كشف باحثون عن تفاصيل مدهشة لجمجمة سلحفاة قديمة عاشت في المغرب بعد فترة وجيزة من انقراض الديناصورات، لتلقي الضوء على كيفية تكيف السلاحف مع البيئات البحرية منذ أكثر من 60 مليون سنة.

وتقدم الدراسة -التي نُشرت مؤخرا في مجلة "سويس جورنا أوف بالينتولوجي"- أول وصف عصبي تشريحي مفصل لسلحفاة من نوع "تافروفيس إيبوليتوي"، اعتمادا على جمجمة محفوظة جرى فحصها بتصوير مقطعي عالي الدقة وإعادة بناء ثلاثية الأبعاد.

ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة ماركوس مارتن-خيمينيث الباحث في الأحياء التطورية بالجامعة الوطنية للتعليم عن بعد في إسبانيا إن الفريق البحثي ركز على فهم تركيبة الدماغ والأذن الداخلية ومسارات الأعصاب داخل الجمجمة، وهي مناطق نادرا ما تُحفظ وتدرس في السلاحف المنقرضة.

ويؤكد الباحث في تصريحات للجزيرة نت أن "هذا أول تحليل من نوعه لجنس "تافروفيس" ضمن عائلة السلاحف "البوثريميديات"، مضيفا أن هذا الكشف يسد ثغرة مهمة في سجل هذه الفئة.

جانب من الحفريات التي وجدها العلماء (الفريق البحثي)مسار نحو البحر

وأبرز ما وجدته الدراسة هو تجويف أنفي متسع وقنوات نصف دائرية (أعضاء التوازن بالأذن الداخلية) مرتفعة وواسعة نسبيا.

هذه السمات المقارنة بسلاحف أخرى معروفة بميولها البحرية تعد إشارات قوية على أن هذا النوع كان متكيفا مع السباحة والمناورة في البحر أو البيئات الساحلية، لا في المياه العذبة فقط.

كما وثق الباحثون للمرة الأولى في هذا التصنيف عظاما دقيقة مثل العظم الركابي للأذن، وأظهروا مسارات أعصاب وأوعية تتطابق مع ما نراه في السلاحف البحرية الحديثة.

ويوضح مارتن-خيمينيث أن الجمجمة تعود إلى العصر الباليوسيني المبكر (الدانيني) قبل نحو 66 مليون سنة، والتي عُثر عليها في مناجم فوسفات ولاد عبدون بوسط المغرب، وهي منطقة تُعد من أغنى مواقع العالم بحفريات بحرية من ذلك الزمن.

إعلان

ويضيف "سمحت دقة المسح المقطعي بإنتاج نموذج ثلاثي الأبعاد مثالي للجمجمة، مما مكن الفريق من قياس تجاويف الدماغ، وتوثيق زوايا وأبعاد قنوات الأذن الداخلية، ثم مقارنة النتائج بأنواع قريبة داخل العائلة نفسها ومع سلاحف أخرى عاشت في بيئات مائية متنوعة".

قصة تكيف سريع

ويرى المؤلف الرئيسي أن مثل هذه النتائج تساعد العلماء على إعادة بناء إيقاع التعافي البيئي بعد حدث الانقراض الكبير في نهاية العصر الطباشيري، وتبرز دور شمال أفريقيا -خاصة المغرب- بوصفه مسرحا لبيئات بحرية غنية أعقبت تلك الكارثة.

ويقول مارتن-خيمينيث إن "هذه السمات التشريحية والعصبية تعد استجابات تكيفية للبيئات البحرية، مما يدعم الصورة القائلة إن بعض أفراد هذه المجموعة كانوا معتادين على الحياة الساحلية والبحر المفتوح".

ويضيف "تفتح هذه الجمجمة نافذة على عالم قديم: سلحفاة تجوب مياها دافئة فوق ما تُعرف اليوم بأراضي المغرب، في زمن كان فيه الكوكب يعيد ترتيب منظوماته البيئية".

ويوضح الباحثون أنه من خلال دمج أدوات رقمية متقدمة مع دراسة تشريحية دقيقة تقدم الدراسة دليلا مباشرا على أن مسار السلاحف بعد انقراض الديناصورات لم يكن مجرد بقاء، بل قصة تكيف سريع مع عوالم بحرية جديدة.

