«صيدلية الشعر».. التشافي بالكلمات في «الشارقة الدولي للكتاب»
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
الشارقة (الاتحاد)
في جناح يغمره الضوء والدهشة، توقفت جموع من زوّار معرض الشارقة الدولي للكتاب أمام فكرة لم يعتادوها من قبل: «صيدلية الشعر»، فهنا لا تُصرف الأدوية الكيميائية، بل تُقدَّم القصائد على هيئة جرعات علاجية، تعبّر عن حالات إنسانية متباينة، وتدعو إلى الشفاء بالمعنى والجمال والكلمة.
وراء هذه الفكرة تقف الشاعرة والإسعافية الإنجليزية ديبورا ألما، التي عُرفت في بريطانيا بلقب «الشاعرة الإسعافية»، بعد أن أمضت سنواتٍ طويلة في أقسام الطوارئ تعالج المرضى وكبار السن، قبل أن تكتشف أن الشعر بدوره قادر على تضميد الجراح، ليس الجسد فحسب، بل القلب والذاكرة أيضاً.
تعود بدايات «صيدلية الشعر» إلى عام 2011، حين ابتاعت ديبورا سيارة إسعاف قديمة تعود لسبعينيات القرن الماضي، وأطلقت منها مشروعها الإنساني المتنقّل.
وكانت تجوب المدن البريطانية والمهرجانات والمدارس والمكتبات، حاملة معها قصائد موضوعة في قوارير تشبه علب الدواء، وتقدمها لمن يحتاج إلى «علاج بالكلمات»، بحسب حالته المزاجية أو النفسية.
اليوم، وبعد أكثر من عقدٍ على هذه التجربة، تقف ديبورا في الشارقة، ضمن فعاليات الدورة ال44 من المعرض، لتشارك جمهوراً عربياً واسعاً يؤمن هو الآخر بقوة الأدب في مداواة الروح.
داخل «صيدلية الشعر»، تصطف العلب الطبية على رفوف صغيرة تحمل تسميات لافتة:«شرارة الإبداع» و«دواء الأرض» و«طاقة البهجة» و«مساحة الأمان» و«رسائل من القلب» و«رحلة اكتشاف الذات».
يفتح الزوار العلب فيجدون داخلها قصائد مختارة بعناية من مختلف العصور واللغات، تتنوع بين الحكمة والحب والإلهام الذاتي. البعض يضحك بدهشة، وآخرون يلتقطون الصور وكأنهم يوثقون لحظة شفاء رمزية.
وتقول ديبورا ألما، التي تُدرّس اليوم الكتابة الإبداعية وتحرّر مختارات شعرية في مجلات أدبية عالمية: «الشعر يمكنه أن يغيّر المزاج، وأن يفتح نوافذ للأمل في أصعب اللحظات. الكلمات حين تُقدَّم بروح محبة، تصبح علاجاً نفسياً ووسيلة لحفظ توازننا الداخلي».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معرض الشارقة للكتاب معرض الشارقة الدولي للكتاب الشارقة معرض الشارقة الإمارات
إقرأ أيضاً:
ناشرون: «الشارقة للكتاب» منبر للثقافة العربية
محمد عبدالسميع (الشارقة)
أكد ناشرون أن معرض الشارقة الدولي للكتاب أصبح من أهم الأحداث الثقافية في العالم العربي، بما يمثله من منصة عالمية للاحتفاء بالمعرفة، وترسيخ حضور الكتاب العربي في المشهد الثقافي الدولي، مشيرين إلى أن الشارقة قدمت نموذجاً رائداً في تحويل الثقافة إلى مشروع وطني وإنساني مستدام، وأن المعرض «سيظل منصة للمعرفة وجسراً للتواصل الإنساني، يربط العقول ويصون هوية الكتاب العربي للأجيال القادمة».
وقال الناقد والإعلامي أمجد ياسين، ممثل دار أهوار للنشر والتوزيع، إن المعرض يمثل تجربة حضارية متكاملة تجمع الفكر والإبداع، مضيفاً أن التميز في التنظيم والرؤية الثقافية للشارقة يجعلان هذا الحدث يتجاوز فكرة البيع والشراء إلى بناء الوعي ونشر ثقافة القراءة.
وأوضح أن المشاركة العراقية المتواصلة تعكس حرص الناشرين على إيصال صوت الثقافة العراقية إلى جمهور عربي واسع، في بيئة تحتفي بالكتاب وتكرّم المبدعين.
من جانبه، قال أمير علي، مدير المعارض في اتحاد الأدباء العراقيين وممثل دار اتحاد الأدباء، أن المعرض أعاد الاعتبار للثقافة العربية، مؤكداً أن الشارقة استطاعت أن تبرهن أن الاستثمار في الثقافة ليس ترفاً، بل هو أساس لبناء المجتمعات. وأضاف أن اللقاءات التي يجريها الناشرون العرب خلال المعرض تفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين المؤسسات الثقافية العربية، وتعزز من مكانة الكتاب كوسيلة للتقارب والتفاهم.
وأكد بشار الراضي، ممثل دار الكتب العلمية العراقية، أن المعرض فتح الباب أمام الناشرين العرب للوصول إلى جمهور عالمي، مشيراً إلى أن التسهيلات التي توفّرها هيئة الشارقة للكتاب تعكس وعياً رسمياً حقيقياً بأهمية دعم النشر والقراءة. وأوضح أن الكتاب العربي يجد في الشارقة بيئة تحترم الإبداع وتمنح المؤلفين والناشرين مساحة للانتشار والتفاعل.
وفي الاتجاه ذاته، قال الشاعر ومدير دار مصابيح لكتب الطفل، قاسم سعودي، إن المعرض يولي اهتماماً استثنائياً بثقافة الطفل، عبر فعاليات وأنشطة تنمّي حب القراءة وتغرس القيم المعرفية منذ الصغر. وأضاف أن ما تقدمه الشارقة للطفل القارئ اليوم هو استثمار في المستقبل، لأن بناء جيل قارئ يعني بناء مجتمع واعٍ ومبدع.
وأضاف أن معرض الشارقة الدولي للكتاب لم يعد مجرد فعالية سنوية، بل أصبح مشروعاً ثقافياً متكاملاً يعكس رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة في جعل الكتاب محوراً للحياة الفكرية العربية. ومن خلال دعمه المستمر للناشرين، وتنظيمه للندوات الفكرية والبرامج التعليمية، حيث يسهم المعرض في إعادة إحياء دور القراءة في تشكيل الوعي العربي، وإبراز الوجه الحضاري للثقافة العربية في العالم.