الأسبوع:
2025-05-13@10:00:06 GMT

الجوع يهدد الأطفال

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

الجوع يهدد الأطفال

وفقا لما أكدته الأمم المتحدة فإن مليونيْ طفل سوداني أجبروا على ترك مساكنهم منذ بدء القتال. هناك آباء قالوا إن أبناءهم ماتوا بسبب الجوع الشديد والخوف والتعب والإرهاق. قالت أم منهارة بعد أن فقدت ابنها الصغير: "عشنا أياما سوداء بعد فرارنا من مدينة الجنينة بسبب القتال. قطعنا مسافات طويلة على الأقدام ولم نجد شيئا نأكله طوال ثلاثة أيام، فمات طفلي الصغير الذي كان يعاني من سوء التغذية".

لقد اضطرت الأم إلى الفرار إلى منطقة على الحدود بين السودان وتشاد بعد قتال عنيف اندلع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع فى غرب دارفور. وتخشى الأم اليوم من أن تلقى ابنتها المصير نفسه، حيث لا يوجد طعام كافٍ فى المعسكر الذي تقيم فيه.

لقد كشفت منظمات معنية بالأطفال أن أكثر من خمسمائة طفل لقوا حتفهم جوعًا منذ بدء الحرب فى أبريل الماضي بين الجيش السوداني والدعم السريع. وقال مدير إحدى المنظمات:" أنقذوا الأطفال من براثن الجوع. لم أتخيل قط رؤية كل هذا العدد الكبير من الأطفال وهم يموتون جوعًا ولكن هذا هو الواقع الجديد في السودان". أكثر من هذا وثقت منظمات محلية مقتل عشرات الأطفال الرضع بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة عن دار رعاية الأيتام التى كانوا يقيمون فيها في الخرطوم وذلك بعد شهر من اندلاع الحرب.

كما نشرت منظمة اليونيسيف تقريرًا صادمًا بعد مرور مائة يوم على الحرب كشفت فيه عن مآسٍ كثيرة بسبب استمرار اندلاع القتال بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وجاء في التقرير أن طفلا يتعرض للموت أو الإصابة مع مرور كل ساعة بسبب الحرب الشرسة المستمرة في السودان، وأشارت إلى أن أكثر من ألفين وخمسمائة طفل لقوا حتفهم خلال الاشتباكات منذ بدء القتال، وأن نحو مليونيْ طفل أجبروا على ترك مساكنهم منذ بدء القتال في الخامس عشر من أبريل الماضي، وأن ملايين الأطفال يعيشون في أوضاع خطرة في ظل انتهاكات لحقوقهم، وأن أكثر من ثلاثة عشر مليون طفل في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.

يذكر أن إقليم دارفور لم يشهد الاستقرار منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهو الأكثر تضررًا من الحرب اليوم بعد العاصمة الخرطوم، وأن الأطفال يدفعون الثمن مضاعفا، ويوجد الآلاف منهم في معسكرات الشتات المنتشرة داخل الإقليم أو في دولة تشاد المجاورة. ويحذر والي شمال دارفور من حدوث مجاعة وشيكة بسبب قلة المواد الغذائية قائلا: "نحن على حافة المجاعة، وأطالب المجتمع الدولي بالتدخل السريع وتقديم المساعدات الإنسانية". وتظل صورة المستقبل بالنسبة لأطفال السودان قاتمة، ولهذا رأينا ممثلة " اليونيسيف" في السودان تشرح المشهد الحالي في السودان وتقول: "مع نزوح أكثر من مليونيْ طفل من ديارهم خلال أشهر قليلة بسبب النزاع المحتدم، ووقوع عدد لا يحصى في قبضته القاسية لا يمكن إلا التأكيد على الحاجة الملحة لاستجابتنا الجماعية"، وتضيف:" نسمع قصصا لا يمكن تصورها عن الأطفال والعائلات. بعضهم فقدوا كل شيء واضطروا إلى مشاهدة أحبائهم يموتون أمام أعينهم. لقد قلناها من قبل ونقولها مجددا: "نحن بحاجة إلى السلام الآن لكي يتمكن الأطفال من البقاء على قيد الحياة".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فی السودان منذ بدء أکثر من

