مدرسة السلام.. نقطة فارقة في دمت الضالع
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
واجهت مدرسة “السلام” في قرية الحقب، إحدى قرى مديرية دمت في محافظة الضالع، ظروفاً تهدد استمرار العملية التعليمية، بعد ما تعرضت له من دمار إثر قصف الطيران عام 2015م.
وشهدت المنطقة تراجعاً كبيراً في العملية التعليمية منذ بداية الحرب مطلع العام 2015، حيث أُغلقت المدارس في كل من قريتي الرباط وكرش إلى جانب قرية المخطة، لتصبح مدرسة السلام وجهة يقصدها الطلاب من هذه القرى التي أغلقت فيها مدارسهم.
في ثمانينات القرن الماضي كانت مدرسة السلام تضم سبعة فصول يدرس فيها الطلاب حتى الصف الثاني من المرحلة الإعدادية، بعدها ينتقل الطلاب لاستكمال دراستهم في المدينة، واستمرت العملية التعليمية على هذا النحو قرابة 20 عاماً.
مطلع العام 2001م بُنيت مدرسة أخرى على بُعد أمتار قليلة من المبنى القديم حمل ذات الاسم، ضمت المرحلة الأساسية والأول الثانوي، لتصبح فيما بعد واحدة من أبرز المدارس في المحافظة.
مع اندلاع الحرب في البلاد العام 2015م، تعرضت المدرسة لقصف طيران دمر المبنى الجديد، بالإضافة إلى فصلين من المبنى القديم.
ولم يكن هذا الحدث هيناً على أحد، إذ شعر الجميع بانكسار آمال الغد المنشود، بسبب توقف العملية التعليمية لأشهر طويلة.
“آيات” (16 عاماً)، إحدى طالبات المدرسة، عبّرت عن استيائها إزاء حال المدرسة، بالقول: ”كل يوم في الطابور الصباحي يتكلم الطلاب بالإذاعة عن الوطن، أشوف المدرسة المهدمة أمامنا وأحس الوطن مدفوناً تحت ركام المدرسة".
من جانبه أوضح “أحمد ناصر الحقب” وكيل مدرسة السلام، الصعوبات التي تواجههم، قائلا: “نقص في كتب المنهج الدراسي والأسوأ نقص المعلمين الذين مارسوا مهنتهم لعقود طويلة"، مبيناً أن النقص في الكادر التعليمي ناتج عن انقطاع الطريق ما سبب صعوبة تنقلهم بين هذه المنطقة ومناطقهم الواقعة جنوبي المحافظة.
أبناء المدرسة وجدوا حلاً بديلاً لتلافي ضياع العام الدراسي، إذ وظفوا المساجد أماكن للدراسة، كما قام بعض الأهالي بفتح منازلهم ليدرس فيها الطلاب، حيث قسم الطلاب على دوامين وإلى مستويات مختلفة، صباحاً ومساءً.
إلى جانب ذلك تطوع عدد من أبناء المنطقة من خريجي الجامعات لتغطية الفراغ الذي خلفه غياب المعلمين، واستطاع الطلاب بذلك استكمال عامهم الدراسي.
ومع مرور الوقت تمكن الأهالي، بجهود ذاتية، من ترميم المبنى القديم وبناء فصلين إضافيين، بالإضافة إلى ترميم سكن المعلمين وتحويله إلى فصول دراسية. إلا أن عودة الطلاب قابلتها تحديات جديدة تمثلت في نقص عدد المقاعد المدرسية، مع استمرار النقص في عدد المعلمين.
مجدداً عمل الأهالي على توفير نفقات توفير المقاعد التعليمية حيث تمكنوا من توفير كراسي إضافية لتغطية النقص.
وللتغلب على مشكلة أزمة نقص المعلمين في المدرسة، الذين بلغ عددهم 22 معلماً، 8 منهم موظفون في القطاع الحكومي لا يتقاضون رواتبهم، بينما يعمل 14 متطوعاً من أبناء القرية (خريجو جامعات من مختلف الأقسام)، في تغطية مواقع المعلمين المتغيبين وغير القادرين على الحضور تعاقدت معهم المدرسة بنفقة خاصة يدفعها الطلاب والأهالي كل عام.
ولحل مشكلة نقص عدد الفصول ومواجهة الزيادة في عدد الطلاب، اضطرت المدرسة لتقسيم المرحلة الأساسية إلى شُعبتين، وإضافة فصل ثانوي تالٍ.
ووفق إحصائية أخيرة لإدارة مدرسة السلام فإن عدد طلاب المدرسة من الصف الأول اساسي وحتى الثاني الثانوي للعام 2021م، بلغ قُرابة 750 طالباً.
ورغم ما تمر به مدرسة السلام، إلا أن سير العملية التعليمية يمضي دون توقف، ما مثل نقطة فارقة في حياة الطلاب وتطلعات الأسر.
