جرائم تهز الجدران الهادئة.. حكايات الفن المسروق من قلب اللوفر ومونتريال والقاهرة
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
ما وراء الجدران الصامتة والمحتضنة لجمال لا يضاهيه جمال، وبين ممرات تُزيّنها أعظم أعمال البشرية، وقعت العديد من الحكايات التي ستظل تروى لعقود عن أطماع نفوس آثرت أن تهرب بالجمال ملفوفًا في صمت الخيانة.
فعبر سنوات كان أخرها منذ يومين فقط.. فارقت لوحات بملايين الدولارات، تماثيل نادرة، ومخطوطات لا تُقدّر بثمن جدران أكبر المتاحف العالمية.
ففي واقعة سرقة هزت العالم.. تعرض متحف اللوفر في باريس، أحد أشهر المتاحف في العالم، لعملية سرقة صباح الأحد، وفق ما أعلنت السلطات الفرنسية، نحو الساعة 9:30 صباحاً بالتوقيت المحلي.
حين اقتحم أربعة لصوص ملثمين قاعة "أبولو" في المتحف، وسرقوا ثماني قطع من المجوهرات ذات قيمة تاريخية وثقافية "لا تُقدّر بثمن"، وفق وزارة الداخلية الفرنسية.
وكشف عضو المجلس المحلي لمدينة فرساي بفرنسا، أن لصوص متحف اللوفر دخلوا من أحد شبابيك المتحف في ظل عدم تواجد أمن او حراسة واللصوص كان معهم منشار آلي ودخلوا مباشرة على غرفة مقتنيات نابليون.. لتبرهن الواقعة أن السرقة تمت بشكل احترافي ومدروس ولم تتم بشكل عشوائي .
وقد أعادت تلك الواقعة إلى الأذهان أن السرقة في عام 1911، صُدم العالم حين اختفت لوحة "الموناليزا من متحف اللوفر في باريس.
تحولت الجريمة وقتها إلى حديث الصحف، وأُغلقت حدود فرنسا في محاولة يائسة للعثور عليها.
فيما لم يكن السارق عصابة محترفة، بل كان إيطاليًا بسيطًا يُدعى "فينتشينزو بيروجيا"، اعتقد أن اللوحة يجب أن تعود إلى موطنها الأصلي – إيطاليا، و اختبأ بها لعامين، حتى حاول بيعها في فلورنسا، ليُلقى القبض عليه وتُعاد اللوحة إلى اللوفر، ويُصبح بيروجيا "لصًا قوميًا" في عيون بعض الإيطاليين.
مونتريال و أكبر سرقة فنية في تاريخ كندا
ومن ذاكرة المتاحف السوداء. . في عام 1972، شهد "متحف الفنون الجميلة" في مونتريال أكبر سرقة فنية في تاريخ كندا.. والتى ما زالت يتردد صداها حتى تلك اللحظة.
جاءت الواقعة حين تسلل ثلاثة لصوص عبر نافذة غير مؤمنة، واستخدموا الحبال للهروب بـ 18 لوحة نادرة، من بينها أعمال لرامبرانت
بلغت قيمة المسروقات أكثر من 2 مليون دولار وقتها، ما يعادل 15 مليون دولار اليوم، ولم يُستعد منها سوى جزء بسيط. الجريمة لا تزال لغزًا مفتوحًا حتى اليوم.
أحداث يناير وسرقة المتحف المصري
فيما لم تكن تلك الوقائع بعيدة عن حدود الوطن.. ففي خضم ثورة يناير 2011، استغل مجهولون حالة الفوضى، واقتحموا المتحف المصري وسط القاهرة.
في ذاك الوقت سُرقت عشرات القطع الأثرية، منها تماثيل نادرة ومجوهرات فرعونية، وتعرضت مقتنيات توت عنخ آمون لأضرار جسيمة.
ورغم جهود الحكومة المصرية لاستعادة المسروقات، لا تزال بعض الكنوز مفقودة، وسط تقارير تتحدث عن تهريبها عبر الحدود إلى أسواق الآثار الدولية.
