‎في حلقة استثنائية من برنامج “الجزائر كما يراها العالم اليوم”، الذي تبثه قناة النهار، استضافت الإعلامية هناء غزار بوعكاز رئيس أساقفة الجزائر الكاردينال جون بول فيسكو في حوار صريح وعميق حمل الكثير من الدفء الإنساني والجرأة الفكرية. للمرة الأولى، تحدث الكاردينال الفرنسي الذي اختار الجزائر وطنًا له منذ أكثر من ثلاثة وعشرين عامًا، عن تجربته في هذا البلد الذي يقول إنه منحه معنى جديدًا للحياة، والروح، والانتماء.

‎منذ بداياته في تلمسان، مرورًا بـ وهران، وصولًا إلى العاصمة الجزائرية، عاش الكاردينال فيسكو رحلة امتزجت فيها الإنسانية بالإيمان، وتجلّت فيها أسمى معاني التعايش والتسامح. واستذكر بفرحٍ غامر لحظته الأجمل في “الباهية وهران”، خلال الاحتفالية التي نظمتها السلطات الجزائرية في كنيسة سانتا كروز بمناسبة تطويب تسعة عشر راهبًا اغتيلوا خلال العشرية السوداء، مؤكدًا أنه لم يكن ليتخيل هذا القدر من التعاون الرسمي والاحترام المتبادل بين الديانات في الجزائر.
‎وفي حواره، كشف رئيس الأساقفة أن تسعة من كل عشرة زوارٍ للكنائس في الجزائر هم من المسلمين، مشيدًا بتسامح الجزائريين وقدرتهم على التعايش بسلام مع الآخر، مؤكدًا أن عدد زوار الكنائس بلغ نحو 350 ألف شخص سنويًا، في صورة حضارية تعكس نضج المجتمع الجزائري وتفوقه الأخلاقي على كثير من الصور النمطية السائدة في الغرب.
‎وفي أكثر تصريحاته جرأة، وجّه الكاردينال رسالة قوية إلى فرنسا، دعاها فيها إلى “الاعتراف بما خلّفته 130 سنة من الحرب في ذاكرة الشعب الجزائري”، معتبرًا أن سبب التشنجات السياسية المستمرة بين البلدين هو غياب المصالحة الحقيقية مع الذاكرة. وأضاف أن فرنسا، للأسف، “لم تكن في مقام الشعار الذي ترفعه على عملتها: الحرية، المساواة، الأخوة”، مشددًا على أن الاعتراف بالجرائم الاستعمارية حتى وإن تأخر يظل السبيل الوحيد لاستعادة الثقة بين الشعبين.
‎وتحدث الكاردينال عن لقائه بالرئيس عبد المجيد تبون، مستذكرًا أولى كلماته التي قالها له: “لدينا الكثير لنتحدث عنه كجزائريين”، وهي عبارة قال إنها لامست قلبه بعمق، لأنها حملت اعترافًا صادقًا بانتمائه الحقيقي إلى الجزائر. وأكد أن حصوله على الجنسية الجزائرية لم يكن مجرد حدث إداري، بل “إعلان محبة وانتماء”، جعله يشعر بأنه لم يعد أجنبيًا بين الجزائريين.
‎وفي سياق حديثه عن العلاقات بين الجزائر والفاتيكان، وصف زيارة الرئيس تبون إلى الفاتيكان بأنها كانت “مليئة بالمودة والعمق الإنساني”، قائلاً إنه شعر آنذاك “وكأن ابنين لعائلتين عريقتين يلتقيان بعد طول غياب”. وكشف أن البابا فرنسيس كان يأمل زيارة الجزائر، مضيفًا أن “من الجميل أن يرى البابا ليو الرابع عشر هذه الأرض التي تجمع الروح والتاريخ”.
‎وختم الكاردينال فيسكو حديثه بإشادة مؤثرة بالأمير عبد القادر الجزائري، واصفًا إياه بأنه “رجل صوفي، أديب، وشخصية مهيبة تجمع بين النبل والحكمة والتسامح”، معتبراً إياه أحد أعظم رموز الإنسانية في التاريخ الحديث.
‎بهذا الحوار النادر والعميق، قدّم البرنامج شهادة إنسانية راقية من رجل دين أجنبي اختار الجزائر وطنًا للقلب والروح، وعبّر من خلالها عن رؤية جديدة للعلاقات بين الشعوب، قوامها الصدق، والمصالحة، والاحترام المتبادل يذكر أن البرنامج يشرف عليه الزميل بونمري مسؤول القسم الثقافي بقناة النهار.

