“الوفاء للمقاومة”: تشديد الحصار المالي الأمريكي على لبنان مرفوض واعتداء على السيادة
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
الثورة نت /..
أكدت كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبناني، اليوم الخميس، رفضها التام للمساعي الأميركية الهادفة إلى تشديد الحصار المالي على لبنان، معتبرة أن أي استجابة لهذه الضغوط تمثل تخليًا عن السيادة الوطنية وطعنًا للدستور وتهديدًا للاستقرار المالي والسياسي.
وقالت الكتلة، في بيان عقب اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد،إن الخطوات التي تتولاها جهات أمريكية، وبينها وفد من مجلس الأمن القومي ووزارة الخزانة الأمريكية، تأتي في إطار “فرض الوصاية المالية على لبنان والتحكم بعمل قطاعه المالي الرسمي والخاص”.
وشددت على أن هذه السياسات تستكمل “الحرب الإسرائيلية على لبنان بأدوات اقتصادية ومالية”.
وجددت الكتلة التحية “إكبار ووفاء لأرواح الشهداء الأبرار”، مؤكدة التزامها “النهج المقاوم دفاعًا عن سيادة لبنان ورفضًا لأي محاولة لجرّه إلى مشروع التطبيع مع الكيان الإسرائيلي برعاية أمريكية”.
ولفتت إلى أن لبنان لا يزال يتعرض لـ”اعتداءات إسرائيلية متواصلة بغطاء أمريكي”، داعية الدولة اللبنانية إلى تحمل مسؤولياتها في حماية المواطنين وإلزام لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار بفرض الإجراءات اللازمة لوقف الخروق “الإسرائيلية”.
وأكدت أن “الدم اللبناني ليس رخيصًا ولا يجوز الاستهانة به أو الاستثمار فيه لتحقيق مكاسب فئوية”.
وعبّرت عن رفضها لمحاولات الانقلاب على مبدأ العيش المشترك عبر “قرارات لا تحظى بالميثاقية”، في إشارة إلى التصويت الأخير على تعديلات في قانون الانتخاب، مؤكدة تمسكها بإجراء الانتخابات في موعدها الدستوري.
ودعت كتلة الوفاء للمقاومة، الحكومة اللبنانية إلى إصدار المراسيم التطبيقية التي تتيح للمغتربين ممارسة حقهم في الاقتراع، معتبرة أن أي مساعٍ لتغيير القانون النافذ “لا تخدم مصلحة لبنان ولا المغتربين”.
وأدانت “الحملة المغرضة التي تستهدف موقع رئاسة المجلس النيابي”، مؤكدة دعمها لرئيس المجلس نبيه بري ولدور كتلة “التنمية والتحرير” في “حماية التوازن الوطني والدفاع عن الشراكة الدستورية”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: على لبنان
إقرأ أيضاً:
حين تصبح السينما معبدا للذاكرة.. اختتام مهرجان “زمن الأبطال” في بيروت
لبنان – اخُتتم في العاصمة اللبنانية بيروت المهرجان السينمائي الدولي RT.Doc تحت عنوان “زمن الأبطال”.
وكان المهرجان افتتح في السابع من نوفمبر، بعرض فيلم “قوة لبنان الناعمة” للمخرج “أوليغ نيكيشيف” من إنتاج RT.Doc، الذي تناول الدعم اللبناني الروسي المتبادل منذ إعادة الإعمار في لبنان بعد حرب 2006، وصولًا إلى المساعدات الإنسانية للمدنيين في دونباس الروسية.
حضر الافتتاح سفير روسيا في لبنان ألكسندر روداكوف، والسفير الفلسطيني محمد الأسعد، والسفير الكازاخستاني رسول جومالي، ومستشار السفير الإيراني ميسم كهرماني، ومستشار السفير الصيني تشيانغ كون، ومحافظ بيروت مروان عبود، والمخرج اللبناني قاسم الإسطنبولي، وعدد من الضيوف الآخرين.
وجذب المهرجان جمهورًا من مختلف أرجاء المدن اللبنانية، مثل عكار، وبعلبك، وصيدا، وبعقلين، وبيروت، والبترون، وطرابلس، وجبيل، وصور، والنبطية.
وأعرب السفير الروسي، ألكسندر روداكوف، عن إعجابه بأعمال صانعي الأفلام الوثائقية في قناة RT قائلاً:
“صانعو الأفلام الوثائقية في هذا المهرجان محترفون بحق. الأفلام التي شاهدناها – رائعة!”، مشيراً إلى أن قناة RT تقدم المحتوى بطريقة بسيطة وواضحة، بعيدة عن الإملاءات، وفي الوقت ذاته تعكس قوة عمق المأساة التي تحدث الآن؛ هذه احترافية لا تُقدَّر بثمن”. كما أشار إلى أهمية التعاون المتبادل بين الشعبين الروسي واللبناني، موضّحاً: “قدم الاتحاد الروسي المساعدة: خلال الحرب، وبعد الانفجار، وخلال جائحة كورونا. هؤلاء الذين تلقوا المساعدة يتذكرونها. وهم، كأي إنسان طبيعي، يستجيبون دائمًا لمثل هذه اللفتات الطيبة منا، ويساعدون بكل ما في وسعهم”.
بدوره، أشار السفير الفلسطيني في لبنان، محمد الأسعد، إلى أهمية المهرجان قائلاً:
“أشاهد أفلامًا كهذه كل يوم تقريبًا، لأن هؤلاء الأبطال يذكروننا بأبطال فلسطين. أرى اليوم حضورًا غفيرًا، وأنا في غاية السعادة. سعدتُ أيضًا بحضوري هنا. الجميع بحاجة إلى مهرجان كهذا. أتمنى لكم حظًا سعيدًا”.
