لم يخطر في بال مهندس بترول بالمنوفية وهو قادم من غربة 7 سنوات في إحدى الدول العربية، والفرحة تملئ عيناه بعد طول غياب وانتظار لرؤية أطفاله الأربعة وزوجته التي تربطه بها علاقة قرابة قبل الزواج، أن هذه هي الإجازة الأخيرة وأنه على موعد مع الموت على يد زوجته وعشيقها الممرض، حيث دبرا وخططا وعزما على قتله بعد عودته إلى مصر في إجازة لرؤية أطفاله وأسرته.

قرار المحكمة بإحالة القاتل وعشيقته للمفتى

وقررت محكمة الجنايات الاستئنافية برئاسة المستشار خالد الشباسي، وعضوية المستشار نادر طاهر، والمستشار تامر الفنجرى، والمستشار رامي حمدي، وبحضور أحمد رأفت، بإحالة ممرض يعمل على توك توك وسيدة، للمرة الثانية إلى فضيلة مفتى الجمهورية لاستطلاع رأيه في إعدامهما، وتحديد جلسة 2 ديسمبر المقبل للنطق بالحكم عليهما وعلى سائق توك توك متورط في ذات الجريمة.

تفاصيل واقعة استدراج مهندس وقتله على يد عشيق زوجته

وسطرت التحقيقات تفاصيل واقعة الخسة والغدر، حيث قبل 10 سنوات من الآن تزوج مهندس 39 سنة بالمنوفية من فتاة 32 سنة قريبته، وانجبا 4 أطفال ولدان وبنتان، وسافر الزوج إلى إحدى الدول العربية للعمل في مجال البترول تاركا الزوجة وأطفاله ، حتى يوفر لهم حياة كريمة.

ظل الزوج يجمع الأموال ويرسلها إلى زوجته من أجل اسعاد أطفاله، وفى إحدى المرات طلبت زوجته ان تحصل على كورس تدريب على مهنة التمريض نظرا لقضائها وقت طويل في المنزل بمفردها، ووافق الزوج على رغبة زوجته.

كيف تعرفت المتهمة على القاتل؟

خلال تلقى الزوجة التدريب على التمريض تعرفت على ممرض 27 سنة يعمل عمل أخر كسائق على "توك توك"، الذى طلب توصيلها إلى المنزل حيث تعرفا على بعضهما البعض وسارت بينهم علاقة والتي تطورت إلى أن قامت الزوجة بستأجار شقة للمتهم في الباجور بالمنوفية بجوار منزلها لقضاء الوقت معا.

المتهمة كانت تنفق أموال زوجها على القاتل

واستطرت التحقيقات، أن الزوجة العشيقة كانت تنفق الأموال على المتهم من أموال الزوج المخدوع المسافر للخارج، ووصل الأمر إلى أنها باعت مشغولاتها الذهبية، لتسديد ايصالات أمانة للمتهم، وعندما كان يعود الزوج ويسألها عن مصوغاتها الذهبية كانت تبرر بأنه فقد منها.

وكشفت التحقيقات أن المجنى عليه الزوج تمكن من خلال عمله في الخارج من شراء قطعة أرض وسيارة ووضع وديعة كبيرة من الأموال في البنك، وأن الزوجة وعشقها اتفقا على قتله فور عودته في الاجازة القادمة حتى يستوليا على أمواله ويخلو لهما الجو وقضاء وقت ممتع معا.

وأشارت التحقيقات أن المجنى عليه كان يزور اسرته بالإسكندرية خلال اجازته في مصر أسبوعيا كل يوم اثنين باستخدام القطار، فقرر المتهمة إعطاء شريكها خط سير المجنى عليه، حيث ظل يراقبه قبل الجريمة بأسبوع واستعان بسائق توك توك صديقه دون أن يخبره بما سيفعله والذى انتظر المجنى عليه أمام محطة القطار وعندما وصل عرض عليه توصيله، حتى استدراج الزوج إلى مكان ناء، وعرض قائد التوك توك من المجنى عليه أن يقل صديق له ينتظره في الطريق فوافق المجنى عليه، وما أن صعد المتهم الأول للـ"توك توك" باغت المجنى عليه بثلاث طعنات قاتلة في القلب، ثم انزله من التوك توك وربطه بحبل وعلى صدره بحجر كبير ثم القاه في الترعة بعد سرقة أمواله ومتعلقته دون أن يسرق الهاتف خوفا من تتبعه، وهدد صاحب التوك توك بالقتل إذا ما ابلغ عنه.

