جلسة حوارية للمخرجة كوثر بن هنية في مهرجان البحر الأحمر .. 10 ديسمبر
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
يعقد مهرجان البحر الأحمر السينمائي جلسة حوارية مع المخرجة التونسية كوثر بن هنيّة يوم 10 ديسمبر المقبل.
المخرجة التّونسيّة كوثر بن هنيّة درست السّينما في تونس، وباريس (في المعهد العالي للدّراسات السّينمائيّة “فيمي”، وجامعة السّوربون) .
أخرجت العديد من الأفلام القصيرة، والرّوائيّة الطّويلة، والوثائقيّة، بما في ذلك: “الرّجل الّذي باع ظهره”، و”الجميلة والكلاب/على كفّ عفريت”، و”زينب تكره الثّلج”، و”شلاط تونس”.
عُرضت أفلام كوثر بن هنية في مهرجانات دوليّة مرموقة مثل كان، والبندقيّة، ولوكارنو، والأوسكار، بما في ذلك عملها الشّهير “بنات ألفة”.
فيلمها الأخير “صوت هند رجب” فاز بجائزة الأسد الفضيّ في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي ويعرض خلال أيام ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
يتناول الفيلم القصة الإنسانية المؤثرة للطفلة الفلسطينية هند رجب، التي تحولت قصتها إلى رمز لمعاناة الأطفال في مناطق النزاع بعد تداول تسجيل صوتي مؤلم لها خلال العدوان على غزة.
يسلط الفيلم الضوء على رحلتها الأخيرة من خلال شهادات حية وصور أرشيفية ومقاطع حصرية لم تُعرض من قبل.
يأتي هذا الإعلان بعد سلسلة من العروض الناجحة للفيلم في عدد من المهرجانات الدولية، حيث حظي بإشادات واسعة من النقاد لما يحمله من رسالة إنسانية مؤثرة وأسلوب سردي بصري مؤثر.
من المقرر أن يُعرض صوت هند رجب- The Voice of Hind Rajab في عدد من المدن الأمريكية الكبرى، على أن يتبع ذلك طرحه عبر منصات البث الرقمية في مطلع العام الجديد، ما يمنح الجمهور العالمي فرصة لمتابعة واحدة من أكثر القصص الواقعية إلهامًا وإثارة للمشاعر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كوثر بن هنية صوت هند رجب مهرجان كان کوثر بن هند رجب
إقرأ أيضاً:
جلسة حوارية لويل سميث تفتح صندوق الذاكرة وتعيد صياغة دور الحكاية
الشارقة - فيصل بن سعيد العلوي
كشف النجم العالمي ويل سميث أمام جمهور الدورة الرابعة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب جانبًا غير مألوف من حياته وتجربته، وانتقل من مساحات الشهرة والأضواء إلى مساحات تتعلق بالوعي والذاكرة والضعف الإنساني والقوة الداخلية، جاءت الجلسة التي حملت عنوان «ويل سميث - قوة السرد القصصي» وأدارها الإعلامي أنس بوخش متتبعة مسارًا يقترب من الاعترافات الشخصية والرؤية والتجربة النفسية التي مر بها «سميث» عبر مراحل مختلفة من حياته.
وبدا حديث ويل سميث موجّهًا إلى نقطة واحدة تعود إليها معظم أفكاره: «الحكاية ليست مجرد وقائع وإنما هي طريقة لفهم العالم». وفي إجابة على سؤال طرحه أنس بوخش حول اللحظة التي لمس فيها تأثير القصة، قال «سميث»: إنه أدرك ذلك حين قرأ رواية الخيميائي لباولو كويلو، حيث فتحت له باب السؤال عن القوة غير المرئية التي تتحرك خلف المادة، وأن الإنسان مهما كان محاطًا بالتحديات والضغوط يظل يحمل داخله طاقة تدفعه للنهوض، وأن الحكايات العميقة تملك قدرة على ربط البشر ببعضهم حتى لو لم يتشاركوا لغة واحدة أو ثقافة واحدة.
وحول مفهوم الرحلة الإنسانية في السرد، قال «سميث»: إن ما طرحه جوزيف كامبل عن النموذج الأصيل للأبطال يتكرر في كل ثقافات الأرض، وإن القصة التي تعبر من جيل إلى جيل هي تلك التي تلامس جوهر الإنسان وتضعه أمام ذاته، وأن الحكاية لا تنجح لأنها تحكي بطولة مطلقة، بل لأنها تكشف النقص والخوف والصراع الداخلي الذي يعيشه الإنسان في رحلته.
وفي محور آخر طرح «بوخش» سؤالًا عن الفارق بين العمل العابر والعمل الذي يبقى، فقال «سميث»: إن القصة الجيدة ليست ما يظهر في سطح الأحداث بل ما يختبئ تحتها... وإن الجمهور يلتقط الصدق حتى لو لم يعلن بشكل مباشر، وإن الإنسان يملك حساسية عالية تجاه النبرة الداخلية التي تصدر من النص أو الموسيقى أو التمثيل. وأكد أن الحكاية التي تبقى هي تلك التي تتسلل بهدوء إلى داخل الإنسان وتستقر فيه دون أن ترفع صوتها.