ويشددون على أن الدراسة لا تسهم في علم الحفريات فحسب، بل تطور فهمنا لكيفية تغير الأحياء مع تبدل البيئات عبر الزمن السحيق، وتُظهر قيمة مواقع المغرب الفوسفاتية كمفتاح لفك ألغاز ماضي المحيطات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

هالة صدقي تكشف مفاجأة عن دخولها عالم الفن

كشفت الفنانة هالة صدقي، عن مفاجأة حول كواليس دخولها الوسط الفني، مشيرة إلى أن اعتذار يسرا عن أحد الأعمال الفنية كان السبب وراء دخولها الوسط الفني.

وقالت هالة صدقي، خلال كلمتها على هامش فعاليات ندوة تكريمها ضمن فعاليات مهرجان V-S FILM للأفلام القصيرة جدًا، إن المخرج نور الدمرداش هو الذي رشحها للدور الذي قدمته بمسلسل «لا يا ابنتي العزيزة» بعد ما اعتذرت يسرا عنه، مشيرة إلى أنه كان يعرفها منذ أن كانت سباحة في نادي الزمالك.

وأشارت هالة صدقي، إلى أن الفنانة يسرا اعتذرت عن دورها بمسلسل «لا يا ابنتي العزيزة»، قبل انطلاق التصوير بأسبوع، قائلة: «قبل التصوير بأسبوع اعتذرت يسرا عن الدور، وكانت الشخصية بطلة سباحة في المسلسل، فاختارني أستاذ نور الدمرداش».

وأعربت هالة صدقي عن امتننانها وسعادتها بالمشاركة بمسلسل «لا يا ابنتي العزيزة»، مؤكدة أن تلك التجربة كانت الانطلاقة الحقيقية لمسيرتها الفنية ومنحتها الثقة للاستمرار في عالم التمثيل.

وأشارت هالة صدقي إلى أن قبولها أو رفضها للمشاركة في عمل فني يتوقف على ثقتها في المخرج القائم على العمل، قائلة إن المخرج هو العنصر الأهم في نجاح أي عمل فني، ولذلك تعتمد بشكل كامل على رؤيته أثناء التحضير للشخصية.

واستكملت: «قبل التصوير بثلاثة أيام بعيش حالة رعب، ولما بلبس الشخصية وعندما أصل إلى لوكيشن التصوير واجتمع بباقي أبطال العمل بتكتمل الفكرة في دماغي»، مضيفة: «النجوم اللي بيتدخلوا في شغل المخرج.. أنا بعتذر فورًا عن العمل معاهم».

آخر أعمال هالة صدقي

يذكر أن آخر أعمال الفنانة هالة صدقي مشاركتها سباق مسلسلات رمضان 2025 بأكثر من عمل أبرزهم «قهوة المحطة» الذي تم عرضه بالنصف الثاني من رمضان.

وضم مسلسل قهوة المحطة في بطولته بجانب أحمد غزي عدد من الفنانين أبرزهم: بيومي فؤاد، أحمد خالد صالح، انتصار، هالة صدقي، رشدي الشامي، وضياء عبد الخالق، وآخرين من الفنانين، والعمل من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج إسلام خيري.

ودارت أحداث مسلسل قهوة المحطة في إطار اجتماعي مشوق حول جريمة قتل تقلب مجرى الأحداث رأسا على عقب، كما تسلط القصة الضوء على صراع الطبقات من خلال قصص إنسانية متعددة.

اقرأ أيضاًبطولة محمد ممدوح.. «السادة الأفاضل» يحصد نصيب الأسد من إيرادات شباك التذاكر

بعد غد.. حفل لـ «تنمية المواهب» في أوبرا دمنهور ضمن احتفالاتها بأعياد الطفولة

مقالات مشابهة

  • الاستخبارات التركية تكشف أسرار جاسوسها الأشهر بعد 80 عاما
  • مهم للأمهات الجدد.. "الصحة" تكشف أسرار زيادة إدرار لبن الأم بطريقة طبيعية
  • أستراليا تلجأ للأقمار الصناعية لحماية السلاحف البحرية من الانقراض
  • هالة صدقي تكشف مفاجأة عن دخولها عالم الفن
  • خاص.. مرمر حليم تكشف أسرار تصميم فستان انتصار السيسي بافتتاح المتحف الكبير (صور)
  • جمال عبد الناصر والقذافي …..أسرار تسجيل صوتي سري تكشف لأول مرة
  • آمال ماهر تكشف أسرار حياتها الخاصة: «من كتر الكلام زهقت أرد»
  • بوريطة: حل ملف الصحراء المغربية بات قريبا أكثر من أي وقت مضى
  • الإمارات ترحب بقرار مجلس الأمن الدولي الداعم لمبادرة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء المغربية