آفاق جديدة للشراكة الاقتصادية بين عُمان وروسيا مع انطلاق "منتدى الأعمال"
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
◄ اليوسف: سلطنة عُمان تمضي بثبات نحو بناء اقتصاد متنوع وجاذب للاستثمار العالمي
◄ الرواس: المنتدى ينعقد في توقيت استراتيجي لتعزيز الشراكات القائمة واستكشاف مجالات جديدة للتعاون
◄ أليكسي فالكوف: المنتدى محطة عملية لتعزيز الحوار الاقتصادي المباشر بين مجتمعي الأعمال في البلدين
◄ د. حمد الذهب: مجلس الأعمال العُماني الروسي يؤمن بالفرص الواعدة للتكامل خلال المرحلة المقبلة
مسقط- الرؤية
عُقد يوم الخميس منتدى الأعمال العُماني الروسي بتنظيم من غرفة تجارة وصناعة عُمان بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار ومؤسسة روسكونغرس الروسية؛ بحضور معالي قيس بن محمد اليوسف اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ومعالي مارات خوسنولين نائب رئيس وزراء روسيا الاتحادية، وسعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، ورشيد تمريزوف رئيس جمهورية قراتشاي- شركيس، وبمشاركة واسعة من كبار المسؤولين وأصحاب الأعمال والمستثمرين من كلا البلدين.
وأكد المنتدى أهمية فتح آفاق جديدة للشراكات الاقتصادية بين البلدين خاصة في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والاتصالات والبنوك والتمويل والتعليم والصحة والصناعات الدوائية، إضافة إلى صناعة الطيران والفضاء، والتجارة والخدمات الاستشارية.
علاقات تاريخية
وأشار معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار إلى أن المنتدى يُجسِّد عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية، ويُمثِّل فرصة لتعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات، وبحث آفاق جديدة لدعم وترسيخ العلاقات الثنائية والشراكة في مختلف المجالات التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة. وقال إن المنتدى يأتي في توقيت مميز بمناسبة مرور 40 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية.
وأضاف معاليه: "شهدت علاقاتنا الثنائية نموًا مستمرًا؛ إذ بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين مع نهاية عام 2024 نحو 340 مليون دولار أمريكي مرتفعًا بنسبة 62.3% خلال الفترة من 2020- 2024؛ حيث أرتفعت بنسبة 44.1% في العام 2020 مقارنةً بالعام 2019، كما ارتفع عدد الشركات المسجلة باستثمارات روسية في سلطنة عُمان إلى 197 شركة بنهاية عام 2024 مقارنة بـ90 شركة فقط في عام 2023؛ أي بزيادة تقارب 119%، وهذه الأرقام تؤكد ما يشهده التعاون الاقتصادي من ثقة متبادلة بين مجتمعَي الأعمال في البلدين ورغبة مشتركة في توسيع الشراكات المستقبلية".
ومضى قائلًا: "ارتفعت الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنهاية الربع الثاني من هذا العام بنسبة 12.8% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث سجلت زيادات في حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاعات النفط والغاز بنسبة 17%، والصناعات التحويلية بنسبة 12.5%، وقطاع الإنشاءات بنسبة 8.6%، وبلغت نسبة النمو في حجم الاستثمار الأجنبي المباشر خلال الفترة من 2020- حتى الربع الثاني من العام 2025م، 111.9%، وهي مؤشرات إيجابية تعكس متانة الاقتصاد العُماني وجاذبيته للمستثمرين الدوليين".
الشراكات الاقتصادية
من جهته، قال سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان إن المنتدى يأتي في إطار السعي الدؤوب من قبل غرفة تجارة وصناعة عمان لتعزيز التعاون الدولي، وتوسيع قاعدة الشراكات الاقتصادية مع مختلف دول العالم، ويأتي هذا اللقاء ليجسد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين، ويؤكد التطلع المشترك نحو بناء مستقبل أكثر ازدهارا وتكاملا، يقوم على الاحترام المتبادل والمصالح الاقتصادية المستدامة.
وأكد سعادته أن سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية تجمعهما علاقات راسخة الجذور تقوم على الاحترام المتبادل والتفاهم البناء، وقد شهدت هذه العلاقات تطورا ملحوظا في العقود الأخيرة في مختلف المجالات الاقتصادية مما يعكس حرص القيادتين في البلدين على الارتقاء بمستوى التعاون إلى آفاق أوسع، مبينا أن هذه العلاقات قد شهدت دفعة قوية بالزيارة التي قام بها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – إلى موسكو في أبريل الماضي، ومباحثاته مع فخامة الرئيس فلاديمير بوتين التي أسهمت في تعزيز مسار التعاون الثنائي، كما يتزامن مع الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهي محطة مهمة تؤكد عمق الروابط التاريخية التي تعود إلى قرون من التفاعل التجاري والحضاري بين الشعبين.
