حلول قانونية وتقنية لحماية حقوق المؤلفين في عصر الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةفي ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم الرقمي، طرح معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 تساؤلات جوهرية حول مستقبل الإبداع وحقوق الملكية الفكرية في زمن الذكاء الاصطناعي، خلال ورشة عمل متخصّصة بعنوان «حقوق المؤلف في عصر الذكاء الاصطناعي»، قدّمها الدكتور محمد محمود الكمالي، عضو مجلس إدارة جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ.
واستهل الدكتور الكمالي الورشة بسؤال محوري شغل عقول الحاضرين: «من يملك الحق في العمل المولّد بالذكاء الاصطناعي؟»، موضحاً أن الملكية الفكرية لا تُمنح إلا للإبداع الإنساني، إذ لا يمكن اعتبار الإنتاج الآلي عملاً أصيلاً بالمعنى القانوني، ما يخلق فجوة بين حرية الابتكار وحماية حقوق المؤلفين.
وقال: «الابتكار الناتج عن الآلة يثير إشكالية معقّدة، فالنظام يستقي معرفته من أعمال بشرية أصلية محمية بحقوق النسخ، ما يجعل أي محتوى جديد يولّده محاطاً بتساؤلات أخلاقية وقانونية حول نسبته ومصدره».
وتطرق الكمالي إلى التطور التاريخي للذكاء الاصطناعي، وخاصة القائم على التعلم العميق، مشيراً إلى أن هذه الأنظمة تتغذى على ملايين النصوص والصور، وتعيد إنتاج أنماط فنية وأدبية جديدة، كما حدث في لوحة الفضاء «Théâtre D'opéra Spatial» التي فازت بمسابقة فنية.
وأوضح أن هذه الحالة تسلط الضوء على هشاشة الحدود بين الإبداع البشري والإبداع الآلي، مؤكداً أن الحفاظ على الأصالة بات التحدي الأكبر في زمن التقنية المفتوحة.
وأكد الكمالي أن القوانين التقليدية مثل قانون حقوق المؤلف الإماراتي رقم 38 لسنة 2021 واتفاقية برن الدولية، لا تزال تشترط أن يكون المؤلف شخصاً طبيعياً، مما يترك الأعمال المنتجة آلياً خارج نطاق الحماية القانونية.
وأضاف: «معيار الأصالة والتدخل البشري عنصر جوهري في منح الحقوق، لذلك يتجه العالم نحو تطوير تعريفات جديدة للمؤلف والمصنّف الفني».
وأشار الكمالي إلى ضرورة إيجاد توازن بين تشجيع الابتكار التقني وصون حقوق المبدعين، مؤكداً أن المستقبل يتطلب تحديث القوانين بما يتناسب مع التطورات الرقمية، مع وضع ضوابط واضحة تضمن أن يستفيد المؤلفون من أعمالهم دون أن تُقيّد حرية التطور التكنولوجي.
كما لفت إلى أن التحديات تمتد إلى المسؤولية القانونية والجنائية، مستشهداً بدعاوى قضائية في الولايات المتحدة ضد شركات ذكاء اصطناعي على خلفية الأضرار الناتجة عن الاستخدام الخاطئ لتقنياتها.
وشدد الكمالي على أهمية الحلول التقنية في حماية الملكية الفكرية، مثل البصمة الرقمية لتتبع النسخ، واستخدام أدوات الكشف عن الانتحال مثل Plagscan وTurnitin، إضافة إلى أنظمة إدارة الحقوق الرقمية (DRM) التي تمنع التعديل أو النسخ أو النشر دون إذن.
كما أكد على الدور المحوري الذي تؤديه جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ (ERRA) في تمثيل المؤلفين، وتحصيل العوائد نيابة عنهم، وتنظيم التراخيص للمؤسسات المستخدمة للمحتوى.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ معرض الشارقة للكتاب معرض الشارقة الدولي للكتاب الشارقة معرض الشارقة الملكية الفكرية الإمارات الذكاء الاصطناعي حقوق الملكية الفكرية حماية الملكية الفكرية
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي .. ثورة تكنولوجية هائلة !
