اختتم ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث أعماله في إسطنبول بإعلان تأسيس الهيئة الوطنية للعمل الشعبي الفلسطيني، والتي تضم المؤتمرات الشعبية، المبادرات، والشخصيات الوطنية المستقلة من الداخل والخارج، حيث تهدف الهيئة إلى تعزيز التنسيق بين القوى الفلسطينية، وتشكيل حالة فاعلة لحشد الجهود في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته.



وفق البيان الختامي، تعمل الهيئة على دعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومواجهة مشاريع الضم والتهجير، بالإضافة إلى المساهمة في معالجة آثار العدوان الوحشي وجرائم الإبادة، كما تسعى الهيئة إلى تنظيم الحملات الإعلامية المشتركة للتعبير عن الموقف الوطني الفلسطيني بشكل موحد.

ومن المقرر أن تسعى الهيئة إلى تمثيل الفلسطينيين في الساحات المتاحة، عبر انتخاب ممثلين عنهم، وتعزيز التنسيق وبناء التحالفات على المستوى العربي والإسلامي، لمواجهة السياسات العدوانية التوسعية للكيان الصهيوني، يشمل ذلك التواصل مع الهيئات والقوى العربية لتوحيد المواقف ودعم القضية الفلسطينية.

تضم الهيئة إلى جانب المؤتمرات الشعبية شخصيات بارزة مثل الدكتور مصطفى البرغوثي والدكتور حسن خريشة ومعين الطاهر وعريب الرنتاوي وماجد الزير ووضاح خنفر، وهو ما يعكس تنوع التخصصات والخبرات الوطنية في مواجهة التحديات الراهنة، وتعزيز وحدة الموقف الفلسطيني في الداخل والخارج.

الوحدة الوطنية ودور فلسطيني الخارج
أكد المشاركون في الملتقى على أن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي الضمانة الأساسية لمواجهة المخاطر الإسرائيلية، مشيرين إلى أن الانقسام هو أحد أكبر التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، وأوضح عريب الرنتاوي أن الضغط الشعبي الفلسطيني خلال الحرب الأخيرة كان العامل الحاسم الذي أجبر المجتمع الدولي على إعادة النظر في مواقفه.

كما تم التأكيد على ضرورة تعزيز تمثيل الفلسطينيين في الخارج، الذين يشكلون نصف الشعب الفلسطيني تقريبًا، بما يضمن أن يكون لهم صوت مؤثر في صناعة القرار الوطني، حيث يعد الشتات الفلسطيني ذا دور استراتيجي في حشد الدعم الدولي، سواء من خلال الحراك الشعبي أو الإعلامي أو القانوني، وقد أظهرت السنوات الأخيرة أهمية هذا الدور في مواجهة الاحتلال.

وتمت مناقشة آليات توحيد الطاقات الفلسطينية في الداخل والخارج حول هدف مشترك يتمثل في حماية الأهالي في غزة، ودعم الصمود في الضفة الغربية، والعمل على صياغة استراتيجية وطنية شاملة تعكس إرادة الشعب الفلسطيني في مختلف الجغرافيات التي يعيش فيها.

مواجهة الاحتلال الإسرائيلي غزة، الضفة الغربية، والقدس
ناقش الملتقى تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة الضفة الغربية، أشار خريشة إلى أن المخاطر الإسرائيلية تشمل مشاريع الضم والتهجير واعتداءات المستوطنين، مع محاولات لصمت المجتمع الدولي عن الانتهاكات الجارية هناك، وأكد على ضرورة حشد الجهود الشعبية والوطنية لمواجهة هذه المشاريع، وإعادة تفعيل التحرك العربي الداعم للشعب الفلسطيني.

جرائم الاحتلال وضرورة التحرك الدولي
خصص الملتقى جلسة لبحث قضية الأسرى الفلسطينيين، مطالبا بضرورة إطلاق حملة شعبية وقانونية على المستوى الدولي للمطالبة بالإفراج عن الأسرى، ووضع آليات حماية لهم، وذلك ضمن إطار الضغط على الاحتلال لوقف الانتهاكات والانتهاك المتكرر للقوانين الدولية.