وبيَّن الرواس أن المنتدى يأتي في توقيت استراتيجي يمثل فرصة عملية لتعزيز الشراكات القائمة واستكشاف مجالات جديدة للتعاون، من خلال برنامج ثري يتضمن سلسلة من جلسات النقاش وحوارات الأعمال، حيث تطرح الرؤى حول آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري في مختلف القطاعات الواعدة، بالإضافة إلى اللقاءات الثنائية المباشرة التي تتيح للمستثمرين والمسؤولين بناء تفاهمات وشراكات عملية من شأنها أن تترجم إلى مشروعات حقيقية على أرض الواقع.
وأكد سعادته أن سلطنة عُمان تعد وجهة استثمارية واعدة تجمع بين الموقع الاستراتيجي الذي يربط الشرق بالغرب، والبنية الأساسية الحديثة، والتشريعات الداعمة، والمناطق الحرة والاقتصادية في الدقم وصحار وصلالة، والتي تمثل محركات نمو إقليمي وبوابات للأسواق العالمية، كما أن الموانئ العُمانية تشكل جسرا تجاريا حيويا يتيح للمنتجات الروسية الوصول إلى الأسواق في آسيا وأفريقيا عبر ممرات بحرية آمنة ومهيأة، تعكس دفء العلاقات بين بلدينا الصديقين.
وقال الرواس: "إن الغرفة تعمل على تهيئة بيئة داعمة للاستثمار، وتسهيل قنوات التواصل بين أصحاب الأعمال العُمانيين ونظرائهم في روسيا، بما يسهم في بناء شراكات مستدامة قائمة على المصالح المتبادلة، وتبادل الخبرات، وتوسيع مجالات التعاون في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والصناعة والخدمات اللوجستية والسياحة والتعليم".
حوار اقتصادي
من ناحيته، أكد أليكسي فالكوف نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة روسكونغرس ومدير منتدى سانت بطرسبرج الاقتصادي على أهمية المنتدى كمحطة عملية لتعزيز الحوار الاقتصادي المباشر بين مجتمعي الأعمال في البلدين وإطلاق شراكات جديدة في مجالات التجارة والاستثمار والتقنية والطاقة، مبينا أن هذا اللقاء يمثل خطوة جديدة في مسار التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين وفرصة لتعزيز الحوار المباشر بين مؤسسات الأعمال والقطاعين العام والخاص.
وبيَّن فالكوف أن روسيا الاتحادية عبر مؤسسة روسكونغرس ومنتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي تفتح أبوابها للشركاء من مختلف دول العالم لتعزيز التكامل الاقتصادي وتبادل الخبرات والفرص، حيث إن منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي لم يعد مجرد حدث سنوي؛ بل أصبح ملتقى عالمي يجمع القادة والمستثمرين وصناع القرار من أكثر من 140 دولة، ونؤمن بأن مشاركة سلطنة عُمان في هذا المنتدى يمثل قيمة مضافة مهمة، ليس فقط في تطوير علاقاتنا الثنائية، بل أيضا في بناء شراكات استراتيجية تعود بالنفع على الجانبين.
وقال فالكوف: "نحن اليوم أمام فرص حقيقية للتعاون في مجالات اقتصادية متعددة، ومؤسسة روسكونغرس على أتم الاستعداد لدعم التواصل بين مؤسسات الأعمال في البلدين، وتسهيل تبادل الوفود والمعلومات، وتنظيم فعاليات مشتركة تعزز هذا الزخم الإيجابي، كما أن بناء الثقة وتبادل المعرفة هما الأساس لأي شراكة ناجحة".
محطة جديدة
أما الدكتور حمد الذهب رئيس الجانب العُماني في مجلس الأعمال العُماني الروسي فقد أكد أن المنتدى يعد محطة جديدة في مسار الشراكة المتنامية بين البلدين الصديقين، مبينا أن تأسيس مجلس الأعمال العُماني الروسي جاء ليكون جسرا فاعلا للتواصل بين القطاعين الخاصين في كلا البلدين، ورافدا لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، ومنذ انطلاق أعماله حرص المجلس على ترجمة التوجهات المشتركة إلى مبادرات واقعية ومشروعات تعاون تخدم مصالح الطرفين، سواء من خلال تبادل الوفود التجارية، أو تنظيم اللقاءات الثنائية، أو بحث فرص الاستثمار في مختلف القطاعات، وقد أسهمت هذه الجهود في فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي، وتيسير التواصل المباشر بين أصحاب الأعمال، وتعزيز التفاهم حول البيئة الاستثمارية والإطار التشريعي في كلا البلدين، بما يسهم في زيادة حجم التبادل التجاري وتطوير الشراكات القائمة.