ووجهت مديرة المهرجان، إيكاترينا ياكوفليفا، كلمة شكر للبيت الروسي على إتاحة الفرصة لاستضافة المهرجان وجمع الناس ذوي نمط التفكير الواحد، مؤكدةً على قوة السينما في توحيد الشعوب. وأضافت:
“التفاعل الإنساني البسيط يصنع المعجزات. لهذا السبب نُقيم مهرجاننا – لنوحد الناس. والسينما تُوحّد بالفعل. أنا متأكدة من ظهور أفكار جديدة بعد المهرجان، ومعارف جديدة، وأفلام جديدة”.
وكما جرت العادة، افتُتح المهرجان بأغنية “كاتيوشا”، التي قام بأدائها المغني اللبناني “مارك ريدي”. كما قدمت فرقة الأطفال رقصة الصداقة اللبنانية الروسية وسط تصفيق وحماس الجمهور.
في اليوم الثاني من المهرجان، الذي صادف الثامن من نوفمبر، شاهد الجمهور أربعة أفلام من إنتاج مخرجين وثائقيين روس ولبنانيين. افتُتح برنامج اليوم الثاني بفيلم “الاسم الحركي.. القيصر”، الذي يروي قصة أحد أحفاد نيكولاي الأول الذي نشأ في فرنسا وأصبح متطوعًا في دونباس.
تلاه فيلم من إنتاج وكالة “ريا نوفوستي” عن المراسل الحربي “روستيسلاف جورافليوف”، الذي توفي في مقاطعة زابوروجيه، بعنوان “شاب من حارتنا”. قدمت الفيلم مؤلفته ومخرجته “إينا تاناشيفا”، التي أعربت عن إعجابها بحفاوة الاستقبال، حيث قالت: “لطالما رغبتُ بزيارة لبنان، لأن لدي أصدقاء وزملاء رائعين هنا. أردتُ أن أزور لبنان وهدفي عرض هذا الفيلم، وأن أخبر الجميع عن زميلنا الرائع ‘روستيسلاف جورافليوف’، الذي رغب هو أيضًا في المجيء إلى هنا. وما زلت متأثرة بحفاوة الجمهور، والتصفيق الذي تلا الفيلم، لدرجة اقشعر لها بدني”.
وكرم المهرجان ذكرى مراسل وكالة “ريا نوفوستي” الحربي “إيفان زوييف”، الذي لقي حتفه في 18 أكتوبر في غارة جوية أوكرانية بطائرة مسيرة في مقاطعة زابوروجيه.
كان الفيلم الثالث، “البحث عن رسول”، ثمرة تعاون بين “أنيسة مراد” مديرة قسم البرامج في RTArabic والمخرج “كريم نجيب”، وتلا العرض مناقشة بين الجمهور مع المؤلفة والمخرج .
واختُتم البرنامج بفيلم المخرجة اللبنانية “منى حمود” الوثائقي “صمود النعمان”، الذي يتناول قصة فناني الكوميديا الارتجالية اللبنانيين الذين يُساعدهم ذكاؤهم على الحفاظ على صمودهم وحيويتهم رغم الأوقات الصعبة التي تمر بها البلاد. وفي كلمتها المصورة لضيوف المهرجان، قالت منى: “أريد أن أمنح العالم فرصة اكتشاف لبنان مختلف، وتحدي الصورة النمطية الغربية التي تصور هذا البلد على أنه بلد الحرب فقط”.
ضمن برنامج المهرجان، عُقدت جلسة نقاش بعنوان “كسر الحصار الإعلامي”، شارك فيها صحفيون ومخرجو أفلام وثائقية روس ولبنانيون ناقشوا كيفية إيصال المعلومات الصادقة للجمهور رغم الحظر والحجب، بهدف بناء صورة حقيقية لبلدهم غير مشوهة من قبل الدعاية الغربية. وأشار “ميخائيل علاء الدين”، رئيس مكتب وكالة الأنباء الروسية في لبنان وسوريا، وهو أحد المشاركين في النقاش، إلى أن إقامة المهرجان في لبنان سلاح قوي ضد الحصار الإعلامي، مضيفًا: “هناك 18 مليون شخص يعيشون خارج لبنان، و4.5 مليون هنا. كل ما تقولونه هنا سيُسمع في جميع أنحاء العالم. وعلينا أن نستخدم هذا المنبر”.
كما استضاف البيت الروسي، عشية المهرجان، في السادس من نوفمبر، سلسلة من الورش التدريبية المتخصصة بقيادة مديري قناة RT.Doc، “أرتيم سوموف” و”أوليغ نيكيشيف”، ومخرجة الأفلام الوثائقية في قناة RTArabic “أنيسة غوردينا” والمخرج “كريم نجيب”. عجت القاعة بالحضور، وأثيرت نقاشات حيوية بين الحضور، وأشار المشاركون إلى أن اللقاء أتاح لهم فرصة لكسب السند والتشجيع ممن يشاركونهم ذات الأفكار.
هذا المهرجان سلط الضوء على قصص لم تكن تُرى، وجسد القيم الإنسانية بأجمل صور، أعطى هذه الدنيا رائحة غير التي اعتدنا أن نشتمها. لم نكن نعرف ماذا تعني رائحة الصمود والكرامة والانتماء .
المصدر : RT عربية