ثم انتقل «بوخش» إلى سؤال عن المعاناة ودورها في تشكيل تجربة سميث، وهنا قال النجم العالمي: إن الألم مرحلة ضرورية، وإن الإنسان لا يطلب المعاناة لكنها حين تأتي تحمل معنى كبيرًا... وإن السنوات الماضية جعلته يرى نفسه بطريقة مختلفة، وإن الضغوط والانكسارات ليست نهايات بل بدايات جديدة حين يتعامل معها الإنسان بشجاعة... وقال: إن المعاناة تكشف أقنعة النفس وتظهر طبقات الشخصية، وإن لحظات الضعف الشديد تكون غالبًا لحظات اتصال أعمق بالروح.
وفي إجابة على سؤال حول كتابة السيرة الذاتية، قال «سميث»: إن كتابة تجربته لم تكن مشروع نشر بل كانت مواجهة صريحة مع ذاته، وإن الكتابة أعادته إلى مواقف قديمة لم يكن يرى حقيقتها من قبل، وإنه اكتشف أثناء الكتابة أن هناك قصصًا من طفولته ونشأته ما زالت تتحكم في اختياراته من دون أن يدرك ذلك... ودعا الحضور إلى كتابة قصصهم لأن الإنسان لا يعرف نفسه حقًا إلا حين يجلس ويعيد ترتيب الذاكرة بكلماته الخاصة.
وحول علاقته بالصورة العامة سأله أنس بوخش عما إذا كان يشعر بأن الناس يفهمونه، فأجاب «سميث» قائلًا: إن من الصعب على الإنسان أن يفهم ذاته تمامًا، فكيف ينتظر أن يفهمه الآخرون؟ فالناس يرون جانبًا واحدًا من حياة الممثل، بينما يعيش هو في خلفية كاملة من المشاعر والتجارب والتحديات... والصراحة مع النفس هي الطريق الأول لفهم الآخرين، لأن من يقبل نقصه يصبح أكثر رحمة تجاه غيره.
ثم طرح بوخش سؤالًا عن وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها النفسي، فقال «سميث»: إن الصور المصقولة والمثالية تخلق واقعًا مزيفًا يقيس الناس أنفسهم من خلاله، وإن الاستهلاك المستمر لهذه المحتويات يشبه تناول الحلوى طوال اليوم... وإن الحل ليس في قطع التكنولوجيا بل في خلق توازن؛ حيث إن الإنسان يحتاج إلى وقت للهواء والقراءة والطبيعة كي يستعيد وضوحه الداخلي؛ لأن الوعي يختنق حين يمتلئ بآراء الغرباء.
وحول معنى النجاح الحقيقي قال «سميث»: إن النجاح الخارجي لا يمنح السعادة، وإن الجوائز والأضواء ليست دليلًا على الارتياح الداخلي، وإنه اكتشف أن المعنى في حياته يأتي من مساعدة الآخرين، فالقيمة الحقيقية تنبع من الداخل لا من الخارج، والإنسان قد يحقق كل شيء لكنه يظل فارغًا إذا لم يعرف ما الذي يعطي حياته اتجاهًا عميقًا.
ثم طرح «بوخش» سؤالًا عن المرحلة التي يعيشها سميث اليوم، فقدم إجابة تشبه الاعتراف الهادئ، فقال: إنه يشعر بأنه في مرحلة انتقالية تشبه مرحلة الشرنقة التي تستعد فيها اليرقة للتحول، فجزء كبير من شخصيته لم يظهر بعد، وكل ما قدمه حتى الآن لا يمثل إلا نسبة صغيرة مما يريد أن يقدمه للعالم... فهو يعيش وسط حالة من الصمت والتأمل لإعادة تشكيل رؤيته.
وحول سؤال عن علاقة الإنسان بخوفه أجاب سميث بأن أفضل الأشياء في الحياة تقع خلف أكثر الأماكن التي نخافها، وأنه كان يشجع أطفاله دائمًا على مواجهة مخاوفهم لأن الحياة تكافئ الإنسان حين يدخل مناطق لا يعرفها... فالخوف ليس عدوًا بل هو اختبار، وإن الإنسان يحتاج إلى الشجاعة ليخوض المجهول من أجل تحقيق حلم أو بناء علاقة أو اتخاذ قرار مصيري.
وفي ختام الجلسة، قال «سميث»: إنه يشعر بأنه لم يصل إلى نهايات قصته، وإن ما يبحث عنه اليوم ليس دورًا جديدًا ولا جائزة جديدة، بل معنى أوسع قادر على إعادة تنظيم حياته وتوجيهها... وهذه الرحلة ما زالت طويلة، وإن الجزء الذي لم يتكلم بعد من روحه هو ما ينتظر أن يخرج إلى العالم.