وأوضح الذهب أن المنتدى يشكل محطة استراتيجية لتعميق التفاهم الاقتصادي بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية، وفرصة لمناقشة سبل الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى مستويات أكثر شمولا وتوازنا، بما يتوافق مع الأولويات الوطنية والرؤى التنموية في البلدين، وعلى رأسها رؤية "عُمان 2040"، مبينا أن مجلس الأعمال العُماني الروسي يؤمن بأن المرحلة المقبلة تحمل فرصا واعدة للتكامل في مختلف المجالات التي يمكن أن تشكل قاعدة متينة لعلاقات اقتصادية مستدامة قائمة على المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة.
جلسات حوارية
وشهد المنتدى عددًا من جلسات العمل حيث جاءت الجلسة الأولى بعنوان "عُمان وروسيا.. إطلاق العنان لإمكانات التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري"، والتي ناقشت تطور العلاقات الثنائية في ظل التحولات الاقتصادية الإقليمية والعالمية، مؤكدة الفرص التي يوفرها الموقع الجغرافي الاستراتيجي للسلطنة كبوابة لوجستية تربط بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، وإمكانية الاستفادة من الممر الدولي للنقل الشمالي- الجنوبي لتعزيز حركة التجارة.
وأكد المتحدثون في الجلسة أن المرحلة المقبلة تتطلب تحفيز الاستثمارات المشتركة في مجالات الخدمات اللوجستية، والسياحة، والتقنيات الحديثة، والطاقة النظيفة، والاقتصاد الإبداعي، إضافة إلى توسيع التعاون الإقليمي بين المحافظات العُمانية والأقاليم الروسية.
فيما شهدت الجلسة الثانية نقاشًا بعنوان "آفاق تعميق الحوار العُماني- الروسي في قطاعي الطاقة والتعدين"، وركَّز النقاش على إمكانات إقامة مشروعات مشتركة في مجالات التنقيب الجيولوجي، وتكرير المشتقات النفطية، وتطوير الصناعات المعدنية، إضافة إلى بحث فرص التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والطاقة النووية السلمية وتقنيات ترشيد الاستهلاك. وأكد المتحدثون في الجلسة أن التوجه العالمي نحو الحياد الكربوني يفرض على الدول تنويع شراكاتها وتبني حلول تكنولوجية مبتكرة، مشيرين إلى أن رؤية "عُمان 2040" تمثل إطارا مثاليا لتطوير شراكات طويلة المدى مع الشركات الروسية ذات الخبرة في مجالات الاستكشاف والتصنيع والتقنيات المستدامة.
وناقش أصحاب الأعمال والخبراء خلال جلسة "موسكو- عُمان.. التحول الرقمي للمدن وآفاق جديدة للشراكة التكنولوجية" فرص التعاون في المدن الذكية، والبنية الأساسية الرقمية، والحوكمة الإلكترونية. وأكد المشاركون أهمية التعاون في مجال التحول الرقمي؛ باعتباره محركا رئيسيا للتنمية المستدامة، ومجالا حيويا لجذب الاستثمارات في الابتكار والتقنيات الحديثة.
وخصَّص المنتدى جلسة نقاشية بعنوان "لماذا يجب على نساء العالم العمل معًا من أجل تحسين الصحة والرفاهية"؛ بمشاركة عدد من القيادات النسائية من الجانبين، وسلطت الجلسة الضوء على دور المرأة في تعزيز الصحة العامة وريادة الأعمال الطبية وكيف يمكن للتعاون الدولي بين رائدات الأعمال العمانيات والروسيات أن يسهم في تطوير الصناعات الدوائية والتقنيات الصحية المبتكرة.
وجاءت الجلسة الختامية بعنوان "عُمان وروسيا.. نظرة إلى المستقبل"؛ بمشاركة نخبة من كبار القادة والمسؤولين، بينهم معالي قيس بن محمد اليوسف اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ومعالي مارات خوسنولين نائب رئيس وزراء روسيا الاتحادية، وسعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، ورشيد تمريزوف رئيس جمهورية قراتشاي- شركيس.
