بوابة الوفد:
2025-11-09@19:09:32 GMT

الحقيقة الغائبة في تفشى الحمى القلاعية

تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT

عترة غريبة تسللت من الخارج... وخبراء يحذرون: التحصين «على الورق» والمرض ينتشر كالنار فى الهشيمعضو نقابة الأطباء البيطريين: المرض شديد الخطورة.. نسبة النفوق تتراوح من 30 إلى 50%خبير ثروة حيوانية: التوسع فى الاستيراد سبب السلالة الجديدة.. والتحصين حاليًا غير مجدٍ>> مطالبات بوقف نقل الماشية بين المحافظات ومنع البيع فى الأسواق مؤقتاً

 

فى الوقت الذى أعلنت فيه وزارة الزراعة عن سيطرتها على انتشار مرض الحمى القلاعية فى المحافظات، ينفى الخبراء والمتخصصون هذه التصريحات ويؤكدون أن المرض منتشر وأن ما يقال عن تحصين الماشية هو مجرد «تستيف ورق» وهناك حالات جديدة تظهر يوميًا، خاصة فى الوجه البحرى.

وأرجع الخبراء قوة انتشار المرض حاليا إلى أنها عترة جديدة من مرض الحمى القلاعية جاءت من خارج مصر، وغير معتادة محليا نتيجة التوسع فى استيراد الحيوانات الحية، وبالتالى كان لابد من تطعيم وتحصين الماشية من هذه العترات قبل الاستيراد، لكن تم الاكتفاء بتحصين الماشية من العترات المحلية فقط، وهذا خطأ من جانب الحكومة.

المشكلة الأكبر ليست فى انتشار المرض، بل نفوق الماشية بنسبة عالية تتراوح بين 30% و50% وفقا لبعض التقديرات، وهذا يعنى تراجع إنتاج اللحوم والألبان، وفقدان جزء من الثروة الحيوانية التى تم تكوينها خلال السنوات الماضية.

وكانت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، قد أعلنت مؤخرا عن تحصين 1.2 مليون رأس ماشية بمختلف المحافظات ضد الحمى القلاعية وحمى الوادى المتصدع، بواقع 2.4 مليون جرعة تحصين.

أشارت الوزارة إلى أن هذا التحصين أدى إلى السيطرة على العترة الجديدة من فيروس الحمى القلاعية (SAT 1) من خلال عدد من الإجراءات الاستباقية الهامة، مؤكدة استمرار الحملة القومية الموسعة للتحصين فى جميع محافظات الجمهورية لحماية الثروة الحيوانية وضمان الأمن الغذائى.

كما أوضحت أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات الهامة فور تسجيل العترة الجديدة فى يوليو الماضى، حيث تمكن معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية من عزل العترة والنجاح فى إنتاج 8 ملايين جرعة من اللقاح محليا.

وشملت الإجراءات التى اتخذتها الهيئة العامة للخدمات البيطرية حملة قومية للتحصين تضمنت تنفيذ تحصين حلقى طارئ حول البؤرة المكتشفة وتفعيل إجراءات الاستجابة السريعة، بالإضافة إلى أعمال الترصد الوبائى والتوعية المجتمعية، حيث تم خلال الحملة الطارئة تحصين نحو 4 ملايين رأس من الماشية، فضلا عن الحملات الدورية التى تنفذ على مدار العام ثلاث مرات لرفع المستويات المناعية للحيوانات.

وكشفت الوزارة عن استقرار الوضع الوبائى فى مختلف المحافظات، ولم يتم رصد أى حالات مرضية جديدة أو بلاغات عن إصابات بالحمى القلاعية فى المشروعات الحكومية أو الخاصة، نتيجة الاستجابة الفورية للتحصين.

على النقيض من ذلك انتشرت مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعى، شكاوى المربين والفلاحين مؤكدين أن المرض متفشٍ بشكل كبير، وأن هناك حالات جديدة تظهر يوميا خاصة فى الوجه البحرى، وهو نفس ما أكده الخبراء أيضا، وقالوا إن الماشية تموت واحدة تلو الأخرى وليس هناك علاج صالح للتعامل مع العترة الجديدة حتى الآن.

