نتائج 30 سنة من البحث العلمي: العلاقات الناجحة تبدأ من الطفولة
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
"نأتي إلى هذا العالم ضعفاء، معتمدين كليا على الآخرين لتزويدنا بأدوات التواصل. هذا الارتباط المبكر يحدد كيف سنتعامل مع الناس في مرحلة البلوغ، ويشكل أساسا لنجاحنا أو تعثرنا في بناء علاقات مستقرة طوال حياتنا".
هذا هو الاستنتاج المحوري الذي توصلت إليه دراسة علمية امتدت لعقود، بعنوان: "دراسة تتبعية استشرافية للارتباطات بين التجارب الشخصية في الطفولة والمراهقة وتوجهات التعلق لدى البالغين".
تكمن القيمة الفريدة لهذه الدراسة الطولية في أنها امتدت لأكثر من 3 عقود، عندما كان المشاركون في مرحلة الرضاعة، مرورا بمرحلة المراهقة، وصولا إلى جمع بيانات التعلق في مرحلة البلوغ بين عامي 2018 و 2022، مما سمح بتقديم أدلة مهمة على تأثير التفاعلات المبكرة على نمط التعلق العاطفي.
كيف يتشكل التعلق؟تعتمد نتائج الدراسة على نظرية التعلق، وهي الفكرة التي تفسر ببساطة سبب اختلاف طريقة كل منا في بناء علاقاته القريبة. يركز الباحثون على بُعدين أساسيين يتشكلان في سنوات حياتنا الأولى ويحددان ما إذا كانت العلاقة آمنة أو غير آمنة:
قلق التعلق: هو مدى خوفك من الهجر. كلما ارتفع هذا القلق زاد شعورك بأن أحباءك قد يبتعدون عنك أو يخونون الثقة. تجنب التعلق: هو مدى تفضيلك للاستقلال العاطفي. إذا كان هذا التفضيل مرتفعا لديك، فستجد صعوبة كبيرة في الانفتاح أو الثقة، وتميل إلى تجنب طلب الدعم العاطفي. الدور المحوري للأم وأصدقاء الطفولةأكدت الدراسة أن الرابطة الأولى للطفل مع أمه هي التي تضع الأسس لنمط التعلق العام في حياته. وقد أظهر تحليل بيانات المشاركين أن:
دور الأم الثابت: الأفراد الذين شعروا بقرب أكبر من أمهاتهم، كانوا أكثر ميلا لاكتساب شعور عام بالأمان والاطمئنان في جميع علاقاتهم المستقبلية. قوة الأصدقاء: المفاجأة البحثية كانت أن جودة الصداقات المبكرة، أظهرت قدرة على التنبؤ بنمط التعلق في العلاقات المستقبلية أقوى من الروابط الأسرية. هذا يفسر لماذا تكون الصداقات الأولى في المدرسة هي ساحة التدريب الحقيقية التي يتعلم فيها الطفل أساليب التفاعل الاجتماعي. الأب: لم يجد الباحثون دليلا قويا يربط العلاقة مع الآباء بأنماط التعلق المستقبلية، مفسرين ذلك بأن الأمهات كنّ مقدمات الرعاية الأساسيات في أسر العينة التي شملتها الدراسة. رسالة أمل: التعلق ليس قدرا ثابتاوفي حديثها لموقع "سيكولوجي توداي"، تؤكد الدكتورة كيلي دوغان أستاذة علم النفس الاجتماعي والشخصية والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أن نتائج البحث لا تعني أن تجارب الطفولة "حكم لا يمكن إلغاؤه"، مشددة "أنت بالتأكيد غير محكوم عليك بالفشل"، وذلك للأسباب عدة، منها:
إعلان أنماط قابلة للتشكيل: تدعم الأدلة فكرة أن أنماط التعلق للبالغين قابلة للتغيير استجابة لأحداث الحياة اللاحقة، ويمكن أن تتقلب شهريا بناء على التجارب الإيجابية. الحرية في الاختيار: يمكن أن تكون لديك علاقة ليست جيدة مع والديك، ومع ذلك تطور رابطا آمنا وصحيا مع صديق مقرب أو مع الزوجة. الحلول العملية: يعمل الباحثون حاليا على تطبيق تفاعلي لتعزيز أنماط التعلق الآمن، مؤكدين أن هناك دائما فرصة لتغيير نمط تعلقك من خلال إستراتيجيات عملية ملموسة. ركيزة النجاحوأخيرا، تؤكد الدراسة أن الاستثمار في جودة العلاقات يبدأ مبكرا جدا، وأن الأمان العاطفي هو ركيزة النجاح في الحياة الشخصية والمهنية.
لكن الرسالة الأهم التي تحملها هي "حتى إن كانت بداياتك غير مثالية، فإن عقلك ليس سجينا لماضيه. فالقدرة على بناء علاقات ناجحة ومستدامة تظل متاحة باستمرار، بشرط الوعي بأنماط التعلق والعمل بفاعلية لتغييرها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات نجاح
إقرأ أيضاً:
بحضور أطباء من داخل ليبيا وخارجها.. افتتاح المؤتمر العلمي لـ«مستشفى العيون»
شاركت مديرية أمن طرابلس في افتتاح فعاليات المؤتمر العلمي الثاني لمستشفى العيون بطرابلس، بحضور مجموعة من أبرز أطباء العيون من داخل ليبيا وخارجها.
وشهد المؤتمر حضور أكثر من ألف مشارك ما بين أطباء واستشاريين وطلبة طب، إضافة إلى نحو مئة طبيب زائر و39 شركة راعية محلية ودولية.
وجاءت مشاركة المديرية في إطار دعمها للفعاليات العلمية وضمان تأمينها، وتعزيز تعاونها مع القطاع الصحي بما يسهم في نجاح البرامج الطبية والبحثية.