وأكد المتحدثون أن العلاقات العُمانية- الروسية تدخل مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي مع التركيز على تنويع التعاون في مجالات الصناعة، والتقنيات، والتعليم، والسياحة، والطاقة، مشددين على أهمية الربط بين القطاع الخاص في البلدين وتطوير أطر للتعاون الإقليمي بين الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
واختُتِم المنتدى بفعالية تواصل موسعة بين الشركات العُمانية والروسية، شملت لقاءات عمل ثنائية وجلسات متخصصة للتعاون بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص؛ مما أتاح فرصًا عملية لتأسيس شراكات في مجالات الاستثمار والتقنية والتصنيع والخدمات اللوجستية.
ويأتي المنتدى كتعبير عملي عن تنامي العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ويعكس حرص القيادتين في البلدين على الانتقال بالتعاون الاقتصادي إلى مستوى أكثر شمولا وابتكارا، في وقت تتقاطع فيه أولويات البلدين في مجالات الأمن الغذائي والطاقة المتجددة والتحول الرقمي والتنمية المستدامة.
ويُمثِّل المنتدى خطوة متقدمة نحو تعزيز الحضور العُماني في الأسواق الروسية وتوسيع قاعدة الاستثمارات الروسية في السلطنة؛ بما يسهم في تحقيق أهداف التنويع الاقتصادي لرؤية "عُمان 2040"، وترسيخ موقع سلطنة عُمان كمركز إقليمي للتجارة والاستثمار.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تحت رعاية ولي العهد.. انطلاق النسخة الأولى من منتدى TOURISE في الرياض لرسم ملامح مستقبل قطاع السياحة العالمي
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، انطلقت اليوم في الرياض فعاليات النسخة الأولى من منتدى TOURISE، تحت شعار "الخطوة الضخمة المستقبلية"، وتستمر حتى 13 نوفمبر الجاري في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات، بمشاركة نخبة من القادة وصنّاع القرار والمبتكرين وأصحاب الرؤى العالميين في قطاع السياحة.
ويهدف منتدى TOURISE بنسخته الأولى، التي تنعقد مباشرة بعد اختتام أعمال الدورة الـ 26 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة التي استضافتها المملكة، إلى تحويل الأفكار الجريئة إلى حلول عملية، وإطلاق مبادرات نوعية من شأنها أن تُحدث تحولات جوهرية في قطاع السياحة العالمي وتُسهم في رسم مستقبل القطاع للخمسين عامًا القادمة، وذلك من خلال إعادة صياغة أساليب مبتكرة تسهم في تعزيز تفاعل القطاعات المرتبطة بالسياحة، واكتشاف فرص جديدة يتحول فيها المنافسون إلى شركاء، وتعزيز كفاءة الاستثمارات، وتوحيد جهود القطاعات بما يدعم التعاون والتكامل فيما بينها.
وألقى وزير السياحة الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب، رئيس مجلس إدارة TOURISE، الكلمة الافتتاحية لفعاليات المنتدى، قال فيها: "TOURISE ليس مجرد فعالية، بل منصة عمل مشتركة سنواجه من خلالها التحديات التي لطالما أعاقت إطلاق الإمكانات الكاملة لقطاع السياحة، بما في ذلك تحديات المهارات، والاستثمار، والبنية التحتية، والاستدامة، والتحول الرقمي".
وأضاف الخطيب: "ومن خلال هذه المنصة سنعمل جنبًا إلى جنب لتحقيق أفضل النتائج للجميع من خلال توفير عوائد مجزية للمستثمرين، ووجهات يسهل الوصول إليها وتجارب مميزة بأسعار مناسبة للمسافرين، إلى جانب استحداث فرص عمل وتعزيز الازدهار للمجتمعات المحلية مع تزايد الطلب على السفر. نحن هنا لا لنتبادل الأفكار فحسب، بل لنحوّلها إلى أفعال حقيقية تحدث فرقًا على أرض الواقع. ولهذا السبب وُجدت TOURISE".
حضور عالمي وحوارات ثرية
ويشهد المنتدى مشاركة واسعة على المستويين الإقليمي والعالمي، إذ يستقطب أكثر من 140 متحدثًا دوليًا من نخبة القادة وصنّاع القرار والمبتكرين والرواد في قطاع السياحة العالمي، من بينهم: أريان غورين، الرئيس التنفيذي لمجموعة إكسبيديا، والسفيرة باتريسيا إسبينوزا كانتيلانو، وغلوريا جيفارا، الرئيسة التنفيذية المُكلّفة للمجلس العالمي للسفر والسياحة، وسعادة شيخة ناصر النويس، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، ولويس ماروتو، الرئيس والمدير التنفيذي لشركةـ "أماديوس"، وفرانسيس سواريز، عمدة مدينة ميامي، وبول غريفيث، الرئيس التنفيذي لمطارات دبي، ولوسيا بنرود، المالكة والشريك المؤسِّس لنكي بيتش، وسيباستيان بازين، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "أكور"، وإدواردو سانتاندر، الرئيس التنفيذي لمفوضية السفر الأوروبية (ETC)، وهارفي جولدسميث، الحائز على وسام الإمبراطورية البريطانية ورئيس شركة Nvisible Productions، وتوماس ولدباي، الرئيس التنفيذي لمطار هيثرو، وستيف هافنر، الشريك المؤسِّس المشارك والرئيس التنفيذي لـ Kayak.com.