واشتكى الفلاحون من غياب ونقص أعداد الأطباء البيطريين فى القرى والمحافظات، ما يؤدى إلى لجوئهم إلى دفع أموال ضخمة للطبيب من أجل تحصين الماشية على حسابهم الخاص، على الرغم من أن هذا التحصين من المفترض أن يكون مجانيًا، وهذه تكلفة زيادة عليهم لا يتحملونها.

وأوضح البعض أن تطعيمات وتحصينات الحكومة على الورق فقط، والأرقام التى يعلن عنها «فشنك».

من جانبه، قال الدكتور أحمد البندارى، رئيس المركز العلمى لنقابة الأطباء البيطريين، وعضو مجلس النقابة، إن انتشار الحمى القلاعية مسألة خطيرة، خصوصا مع العترة الجديدة المنتشرة فى المحافظات وخصوصا الوجه البحرى.

أضاف البندرى، أن الموقف غير مسيطر عليه، وهناك حالات جديدة يوميا، مشيرا إلى أن العترة الجديدة خطيرة لأنها جديدة على الثروة الحيوانية المحلية فى مصر.

وأوضح رئيس المركز العلمى لنقابة الأطباء البيطريين، أن الحمى القلاعية يسمى مرض الفم والأرجل، لكن هذه المرة يصيب أعلى منطقة الفم ويتنوع بين الحبوب والبثور والتقرحات، وضرره الرئيسى أنه يتسبب فى امتناع الحيوان عن تناول الطعام لمدة 5 أو 6 أيام ثم ينهار سواء وزنا أو لبنا.

وتابع، «هذه العترة كانت منتشرة فى دول الشرق الأوسط، ونسبة وفياتها عالية جدا، والدولة حاولت منذ شهرين أو ثلاثة القيام بتحصين الماشية، لكن البعض استجاب لهذه التحصينات والبعض الآخر لم يستجب».

ولفت البندارى، إلى أن الجاموس الأكثر تأثرا من الأبقار، ولابد من دراسة هذا الأمر من جانب الحكومة، موضحا أن نسبة انتشار المرض فى الوجه البحرى عالية لأنه سريع الانتشار، وإذا أصيبت ماشية واحدة فى البيت أو المزرعة فلا بد أن يصاب الكل معها.

وكشف أن نسبة النفوق تتراوح بين 30 إلى 50%، وخاصة فى الجاموس، لأن هذا المرض له ردة فعل عنيفة على صغار الجاموس ويصيبها بالسكتة القلبية.

وذكر رئيس المركز العلمى لنقابة الأطباء البيطريين، أن ارتفاع نسبة الإصابة والوفيات وعدم فعالية التحصينات مع بعض الماشية، يأتى نتيجة التسرع فى إنتاج اللقاح الخاص بالتحصين، فقد تم إنتاجه خلال فترة تتراوح بين أسبوعين وشهر، بينما إنتاج اللقاحات يستغرق 6 أشهر على الأقل.

وللحفاظ على المتبقى من الثروة الحيوانية، طالب البندارى، بضرورة اتخاذ بعض القرارات التى تتمثل فى توقف نقل الماشية بين المحافظات ومنع البيع فى الأسواق مؤقتا، وزيادة حملات التوعية، مع زيادة أعداد الأطباء البيطريين المخصصين للتحصين، لأننا نعانى من نقص الكوادر البشرية بشكل كبير.

وأكد عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، أن انتشار المرض سيؤثر على الثروة الحيوانية، لأنه يتسبب فى نفوق الماشية وبالتالى نقص إنتاج اللحوم والألبان، وقد نشهد ارتفاعا فى الأسعار فيما بعد.

فيما قال الدكتور مصطفى خليل، خبير الثروة الحيوانية، وعضو لجنة الزراعة بحزب الوفد، إن مرض الحمى القلاعية منتشر بالفعل فى المحافظات، والجميع يشتكى على وسائل التواصل الاجتماعى لكن وزارة الزراعة أعلنت أنها تسيطر على الموقف وهذا غير صحيح.

أضاف خليل، أن الحمى القلاعية أحد الأمراضى الأساسية التى تقوم الدولة بتحصين الماشية ضدها، لكن المشكلة هذه المرة تتمثل فى أن العترة الجديدة الموجودة حاليا هى عترة خارجية غير معتادين عليها فى مصر، نتيجة التوسع فى الاستيراد من الخارج خلال السنوات الماضية، بعد تناقص الثروة الحيوانية للنصف خلال الـ 5 سنوات الماضية.

