مفتي الجمهورية: الصحابة لم يتحرجوا من إيجاد وسائل لمنع الحمل
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن الصحابة الكرام لم يتحرجوا بل كانوا يعزلون بمعنى أن يوجدوا وسيلة ما لمنع التقاء الحيوان المنوي من البويضة قبل أن يتم التلقيح، إذ أنهم اتخذوا من الأسباب التي تمنع وتحول دون لقاء الحيوان بالبويضة، موضحا أن هذا الأمر يجوز حتى ولو لم يكن هناك ضرورة، ولو لم يكن هناك حاجة، حتى ولو كان لمجرد التحسين بحيث لا ترتقي لدرجة الأمر الشاق.
وأضاف "علام"، خلال لقاء خاص مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "نظرة" المذاع من خلال قناة "صدى البلد" اليوم الجمعة، أن الأحكام في مصر تغيرت في الوقت الحالي من يستحب أو يباح أو يجوز أصبحنا أمام ارتقاء في الحكم إلى يجب ويُفرض وضروري فيما يتعلق بملف الزيادة السكانية، وهذا الأمر متعلق بمرحلة ما قبل الحمل، أو اتخاذ أسباب لمنع الحمل.
وأوضح مفتي الجمهورية أن الآية الكريمة " وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ" المقصود بها هنا المولود، الذي وُلد، لافتا إلى أنه كان قد تم إجازة ذلك في عهد الصحابة الكرام، بحيث أنهم يستثمرون هذه المشروعية من أجل تحقيق أمر تحسيني، فإن تشريع هذا الأمر من باب أولى في حالة إذا ما وًجدت الضرورة التي تستدعي الخروج عن المألوف في الأحكام إلى أحكام أخرى تواجه وترفع هذه الضرورة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية شوقى علام قناة صدى البلد حمدي رزق مفتی الجمهوریة
إقرأ أيضاً:
مجلس حكماء المسلمين يحذر من خطورة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إصدار الأحكام أو الفتاوى
نظم مجلس حكماء المسلمين ندوة فكرية بعنوان: تعزيز الوعي الرقمي وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وذلك ضمن فعاليات اليوم الأوَّل للمعرض، حيث شهدت الندوة حضورًا نوعيًّا لافتًا، خاصَّة من فئة الشباب والمهتمين بقضايا التقاطع بين التكنولوجيا الحديثة والقيم الإنسانيَّة والدينيَّة.
واستهلَّ الندوة المفسر الجليل الدكتور محمد قريش شهاب، عضو مجلس حكماء المسلمين، ووزير الشؤون الدينية الأسبق في إندونيسيا، بتأكيد أنَّ الإسلام لا يفصل بين المعرفة والأخلاق، مشيرًا إلى أنَّ أولى آيات الوحي {اقرأ باسم ربك} تُرسِّخ ارتباط العلم بالبُعد القيمي، محذرًا من أن العلم والتكنولوجيا، ومنها الذكاء الاصطناعي، إن لم تُضبط بقيم إنسانية وروحية، قد تصبح وسيلة للضياع بدلًا من الهداية.
ولفت إلى خطورة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إصدار الأحكام أو الفتاوى، لما قد يحمله من معلومات مستمدة من سياقات ثقافية ودينية لا تمثل البيئة الإسلامية، موضحًا أن هناك ثلاث قيم محوريَّة يجب أن تُشكِّل الضوابط الأخلاقية لاستخدام التكنولوجيا الحديثة: الكرامة الإنسانية، المنفعة العامة، والضبط القيمي.
من جانبه، تناول الباحث البارز الدكتور ريزي إيكو كاراكا، من مركز أبحاث البيانات والابتكار، الجانب العملي لتطبيقات الذَّكاء الاصطناعي، مؤكدًا أنَّ التقنية الحديثة ينبغي أن تبقى في موقع الأداة، لا أن تحل محل الإنسان في اتخاذ القرار أو التفكير، وحذَّر من جملة تحديات أخلاقية مصاحبة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، أبرزها الاعتداء على الخصوصيَّة، الاعتماد العقلي الزائد على التقنية، والآثار البيئية الكبيرة الناتجة عن تشغيل الخوادم، مؤكدًا أهمية غرس ثقافة الاستخدام الواعي والمسؤول للتقنية، داعيًا إلى بناء مرجعيات فكرية وأخلاقية تستند إلى القيم الدينية.
وفي مداخلة نوعية، شدد الدكتور برتيكنو، وزير التنسيق لشؤون التنمية البشرية والثقافة بجمهورية إندونيسيا، على أنَّ مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي تتطلب سيادة رقمية شاملة، تبدأ من بناء المحتوى المحلي، ونوَّه إلى أن غياب المحتوى المحلي عن مدخلات الذكاء الاصطناعي قد يؤدِّي إلى تشويه المفاهيم الدينية وتآكل الهوية الثقافية، داعيًا مؤسسات مثل مجلس حكماء المسلمين إلى قيادة جهود تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تعكس خصوصية القيم الإسلامية والأصالة الحضارية.
وفي ختام الندوة، أكَّد المشاركون أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة تقنية غير مسبوقة، لكنه لا يمكن أن يُعتمد عليه إلا في إطار أخلاقي، يراعي الخصوصية الدينية والثقافية، ويصون كرامة الإنسان ويخدم الصالح العام.