وتعكس أجندة الحدث تنوّع القطاعات التي يجمعها المنتدى تحت مظلة واحدة، في خطوة تهدف إلى إيجاد حوارات وبناء شراكات نوعية وغير مسبوقة. ويجسّد هذا التنوّع تلاقي قطاعات نادرًا ما تتقاطع عادة، ما يفتح آفاقًا لتعاون دولي يتجاوز الحدود التقليدية. وتشكل هذه الشراكات قوة دافعة لابتكار نماذج أعمال حديثة، وتحسين تجارب المسافرين، وتطوير وجهات سياحية أكثر استدامة، وصياغة استراتيجيات استثمارية لا يمكن أن تنشأ إلا من خلال منصة فريدة ومتعددة القطاعات مثل TOURISE.
كذلك، يشهد المنتدى أكثر من 40 جلسة حوارية، وأكثر من 15 ورشة عمل تتناول 4 محاور رئيسية وهي: مواجهة التحديات، واستثمار فرص النمو، وتحفيز الاستثمارات الكبرى، وتطوير السياسات المستقبلية. كما تبحث الجلسات في مواضيع نوعية تواكب التحولات المتسارعة في قطاع السياحة العالمي، من بينها الذكاء الاصطناعي في السياحة، والنماذج الاستثمارية الجريئة، وتجارب السفر المتجددة، والسياحة التي توازن بين الإنسان والكوكب.
إلى ذلك، تركز النسخة الافتتاحية من المنتدى على 5 تطلعات مستقبلية محورية ستعيد رسم ملامح قطاع السفر وهي: التقنية المبتكرة، وحدودٌ وجسور، والمنافسة لجذب الجيل القادم من السياح، والتجربة السياحية: صنع القيمة الحقيقية من خلال التجارب، ورسم ملامح وجهات المستقبل. وسيبحث المنتدى هذه التطلعات بعمق لتحويلها إلى خطوات عملية عبر الحوارات الوزارية رفيعة المستوى، ونقاشات مجلس الإدارة، والكلمات الرئيسية، وعروض الابتكار على المسرح الرئيسي.
جوائز TOURISE
هذا وتتضمن فعاليات اليوم الأول من المنتدى، الإعلان عن الفائزين بجوائز2025 TOURISE، المبادرة عالمية التي تهدف إلى تكريم الوجهات السياحية الرائدة في بناء الجسور الثقافية بين الشعوب وتمنح الزوار تجارب استثنائية وفريدة تبقى راسخة في الذاكرة، وتشمل 5 فئات رئيسة وهي: الفنون والثقافة، والمغامرات، والأطعمة وفنون الطهي، والتسوق، والترفيه. وقد تأهلت 12 وجهة عالمية إلى المرحلة النهائية، ونجحت في إعادة رسم ملامح جديدة لمستقبل السياحة العالمي، وأثبتت قدرتها على تقديم تجارب ثرية ومُلهمة تتجاوز المفهوم التقليدي لتجربة السفر.
عن منتدى TOURISE
بدعمٍ من وزارة السياحة السعودية، يُعد منتدى TOURISE أكثر من مجرد حدث يستمر ثلاثة أيام؛ إذ يمثل منصة عالمية تواصل أنشطتها على مدار العام من خلال التعاون الرقمي الدولي، وتشكيل مجموعات عمل متخصصة، وبناء شراكات متعددة القطاعات لتعزيز تأثيره المستدام. وقد صُمّم المنتدى ليُوفّر تجربة حضورية فريدة مع شمولية المشاركة عبر المنصات الرقمية، حيث يرحب بالمشاركين من جميع أنحاء العالم ويوفر فرص التواصل المباشر مع صناع القرار والمبتكرين عبر اللقاءات الحضورية. وستتواصل الحوارات التي انطلقت في الرياض طوال العام عبر منصة المنتدى، من خلال التعاون وتعزيز الشراكات بين القطاعات المرتبطة بالسياحة، لتحويل الأفكار الجريئة إلى حلول عملية