وأوضح خبير الثروة الحيوانية، أن كل دولة لديها عترة الحمى القلاعية الخاصة بها، ومصر على سبيل المثال بها 5 عترات من هذا المرض، وعندما توسعنا فى الاستيراد من الخارج انتقلت إلينا عترات جديدة، وكان لابد من تحصين الماشية من هذه العترات الجديدة قبل وصول الماشية المستوردة، لكن اللجنة العلمية المنوطة بذلك تكتفى بتحصين الماشية من العترات المحلية فقط، وإذا ظهرت عترة جديدة يتم تنفيذ تحصين محصن عليها، وهذا الأمر يستغرق سنة إلى سنتين، بالتالى حدثت المشكلة الكبيرة الآن.

وتابع، «من المفترض أن يتم التحصين عند ظهور المرض فى دول الجوار وهى ليبيا والسودان والأردن وفلسطين والسعودية، ولا ننتظر وصوله إلينا».

وأشار خليل، إلى أن السبب الرئيسى فيما يحدث حاليا من نفوق الماشية هو الاستيراد، لأن مصر تستورد 50% من احتياجاتها من اللحوم حية، موضحا أن هذه الضربة للثروة الحيوانية ليست الأولى وإنما تكررت فى السنوات الماضية بسبب التأخر فى التحصين أيضا.

ولفت إلى أن وزارة الزراعة بدأت التحصين مؤخرا لكن المرض تفشى للأسف، ولا يصح أن يتم التحصين فى وجود المرض، ومن المفترض أن يكون قبل انتشاره، وحالة الماشية سليمة وليست مريضة.

وذكر أنه ليست لدينا نسبة دقيقة عن تفشى المرض لكنه ظهر فى محافظات عديدة، والجميع يشتكى من وجود المرض، وما يقال من وزارة الزراعة عن تحصين 1.2 مليون رأس ماشية غير صحيح على أرض الواقع، ومجرد «تستيف ورق» فقط.

وحتى يكون التحصين جيدا ويأتى بنتيجة، قال خبير الثروة الحيوانية، إن هناك إجراءات يجب اتباعها ولا تحدث على أرض الواقع حاليا، منها أن يكون التحصين سليما ومحفوظا فى ثلاجات، ونقله من المكان المحفوظ فيه إلى الحيوان بطريقة آمنة، وتوفير وسيلة نقل مريحة للطبيب البيطرى الذى يقوم بالتحصين ولا يركب «عربية كارو« كما يحدث فى بعض الأحيان.

ونوه بأن هناك تأثيرا اقتصاديا سلبيا بسبب تفشى الحمى القلاعية، لأن الماشية تتوقف عن الإنتاج مع زيادة نفوق الحيوانات الكبيرة والرضيع، لافتا إلى أن النفوق فى الحيوانات الرضيعة والعشار يكون أكبر لأن مناعتهم ضعيفة.

وذكر خليل، أن ضعف القدرة الشرائية وعدم الإقبال على اللحوم هو السبب الرئيسى فى استقرار أسعارها فى السوق، لكن إذا كان هناك طلب قوي كانت الأسعار ارتفعت بشكل كبير عقب تفشى الحمى القلاعية.

ووفقا لتقرير منظمة الصحة الحيوانية العالمية، الذى صدر فى 29 أكتوبر الماضى فقد أبلغت مصر فى 20 أغسطس 2025، عن اكتشاف حالة إصابة بمرض الحمى القلاعية SAT1 للمرة الأولى، ووقع التفشى فى قرية بالبحيرة، تضم أبقارا وجاموسا.

ووفقا للتقرير، لم تبلغ المنظمة العالمية للإحصاء «WOAH» بأى تفشى آخر لمرض الحمى القلاعية SAT1، ولا يزال مصدر العدوى مجهولا، ولا تزال تقارير التسلسل الجينى الرسمية قيد الانتظار، وتشمل تدابير المكافحة المطبقة الحجر الصحى، ومراقبة الحركة، وتدابير الأمن الحيوى.