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

بالساعة والتاريخ| موعد حفل افتتاح المتحف المصري الكبير.. صور

تشهد محركات البحث، حراكاً حول موعد حفل افتتاح المتحف المصري الكبير 2025، والذى تفصلناه عنه 24 ساعة كأضخم حدث ثقافي وتاريخي في العالم،ينتظرة ملايين المصريين والسائحين حول العالم.


وحدد الرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة المصرية،موعد حفل افتتاح افتتاح المتحف المصري الكبير،والذى صرحت فيها الدولة إنه سيكون أجازة رسمية بكافة المصالح الحكومية والخاصة.


موعد حفل افتتاح المتحف المصري الكبير

أعلن الرئيس عبجالفتاح السيسي، عن موعد حفل افتتاح المتحف المصري الكبير ليكون غدا السبت 1 نوفمبر من الساعة السابعة مساء حتى الساعة الثامنة والنصف مساء، بحضور قرابة 60 رئيس دولة وملك وملكة من كافة أنحاء العالم، وبتغظية إعلامية واسعة تتناقلها وسائل الإعلام المحلية والدولية ليشاهدة سكان العالم.


بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليُشيَّد في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، حيث أعلنت الدولة المصرية، وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف.

زاهي حواس: افتتاح المتحف المصري الكبير يوم عالميوزير الشؤون النيابية: المتحف المصري الكبير هدية جديدة للإنسانيةسفير الأردن: المتحف المصري الكبير منارة حضارية تجسد القوة الناعمة لمصرخطة شاملة لتأمين التغذية الكهربائية خلال افتتاح المتحف المصري الكبير

وقد فاز التصميم الحالي المُقدم من شركة هينغهان بنغ للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects، والذي اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير.

وقد تم البدأ في بناء مشروع المتحف في مايو 2005، حيث تم تمهيد الموقع وتجهيزه، وفي عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، والذي تم افتتاحه خلال عام 2010.  

وصدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2795 لسنة 2016 بإنشاء وتنظيم هيئة المتحف المصري الكبير، قبل أن يصدر القانون رقم 9 لسنة 2020 بإعادة تنظيم هيئة المتحف كهيئة عامة اقتصادية تتبع الوزير المختص بشئون الآثار. 

وأصدر رئيس الجمهورية قراراً بتشكيل مجلس أمناء هيئة المتحف المصري الكبير برئاسة فخامته، وعضوية عدد من الشخصيات البارزة والخبراء الدوليين والمصريين، ويختص المجلس بإقرار السياسة العامة والخطط اللازمة لهيئة المتحف، ودعم ومتابعة نشاطه.

ويتولى إدارة المتحف مجلس للإدارة برئاسة الوزير، وعضوية كلٍ من: الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، والمستشار القانوني للوزير، إلى جانب عدد من الخبراء المتخصصين في مجالات (الآثار، الاقتصاد، القانون، الإدارة، التعاون الدولي، والتسويق).

واكتمل تشييد مبنى المتحف، والذي تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ليتضمن عدد من قاعات العرض، والتي تعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية في مصر والعالم.

ويُعد المتحف أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة؛ فقد أُنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً، وليكون الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصري القديم، كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث يحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون والتي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.
 

طباعة شارك المتحف المصرى الكبير موعد حفل افتتاح المتحف المصري الكبير موعد حفل افتتاح المتحف المصري الكبير 2025 حفل افتتاح المتحف المصري الكبير افتتاح المتحف المصري الكبير

مقالات مشابهة

  • وكالة الأنباء الجزائرية: الجزائر ترفض التصويت على مشروع قرار المينورسو كونه “لا يرقى لمستوى تطلعاتها”
  • إلهام شاهين: المتحف المصري الكبير صرح عظيم يشرف مصر والتاريخ
  • الرئيس المشاط يهنئ الرئيس الجزائري بذكرى ثورة الأول من نوفمبر
  • فرتول: “كرة القدم النسوية المحلية في تطور ملحوظ”
  • فرتول: “تأهل سيدات المنتخب المنتخب الوطني لـ”الكان” انجاز مهم”
  • بالساعة والتاريخ| موعد حفل افتتاح المتحف المصري الكبير.. صور
  • “الوفاء للمقاومة” تدين جرائم الاغتيال التي ينفذها العدو الصهيوني بحق اللبنانيين
  • “وجه الرعب” في الفاشر..من هو السفاح “أبو لولو” الذي تفاخر بقتل مئات السودانيين؟ / فيديو و صور
  • يتوقف بـ 5 ولايات.. هذه مواقيت سير قطار “الجزائر – وهران – الجزائر”