وسط تصاعد الحرب الأوكرانية.. ترامب يعلن إلغاء اجتماعه مع بوتين في بودابست
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء الاجتماع الذي كان من المقرر عقده مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة المجرية بودابست خلال الأيام المقبلة، مؤكدًا أن اللقاء "لن يُعقد في المستقبل القريب" في ظل غياب مؤشرات على تحقيق تقدم حقيقي بشأن الأزمة الأوكرانية.
وقال ترامب، في تصريحات نقلتها وكالة أسوشيتد برس (AP)، إنه لا يريد "عقد اجتماع مهدَر لا يحقق أي نتيجة"، مضيفًا: "لن أُهدر وقتي في لقاء لا يحمل اختراقًا ملموسًا، سنرى ما سيحدث لاحقًا.
وكانت القمة المنتظرة بين الزعيمين الأمريكي والروسي قد جرى التحضير لها منذ مطلع أكتوبر الجاري، عبر قنوات دبلوماسية ضمت وزيري الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والروسي سيرغي لافروف. ووفقًا لما نشرته صحيفة ذا غارديان البريطانية، فقد أظهرت الاتصالات التمهيدية "خلافات جوهرية في المواقف"، ما أدى إلى تعليق الاستعدادات رسمياً قبل أيام فقط من الموعد المقترح.
عقبات دبلوماسية ولوجستيةوأشارت صحيفة فايننشال تايمز إلى أن الخلاف بين الجانبين لا يقتصر على مضمون المفاوضات حول الحرب في أوكرانيا، بل يشمل كذلك الظروف السياسية والقانونية لعقد القمة، إذ يواجه الرئيس الروسي صعوبات تتعلق بتنقله في أوروبا بسبب مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، الأمر الذي جعل مجرى اللقاء في بودابست محفوفًا بتحديات دبلوماسية وأمنية.
من جانبه، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لم تغيّر موقفها الأساسي من شروط وقف الحرب، مشيرًا إلى أن "أي محادثات يجب أن تراعي المصالح الأمنية الروسية"، في حين أكدت واشنطن أن أي تسوية يجب أن تحترم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
القمة المؤجلة ومسار التهدئةوكان الهدف المعلن من الاجتماع بحث سبل وقف التصعيد العسكري في أوكرانيا وإحياء المسار السياسي المتعثر منذ قمة ألاسكا الصيف الماضي. لكن إلغاء اللقاء، بحسب مراقبين، يعكس عمق الهوة بين واشنطن وموسكو وغياب الثقة المتبادلة بين الجانبين.
ويرى محللون تحدثوا لصحيفة الغارديان أن القرار الأمريكي يشير إلى "جمود في العلاقات" و"عدم استعداد أي من الطرفين لتقديم تنازلات حقيقية في المرحلة الحالية"، مما يعني أن آفاق الحل السياسي للأزمة الأوكرانية لا تزال بعيدة.
رد الفعل الروسيفي المقابل، قال الكرملين في بيان مقتضب أوردته وكالة هفبوست الإسبانية إن "روسيا لا تضيع وقتها في اجتماعات غير مثمرة"، معتبرًا أن الإلغاء "يعكس موقفًا أمريكيًا غير جاد تجاه الحوار الاستراتيجي".
ويرجّح مراقبون أن يؤدي هذا الإلغاء إلى إبطاء أي جهود وساطة دولية بين الجانبين الأمريكي والروسي، خصوصًا في ظل انشغال واشنطن بالتحضيرات للانتخابات المقبلة وتصاعد الضغوط على إدارة ترامب داخليًا بسبب ملف أوكرانيا.
كما يُتوقع أن تواصل موسكو محاولاتها توسيع علاقاتها مع دول غير غربية لتقليل الاعتماد على القنوات الدبلوماسية التقليدية مع الولايات المتحدة.
مجرد تأجيلإلغاء قمة بودابست لا يمثل مجرد تأجيل لاجتماع دبلوماسي، بل يعكس تعمق الانقسام بين واشنطن وموسكو حول مستقبل أوكرانيا والنظام الدولي.
وبينما تواصل الأطراف تبادل الرسائل السياسية، يبدو أن المسار نحو التهدئة لا يزال معقدًا وطويلاً، في انتظار مبادرة جديدة يمكنها كسر الجمود القائم بين القوتين العظميين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بودابست الأزمة الأوكرانية فلاديمير بوتين العاصمة المجرية تحديات دبلوماسية
إقرأ أيضاً:
روسيا تتوقع تقدما في أزمة أوكرانيا خلال قمة بوتين ترامب
أكد ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، اليوم الأحد، أن روسيا تتوقع أن توفر القمة الروسية الأميركية المرتقبة فرصة للتحرك نحو تسوية سلمية للأزمة في أوكرانيا.
وقال بيسكوف للصحفيين، عندما سئل عما تتوقعه موسكو من القمة المقبلة، إن "أول شيء هو المضي قدما نحو تسوية سلمية للصراع الأوكراني"، حسبما ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية أنه "لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، مشيرا إلى أنه لم يتم الكشف بعد عن تفاصيل الاجتماع المقبل".
وأكد بيسكوف "أكرر مرة أخرى: الاستعدادات للقمة (في بودابست) لم تبدأ بعد بشكل كامل".
وأشار إلى أن "موقف روسيا والرئيس بوتين (بشأن التسوية الأوكرانية) ثابت ومعروف جيدا".
وأكد المتحدث أن روسيا تواصل التواصل مع الولايات المتحدة بشأن التسوية الأوكرانية، وأن العمل جار بجدية. واتفقالرئيس الأميؤركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، على عقد قمة قريبا في بودابست عاصمة المجر.