مكمّل غذائي شائع يظهر ارتباطا مقلقا بقصور القلب
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
أثارت دراسة جديدة مخاوف بشأن مكمل غذائي شائع أظهر ارتباطا مقلقا بزيادة خطر الإصابة بقصور القلب.
فقد وجد الباحثون أن الاستخدام الطويل للميلاتونين، وهو مكمل يُستخدم على نطاق واسع للمساعدة على النوم، قد يرتبط بارتفاع احتمال الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة، ما يثير تساؤلات حول سلامة هذا المنتج الشائع عند استخدامه لفترات طويلة.
وأظهرت الدراسة، التي شملت أكثر من 130 ألف بالغ في عدة دول، أن الأشخاص الذين وُصف لهم الميلاتونين لأكثر من عام كانوا أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب بنسبة 89% خلال خمس سنوات، كما ارتفع خطر وفاتهم لأي سبب مقارنة بمن لم يتناولوه. ووفقا للتحليل، كان مستخدمو الميلاتونين لفترات طويلة أكثر عرضة لدخول المستشفى بسبب قصور القلب بنحو 3.5 مرات، وارتفع معدل الوفيات لديهم من 4.3% إلى 7.8%.
وتوضح النتائج أن الاستخدام الطويل الأمد لهذا المكمل الغذائي يحتاج إلى مزيد من البحث لضمان سلامته.
وقال الباحث إكينيديليتشوكو نادي، من مركز الرعاية الصحية الأولية التابع لجامعة ولاية نيويورك داونستيت ومستشفى كينغز كاونتي في مدينة نيويورك: “قد لا تكون مكملات الميلاتونين آمنة كما يُعتقد عادة. إذا تأكدت نتائج دراستنا، فقد يؤثر ذلك على كيفية تقديم الأطباء نصائحهم للمرضى حول النوم”.
ومع ذلك، ينبغي التعامل مع النتائج بحذر، إذ لم يُستطلع رأي المشاركين حول استخدامهم للميلاتونين، واعتمدت الدراسة على سجلاتهم الطبية فقط. وهذا يعني أن المجموعة الضابطة ربما ضمت أشخاصا استخدموا الميلاتونين بدون وصفة طبية.
وأشار كارلوس إيجيا، رئيس الاتحاد الإسباني لجمعيات طب النوم، إلى أن النتائج تطرح تساؤلات حول الميلاتونين كعلاج مزمن، وتؤكد الحاجة إلى دراسة مستقبلية مع مجموعة ضابطة لتوضيح ملف سلامته.
الجدير بالذكر أن الميلاتونين يعتبر آمنا عند استخدامه قصير المدى، أي لمدة شهرين تقريبا، لدى غير الحوامل أو المرضعات. لكن الأبحاث حول استخدامه لفترات أطول محدودة، وهو ما يثير اهتمام الباحثين مع تزايد شعبيته.
ويحاكي مكمل الميلاتونين هرمونا طبيعيا يُنتج في الدماغ لتنظيم إيقاع الساعة البيولوجية، وتناوله في نهاية اليوم قد يساعد بعض الأشخاص على النوم.
عُرضت النتائج خلال الجلسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية.
المصدر: ساينس ألرت
روسيا اليوم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الأرق المزمن.. خطر صامت يهدد القلب والمخ
الأرق المزمن من أكثر مشاكل النوم انتشارًا في العصر الحديث، ويُعرف بعدم القدرة على النوم الكافي أو الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، مما يؤدي إلى شعور دائم بالإرهاق والتعب خلال النهار وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتبرون الأرق مجرد مشكلة مؤقتة، إلا أن الدراسات الحديثة أكدت أنه خطر صامت يؤثر على صحة القلب والمخ على المدى الطويل.
الأرق المزمن يرفع مستويات الهرمونات المرتبطة بالتوتر مثل الكورتيزول، مما يزيد ضغط الدم ويجهد القلب والأوعية الدموية، كما أن قلة النوم تؤثر على وظائف المخ، خاصة التركيز والذاكرة، وتزيد من احتمالية الإصابة باضطرابات المزاج مثل القلق والاكتئاب.
تشير الدراسات إلى أن الأرق المزمن يرتبط بزيادة مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى والأمراض المزمنة.
ولتجنب مضاعفات الأرق، ينصح خبراء الصحة باتباع روتين نوم ثابت، أي النوم والاستيقاظ في مواعيد محددة يوميًا، وتقليل التعرض للشاشات قبل النوم بساعة على الأقل، حيث أن الضوء الأزرق يؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم.
أيضًا، من المفيد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام خلال النهار، لكنها لا تُمارس قبل النوم مباشرة لتجنب تحفيز الجسم وزيادة الأرق. تجنب المنبهات مثل الكافيين والنيكوتين في المساء أمر ضروري، بالإضافة إلى خلق بيئة نوم مريحة وهادئة، مع تهوية الغرفة بشكل جيد.
وفي الحالات الشديدة، يمكن استشارة الطبيب الذي قد يصف علاجات مناسبة أو تقنيات سلوكية لمعالجة الأرق، مثل العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد على تعديل أنماط التفكير والسلوك المرتبطة بالنوم.
الأرق المزمن ليس مجرد تعب يومي، بل أحد أخطر العوامل الصامتة التي تهدد صحة القلب والمخ، ومن خلال التوعية والالتزام بأسلوب حياة صحي يمكن تقليل مخاطره بشكل كبير.