القصة وبحلول مشابهة تكررت في منطقة بيت أبو عاطف وبني جلعة التي تضم أكثر من 7 قرى في مديرية الحدا بمحافظة ذمار، التي ظلت خارج نطاق التعليم على مدى عقود ماضية.
هذه المنطقة الريفية التي يقطنها قرابة عشرة آلاف نسمة ظلت ولسنوات عدة تفتقر لمدرسة ابتدائية يتلقى فيها الأطفال تعليمهم الأساس.
خلال العام 2017، سعى مجموعة من الشبان لتغيير هذا الواقع المظلم بإطلاقهم مبادرة لبناء مدرسة حيث بدأوا يجمعون تكاليف بنائها من الأهالي وبعض المتطوعين بعد أن تخاذلت السلطات الرسمية عن القيام بدورها في توفير مدرسة.
مع بدء العمل في المشروع تفاعل جميع سكان القرى المستفيدة مع الشبان وعملوا بجد لإنجاح المشروع وإتمام بناء المدرسة التي ظلت حلماً يراودهم عشرات السنين، فجمعوا لها الأموال واقتطعوها من قوتهم الأساسي رغم الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، نتيجة استمرار الحرب الدائرة في البلاد.
لم يقتصر دور الأهالي على الدعم المالي والمعنوي للمشروع، بل شاركوا في بنائه وتعاونوا منذ وضعت لبناته الأولى وحملوا ومعهم أطفالهم الأحجار على أكتافهم ومعهم أطفالهم.
أثمرت تلك الجهود المجتمعية بناء ستة فصول دراسية وإدارة مدرسية وسكن للمعلمين ومخزن للكتب، بتكلفة إجمالية بلغت أربعة ملايين ريال جمعت من الأهالي، وأطلقوا عليها اسم مدرسة الحوار الوطني.
تم إنتاج هذه المادة بدعم من مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي
المصادر:
. موقع الأنباء اولاين
. منظمة JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا
. موقع الشاهد نت
. الاحصائيات المنشورة من قبل مدرسة السلام
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: العملیة التعلیمیة مدرسة السلام
إقرأ أيضاً:
تفاصيل.. حريق مدرسة صلاح سالم الاعداديه بنين بسوهاج
تمكنت قوات الحماية المدنية بسوهاج من السيطرة على حريق نشب بمخازن مديرية التربية والتعليم بسوهاج، والواقعة داخل لجنة امتحان شهادة الدبلومات الفنية بمدرسة صلاح سالم الإعدادية بنين.
بدأت الواقعة بتلقي غرفة عمليات المديرية المكلفة بمتابعة أعمال امتحانات الدبلومات الفنية إخطارًا يُفيد بنشوب حريق ببعض المراتب الإسفنجية الموجودة بمخازن المديرية بالمدرسة، وذلك قبل بدء أعمال اللجنة الثانية للامتحانات لمادة التربية الدينية، والتي كان من المفترض أن يؤديها عدد من طلاب دبلوم الصناعي إعداد مهني.
وعلى الفور، قرر الدكتور محمد السيد، وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج، اتخاذ الإجراءات والتدابير القانونية اللازمة لمواجهة مثل هذه الأزمات، وتم إخلاء المبنى الذي كان به الحريق من الطلاب، وإبلاغ الجهات الأمنية فورًا لاتخاذ اللازم، مع قيام فريق عمل أمن المديرية والإدارة باتخاذ إجراءات الأمن والسلامة وتنفيذ خطة إخلاء المدرسة الموضوعة مسبقًا لمواجهة مثل هذه الأزمات، تمهيدًا لوصول قوات الحماية المدنية.
كما قامت غرفة عمليات المديرية بإبلاغ الوزارة بالإجراءات التي تم اتخاذها، وقررت الوزارة منح الطلاب المتضررين من الحريق بلجنة امتحان شهادة الدبلومات الفنية بمدرسة صلاح سالم الإعدادية بنين، يومًا آخر في نهاية الامتحانات لاستكمال أعمال الامتحان الذي تم تأجيله نظرًا للحريق.
ووجه الدكتور محمد السيد الشكر للجهات الأمنية وقوات الحماية المدنية بالمحافظة، وإدارات الحكم المحلي بالمحافظة، على سرعة الانتقال والاستجابة والتعامل مع الحريق بكفاءة، مع عدم حدوث أي إصابات بين المتواجدين في المدرسة.
كما أكد وكيل الوزارة على أن أمن وسلامة الطلاب على رأس أولويات المديرية ومقدمة على أي اعتبار، وأضاف أن خطة إخلاء المدرسة تمت بدقة وكفاءة تعكس التدريب الجيد لرجال أمن المديرية والإدارة لمواجهة مثل هذه الأزمات، وتواصل جهات التحقيق المختصة أعمالها لكشف ملابسات الحريق وأسبابه.