في 3 مواقع مختلفة.. تفاصيل رصد وتصوير مركبة فضائية من السماء العربية
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
في إنجاز علمي جديد، نجح مرصد الختم الفلكي التابع لمركز الفلك الدولي في تصوير المركبة الفضائية المعروفة باسم (ESCAPADE).
حدث هذا بعد ساعات من انفصال المركبة عن الصاروخ الذي حملها من الأرض، حيث تم تحديد موقع المركبة في السماء والتقاط عدة صور لها بالرغم من التحديات التي يمثلها هذا النوع من الرصد.
. إشارة راديوية تربك علماء الفلك
تعتبر عملية تصوير المركبات الفضائية معقدة وصعبة، وذلك بسبب السرعة العالية للمركبة ودرجة خفوتها. ووفقًا للمعطيات، كانت المركبة تتلألأ في السماء بدرجة سطوع تقدر بـ18، وكانت تسير بسرعة تعادل ثلاث دقائق قوسية في الدقيقة.
هذا يعني أنها تتحرك مسافة تعادل قطر القمر في عشر دقائق فقط، مما يجعل من الضروري تقليل زمن التصوير حتى لا تُلتقط على شكل خط بدلاً من نقطة.
استمر المرصد في رصد المركبة في ثلاثة مواقع مختلفة خلال فترة عشرين دقيقة، من الساعة 04:55 إلى 05:14 بتوقيت الإمارات. تمت قياسات فلكية دقيقة تم إرسالها إلى مركز الكويكبات الصغيرة التابع للاتحاد الفلكي الدولي، بالإضافة إلى عالم متخصص في الولايات المتحدة مهتم بتحديد مسارات الأجرام السماوية. تعتبر مثل هذه الأرصاد ضرورية للتأكد من جاهزية المراصد للتعامل مع الأحداث الفلكية الطارئة.
على الرغم من أن المسار الحالي للمركبة معروف للجميع، إلا أن هناك دولًا لا تكشف عن مسارات صواريخها ومركباتها، مما يشكل خطرًا على الأقمار الصناعية الأخرى. تتواجد فرق متخصصة في وكالات الفضاء العالمية لمتابعة الأجرام الفضائية لأغراض متعددة، سواء للأغراض العسكرية أو لضمان السلامة العامة.
ما دور المركبة ESCAPADE؟سُميت المركبة ESCAPADE، اختصارًا لـ "Escape and Plasma Acceleration and Dynamics Explorers"، وهي تتكون من مركبتين فضائيتين توأم. تم إطلاقهما في 13 نوفمبر 2025، بواسطة صاروخ من شركة بلو أوريجن. المهمة مصممة بتكلفة منخفضة، تقل عن 80 مليون دولار، بهدف جمع بيانات حول طقس الفضاء.
بعد وصول المركبتين إلى نقطة L2 بين الأرض والشمس، ستبقيان هناك حوالي عام لجمع البيانات. ومن المتوقع أن ينطلق محرك المركبة في نوفمبر 2026 نحو كوكب المريخ، حيث ستبدأ مهمة علمية معقدة تتعلق بدراسة الغلاف الأيوني للمريخ.
حددت الأهداف العلمية للمهمة في عدة نقاط رئيسية:
فهم العمليات التي تتحكم في بنية الغلاف المغناطيسي الهجين للمريخ وتأثيرها على تدفق الأيونات.
دراسة كيفية نقل الطاقة والزخم من الرياح الشمسية عبر الغلاف المغناطيسي للمريخ.
تحليل العمليات التي تتحكم في تدفق الطاقة والمادة من وإلى الغلاف الجوي للمريخ.
تعتبر هذه المهمة خطوة مهمة في مجال الأبحاث الفضائية، وتظهر قدرة المراصد على التعامل مع الأحداث الفلكية المتنوعة، مما يسهم في تعزيز تقدم العلم والمعرفة في مجالات الفلك والفضاء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مركبة فضائية مركز الختم الفلكي مرکبة فضائیة
إقرأ أيضاً:
لأول مرة في تاريخ الرصد الفلكي.. انفجار نجمي خارق قد يمزق أغلفة الكواكب
في اكتشاف فلكي يعد سابقة علمية، تمكن فريق دولي من الباحثين من توثيق أول انبعاث كتلي إكليلي صادر من نجم يقع خارج حدود مجموعتنا الشمسية، وهو انفجار هائل للبلازما قد يكون قادرا على تمزيق الغلاف الجوي لأي كوكب قريب منه.
