«زوهو» أول شركة برمجيات ذاتية التمويل يصل عدد مستخدميها إلى 100 مليون
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
أعلنت زوهو كوربوريشن Zoho Corporation، وهي شركة تكنولوجيا عالمية رائدة، اليوم عن وصول عدد مستخدميها إلى 100 مليون مستخدم عالمياً عبر تطبيقاتها المخصصة للأعمال التي يزيد عددها على أكثر من 55 تطبيقاً. وبذلك، أصبحت زوهو أول شركة برمجيات ذاتية التمويل تحقق هذا الإنجاز بدون الاستعانة بمصادر تمويل خارجي.
ويأتي هذا النمو في أعقاب بلوغ قيمة الإيرادات السنوية للشركة إلى مليار دولار العام الماضي.
قال شريدار فيمبو، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة زوهو: "أود أن أتوجه بالشكر إلى جميع عملائنا على ثقتهم بنا في إدارة أعمالهم بنجاح، الأمر الذي ساعدنا على رفع عدد مستخدمي حلول زوهو إلى 100 مليون مستخدم حول العالم. ما حققناه يعد حدثاً لافتاً لأي مؤسسة، لكنه مميز بشكل خاص بالنسبة لنا كوننا شركة ذاتية التمويل لم تعتمد أبداً على جمع رؤوس أموال من خلال الاستعانة بمصادر تمويل خارجية. إن رحلة نجاحنا لن تنتهي عند هذا الحد، حيث إن لدينا خطط ابتكار طموحة قيد التنفيذ تغطي السنوات العشر المقبلة، وتنطوي على الاستثمار في التقنيات العميقة لخدمة مليارات المستخدمين في مختلف أنحاء العالم. ونحن نعمل حالياً من أجل تحقيق هذا الهدف، ونريد أن نشكركم جميعاً على دعمكم المتواصل لنا".
ويعود نمو زوهو إلى التزامها الثابت بإستراتيجيتها القائمة على "النمو المحلي العابر للحدود" والتي تعتمدها كركيزة أساسية للتوسع على مرّ السنين، حيث يكون نمو الشركة متجذراً في تطوّر منظومة الشركات المحلية وتقدّم المجتمع عبر تصميم عروضها الخاصة بما يلبي المتطلبات المحددة للأسواق المحلية عبر مختلف أنحاء العالم. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حققت زوهو أهداف استراتيجيتها الخاصة تلك من خلال تخصيص منتجاتها لمواكبة احتياجات العملاء بالأسواق المحلية، إلى جانب افتتاح مكاتب جديدة، وتوظيف مواهب محلية، وإبرام شراكات مع جهات رائدة من القطاعين العام والخاص بهدف دعم أجندات الرقمنة لحكومات المنطقة.
تنويع محفظة المنتجاتوتواصل الشركة تنويع محفظة منتجاتها وابتكار حلول جديدة لتلبية المتطلبات المتغيرة للأسواق والعملاء. وهذا العام، أطلقت زوهو متصفح "أولى" (Ulaa) المجاني المرتكز على الخصوصية، الذي يعمل على توفير تجربة تصفح آمنة للأفراد والمؤسسات. كما كشفت النقاب أيضاً على ميزات وقدرات جديدة في 13 تطبيق مدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي والشات جي بي تي ChatGPT، التي تعمل على تحسين إنتاجية الشركات وتعزيز كفاءتها.
وأطلقت زوهو خلال الأعوام الماضية تسعة منتجات ذات واجهة استخدام تدعم اللغة العربية، والتي شملت عدداً من المنتجات الأعلى مبيعاً للشركة، مثل زوهو بوكس Zoho Books (برنامج المحاسبة المتوافق مع ضريبة القيمة المضافة VAT)، وزوهو سي آر إم Zoho CRM (برنامج إدارة علاقات العملاء)، إلى جانب تطبيقات رائدة أخرى مثل زوهو سيلز آي كيو Zoho SalesIQ (تطبيق الدردشة الحية وتتبع المواقع الإلكترونية)، وزوهو إنفنتوري Zoho Inventory (برنامج إدارة المخزون)، وزوهو بيبول Zoho People (منصة برنامج إدارة الموارد البشرية)، وزوهو بيغن Zoho Bigin (حل إدارة علاقات العملاء المرتكز على تدفقات المبيعات للشركات الصغيرة)، وزوهو ديسك Zoho Desk (برنامج مكتب المساعدة) وزوهو كرياتور Zoho Creator (منصة التعليمات البرمجية المنخفضة). وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر زوهو كوميرس Zoho Commerce، منصة التجارة التابعة للشركة، واحدة من التطبيقات القليلة التي تدعم خاصية التوجيه من اليمين إلى اليسار للغة العربية، إلى جانب تزويد تجار التجزئة بخيارات قنوات دفع دولية وإقليمية.
