتقليص الفجوة الزمنية بين النساء والرجال في الأعمال غير مدفوعة الأجر المتعلقة بالرعاية بمقدار 60 دقيقة في منطقة الدول العربية.
وفقًا لبيانات هيئة الأمم المتحدة للمرأة، تؤدي النساء على مستوى العالم أكثر من ثلاثة أرباع أعمال الرعاية المنزلية غير مدفوعة الأجر.
وفي المنطقة العربية، لا تزال النساء يقمن بعدد ساعات أكبر بكثير من الرجال في أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، حيث تتراوح بين 17 و34 ساعة أسبوعيًا، مقارنةً بما بين ساعة إلى خمس ساعات أسبوعيًا يؤديها الرجال، وذلك حسب كل دولة.
شهدت فاعلية إطلاق الحملة مشاركة الدكتور معز دريد، المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية، وقادة شباب وشابات الحملة من مصر والأردن والمغرب وتونس وفلسطين، بالإضافة إلى صانع المحتوى المصري ومقدم البرامج الإذاعية محمود عبد المجيد، الذي فتح نقاشًا حول الأبوة الإيجابية ومشاركة الرجال والفتيان في مسؤوليات الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال من خلال منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية.
في كلمته الافتتاحية أشاد الدكتور معز دوريد، المدير الإقليمي لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية بدور الحملة في سعيها لمعالجة أوجه عدم المساواة في تحمل مسؤوليات الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، وذلك بطريقة قائمة علي الأفعال ومبتكرة .
وقال الدكتور معز دريد: “إن تقاسم المسؤوليات المنزلية بشكل متساوٍ بين الذكور والإناث هو مفتاح لتحقيق أسر ومجتمعات صحية ومزدهرة. وتُظهر بيانات هيئة الأمم المتحدة للمرأة وشركائها أن الأبوة الإيجابية والمشاركة الفاعلة من قبل الآباء تؤدي إلى تمكين أكبر للنساء والفتيات؛ كما يمكن أن تسهم بشكل إيجابي في الصحة الجسدية والنفسية للأطفال، وفي رفاه الرجال أنفسهم.”
وفي كلمته، أشار صانع المحتوى ومقدم البرامج الإذاعية محمود عبد المجيد إلى التأثير الإيجابي لمشاركة الرجال والفتيان في مسؤوليات الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، وكذلك دور الأبوة الإيجابية في تعزيز رفاه الأسر.
وأضاف عبد المجيد: "أريد لابني أن ينشأ وهو يعلم أن ما نقوم به في المنزل ليس مساعدة، بل هو مشاركة وتقاسم للمسؤوليات. فرعاية الأسرة ليست مهام فقط، بل هي قيمة تبدأ من اللحظات اليومية الصغيرة — من يقوم بترتيب الطاولة، من يقوم بتشغيل غسالة الملابس، من يرافق الطفل إلى تدريب كرة القدم. وإذا كان المحتوى الذي أقدمه عبر الإنترنت يُلهم حتى عددًا قليلاً من الآباء والأبناء لفعل الشيء نفسه، فأنا فخور بهذه التحولات في ثقافتنا."
من المتوقع أن تصل حملة "إيد بإيد" إلى ملايين الأشخاص، الذين سيتأثرون بأفعال الشباب من الرجال والنساء من مختلف أنحاء المنطقة العربية المشاركين في الحملة. وتشمل هذه الحملة لقاءات شخصية، وفعاليات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام الجماهيرية.
وتُعد فيديوهات التجربة الاجتماعية التي تم تصويرها في مصر والأردن والمغرب من أبرز المخرجات الإبداعية للحملة، حيث تُظهر عائلات شاركت في مسؤوليات الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، متحدية بذلك أفكارهم النمطية حول أدوار الرعاية. كما تم إنشاء منصة رقمية يقودها الشباب والشابات وقائمة علي الأفعال، وذلك بهدف توفير مساحة رقمية لمتابعة وتوثيق مساهمات المشاركة في مسؤوليات أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، وتمكين الرجال والفتيان من مشاركة قصصهم الشخصية في مجال الرعاية الأسرية.
تأتي هذه الحملة الإقليمية بدعم من برنامج "تَقدِر" الإقليمي، وهو مبادرة من هيئة الأمم المتحدة للمرأة وشركائها، بتمويل من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (Sida)، والوكالة الألمانية للتعاون الإنمائي (GIZ)، ووكالة التعاون الإنمائي في إقليم الباسك.