دموع التماسيح 

توجه الزوجة الخائنة إلى قسم الشرطة وهى بدموع التماسيح وأبلغت باختفاء زوجها أثناء عودته من زيارة اسرته بالإسكندرية، وبإجراء التحريات ورصد كاميرات المراقبة تم التوصل الى سائق التوك توك الذى اعترف تفصيليا بجريمة صديقه الممرض الذى كان يعمل على نفس التوك توك.

القبض على المتهمين واعترافات صادمة

وتوجهت قوة أمنية إلى شقة المتهم الرئيسي حيث تم ضبطه واعترف على عشيقته التي كانت تنفق عليه أموال زوجها وأنها كانت تستأجر له الشقة، والتي تم ضبطها أيضا ومواجهتها بالاعترافات، وانتهت التحقيقات إلى احالتهم الثلاثة إلى المحاكمة الجنائية.

وقضت محكمة أول درجة بإحالة المتهمين إلى فضيلة مفتى الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامهم والذى ورد الى المحكمة التي قضت بالحكم عليهم بالإعدام شنقا.

حكم محكمة أول درجة

وطعن المتهمين على حكم أول درجة حيث تم قبول الطعن وتحديد جلسة للمحاكمة مرة أخرى أمام محكمة الجنايات الاستئنافية التي قضت بإحالة أوراق المتهم الرئيسي والعشيقة إلى فضيلة المفتي للمرة الثانية تطبيقا للقانون رقم 1 لسنة 2024 بشأن إنشاء محاكم الجنايات الاستئنافية.

الجنايات الاستئنافية ترد على محاولة تبرئة الزوجة

ورفضت المحكمة دفاع ودفوع المتهمة في القضية بانقطاع صلتها بالقتل وأنها بالفعل كانت على علاقة بالمتهم لكن لم تقترح عليه قتل الزوج وأن الأمر اجتهاد شخصي من المتهم، وردت المحكمة بأن تفريغ المكالمات بين المتهم والزوجة المتهمة أن الاتصال بينهم لم ينقطع نهائيا منذ استقلال زوجها التوك توك وحتى قتله والقائه في الترعة أي قبل وبعد الجريمة وفى الفترة البينية بينهما، كما عثر على رسائل هاتفية بين المتهمة وعشيقها تؤكد أتفاقهما على قتل الزوج، بجانب شهادة الشهود بترددها عليه يوميا، كما عثر على ملابس مستوردة تخص المجنى عليه في منزل القاتل كانت احضرتها الزوجة الخائنة له، وتحويلات مالية من حسابها للمتهم.

سائق التوك توك لم يكن على علم بالجريمة

ونوهت المحكمة إلى أن المتهمة تردت بارتكاب أبشع أنواع الجرائم وهى قتل زوجها الذى عاش مغتربا لتوفير كافة سبل الحياة الكريمة لها وأطفالهما الأربعة، وأنها قد ثبت يقيا للمحكمة العلاقة الأثمة بينها وبين المتهم الرئيسي وقيامها بستأجار شقة له كما أن اعتراف المتهم والمعاينة جاءت تتفق وصحيح القانون، كما تبين للمحكمة عدم اشتراك المتهم الثالث سائق التوك توك في الجريمة.

 



المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: الزوج وعشيقها إحدى الدول العربية رؤية الأطفال الجنایات الاستئنافیة المجنى علیه التوک توک توک توک

إقرأ أيضاً:

الإعدام لقاتل ممرض المنيا بالزاوية الحمراء والمؤبد للمتهم الثانى

قضت اليوم محكمة مستأنف جنايات القاهرة، برفض الاستئناف المقدم من المتهمين بقتل ممرض المنيا في منطقة الزاوية الحمراء، بغرض طلب فدية من أهله، على حكم معاقبة الأول بالإعدام، ومعاقبة المتهم الثاني بالسجن المؤبد وتأييد الاحكام السابقة.

مرافعة النيابة فى قضية قتل ممرض المنيا

جاءت كلمات ممثل النيابة، بإن واقعة قتل الممرض مينا موسى جريمة ارتعدت لها الأبدان، وتألمت لها نفوس، مضيفا أن الضحية مينا، شاب فى العشرينيات من العمر خرج بحثا عن لقمة العيش للعمل فى التمريض، ولم يعد إلى أهله بل عاد بعض أشلاء ممزقة، كما أن المتهم الأول، والذى يعمل ممرضا يفترض فى وظيفته الرحمة وقد خلى منها ويفترض فيه الأمانة وقد خانها.