كما شدد المشاركون على الربط بين قضية الأسرى وملف غزة والضفة، باعتبار أن المعركة الشاملة مع الاحتلال تشمل حماية المدنيين والأسرى والحفاظ على حقوقهم الإنسانية.

واعتبروا أن تعزيز التمثيل الفلسطيني في الخارج يتيح الدفع باتجاه تحركات دبلوماسية فعالة، تستند إلى السردية الفلسطينية، وتعمل على كشف جرائم الاحتلال أمام المجتمع الدولي، وتحقيق التضامن العالمي مع حقوق الشعب الفلسطيني.

وكان أعمال ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث الذي ينظمه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج قد انطلقت على مدار يومين، بمشاركة شخصيات فلسطينية وعربية وأكاديمية وإعلامية من 28 دولة، إضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني من داخل فلسطين وخارجها.

حق الشعب الفلسطيني في الانتخاب

وفي لقاء خاص لـ"عربي21" أكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفي البرغوثي أن ملتقى الحوار الوطني كان ذا فائدة كبيرة على مستوى المشاركين وتنوعهم، إذ حضره أشخاص من 28 دولة مختلفة بالإضافة إلى مشاركين من داخل فلسطين، مما أتاح فرصة مهمة للحوار وتبادل الآراء.

وأوضح البرغوثي أن المؤتمر أظهر وحدة كبيرة في التفكير والرؤى بشأن المستقبل، وركز على كيفية توحيد الطاقات الفلسطينية في الداخل والخارج نحو هدف واحد: حماية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ودعمه بعد صموده البطولي، وكذلك دعم أهل الضفة الغربية في مواجهة المشروع الصهيوني الذي وصفه بالمشروع الواضح للتطهير العرقي والترحيل.

وأضاف البرغوثي أن التفاعل في المؤتمر يعكس فهماً عميقاً لطبيعة المرحلة والتحديات الراهنة، مشيراً إلى أهمية الحفاظ على التضامن العالمي وتحويله إلى قوة ملموسة تؤثر في ميزان القوى لصالح الفلسطينيين.

كما لفت إلى ضرورة الاتفاق على استراتيجية وطنية مشتركة قادرة على تغيير ميزان القوى على الأرض، واستعادة الديمقراطية في البنية الفلسطينية من خلال منح الشعب الحق في انتخاب قياداته بشكل ديمقراطي وتجديد المؤسسات، وإتاحة الفرصة لشباب فلسطين لتولي مواقع القيادة في مختلف المجالات، مؤكداً أن مواجهة هذه التحديات تتطلب إرادة حقيقية وتفعيلها على أرض الواقع، مع تقديم صورة واقعية لأبناء شعبنا في الخارج.

خطة تعافي القطاع الصحي

ومن جانبه أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة في لقاء خاص مع "عربي21"  أن المؤتمر له إسهامات كبيرة في الواقع الفلسطيني، مشدداً على ضرورة تكريس الجهود لإنقاذ قطاع غزة والمنظومة الصحية المدمرة بفعل الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب استمرت عامين.

ولفت إلى أن الاحتلال دمر أكثر من 80 بالمئة من المنظومة الصحية، بما فيها 19 مستشفى من أصل 38، وأكثر من 103 مراكز صحية من أصل 159، مع استشهاد 1700 كادر طبي واعتقال أكثر من 500 آخرين، ما يمثل تحدياً كبيراً لإعادة بناء المنظومة.

وأكد القدرة أن هناك خطة لبرنامج التعافي الصحي أطلقته وزارة الصحة حيث تنقسم عملية إعادة البناء إلى مراحل: المرحلة الأولى خلال ستة أشهر لتقييم الواقع وتشغيل ما يمكن تشغيله، والمرحلة الثانية تمتد لعامين لإعادة الخدمات الصحية، والمرحلة الثالثة تصل إلى خمس سنوات لإعادة توزيع الخدمات وإعادة إنشاء المستشفيات والمراكز الصحية، وتدريب الكوادر الطبية.

