عربي21:
2025-11-01@03:38:35 GMT

خرائط السقوط المرعب: من هنا يبدأ الانهيار في العراق!

تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT

الإنجازات الحكوميّة هي مجموع ما تُقدّمه أيّ الحكومة للمواطنين، وحينها من حقّها أن تَنْسبها لنفسها كرصيد داعم لبقائها بالسلطة، ولتسجيل إنجازاتها للأجيال والتاريخ بعيدا عن التلميع والتزويق والتزوير للحقائق!

والحياة العامّة هي المقياس الصادق والدقيق لتلك الإنجازات، وليس التلفيق الإعلاميّ؛ لأنّ الإعلام أحيانا يقلب الحقيقة، ويُزوّر التاريخ، ويُجَمّل القبائح، ويُقبّح الفضائل، ويشيطن الخير، ويزيّن الشرّ، ويَرقص لمَن يدفع أكثر!

ومع اقتراب الانتخابات البرلمانيّة العراقيّة يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، تتنامى العلامات المخيفة على الانهيار المرتقب، وسنحاول، بالأدلّة الرسميّة والواقعيّة، تأكيد بعض تلك العلامات!

على المستوى السياسيّ

بداية سنُركّز على التطوّر الجديد الحاصل يوم 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، بتعيين الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب ممثّله الخاصّ في العراق وهو "مارك ساڤايا"، مسيحيّ من أصول عراقيّة!

تعيين "ساڤايا" ربّما هو بداية التصادم الأمريكيّ- العراقيّ، ولدفع حكومة محمد شياع السوداني، أو مَنْ سيخلفها، لمواجهة الجماعات المسلّحة المتغلغلة داخل كيان الدولة، وهذا أصعب اختبار ستواجهه الحكومة!
وتعيين "ساڤايا" ربّما هو بداية التصادم الأمريكيّ- العراقيّ، ولدفع حكومة محمد شياع السوداني، أو مَنْ سيخلفها، لمواجهة الجماعات المسلّحة المتغلغلة داخل كيان الدولة، وهذا أصعب اختبار ستواجهه الحكومة!

وبعدها بيومين أجرى وزير الخارجيّة الأمريكيّ "ماركو روبيو" اتصالا مع "السوداني" يتعلّق بضرورة "نزع سلاح المليشيات المدعومة إيرانيّا، والتي تقوّض سيادة العراق، وتُهدّد أرواح ومصالح الأمريكيّين والعراقيّين، وتنهب موارد العراق لصالح إيران"!

وهذا الطلب أكّده "ساڤايا"، الخميس الماضي (30 تشرين الأول/ أكتوبر 2025) بتصريحه: "لا مكان في العراق للجماعات المسلّحة التي تعمل خارج سلطة الدولة"!

هذه التطوّرات دفعت "الإطار التنسيقيّ الشيعيّ"، قبل أسبوع، لعقد اجتماع عاجل، حيث رأى بعض قادته ضرورة تأجيل الانتخابات خشية "مشاركة الشخصيّات والكيانات المسلّحة والمُعاقبة أمريكيّا؛ لأنّ مشاركتها ستُعرقل الاعتراف الدوليّ بنتائج الانتخابات"!

وذكرت صحيفة الأخبار اللبنانيّة يوم 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، نقلا عن مصدر سياسيّ، قوله: إنّ قائد فيلق القدس الإيرانيّ "اسماعيل قاآني" حذّر قادة الإطار، في زيارة سرّيّة لبغداد، من تحرّك "السوداني ضدّ الفصائل مقابل وَعد أمريكيّ بولاية ثانية"!

وبهذا فإنّ المرحلة القادمة ستكون فيها جملة قرارات أمريكيّة مباشرة وبعيدة عن الأطر الدبلوماسيّة تتعلّق بالعراق، وستحمل في طيّاتها العديد من الاحتمالات، ربّما منها عودة الطائرات المسيّرة لتصفية بعض القيادات، والمواجهة بين الحكومة والجماعات المسلّحة، وغيرها من السيناريوهات الغامضة!

على المستوى الانتخابي

مَن يُتابع الدعايات الانتخابيّة الضخمة سيقف مذهولا أمام كمّيّة الأموال المهدورة عليها، والتي ستتحوّل بعد أيّام إلى خردة! وتنامت خلال الدعاية الانتخابيّة الاتّهامات الصريحة والمغلّفة للكيانات والشخصيّات المنافسة!

ونقف هنا عند مبادرة "ريادة" الحكوميّة لتنمية مشاريع نصف مليون شابّ، وهي مبادرة جيّدة ولكنّ توقيتها، قبل خمسة أيّام، يُثير الريبة لأنّها استخدمت المال العامّ في الدعاية، خصوصا وأنّ السوداني يرأس ائتلافا انتخابيّا عملاقا!

ولاحظنا أنّ شخصيات مقرّبة من القوى الحاكمة تتحدّث عن مخطّطات داخليّة وخارجيّة للتغيير في العراق، ولكن يبدو أنّها تهدف لتجييش الجماهير طائفيّا للمشاركة والظفر بأكبر عدد من المقاعد البرلمانيّة! وهذه جميعها تنعكس على الملفّ الأمنيّ!