الحكم على المتهمين بقتل ممرض المنيا

وتابع أما المتهم الثانى فهو صديق المتهم الأول وحاله كحال صديقه، شابهه فى الشر والطمع والخسة والغدر، فبأس الصداقة كانت فالمتهمين على الفحشاء اجتمعا وعلى المحرمات قد اتفقا، فاستدرجا الضحية وعندما دخل الشقة تعديا عليه بقطعة حديدية وأجبرا الضحية على إرسال مقطع صوتى لأهله لطلب الفدية.

اعترافات المتهمين بقتل ممرض المنيا

وجاء فى اعترافات المتهم، أنه كان يعمل جليسًا لرجل كبير فى السن، لا يقوى على الحركة فى الزاوية الحمراء، وكان يمر بأزمة مالية كبيرة، وفى أحد الأيام، استضاف أحد أقاربه من محافظة المنيا فى مكان عمله، ومكث لديه عدة أيام، وأثناء جلوسهما معًا، وكانا يتحدثان عن ضيق حالهما وقلة الأموال معهما، تدخل الشيطان ليقترح قريبه اختطاف شخص وطلب فدية من أهله مقابل إطلاق سراحه.

استدراج المجنى عليه

وقال المتهمان: استدرجنا المجنى عليه بدعوى العمل وأشار إلى أنه ظل يفكر فى الشخص الذى سيخطفه، وتبادر إلى ذهنه أن أحد الأشخاص منذ فترة قصيرة كان قد طلب منه عملًا كجليس لكبار السن لأحد الشباب من معارفه، وبالفعل أسرع المتهم وأمسك بهاتفه وتحدث مع الشخص مقلدًا صوت سيدة.

قتل ممرض المنيا

وأوضح المتهم بقتل ممرض المنيا أن الطرف الآخر قال له إنه سيبلغ الشاب الذى يبحث عن عمل، وبالفعل أعطاه هاتف المجنى عليه، واتصل به واتفق معه على القدوم إلى القاهرة، وكان فى ذلك الوقت قد اتفق مع المتهم الثانى أن ينتظره فى الشقة بالزاوية الحمراء، مستغلًا أن صاحبها الذى يعمل لديه جليس كبار السن مصاب بشلل، ولا يستطيع التحرك.

وأضاف المتهم أنه اتفق مع المتهم الثانى أن ينتظره فى الشقة حتى قدومه بالمجنى عليه إلى الشقة، ممسكًا بعصا حديدية، وما أن يدخلا الشقة حتى ضربا الضحية وسرقاه، ثم أجبراه على التوقيع على إيصالات أمانة حتى لا يبلغ عنهما، وبالفعل انتظر المجنى عليه، بجوار أحد المصانع، وأخذه إلى الشقة، وما أن دخلا حتى نفذ المتهم الثانى دوره، وبدءا فى ضربه وقاما بسرقة ما معه من أموال.

وأشار إلى أن المجنى عليه كان يقاومهما فهدداه بالقتل إذا لم يصمت واستوليا على هاتفه ومبلغ 500 جنيه، وأجبراه على تسجيل مقطع صوتى وهو يطلب أموالا من أهله ويطمأنهم عليه، وأرسلا هذا التسجيل لابن عمه فى محافظة المنيا.

 



مقالات مشابهة

  • بسبب خلافات بينهما.. الحزن يخيم على أسرة الزوجة المقـ تولة على يد زوجها في المنوفية
  • هل يجوز للمرأة الاشتراط بعقد الزواج أن تكون العصمة في يدها؟.. الإفتاء توضح الشروط والضوابط الشرعية
  • إحالة قاتل ممرض المنيا بالزاوية الحمراء لفضيلة المفتى للمرة الثانية
  • الإعدام لقاتل ممرض المنيا بالزاوية الحمراء والمؤبد للمتهم الثانى
  • يعامل بشكل سيئ.. حكم دعاء الزوجة على زوجها
  • ما حكم ضرب الزوجة تاركة الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيب
  • محكمة الأسرة ترسي مبدأ لضمان حقوق المرأة والنفقة حق أصيل للزوجة
  • تأجيل محاكمة المتهمين بقتل ممرض المنيا
  • مد أجل الحكم على المتهمين بقتل ممرض المنيا لجلسة الخميس