وفقا لما أكدته الأمم المتحدة فإن مليونيْ طفل سوداني أجبروا على ترك مساكنهم منذ بدء القتال. هناك آباء قالوا إن أبناءهم ماتوا بسبب الجوع الشديد والخوف والتعب والإرهاق. قالت أم منهارة بعد أن فقدت ابنها الصغير: "عشنا أياما سوداء بعد فرارنا من مدينة الجنينة بسبب القتال. قطعنا مسافات طويلة على الأقدام ولم نجد شيئا نأكله طوال ثلاثة أيام، فمات طفلي الصغير الذي كان يعاني من سوء التغذية".
لقد كشفت منظمات معنية بالأطفال أن أكثر من خمسمائة طفل لقوا حتفهم جوعًا منذ بدء الحرب فى أبريل الماضي بين الجيش السوداني والدعم السريع. وقال مدير إحدى المنظمات:" أنقذوا الأطفال من براثن الجوع. لم أتخيل قط رؤية كل هذا العدد الكبير من الأطفال وهم يموتون جوعًا ولكن هذا هو الواقع الجديد في السودان". أكثر من هذا وثقت منظمات محلية مقتل عشرات الأطفال الرضع بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة عن دار رعاية الأيتام التى كانوا يقيمون فيها في الخرطوم وذلك بعد شهر من اندلاع الحرب.
كما نشرت منظمة اليونيسيف تقريرًا صادمًا بعد مرور مائة يوم على الحرب كشفت فيه عن مآسٍ كثيرة بسبب استمرار اندلاع القتال بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وجاء في التقرير أن طفلا يتعرض للموت أو الإصابة مع مرور كل ساعة بسبب الحرب الشرسة المستمرة في السودان، وأشارت إلى أن أكثر من ألفين وخمسمائة طفل لقوا حتفهم خلال الاشتباكات منذ بدء القتال، وأن نحو مليونيْ طفل أجبروا على ترك مساكنهم منذ بدء القتال في الخامس عشر من أبريل الماضي، وأن ملايين الأطفال يعيشون في أوضاع خطرة في ظل انتهاكات لحقوقهم، وأن أكثر من ثلاثة عشر مليون طفل في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.
يذكر أن إقليم دارفور لم يشهد الاستقرار منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهو الأكثر تضررًا من الحرب اليوم بعد العاصمة الخرطوم، وأن الأطفال يدفعون الثمن مضاعفا، ويوجد الآلاف منهم في معسكرات الشتات المنتشرة داخل الإقليم أو في دولة تشاد المجاورة. ويحذر والي شمال دارفور من حدوث مجاعة وشيكة بسبب قلة المواد الغذائية قائلا: "نحن على حافة المجاعة، وأطالب المجتمع الدولي بالتدخل السريع وتقديم المساعدات الإنسانية". وتظل صورة المستقبل بالنسبة لأطفال السودان قاتمة، ولهذا رأينا ممثلة " اليونيسيف" في السودان تشرح المشهد الحالي في السودان وتقول: "مع نزوح أكثر من مليونيْ طفل من ديارهم خلال أشهر قليلة بسبب النزاع المحتدم، ووقوع عدد لا يحصى في قبضته القاسية لا يمكن إلا التأكيد على الحاجة الملحة لاستجابتنا الجماعية"، وتضيف:" نسمع قصصا لا يمكن تصورها عن الأطفال والعائلات. بعضهم فقدوا كل شيء واضطروا إلى مشاهدة أحبائهم يموتون أمام أعينهم. لقد قلناها من قبل ونقولها مجددا: "نحن بحاجة إلى السلام الآن لكي يتمكن الأطفال من البقاء على قيد الحياة".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فی السودان منذ بدء أکثر من
إقرأ أيضاً:
جنوب السودان: تحذير من أزمة سوء تغذية تهدد أكثر من مليوني طفل
أكثر من 2.1 مليون طفل دون الخامسة يواجهون خطر سوء التغذية، فيما يحتاج 9.3 ملايين شخص – ثلاثة أرباع السكان – إلى مساعدات إنسانية منقذة للحياة، وفقاً للمديرة التنفيذية لليونيسف.
نيروبي: التغيير
اختتمت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، الجمعة، زيارة ميدانية إلى جنوب السودان دعت خلالها الحكومة والشركاء الدوليين إلى تعزيز الجهود لحماية الأطفال، في ظل تصاعد الصراع والأزمات المناخية والنزوح الجماعي الذي يفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد.
وسلّطت راسل الضوء على الاحتياجات المتزايدة للأطفال، مشيرة إلى أن أكثر من 2.1 مليون طفل دون الخامسة يواجهون خطر سوء التغذية، فيما يحتاج 9.3 ملايين شخص – ثلاثة أرباع السكان – إلى مساعدات إنسانية منقذة للحياة.
كما وصل نحو 1.3 مليون لاجئ وعائد من السودان إلى جنوب السودان، مما زاد الضغط على الموارد المحدودة من مياه وغذاء وخدمات صحية.
وخلال زيارتها لمدينة بانتيو، التقت راسل مجتمعات نازحة بسبب العنف والفيضانات، مؤكدة أن تداخل الصراع وتغير المناخ يخلق “عاصفة كاملة من المعاناة لأطفال جنوب السودان”. وتشير بيانات اليونيسف إلى أن نحو نصف الفتيات يتعرضن للزواج المبكر، وأن 65% من النساء والفتيات بين 15 و64 عاما واجهن شكلاً من أشكال العنف.
وشملت الزيارة مركزاً يوفر مساحة آمنة للنساء والفتيات، حيث استمعت راسل لشهادات مؤلمة عن العنف الذي تعرضن له، مشيرة إلى أن العديد منهن لولا الدعم النفسي والاجتماعي “لكن في خطر كبير”.
وقالت راسل إن نقص التمويل أدى إلى إغلاق أكثر من ثلث المساحات الآمنة التي تدعمها اليونيسف، مما يترك النساء والأطفال بلا حماية كافية.
كما التقت أمهات لأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، حيث يُقدَّر أن طفلين من كل خمسة معرضون لهذا الخطر وسط قيود إنسانية متزايدة بنسبة 25% خلال العام.
وفي جوبا، زارت راسل مستشفى الأطفال الوحيد في البلاد، مؤكدة أن سوء التغذية والأمراض التي يمكن الوقاية منها ما تزال تحصد أرواحاً صغيرة، رغم الجهود “البطولية” التي يبذلها العاملون الصحيون، ودعت إلى استثمار حكومي ودولي أكبر لإنقاذ الأرواح.
ويظل التعليم أحد أبرز التحديات، إذ إن 2.8 مليون طفل خارج المدرسة، بينما تفتقر نصف المدارس إلى البيئة التعليمية الأساسية. وتتعرض الفتيات لأكبر قدر من الانقطاع بسبب الزواج المبكر وانعدام الأمن.
وأكدت اليونيسف أن الاستثمار في التعليم ضرورة أخلاقية وأساس لتحقيق السلام الدائم، لما له من دور في كسر دوائر الفقر والعنف وبناء الاستقرار طويل الأمد.
وقالت راسل: “لقد كان المانحون سخيين وحققوا أثراً ملموساً، لكن المطلوب الآن هو توجيه استثمارات محلية مستدامة في الخدمات الأساسية. مستقبل جنوب السودان يبدأ من حماية أطفاله اليوم”.
الوسومالأمم المتحدة اليونسيف جنوب السودان سوء التغذية الحاد