إقرأ أيضاً:

السرديات المضللة في حرب السودان

السرديات المضللة في حرب السودان

فيصل محمد صالح

ليستْ هناك سردية واحدة لأسباب وبدايات ومجريات حرب السودان، ليس فقط لاختلاف التفسيرات، ولكن للاختلاف حول الوقائع نفسها، بدايةً من قصة بداية الحرب حتى الآن. هذه السرديات تتعامل بانتقائية شديدة مع الأحداث والوقائع، تأخذ ما تريده وتركز عليه وتتجاهل بقية المعطيات، وترفض ربط الأحداث ببعضها البعض، كما أنها تتعامل بتبسيط مخل… «إما أن تأخذ بضاعتنا كما هي، أو أنك عدونا».

سردية بداية الحرب تتعرض كل يوم لامتحان قاسٍ، عبر الفيديوهات التي تحمل إشارات وأقوالاً مباشرةً وعبر الأسرار التي تتكشف كل يوم عمن خطط لهذه الحرب وأعد لها من قبل شهوراً طويلة. هناك ثروة من التسجيلات واللقاءات والتصريحات وبعضها بها اعتراف صحيح بالمسؤولية عن الحرب، إلا أنه ومن باب الأمانة، ليس ثمة طرف من هذه الأطراف كان يظن أن الحرب ستطول أكثر من ثلاثة أو أربعة أسابيع، وهذه جريمة أخرى. وكثير من التصريحات الحالية لقيادات عسكرية نظامية وأخرى ميليشياوية توضح أن «الدعم السريع» عدو ثانٍ، لكن عدوهم الأكبر هو كل من انتمى لثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018، ودونك الحديث الأخير لقائد «كتائب الحركة الإسلامية» المصباح أبو زيد.

الحشد السياسي للحرب كان في قمته، لكن الاستعداد العسكري ثبت أنه كان في أدنى مستوياته، بدليل نتائج الحرب في أول أسابيع. خلال أيام انزوت كتائب الجيش في ثكناتها، المهندسين ووادي سيدنا في أم درمان، سلاح الإشارة ومعسكر حطاب في بحري، والمدرعات وجزء من القيادة في الخرطوم. وما فعلت كتائب الجيش ذلك عن جبن ولا عن استسلام، لكنها كانت بلا تسليح ولا إعداد كافٍ وبلا حتى مجموعات مشاة قتالية كافية.

في الوقت نفسه ثبت أن «الدعم السريع» استعدت للحرب وأعدت قواتها وخططها، تدفعها قبل كل ذلك الطموحات السياسية لقائدها، وكان منطقه البسيط يقول إن معارفه الفطرية من دون تعليم نظامي أو تأهيل عسكري قادته ليكون الرجل الثاني في الدولة، فما الذي يمنع أن يكون الرجل الأول…؟

انظر، من ناحية أخرى، إلى حوادث مهاجمة مدينة بورتسودان بمسيّرات «قوات الدعم السريع»، وما يمثله من تصعيد خطير للحرب ونقلها لمرحلة ثانية. المؤكد أن هذه المسيّرات استهدفت مواقع عسكرية في اليومين الأوائل، لكنها عادت بعد ذلك لتهاجم مواقع للخدمات، مثل خزانات النفط وميناءي بورتسودان وعثمان دقنة وأحد أكبر فنادق المدينة. هذا الهجوم يستحق الإدانة لأن فيه مخالفات واضحة للقانون الدولي الإنساني ولكل المواثيق وتقاليد الحروب في العصر الحديث، ونتائجه المباشرة ستتسبب في زيادة معاناة المواطنين المدنيين ومضاعفة المخاطر التي يتعرضون لها.