وأكد على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لحماية المنظومة الصحية والإفراج عن المعتقلين، محذراً من تجاهل القانون الدولي واتفاقيات جنيف من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

المقاوم لا ينزع سلاحه والوحدة للميدان

في السياق ذاته شدد الأسير المحرر نائل البرغوثي في لقاء خاص لـ "عربي21" على أهمية الوحدة الوطنية لكل مكونات الشعب الفلسطيني، خاصة في الشتات، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني واحد، سواء في الداخل أو الخارج، وهدفه تحرير فلسطين وحق العودة.

وأضاف أن الوحدة الوطنية تتحقق من خلال الفعل الميداني والمقاومة المشروعة، مشيراً إلى أن طوفان الأقصى فاجأت العالم والاحتلال بنفسه والأنظمة العربية، وأثبتت كفاءته العلمية والسياسية والعسكرية والثقافية في مواجهة الاحتلال رغم الإبادة وفقدان الآلاف من الشهداء.

وأكد البرغوثي أن تحرير فلسطين لا يمكن تحقيقه بالورود، بل بالمقاومة والمواجهة، داعياً الشعوب العربية إلى إدراك خطر الاحتلال على كل الدول العربية، محذراً من أي دعوات لنزع سلاح الفلسطينيين، مشدداً على أن المؤسسات الفلسطينية القوية هي الضمان لمقاومة الاحتلال وبقاء الدولة الفلسطينية المستقبلية، قائلا من يقاوم لا ينزع سلاحه " ينزع روحه ولا ينزع سلاحه".

النظام السياسي الفلسطيني – لا توجد شرعية  
أكد عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج محمد مشينش في لقاء خاص لـ "عربي21" أن المؤتمر يعكس حجم التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني بعد توقف حرب الإبادة، وأن هناك مشاريع دولية تهدف لتسويق القضية الفلسطينية أو التحكم بها عبر الوصاية ونزع السلاح.

وأوضح أن فلسطيني الخارج يملكوا طاقات كبيرة، وأن عليهم واجب توحيد الشعب الفلسطيني ووضع الأولويات المناسبة لإدارة المرحلة القادمة، خاصة في ظل غياب الشرعية لأي هيئة فلسطينية حالياً.

وأشار مشينش إلى أن المؤتمر هو خطوة مهمة لتوحيد الخطاب الفلسطيني ووضع آليات عملية للتعامل مع التحديات، مع التركيز على دور فلسطيني الخارج في استعادة دوره التاريخي في دعم القضية الفلسطينية ومقاومة مشاريع الاحتلال، مضيفا أن هناك مشكلة كبيرة مع النظام السياسي الفلسطيني متمثلة أنه لا يوجد أي شرعية لأى كيان فلسطيني كون الانتخابات كلها متوقفة سواء على مستوي المجلس الوطني أو التشريعي أو حتى السلطة الفلسطينية لذلك نحن بحاجه لوضع الأليات المناسبة لإيجاد الحلول.

شطب القضة الفلسطينية وسرقة صمود الشعب

أوضح عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج بشار شلبي في تصريحات خاصة لـ "عربي21" أن الملتقى جاء في توقيت حساس بعد طوفان الأقصى ووقف حرب الإبادة الجماعية، مؤكداً أنه يكتسب أهمية كبرى لمواجهة محاولات شطب القضية الفلسطينية وسرقة صمود أهالي غزة في وجه الإبادة أو تحويل صمود الشعب الفلسطيني إلى مكاسب سياسية لصالح الاحتلال.

ولفت إلى أن المؤتمر يهدف إلى تثبيت حق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه ومقاومته، بالإضافة إلى تأكيد السردية الفلسطينية وتعزيز صورة التمثيل الفلسطيني الحقيقي، بعيداً عن أي تأثيرات خارجية أو وصاية سياسية، مشدداً على أن كل الشعب الفلسطيني يلتف حول المقاومة، وأن مهمة المؤتمر هي تعزيز هذا الالتفاف.