جدير بالذكر أن زوهو تتبنى نهجاً راسخاً متمحوراً حول الخصوصية، حيث تحترم زوهو خصوصية المستخدم، كما أنها لا تتبع نموذج كسب الإيرادات من الإعلانات في أي جزء من أعمالها، بما في ذلك منتجاتها المجانية. وتملك الشركة وتدير مراكز بياناتها الخاصة، بما يضمن إشرافها الكامل على بيانات العملاء، والخصوصية والأمن. ويعتمد أكثر من 100 مليون مستخدم حول العالم على امتداد مئات الآلاف من الشركات على زوهو يومياً لإدارة أنشطة أعمالهم التجارية، بما في ذلك شركة زوهو نفسها.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التمويل زوهو شركة برمجيات ملیون مستخدم إلى 100 ملیون
إقرأ أيضاً:
برمجيات بفلسفة إنسانية.. كيف تمردت بيز كامب على ثقافة وادي السليكون؟
في عالم تسيطر عليه ثقافة النمو المتسارع والتمويل الضخم والسباق المحموم لتحقيق القيمة السوقية الأعلى، تبرز منصة "بيز كامب" (Basecamp) وخلفها شركة "ثيرتي سيفن سيغنالز" (37signals) بوصفها نموذجا مضادا يتحدى هذه المعايير السائدة.
ومنذ تأسيسها قبل أكثر من عقدين، تبنت الشركة فلسفة عمل فريدة تركز على البساطة التصميمية، والاستقلال المالي، واحترام الحياة الشخصية للموظفين.
وفي وقت تعاني فيه كثير من الشركات التقنية من آثار الاحتراق الوظيفي وضغوط المستثمرين، تقدم "ثيرتي سيفن سيغنالز" نموذجا بديلا يثبت أن النجاح يمكن أن يأتي بأشكال متعددة لا تقتصر على النمو الهائل والتوسع العالمي.
ويتعمق هذا التقرير في فلسفة "ثيرتي سيفن سيغنالز"، وكيف استطاعت بناء نموذج أعمال مستدام ومربح، بعيدا عن ضجيج وضغوط ثقافة الشركات الناشئة التقليدية.
مضى على تأسيس الشركة ما يصل إلى 26 عاما، حيث ظهرت عام 1999 بصفتها شركة تصميم مواقع ويب تساعد الشركات في تبسيط مواقعها الإلكترونية.
ومنذ البداية، اتبع جيسون فريد (Jason Fried) نهجا فريدا بعيدا كل البعد عن التقليدية، ونشر بيانا عبّر فيه عن أفكاره حول الأعمال وتصميم المواقع الإلكترونية.
وعندما كانت مواقع الإنترنت مثقلة بشرائط الأخبار المتحركة والأزرار والإطارات البراقة، قرر فريد السير عكس التيار، إذ طور نظريته في تصميم البرمجيات المبسطة عام 1994 عندما كان طالبا في الجامعة.
وبعد تخرجه من الجامعة، نشر فريد بيانا -عبر مدونته- انتقد فيه بشدة عيوب معظم البرامج، ووافقه في الرأي ديفيد هاينماير هانسون (David Heinemeier Hansson)، الذي كان آنذاك طالبا في كلية كوبنهاغن للأعمال في الدانمارك.
"بيز كامب".. للاستخدام الداخلي فقطنجحت هذه الإستراتيجية التجارية، وبدأت "ثيرتي سيفن سيغنالز" بتسريع وتيرة عملها وقاعدة عملائها، ولكن على عكس شعارها، كان العمل أبعد ما يكون عن البساطة.