هل يجب أن يكون المبدأ أن استهداف المواقع والمنشآت المدنية مدان ومرفوض، وهو من جرائم الحرب، أينما كانت هذه المنشآت وأياً من كان يستهدفها، أم أن الأمر يمكن أن يخضع للانتقائية…؟

الحقيقة أننا شاهدنا الانتقائية وعدم الموضوعية من على منصات ومواقع وصفحات أفراد كثيرين. فقد سبق للطيران الحربي الحكومي أن هاجم منشآت مدنية وأسواقاً ممتلئة بالمدنيين وراح ضحية ذلك المئات بينهم نساء وأطفال. وكان من المقزز أن تقرأ للبعض وهو يصفق ويهلل ويسمي سلاح الطيران بـ«صانع الكباب» في الإشارة لجثث الضحايا المتراكمة فوق بعضها البعض. وكانت الكتابات التي تشجع وتدعو لتدمير المنشآت المدنية والبنيات الأساسية من جسور ومنشآت اقتصادية كبرى، مثل مصفاة البترول تتوالى كل يوم. بل إن أحد أهم أبطال السوشيال ميديا المؤيدة للحرب دعا في تسجيل شائع وموجود قيادة الجيش لمهاجمة أماكن اعتقال أسرى الجيش وقصفها وتصفيتهم «حتى لا يصبحوا ورقة ضغط في يد (الدعم السريع)».

من المؤكد أن سردية «قوات الدعم السريع» بأنها جاءت لمحاربة فلول النظام السابق ونصرة الديمقراطية وعودة الحكم المدني أضعف بكثير من أن يتعامل معها المرء بجدية ليعمل على تفنيدها، فقد ذاق المواطنون المدنيون ثمار ديمقراطيتهم هذه في الخرطوم والجزيرة وسنار ومناطق أخرى كثيرة، قتلاً ونهباً واغتصاباً. الحقيقة أنها ظلت طوال هذه الفترة عبارة عن بندقية تبحث عن قتيل، لا يسندها منطق ولا رؤية سياسية أو وطنية عامة. ولعل هذا ما دفع قيادة «الدعم السريع» للتحالف مع كيانات وأحزاب وحركات مسلحة لديها مشاريع سياسية، لعل وعسى. لكن ستظل الصور الدموية في ود النورة والتكينة والهلالية وقرى البطانة في الذاكرة دائماً، حتى يوم قريب يأخذ فيه كل مجرم ومنتهك، أياً كان موقعه أو منصبه، نصيبه من العقاب.

* نقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط

الوسومالجيش الحركة الإسلامية الدعم السريع السودان الشرق الأوسط المسيرات المصباح أبوزيد بورتسودان فيصل محمد صالح

مقالات مشابهة

  • تقرير أممي: الجوع يهدد حياة 71 ألف طفل وأكثر من 17 ألف أم في غزة
  • خبراء يكشفون عن خطر يهدد عيون البشر بسبب تغير المناخ
  • معطيات إسرائيلية: أكثر من مئة ألف إسرائيلي مصابين باضطرابات نفسية بسبب الحرب
  • صرخات من غزة تلخص مأساة الجوع في القطاع المحاصر
  • غزة دايت.. حرب السعرات الحرارية الإسرائيلية على القطاع بدأت عام 2007
  • 1500 فلسطيني في غزة فقدوا بصرهم نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية
  • في مستشفيات غزة لا دواء ولا غذاء.. المرضى يصارعون الجوع في ظل حصار إسرائيلي خانق
  • السرديات المضللة في حرب السودان
  • انقطاع النفس أثناء النوم يهدد بالزهايمر
  • بفعل تمدد بؤر الصراع.. الجوع يهدد حياة 36 مليون شخص بأفريقيا