وتُجدر الإشارة إلى أن تلك الجرائم ليست حديثة العهد على الأعمال الفنية النادرة، حيث تشير تقديرات "الإنتربول" إلى أن الجرائم المتعلقة بالأعمال الفنية تأتي في المرتبة الثالثة عالميًا بعد تجارة المخدرات والسلاح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مخطوطات وزارة الداخلية الفرنسية
إقرأ أيضاً:
سرقة اللوفر.. هل وقفت إسرائيل خلف الكواليس؟
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود تعاون بين إدارة متحف اللوفر في باريس وشركة استخبارات خاصة إسرائيلية، في إطار التحقيقات الجارية بشأن عملية السرقة التي تعرض لها المتحف مؤخرًا، والتي وصفت بأنها من أكثر السرقات “جرأة ودقة” في تاريخ المتحف.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن إدارة اللوفر تواصلت مع شركة CGI الأمنية، التي يملكها رئيسا جهاز الأمن العام الإسرائيلي السابقان، يعقوب بيري وتسيفكا نافيه، بهدف الاستعانة بخبراتها لتعقب الجناة واستعادة القطع الفنية والمجوهرات المسروقة.
وذكرت القناة أن لدى الشركة أدلة تشير إلى تورط أحد حراس أمن المتحف، حيث يُشتبه في قيامه بتسريب معلومات حساسة عن أنظمة الحماية والمراقبة، ما مكّن اللصوص من تنفيذ العملية خلال دقائق معدودة.
وقال تسيفكا نافيه، الرئيس التنفيذي للشركة، إنهم تلقوا طلبًا رسميًا من إدارة المتحف للمشاركة في التحقيق، واصفًا التعاون بـ”الاستثنائي”، مشيرًا إلى أن شركته سبق أن ساهمت في كشف المتورطين بسرقة مجوهرات بقيمة مليار دولار من متحف دريسدن الألماني عام 2019.
وفي تطور لاحق، نفت إدارة متحف اللوفر عبر وسائل إعلام فرنسية صحة هذه التقارير، وأكدت أنها لم تتواصل مع أي جهة إسرائيلية بشأن التحقيق في السرقة.
وكانت وزارة الداخلية الفرنسية قد كشفت في وقت سابق أن اللصوص نفذوا العملية خلال خمس دقائق فقط، بعد دخولهم من نافذة تطل على نهر السين باستخدام رافعة مخصصة لأعمال الصيانة. وتمكنوا من سرقة مجوهرات تاريخية نادرة، قبل أن يفروا على دراجتين ناريتين.
كما أفادت الشرطة الفرنسية بالعثور على تاج ذهبي مرصع بالزمرد والماس يعود للإمبراطورة أوجيني، مكسورًا بالقرب من موقع الجريمة، ما يرجّح أن الجناة فقدوا بعض المسروقات أثناء الهروب.
ولا تزال التحقيقات مستمرة، وسط حالة استنفار أمني وفني غير مسبوقة في فرنسا، خاصة بعد تداول مقاطع فيديو أظهرت تفاصيل دقيقة عن تحركات اللصوص داخل المتحف.
مؤسس “تلغرام” يعرض شراء مجوهرات “لوفر باريس” المسروقة ويتعهد بإهدائها لـ”لوفر أبو ظبي”
في تصريح غير متوقع، أعلن بافل دوروف، مؤسس تطبيق “تلغرام”، استعداده لشراء المجوهرات التي سُرقت مؤخرًا من متحف اللوفر في باريس، والتبرع بها لصالح متحف “اللوفر أبو ظبي”.
وكتب دوروف في منشور عبر منصة “إكس”: “سأكون سعيدًا بشراء المجوهرات المسروقة وإعادتها إلى متحف اللوفر… أعني لوفر أبو ظبي بالطبع. لا أحد يسرق من لوفر أبو ظبي.”
تصريح دوروف جاء بعد حادثة سطو مثيرة وقعت صباح الأحد، حيث اقتحم لصوص قاعة “أبولون” الشهيرة داخل المتحف بواسطة رافعة وشاحنة مزودة بمعدات متطورة، وتمكنوا من سرقة ثماني قطع نادرة من مجوهرات التاج الفرنسي، من بينها مجوهرات تعود للملكة جوزفين، زوجة نابليون بونابرت.
وهاجم دوروف السلطات الفرنسية، معتبراً أن الحادثة “دليل إضافي على تراجع فرنسا”، مضيفاً أن الحكومة “تشغل الرأي العام بتهديدات وهمية بدلاً من التعامل مع التهديدات الحقيقية”.
ووفق بيان وزارة الثقافة الفرنسية، فإن القطع المسروقة “ذات قيمة تراثية لا تُقدّر بثمن”، والتحقيقات لا تزال جارية لتحديد هوية الفاعلين واستعادة المجوهرات.