إعلانوبدأت المشكلات بالظهور وأصبحت الأمور فوضوية وانعدم التنظيم والانضباط بسبب عدم وجود الأدوات والطريقة المناسبة للتعامل مع أعباء العمل الإضافية.
وكانت الشركة تدير المشاريع في ذلك الوقت عبر البريد الإلكتروني، ولكنها أيقنت أن طريقة إدارة العمل هذه لم تعد مفيدة، خاصة مع نمو الفريق وانضمام مزيد من الموظفين.
وتحول التواصل إلى عبء، وأصبح من الصعب الاطلاع على مستجدات المشروع، وانعكس ذلك على الصورة التي تظهرها الشركة للعملاء، حيث كانت الأمور تتراجع، ولاحظ العملاء ذلك.
وبحث الفريق عن طريقة أفضل لإدارة المشاريع، ولكن الأدوات المتاحة حينها كانت قديمة وغير مفيدة، لذا قررت الشركة إنشاء برنامج يلبي الاحتياجات الداخلية.
وتواصل فريد مع هانسون من أجل تطوير البرنامج الذي يركز على مجموعة بسيطة من الأدوات لتتبع العمل وحفظ الملاحظات والمراجعات وجدولة المواعيد النهائية المهمة.
وكتب هانسون التعليمات البرمجية باستخدام لغة البرمجة غير المعروفة حينها المسماة "روبي" (Ruby)، التي اعتبرها معظم المطورين بطيئة ومحدودة الاستخدام لدرجة أنها لا تفيد كثيرا.
بدأت الشركة باستخدام النظام مع العملاء، الذين لاحظوا تغيرا ملحوظا في أسلوب العمل، واستمتعوا بتحسين التواصل والشفافية وسير المشاريع.
وحقق برنامج إدارة المشاريع الجديد نجاحا باهرا، وساعد فريق الشركة على استئناف المشاريع الجارية. وعند هذه النقطة، أصبح لدى الفريق ثقة بأن البرنامج الذي طوروه للاستخدام الداخلي قد يتحول إلى منتج.
وما دامت الشركة بحاجة إليه داخليا، فمن المؤكد أن مئات الآلاف من الشركات الأخرى قد تكون بحاجة إليه أيضا. وأمضى الفريق بضعة أشهر في تحسينه وتطويره من جميع النواحي قبل ظهور النسخة الأولى من "بيز كامب" في فبراير/شباط 2004.
وعرضت الشركة على جميع المستخدمين مشروعا مجانيا واحدا، مع إمكانية الترقية إلى إحدى الخطط الثلاث المدفوعة عند الرغبة في مشاريع إضافية.
وربطت الشركة مقياس نجاح البرنامج بإمكانية تحقيقه نحو 60 ألف دولار إيرادات سنوية، واستطاع المنتج تحقيق هذا الرقم في نحو 6 أسابيع.
وفي غضون عام ونصف العام من إطلاقه، نما "بيز كامب" وازدادت شعبيته وحقق إيرادات تفوق إيرادات تصميم المواقع، لذا توقفت الشركة عن قبول عملاء جدد في تصميم المواقع وركزت جهودها على تطويره وأصدرت مئات التحديثات الرئيسية وآلاف التحديثات الثانوية بناء على الملاحظات والأفكار الواردة من العملاء.
بناء مجموعة من أدوات التعاونخلال رحلتها، طورت شركة البرمجيات "ثيرتي سيفن سيغنالز" مجموعة من أدوات التعاون والإنتاجية التي حظيت بدرجات متفاوتة من النجاح، ومن بينها:
"تا-دا ليست" (Ta-Da List): تطبيق قوائم مهام على الويب. "وايت بورد" (Writeboard): تطبيق كتابة بسيط على الويب. "كامب فاير" (Campfire): تطبيق دردشة إلكترونية موجه للأعمال. "هاي رايز" (Highrise): تطبيق لإدارة علاقات العملاء. "سورتفوليو" (Sortfolio): دليل مصممي المواقع للشركات الصغيرة والمتوسطة. "بريز" (Breeze): تطبيق قوائم بريدية للمجموعات الصغيرة. "وي ورك ريموتلي" (WeWorkRemotely): سوق للوظائف عن بعد. "باكباك" (Backpack): تطبيق لتنظيم المعلومات الشخصية. "هاي" (Hey): خدمة بريد إلكتروني مميزة. إعلانوخلال عام 2014، أجرت الشركة عملية إعادة هيكلة شاملة للتركيز بالكامل على منتجها الرئيسي، وهو حزمة البرامج المسماة أيضا "بيز كامب"، إلى جانب خدمة البريد الإلكتروني المسماة "هاي".