عزل الاحتلال سياسيا
أوضح المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج زياد العالول،  أن الملتقى انعقد في وقت حساس، في مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية وتجزئتها من قبل المشاريع الصهيونية والأمريكية، ولفت إلى أن المؤتمر يضم مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية من الداخل والخارج، بهدف تنسيق الجهود وتوحيدها لدعم صمود الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة.

وأشار العالول إلى أن فلسطيني الخارج يمثل نصف الشعب الفلسطيني وله دور محوري في صناعة القرار والدفاع عن القضية، مشيراً إلى الحراك الدولي الذي قامت به الجاليات الفلسطينية في أوروبا والعالم خلال العامين الماضيين لضغط على الاحتلال وعزله سياسياً، واعتبر أن المؤتمر خطوة مهمة لاستمرار هذا الدور واستثمار التعاطف الدولي لإنهاء الاحتلال.

هيكل قيادي قادر على الإدارة
أكد نائب رئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج ماجد الزير أن الملتقى مهم في توقيت دقيق وفي سياق المشاركين العائدين لقضية فلسطينية تواجه خطر وجودي، ولفت إلى أن الموضوع الأساسي هو المرجعية القيادية الفلسطينية وأهمية التعبير الديمقراطي للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وأن احتكار القرار الفلسطيني أصبح غير مقبول.

وأشار الزير إلى أن القضية الفلسطينية تتطلب وحدة الأرض والشعب والمصير، مع هيكل قيادي قادر على إدارة هذه الثلاثية لضمان تحرير الأرض وحق العودة وفق القوانين الدولية، مؤكدا أن دور فلسطيني الخارج محوري واستراتيجي في صناعة القرار الوطني وتعزيز الوحدة الوطنية، مستذكراً تاريخ دورهم منذ ستينيات القرن الماضي ودورهم خلال الإبادة الجماعية الأخيرة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الاحتلال غزة غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الشعب الفلسطینی فی القضیة الفلسطینیة فی الداخل والخارج مواجهة الاحتلال المجتمع الدولی فلسطینی الخارج الوحدة الوطنیة الضفة الغربیة ملتقى الحوار البرغوثی أن فی لقاء خاص الهیئة إلى أن المؤتمر على ضرورة فی مواجهة

إقرأ أيضاً:

ملتقى الحوار الوطني الثالث بإسطنبول يدعو لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني

تتواصل في مدينة إسطنبول التركية لليوم الثاني فعاليات ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث الذي ينظمه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، بمشاركة واسعة من قيادات سياسية وأكاديميين وحقوقيين وممثلين عن التجمعات الفلسطينية من مختلف القارات، تحت شعار "وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة الإبادة والتهجير والضم".

ويأتي انعقاد الملتقى في لحظة سياسية فلسطينية بالغة الدقة، إذ تتقاطع فيه تطورات الحرب على غزة مع استحقاقات إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني، ومعالجة الانقسام الداخلي، ومناقشة أوضاع الفلسطينيين في الشتات، والبحث في رؤى وطنية لمستقبل قطاع غزة بعد الدمار الهائل الذي خلّفته آلة الحرب الإسرائيلية.

ويشارك في الملتقى نحو 220 شخصية فلسطينية من 28 دولة، يجتمعون على هدف رئيس يتمثل في صياغة مواقف عملية وخطط تحرك جماعية، وصولا إلى تشكيل قيادة فلسطينية موحدة في الداخل والخارج قادرة على حماية المشروع الوطني، وفتح أفق سياسي جديد يتجاوز حالة التشرذم الراهنة.

ماجد الزير النائب الأول لرئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي رفض "تهميش الفلسطينيين في الخارج" (الجزيرة)ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني

وفي جلسة حملت عنوان "ترتيب البيت الفلسطيني وتحقيق التوافق الوطني"، أجمع المتحدثون على أن وحدة القرار السياسي الفلسطيني باتت ضرورة وجودية في ظل ما تواجهه القضية من محاولات لتصفية الحقوق الوطنية، مشددين على أن استمرار الانقسام يفتح الباب أمام الاحتلال لتعميق سياساته الاستيطانية وتهجير الفلسطينيين وقضم أراضيهم.