على المستوى الأمنيّ

هذا الملفّ هو الأخطر كونه يتعلّق بحياة الناس والمرشّحين، وسجّلنا اغتيال المرشّح صفاء الحجازي المشهداني، ووصول تهديدات مباشرة وغير مباشرة بالقتل لآخرين!

ويفترض أن تنتبه الحكومة لهذا الواقع، وأن تبسط الأمن قبل الوصول لمرحلة الانهيار الأمنيّ المهلكة للوطن والناس، فالأمن هو الأساس المتين لبناء أيّ دولة وحماية بقية القطاعات!

على المستوى الاقتصاديّ

التلاعب بالمال العامّ وصل لدرجات مرعبة، وبعد أن أقرّت الحكومة الموازنة لثلاث سنوات (2023-2025) بحجّة الإعمار وزيادة الدعم للمحافظات، وجدنا أنّ التركيز اقتصر على بعض مناطق بغداد، دون منح المحافظات حصّتها الكافية للتطوير وتنفيذ المشاريع الحيويّة، وبالذات الكهرباء والماء والصّحّة والطرق وبقية الضروريّات التي لا تستمرّ الحياة بدونها بسهولة ويسر!

هذه السلسلة من الإشكاليّات المركّبة والمعقّدة تُنذر بذهاب العراق إلى مُنعطف حادّ وخطير يَصعب التكهّن بنتائجه وتبعاته وتداعياته، وما ستؤول إليه مرحلة ما بعد وصول المبعوث الأمريكيّ الخاصّ والانتخابات البرلمانيّة القادمة، إن أُجريت، كفيلة بكشف ذلك
وكشف البنك المركزيّ العراقيّ، يوم 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، بأنّ إجمالي ديون العراق الداخليّة والخارجيّة بلغت نحو 150 مليار دولار، وأنّ "عجز الموازنة كبير جدا، ولا يمكن تغطيته عن طريق القروض والسندات"!

وذكر المرصد النيابيّ العراقيّ أنّ "رواتب النوّاب تُكبّد خزينة الدولة 500 مليار دينار، مقابل 6 ساعات عمل شهريّاً فقط"! وهذا فساد عميق يجب معالجته بدقّة وحزم!

ويقال بأنّ رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي ترك ميزانيّة انفجاريّة تُقدّر بمئة مليار دولار، و130 طنّا من الذهب!

ومع ذلك يعاني العراق اليوم من أزمات مركّبة، والبلاد ربّما هي مقبلة على معضلة ماليّة، قد تُحرج العمليّة السياسيّة والانتخابيّة وتخلط الأوراق خصوصا مع تقلّبات أسعار النفط!

على المستوى الاجتماعيّ

وبهذا الباب وصلنا لمرحلة التحزّب المجتمعيّ، والتناحر العشائريّ، وآخرها تبادل إطلاق النار في مدينة الناصرية الجنوبيّة، يوم 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، بسبب تعليق على فيسبوك ضدّ عضو مجلس النوّاب الحالي داود العيدان!

وكذلك تراجع دور المثقّفين وعلماء الدين وشيوخ العشائر والنخب الحقيقيّة في توجيه الناس، ووصل الخراب لدرجة شتم بعض رموز الأمّة في مقاطع مصوّرة في مواقع التواصل (التناحر) الاجتماعيّ!

هذه السلسلة من الإشكاليّات المركّبة والمعقّدة تُنذر بذهاب العراق إلى مُنعطف حادّ وخطير يَصعب التكهّن بنتائجه وتبعاته وتداعياته، وما ستؤول إليه مرحلة ما بعد وصول المبعوث الأمريكيّ الخاصّ والانتخابات البرلمانيّة القادمة، إن أُجريت، كفيلة بكشف ذلك.



x.com/dr_jasemj67

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الانتخابات العراق فساد أزمات العراق فساد انتخابات أزمات قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة مقالات سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تشرین الأول على المستوى البرلمانی ة أکتوبر 2025 فی العراق

إقرأ أيضاً:

العراق الأول في بطولة قفز الحواجز بهولندا

العراق الأول في بطولة قفز الحواجز بهولندا

مقالات مشابهة

  • العراق الأول في بطولة قفز الحواجز بهولندا
  • الحكومة تفض أسعار المحروقات لشهر تشرين الثاني / تفاصيل
  • رئيس الوزراء العراقي: من غير المقبول استخدام السلاح في النزاعات العشائرية
  • من قتل جعفر العسكري مؤسس الجيش العراقي؟
  • البرلمان العراقي لا يمثل الشعب بل بوابة الثراء والنفوذ
  • حظك اليوم الجمعة 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2025‎‎‎‎‎
  • عبدالله آل حامد يلتقي رئيس هيئة الإعلام والاتصالات العراقي خلال الملتقى الإعلامي العربي في بيروت
  • نائب الرئيس الإيراني في البصرة لغرض بلع العراق من خلال الحكومة الإطارية
  • مسلة الأخبار: موجز احداث العراق والعالم