وفي أثناء بناء "بيز كامب"، طور هانسون سلسلة من الاختصارات لمساعدته في البناء بسرعة وسهولة، وتخلى عن التعقيد وركز على إنشاء قوالب وتصميمات لتمكين مطوري الويب من بناء ما يلزم.
وبعد عدة أشهر، جمع الاختصارات التي طورها وأصدرها باسم "روبي أون ريلز" (Ruby on Rails)، وهو إطار عمل برمجي يعد حجر الأساس لآلاف المواقع والتطبيقات عالميا.
وكان لظهور "روبي أون ريلز" تأثير كبير في تطوير تطبيقات الويب، من خلال ميزات مبتكرة، مثل إنشاء جداول قواعد البيانات بسلاسة، وعمليات الترحيل، وهيكلة العروض لتمكين التطوير السريع للتطبيقات.
ولا يزال تأثير "روبي أون ريلز" في أطر عمل الويب الأخرى واضحا حتى اليوم، حيث استعارت عديدٌ من الأطر في لغاتٍ أخرى أفكاره.
ومنحت "غوغل" هانسون جائزة "هاكر العام" (Hacker of the Year) تعبيرا عن الامتنان لمساهمته في مجال المصادر المفتوح.
نموذج مضاد لثقافة النمو السائدتقوم فلسفة الشركة على مبادئ البساطة والوضوح واحترام. وعبر سنوات عملها، طوّر المؤسسون رؤية مغايرة لمسار الصناعة التقليدية، مفضلين النمو الطويل الأمد والمدروس على النمو السريع والمتهور.
واستند هذا النهج إلى قناعة بأن الجودة والاستدامة أهم من الحجم والانتشار، وأن الربحية المستمرة أفضل من جذب الاستثمارات الضخمة التي قد تفرض توجهات لا تتماشى مع قيم الشركة الأساسية.
وفي حين تنفق معظم الشركات الناشئة مبالغ طائلة على جذب العملاء والتوسع السريع على حساب الربحية، تتبنى "ثيرتي سيفن سيغنالز" نهجا معاكسا تماما.
وتفضل الشركة النمو الطبيعي المعتمد على جودة المنتج ورضا العملاء، بدلا من النمو القسري المعتمد على ضخ الاستثمارات. وعوضا عن السعي الدؤوب وراء عملاء جدد بأي ثمن، تركز الشركة على الاحتفاظ بالعملاء الحاليين وضمان رضاهم التام.
وتتبنى "ثيرتي سيفن سيغنالز" فلسفة عميقة تجاه التوازن بين الحياة والعمل، إذ ترفض ثقافة ساعات العمل الطويلة المنتشرة في وادي السليكون.
وكانت الشركة من أولى الشركات التي تبنت العمل عن بعد بالكامل قبل أن يصبح "موضة" سائدة خلال الجائحة. وتمتد مرونة "ثيرتي سيفن سيغنالز" لتشمل الهيكل التنظيمي الداخلي، حيث تتبنى نهجا مسطحا إلى حد كبير مع الحد الأدنى من الطبقات الإدارية.
ويشجع هذا النهج الاستقلالية والمسؤولية الفردية بين الموظفين، ويقلل من البيروقراطية التي تعوق الابتكار في الشركات الكبرى.
ختاما، من بدايات متواضعة، نما "بيز كامب" ليصبح أداة إدارة المشاريع الأكثر شعبية في العالم، حيث ركزت "ثيرتي سيفن سيغنالز" على القيمة المستدامة على المدى الطويل، وهذا الأمر هو السبب وراء النجاح المستمر في سوق مزدحمة للغاية.