في وداع شيخ المحامين (سويلم نصير)
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
في #وداع #شيخ_المحامين ( #سويلم_نصير )
د #أمل_نصير
أقامت الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة قبل أيام بالتعاون مع ملتقى إربد الثقافي، وملتقى المرأة الثقافي حفل استذكار لشيخ المحامين سويلم نصير.
كان المرحوم محاميا، ومثقفا، وادبيا كان وفيا للأردن وفلسطين، فقوبل الوفاء بالوفاء من قبل مؤسسات الوطن الثقافية، ومن قبل أصدقائه ومعارفه، لقد أفاض المتحدثون في وصف المرحوم، وقدموا شهادات لعلاقة استمر بعضها عشرات السنين.
تعود رحمه الله أن يبدأ أمسياته الكثيرة مع النخب بذكر فلسطين التي كانت ساكنة في وجدانه حسب ما جاء في كلمة راعي الحفل دولة طاهر المصري، فيقول: مساء الخير يا حيفا، مساء الخير يا يافا، مساء يا عكا، مساء الخير لكل مدينة وقرية فلسطينية.
وصفه معالي المهندس سمير الحباشنة رئيس الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة بأنه صاحب مكانة متميزة، وشخصية متوازنة، وهو رجل مهني رفيع المستوى وقال فيه:
الأستاذ سويلم نصير أحد أبناء الوطن الأوفياء، شخصية عروبية فكرية، ونموذج للتماهي بين الأردني الأصيل والفلسطيني الأصيل، صاحب شخصية هادئة، وغير منحازة.
أما نقيب المحامين، الأستاذ يحيى ابو عبود، فتحدث عن تجربة رفيعة له مع المرحوم مذ كان النقيب محاميا متدربا، فتحدث من خلال تصفحه لملفات النقابة القديمة عن تاريخ الأردن الذي وصفه بالوطن المعجزة في تكوينه، القوي برجاله، وكان سويلم جزءا من هذا التاريخ، فقد فهم ما فعله الرسول عليه السلام بعد الهجرة حينما آخى بين المهاجرين والأنصار، فكان أنصاريا في أردنيته، وكان مهاجرا بفلسطينيته.
كان المرحوم محاميا، والمحامي هو وارث أعظم الصفات من الأنبياء، أي المجادلة في طريق الحق، والدفاع عن المظلوم، ومقارعة الباطل، فقد كانت أول مجادلة في التاريخ، وأول دفاع عن المنطق الحق في مواجهة المنطق الباطل هو مجادلة إبراهيم عليه السلام للنمرود أعتى أشرار الأرض، فانتصر عليه بالدليل، ففهم معشر المحامين أن سلاحهم هو الدليل.
كان محاميا فارسا في ساحات القضاء، صاحب كلمة، مدافعا عن سيادة القانون، واستقلال القضاء، وكان سياسيا لا يتحدث عن السياسة من باب الترف، ولا من باب التنظير، بل من باب التكوين، ومن باب الضمير، ومن باب الايمان، لكنه كان يتحدث عنها بسيادة القانون.
أما قاضي القضاة د سعيد الهياجنة الذي عرفة مذ ثلاثين عاما في مجال القضاء، فقد وصفه بالشخصية الاستثنائية، فقال فيه: كان وفيا، كلامه شعر، وأدب، وقانون لا يعرف الغيبة لأحد، قدوة للقضاة، وقدوة للمحامين، فقيه في الإنسانية، لا يجادل في الحق، ولا ينحرف عنه.
وختم الأستاذ إسماعيل أبو البندورة الكلمات بقوله: ليس لعين لم بفض ماؤها عذر على أبي المعتصم، وتحدث عن عشائه الأخير الذي أقامه لأصدقائه، وكأنه يودعهم قبل وفاته بيوم، وتحدث أيضا عن مضمون كلمته التي ألقاها في اللحظات الأخير من حياته التي تفيض وطنية وعروبة وكأنه كان يوصيهم بوطنه وأمته.
وشارك الأستاذ رائد حجازي تجربته مع المرحوم، وتحدث عن مضامين كتاب الفقيد(العبر والسير في دروب العمر) حديثا مبللا بالدموع، أما الأستاذ أخو إرشيدة، فتحدث عن مواقف نبيلة للمرحوم تقطر إنسانية، وختم ابنه معن بكلمة جامعة مانعة عن أبيه، وغلف مدير الحفل د خالد الشرايرة كلامه، بالشعر البديع، والكلام البليغ.
رحم الله العم الغالي الذي كان فارسا شهدت له ساحات القضاء، الذي عمل بعيدا عن التزلف والتلون، فخلف بوفاته عبقا وطيبا.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
“المحامين” تشكل فريقا قانونيا لملاحقة المسيئين للوطن وتاريخه المشرف
صراحة نيوز ـ قالت نقابة المحامين أنها شكلت فريقاً قانونياً لملاحقة كل من تسول له نفسه للإساءة للوطن وتاريخه المشرف وحاضره المشرق.
واضافت نقابة المحامين في بيان لنقيب المحامين يحيى ابوعبود انها تابعت ما صدر عن بعض المواقع الصحفية من إفتراءات بحق الدور الأردني المشرف في إغاثة الشعب الفلسطيني جراء العدوان الصهيوني الغاشم.
وأكدت أن هذه الإساءات جزء من الحملة الظالمة لثني الأردن عن الاستمرار بدوره الطبيعي والميداني لدعم القضية الفلسطينية على مر التاريخ، والذي لم يتقدم عليه أحد وعلى كافة الصُعد عسكرياً وسياسياً وقانونياً وإعلامياً، واشارت أن دماء أبناء الجيش العربي الزكية التي جبلت بأرض فلسطين تروي الملاحم البطولية التي سطروها دفاعاً عن فلسطين، ولا زال الجيش منذ عقود يقدم الخدمات الطبية لأهلنا في فلسطين.
واكدت أن الدور السياسي والقانوني للأردن هو محور الصمود في مواجهة الاحتلال والتهجير والتوطين والوطن البديل والتهويد للأرض والمقدسات والداعم الأول لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وبينت أن شريان الإغاثة الذي يجري من قلب الأردن إلى فلسطين برياً وجوياً لم ينقطع يوماً، وظهر جلياً خلال حرب الإبادة الأخيرة، وأن دور الهيئة الخيرية الهاشمية من خلال التعامل المباشر معها في أيصال المساعدات التي قدمتها نقابة المحامين لم يكن إلا مثالاً للشفافية والنزاهة والتضحية والإخلاص.
واعتبرت أن هذا الدور التاريخي الذي لا ينكره إلا جاهل لا ينال من عزيمة الأردن قيادة وشعباً وجيشاً في نصرة فلسطين