وأكد التقرير، أنه أُجريت مراقبة نشطة وسلبية فى منطقة المراقبة، إلى جانب التطعيم الطارئ فى نطاق 10 كيلومترات من موقع التفشى، وقد لوحظ من خلال المراقبة 6744 حيوانا (4910 أبقار، و813 جاموسا، و920 غنما، و101 ماعز)، دون إثارة أى شكوك سريرية.

وتعد الأنماط المصلية لمرض الحمى القلاعية A وO وSAT2 متوطنة فى مصر، كما أن إعادة إدخال سلالات فيروسية جديدة من مناطق أخرى بشكل متكرر يجعل من المهم اختيار لقاح فعال يتوافق مع سلالات فيروس الحمى القلاعية التى تشكل مخاطر كبيرة على البلاد.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزارة الزراعة انتشار مرض الحمى القلاعية المحافظات هذه التصريحات مرض الحمى القلاعیة الأطباء البیطریین الثروة الحیوانیة تحصین الماشیة من بتحصین الماشیة العترة الجدیدة وزارة الزراعة الوجه البحرى انتشار المرض إلى أن

إقرأ أيضاً:

التأمين على الثروة الحيوانية.. حملة بيطرية لدعم صغار المربين بالبحيرة

نظم صندوق التأمين على الثروة الحيوانية، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، قافلة بيطرية إرشادية وتوعوية مكثفة، بمحافظة البحيرة، بالتعاون مع إحدى الشركات الرائدة في مجال إنتاج الأدوية البيطرية، وتحت إشراف مديرية الطب البيطري بالمحافظة. 

وقال اللواء ايهاب صابر رئيس مجلس إدارة الصندوق، ان ذلك يأتي تنفيذا لتوجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، في إطار الحرص المستمر على تنمية الثروة الحيوانية وتطبيقاً لرؤية الدولة المصرية في النهوض بقطاع صغار المربين. 

وأوضح أن القافلة استهدفت سوق دمنهور للماشية، بهدف رئيسي هو توعية المربين بخطورة الأمراض الوبائية، وعلى رأسها مرض الحمى القلاعية، وأهمية التحصين، وكيفية الوقاية منه، ذلك بالإضافة إلى أهمية التأمين على الثروة الحيوانية، والخدمات التي يقدمها الصندوق للمستفيدين. 

وأشار إلى أنه تم أيضا توزيع عدد من المنتجات البيطرية الهامة التي لها دور أساسي، رفع المناعة لدى الحيوانات، وتحسين كفاءة الصحة العامة للحيوان. 

وأكد صابر على أهمية العمل الميداني المستمر والتواصل المباشر مع المربين لتقديم الدعم الفني والعلمي اللازم لضمان صحة القطعان وزيادة الإنتاجية، مشيرا إلى أن هذه القوافل هي جزء لا يتجزأ من استراتيجية الوزارة لضمان استدامة قطاع الثروة الحيوانية عبر رفع الوعي وتعزيز المناعة لدى الحيوانات، وهو ما ينعكس إيجاباً على دخل المربين والاقتصاد الوطني. 

ووجه رئيس مجلس إدارة الصندوق الشكر والتقدير لجميع القائمين على التنظيم والجهات المشاركة على جهودهم المبذولة في إنجاح هذه المبادرة.

طباعة شارك التأمين على الثروة الحيوانية الثروة الحيوانية الماشية صندق التأمين على الماشية

مقالات مشابهة

  • تدشين حملة بيطرية لتحصين ومعالجة الثروة الحيوانية في مديريات الجوف
  • تدشين حملة تحصين للثروة الحيوانية في المحويت
  • التأمين على الثروة الحيوانية.. حملة بيطرية لدعم صغار المربين بالبحيرة
  • تنتقل بسهولة عبر الهواء.. «الخدمات البيطرية»: مصر مُحاطة بدول تعاني من الحمى القلاعية|فيديو
  • 1.5 مليون رأس.. البيطريين تشيد بتحصين الماشية ضد الحمى القلاعية
  • نقابة البيطريين تشيد بنجاح وزارة الزراعة في تحصين الماشية ضد الحمى القلاعية
  • ما هي أعراض مرض الحمى القلاعية؟.. وهل يؤثر على الإنسان؟
  • وزير الزراعة يستعرض جهود تنمية الثروة الحيوانية والداجنة خلال شهر أكتوبر
  • بيطري الشرقية يواصل تحصين الماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع | صور