شغل العالم بظهوره أول مرة في حقبة الأربعينيات من القرن الماضي، ومنذ ذلك التاريخ والبشر لا يتعرضون له بالحديث الكثير، ليس توجسًا من أضراره بل لأن مدى انتشاره كان بطيئًا للغاية ومراحل نموه كانت تزحف في الخفاء، أما اليوم فأصبح صوت «الذكاء الاصطناعي» عاليًا، بعض الناس يصورونه على أنه «مارد» مخيف، وآخرون يرون فيه ذلك الحمل الوديع، وما بين الرأيين يوجد نفر من الناس ينتظرون منه الكثير من الفائدة.
ولذلك أسهب الناس في الحديث عن بعض تفاصيل الذكاء الاصطناعي وأهميته في الحياة اليومية، لكن وسط هذا التهافت المزدحم إلى استخدام تقنياته عجز الكثير من المهتمين بهذا العلم في الوصول إلى أدق تفاصيله وأسراره.
لكن الجميع أجمع على أن هذا العلم هو «ثورة علمية وتكنولوجية رهيبة، فهو لا يترك مجالًا إلا ووجد فيه، أصبح عبارة عن أخطبوط ذي أذرع طويلة يمكنه الوصول إلى أماكن عميقة مستخدمًا تقنيات فائقة الدقة سواء في الجانب الإيجابي أو السلبي.
لقد أصبح انتشار «الذكاء الاصطناعي» بشكل مخيف للغاية، لا تكاد تنفصل عن عالمه «لدقائق معدودة» حتى تراه في العالم الجديد الذي تدخل أنت فيه، ولكن ما بين ضفتي نهر جارف يقف الإنسان اليوم قريبًا منه ولكن بشيء من الحذر والتوجس والريبة والأمل في حصول أكبر قدر من الفائدة.
في مرحلة ما انتشر الحديث على أنه سيحل محل عمال المصانع والمعامل، وتنبأ الكثير من الناس بأن الناس سوف يخسرون وظائفهم، وسيكون الذكاء الاصطناعي هو البديل عنهم، ولكن مع الوقت ظهرت بعض الفجوات والإخفاقات التي صعّبت على البشر الثقة الكاملة بهذه الآلة المتطورة، وبقي الحديث منصبًا في تطوير هذا العلم ورفع مستوى الجودة والأداء رغم أنه وصل إلى مرحلة متقدمة.
وقد تخلى بعض أرباب العمل عن مشروعهم الجديد، وبقي هذا العلم عنصرًا مساعدًا للإنسان، لكن التنبؤات تشير إلى أنه سيكون له شأن عظيم في المستقبل إذا ما تم تطويره بشكل محكم ودقيق، ولكن الواقع الحالي يبصرنا بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي هي الشغل الشاغل للحكومات حول العالم.
لقد استُغل هذا العلم من بعض الجهات الإجرامية واستخدم كأداة تدمير للبشرية وزُرعت بذوره في اتجاهات مظلمة، وهذا ما يفسر لك النظريات الجديدة التي تجعلك لا تثق في الكثير من الأشياء التي تعرض أمامك لأنها ربما تكون «مزيفة»، ولذا يقف البعض مترددًا ومتشككًا في مدى مصداقية ما يراه أو يسمعه هل هو واقع حقيقي أم خيال مزيف؟.
لقد أصبح الذكاء الاصطناعي هو الحوار السردي الطويل الذي لن ينتهي قريبًا الحديث عن إنجازاته، ولكن هناك سلسلة أخرى من الأشياء المجهولة لا يزال الناس لا يعلمون عنها شيئًا، وربما الأيام أو السنوات المقبلة ستكشف عن تقنيات أكثر تعقيدًا في مجال الذكاء الاصطناعي وفوائده في الحياة.
ولذلك يمكننا القول بأن فيض الكلمات وكمية الإبهار التقني التي أصابت العالم في عينيه لن تجعله يحيد النظر عنها أو يتنازل عن تتبع انبعاثاتها، بل سيظل توّاقًا لمعرفة الجديد حول الذكاء الاصطناعي في أشكال جديدة ونسخ أكثر تطورًا.