ويشكل هذا الحدث خطوة مهمة في فهم مدى قابلية الكواكب خارج الأرض لاحتضان حياة مستقرة.
انفجار غير مسبوق يهز الأوساط العلميةنجح العلماء من المملكة المتحدة والصين في التقاط انفجار ضخم من النجم المعروف باسم StKM 1-1262، وهو نجم قزم من الفئة M يبعد نحو 40 سنة ضوئية عن الأرض وتم رصد الانفجار عبر تتبع انبثاق لاسلكي من النوع الثاني، وهي إشارة نادرة تنتج عن موجة صدمية ترافق تحرك الانبعاث الكتلي الإكليلي عبر الغلاف الجوي للنجم.
ورغم أن الانبعاثات الكتلية الإكليلية شائعة في شمسنا، فإن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إثبات وجودها بشكل مباشر وقطعي خارج النظام الشمسي، مما يجعل هذا الحدث الأكثر دقة وتوثيقا في السجلات العلمية حتى الآن.
أقزام M نجوم صغيرة لكنها شديدة النشاطينتمي النجم المرصود إلى فئة الأقزام M، وهي نجوم أصغر حجمًا من الشمس، لكنها تُعرف بنشاطها الشديد وانفجاراتها المتكررة.
وتكتسب هذه الفئة أهمية كبيرة في أبحاث الكواكب الخارجية، لأنها الأكثر انتشارًا في المجرة ويُعتقد أنها تستضيف عددًا كبيرًا من العوالم الشبيهة بالأرض.
غير أن هذا النشاط العنيف يشكل تهديدا مباشرا لفرص بقاء الكواكب في المنطقة الصالحة للحياة، لأنها غالبا ما تكون قريبة جدا من النجم، ما يجعلها عرضة لتأثيرات الانفجارات النجمية المتكررة.
خطر يهدد الكواكب القابلة للحياةالباحث الرئيسي، جو كالينغهام، أوضح أن مثل هذه الانبعاثات يمكن أن تؤدي إلى إزالة الغلاف الجوي بالكامل من أي كوكب قريب، حتى لو كان في نطاق يسمح بوجود الماء السائل.
وأكد أن فهم شدة وتكرار هذه الانفجارات ضروري لتحديد أي الكواكب قد يكون صالحا فعلا لاحتضان حياة.
و تبين من التحليل أن الانبعاث المرصود تحرك بسرعة 2400 كيلومتر في الثانية، وهي سرعة نادرة الحدوث حتى في الشمس نفسها، ولا تظهر إلا في نحو 5% من الانفجارات الشمسية فائقة القوة ويعني ذلك أن هذا النوع من النشاط قادر على تمزيق الطبقات الجوية للكواكب على نحو متكرر ومؤذٍ.
تقنيات رصد متطورة وراء الاكتشافاعتمد الفريق العلمي على بيانات من تلسكوب LOFAR الهولندي ذي الحساسية العالية، إضافة إلى خوارزميات متقدمة لمعالجة البيانات طورها باحثون في مرصد باريس، ما مكنهم من التقاط وميض دقيق في السماء كان من المستحيل رصده بالوسائل التقليدية.
كما دعمت بيانات تلسكوب الفضاء XMM-Newton النتائج، مؤكدة أن النجم يدور بسرعة تعادل 20 ضعف سرعة دوران الشمس، ما يفسّر نشاطه الشديد.
خطوة جديدة لفهم بيئات الكواكب خارج الأرضيمثل هذا الاكتشاف نقطة تحول في دراسة العوامل المؤثرة على طبيعة الكواكب الخارجية، ويعزز من أهمية مراقبة الانبعاثات النجمية عند تقييم قابلية هذه العوالم للحياة.
كما يساهم في رسم خريطة أكثر دقة للأنظمة النجمية التي تستحق الاستكشاف مستقبلا.
وبينما يواصل العلماء تحليل البيانات، يفتح هذا الحدث الباب أمام تساؤلات جديدة حول مصير الكواكب القريبة من هذه الانفجارات النجمية العنيفة، وما إذا كان بإمكانها البقاء في بيئة بهذا القدر من القسوة.