وقال أمين سر الهيئة العامة في المؤتمر الوطني الفلسطيني معين الطاهر إن المقاومة، بفضل صمودها، "أعادت القضية الفلسطينية من حالة التصفية إلى واجهة الأحداث"، مشيرا إلى أن الإستراتيجية الوطنية المقبلة يجب أن تقوم على تثبيت الشعب الفلسطيني في جميع أماكن وجوده، ودعم المقاومة بأشكالها كافة، والعمل على عزل الاحتلال دوليا عبر فضح جرائمه وملاحقة قادته كمجرمي حرب.

إعلان

وأضاف الطاهر أن واقع الفصائل الفلسطينية، التي يزيد عددها على 25 فصيلا، يتطلب مراجعة نقدية جادة لبرامجها وأدائها كي تكون جزءا من الحل لا جزءا من الأزمة، مؤكدا أن إعادة بناء منظمة التحرير تحتاج إلى إعادة تشكيل بنية الحركة الوطنية في إطار تعددي وديمقراطي واسع، بعيدا عن الاشتراطات التي يفرضها المستعمر.

أما الكاتب والأكاديمي خالد الحروب فقال إن "التجزئة في البيت الفلسطيني هي الثغرة التي يتسلل منها الاحتلال ليمنع قيام قيادة موحدة"، داعيا إلى إنهاء الانقسام باعتباره شرطا لا غنى عنه لمواجهة المخططات الإسرائيلية التي تستهدف نفي وجود الشعب الفلسطيني ذاته.

جلسة بعنوان "رؤية وطنية مستقلة لإدارة غزة" ناقشت أوضاع الأسرى والواقع الإنساني في غزة (إعلام المؤتمر الشعبي)أقدم أسير فلسطيني

وفي جلسة بعنوان "رؤية وطنية مستقلة لإدارة غزة"، انتقل النقاش إلى أوضاع الأسرى والواقع الإنساني في غزة بعد وقف الحرب، حيث تحدث أقدم أسير فلسطيني محرر ومبعد نائل البرغوثي عن الظروف القاسية التي يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال، والانتهاكات الممنهجة التي تصاعدت في السنوات الأخيرة.

وأكد البرغوثي على أن غياب جهة فلسطينية رسمية تتابع ملف الأسرى أمام المحافل الدولية يفاقم معاناتهم، داعيا إلى تفعيل التحرك القانوني لمحاسبة الاحتلال، وإلى فتح أبواب الدول العربية والإسلامية أمام الأسرى المبعدين، وتوحيد الخطاب الإعلامي في دعم المقاومة وحقوق الأسرى. وشدد على أن قانون الإعدام الإسرائيلي بحقهم "لن يكسر عزيمة شعبنا ولا إرادة مناضلينا خلف القضبان".

من جهته، قدم الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة عرضا بالأرقام يعكس حجم التدهور في القطاع الصحي تحت الحصار والحرب، مشيرا إلى الإنجازات التي حققها الكادر الطبي رغم شح الموارد، وداعيا إلى تشكيل هيئة وطنية للتعافي الصحي، وتوحيد الموقف الفلسطيني خلف إنقاذ المنظومة الطبية المهددة بالانهيار الكامل.

وفي مداخلة تحليلية، قال الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي محمود يزبك إن صمود أهالي غزة أفشل مشاريع التهجير وكشف حقيقة الاحتلال أمام الرأي العام العالمي، مضيفا أن "إسرائيل تحولت من كيان يحظى بالتعاطف في بداية الحرب إلى عبء على داعميه، خاصة الولايات المتحدة".

كما أشاد بدور وسائل الإعلام في كسر الحجب الإسرائيلي ونقل مشاهد الإبادة إلى كل العالم، ما أسهم في تعزيز التحول الدولي ضد الاحتلال.

أما المحامية والناشطة الحقوقية الأميركية هويدا عراف، فأكدت أهمية التحرك الفلسطيني في المحافل الدولية واستثمار زخم التضامن العالمي، مشيرة إلى أن سفن كسر الحصار عن غزة كانت رسالة سياسية وإنسانية لضرورة إنهاء الحصار وفضح الحكومات الغربية الداعمة لإسرائيل، والدفع نحو سحب الشرعية عن نظامها العنصري.

دور الشتات الفلسطيني

وفي محور آخر، شدد حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني على أن فلسطينيي الخارج أثبتوا قدرتهم على صناعة رأي عام عالمي لصالح القضية، وحشد الدعم الإنساني والسياسي لها، في وقت تكشفت فيه ازدواجية المعايير وانهيار منظومة القيم الغربية التي طالما تشدقت بحقوق الإنسان.

إعلان

أما رئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي سمعان خوري، فدعا إلى إعادة تفعيل دور الشتات باعتباره رافعة سياسية وشعبية وإعلامية وقانونية ودبلوماسية، وإطلاق مبادرات وطنية جامعة تعبر عن المصالح العليا للشعب الفلسطيني وتكرس الوحدة كضمانة أولى لحماية المشروع الوطني.

بدوره، رفض ماجد الزير النائب الأول لرئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي ما وصفه بـ"تهميش الفلسطينيين في الخارج" في مختلف المجالات، بما فيها التمثيل الوطني، وحتى في الإحصاءات الرسمية التي لا تشملهم ضمن تعداد الشعب الفلسطيني.

تكريم مستشار الرئيس الكولومبي (الأول يمين) في ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث بإسطنبول (إعلام المؤتمر الشعبي)تكريم كولومبي

وفي لفتة تقديرية، كرّم منظمو ملتقى الوطني الحوار الوطني الفلسطينيي الثالث فيكتور لوغو مستشار الرئيس الكولومبي لشؤون الشرق الأوسط، تقديرا لموقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
وبدوره، أكد لوغو -في كلمة له ضمن فعاليات الملتقى- أن أي تدخل دولي في غزة يجب أن يحترم إرادة الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وأن كولومبيا مستعدة لتقديم الدعم لإعادة البناء في غزة وكل فلسطين، مشددا على أن تحقيق العدل والسلم مرتبط بوقف الإبادة الجماعية وانتصار الفلسطينيين على الاحتلال.

وتعقيبا على هذا التكريم، أشاد هشام أبو محفوظ القائم بأعمال الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج بالدور المتقدم لكولومبيا، داعيا باقي الدول إلى اتخاذ مواقف مماثلة والاستجابة لنداء العدالة في فلسطين.

يذكر أن فعاليات الملتقى تختتم مساء اليوم السبت، حيث من المتوقع صدور بيان ختامي يتضمن توصيات تمثل خطة عمل للفترة المقبلة، وتركّز على إعادة بناء الوحدة الوطنية، وتفعيل دور الشتات، وتبني آليات عملية لدعم صمود الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، بما يحوّل مقررات الملتقى إلى خطوات ملموسة على الأرض.

مقالات مشابهة

  • إسطنبول.. ملتقى الحوار يطلق الهيئة الوطنية للعمل الشعبي الفلسطيني
  • ملتقى الحوار الوطني بإسطنبول يقر هيئة للعمل الشعبي وحملات لمواجهة الإبادة
  • الحوار الوطني الفلسطيني بإسطنبول يقر هيئة للعمل الشعبي وحملات لمواجهة الإبادة
  • ملتقى الحوار الوطني الثالث بإسطنبول يدعو لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني
  • ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني يكشف أسباب رفض الاحتلال تسليم غزة لـالسلطة
  • انطلاق ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث في إسطنبول
  • انطلاق أعمال ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث في إسطنبول
  • انطلاق أعمال ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث في اسطنبول
  • انطلاق ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني في إسطنبول.. خنفر: المشروع الصهيوني يتصدع