اختتم مشاركته ب 10 ميداليات .. الجوجيتسو منجم الذهب لرياضة الإمارات في الآسيوية
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
ذهبيتان لفيصل الكتبي وشما الكلباني وبرونزية لسعيد الكبيسي في اليوم الختامي
بعثة المنتخب تتلقى تهنئة رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية على الانجاز الكبير
عبدالمنعم الهاشمي: أبناء الإمارات مبدعون في كل المجالات .
من / أمين الدوبلي:
هانجتشو في 7 أكتوبر/ وام/ إختتم منتخبنا الوطني للجوجيتسو برعاية شركة مبادلة للاستثمار مشاركته اليوم في دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشر بحصيلة تاريخية بلغت 10 ميداليات ملونة، بواقع 4 ميداليات ذهبية و 3 ميداليات فضية و 3 ميداليات برونزية، حيث حصد أبطال الإمارات 3 ميداليات ملونة إضافية اليوم بواقع ذهبية في وزن 63 كجم للسيدات، وذهبية في وزن 85 كجم للرجال، و برونزية في نفس الوزن، وبذلك يصبح هذا العدد من الميداليات الملونة هو الاكبر في تاريخ أي رياضة قتالية أو غير قتالية، وتتصدر الامارات بذلك الترتيب العام لمنافسات الجوجيتسو في دورة الألعاب الآسيوية، وتسيطر على نصف ميداليات الجوجيتسو في دورة الألعاب الآسيوية.
وحصل بطلنا الإماراتي العالمي فيصل الكتبي على ذهبية الرجال بعد نزالات قوية ومثيرة مع المصنفين الأوائل في وزن 85 كجم، فيما حصل زميله سعيد الكبيسي على البرونزية في نفس الوزن، وسطرت البطلة شما الكلباني تاريخا جديدا لبنت الإمارات في الالعاب القتالية بإضافة ذهبية تاريخية ثانية في الألعاب الاسيوية في وزن 63 كجم بعد ذهبية زميلتها أسماء الحوسني أمس في وزن 52 كجم. وبهذه الإنجازات الفريدة من نوعها أثبت أبطال الإمارات مجددا أن الجوجيتسو منجم الذهب لرياضة الإمارات في المحافل الكبرى.
أقيمت نزالات اليوم على صالة لينبو شيوشان بالقرية الأولمبية في مدينة هانجتشو وسط حضور جماهيري كبير، وبدأت المنافسات في التاسعة صباحا ، بالادوار التمهيدية، واستمرت حتى الواحدة ظهرا، ثم أقيمت الأدوار النهائية من الثالثة وحتى الخامسة عصرا، وعاش وفد الإمارات لحظات تاريخية اليوم عندما تم عزف السلام الوطني مرتين على منصة التتويج، والذي صاحبه رفع علم الدولة مرتين أيضا.
وشارك في مراسم التتويج سعادة محمد سالم الظاهري نائب رئيس الاتحاد رئيس بعثة الجوجيتسو للاسياد، وفهد علي الشامسي أمين عام الإتحادين الإماراتي والآسيوي، وبانايوتوس ثيودوروبوليس رئيس الاتحاد الدولي، وخواكيم ثومفارت مدير عام الاتحاد الدولي.
وتلقت بعثة الجوجيتسو تهنئة رسمية من سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، أشاد فيها بنتائج المنتخب وتتويجه ب 10 ميداليات ملونة، وبجهود الاتحاد في تطوير اللعبة وصناعة الأبطال والبطلات من أبناء الدولة القادرين على تمثيل الوطن بأفضل صورة في كل المحافل الرياضية.
وهنأ سعادة عبدالمنعم السيد محمد الهاشمي رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي للجوجيتسو البعثة على الإنجاز الكبير، حيث رفع أسمى آيات الشكر والعرفان والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله، وإلى سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي للإمارة، على دعم سموهما الدائم لرياضة الجوجيتسو الذي تحول إلى مشروع وطن ، وثقتهما في أبناء وبنات الإمارات، مشيرا إلى أن رياضة الجوجيتسو محظوظة بهذا الدعم السامي، ولن تدخر جهدا في تشريف الوطن ورفع علم الدولة في كل المحافل.
وقال رئيس الإتحاد": كلمة شكرا قليلة على أبطال الإمارات وبطلاتها وأسرهم لأنهم قدموا الكثير من التضحيات من أجل الوصول إلى هذا الإنجاز، ولابد أن نعلم بأن 4 ميداليات ذهبية من 10 ميداليات ملونة لم تأت من فراغ، ولكنها نتيجة دعم كبير من القيادة الرشيدة، وتضحيات بلا حدود من المدربين واللاعبين على مدار سنوات طويلة، في المعسكرات والبطولات والتدريبات".
وتابع: " الجوجيتسو يقدم نموذجا ناجحا وتجربة مميزة لرياضة الإمارات، لأنه وثق في أبناء وبنات الدولة، ومنحهم الفرص والدعم، وها هو الآن يحصد الثمار، ونعتبر تجربتنا هذه ملك لكل الاتحادات الأخرى لأننا جميعا في قارب واحد، ولن يفوتنا هنا أن نشكر اللجنة الأولمبية الوطنية برئاسة سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، وكل أعضائها وممثليها في البعثة التي مثلت دولة الإمارات في كل الرياضات، كما نشكر الهيئة العامة للرياضة، ورعاة الاتحاد من المؤسسات الوطنية والخاصة الذين نعتبرهم شركاء الإنجاز، وأقول لهم أبناؤكم كانوا عند حسن الظن بهم، وأوفوا بوعودهم، وأكدوا أن كل استثمار فيهم يؤتي ثماره، وحققوا مكاسب تاريخية غير مسبوقة تجعل من الجوجيتسو منجما للذهب لرياضة الإمارات، كما أن بنت الإمارات أبدعت وأثبتت نفسها كبطلة عالمية، بفضل عزيمتها واصرارها على التميز حتى في الألعاب القتالية".
ومن ناحية أخرى أكد سعادة محمد سالم الظاهري رئيس بعثة الامارات لدورة الألعاب الآسيوية، أن منتخب الإمارات إستعد بشكل جيد، وأن الرؤية كانت واضحة لدى الجهاز الفني واللاعبين منذ فترة طويلة، وهم يدركون حجم المسؤولية، ونحن معتادون منهم على التتويج، لكن الجديد الذي قدمته هذه الدورة هو الشخصية القوية للاعبة الاماراتية، وخصوصا أسماء الحوسني وشما الكلباني، وبلقيس الهاشمي وشمسه العامري، ولا سيما أن المنافسة كانت قوية، والنزالات لم تحسم إلا في اللحظات الأخيرة".
من ناحيته أكد فهد علي الشامسي أمين عام الاتحادين الإماراتي والآسيوي أن الإنجاز الإماراتي يعكس جودة العمل في الاتحاد برئاسة سعادة عبدالمنعم الهاشمي، الذي آمن بالمشروع وقاد فريق عمل الاتحاد باستراتيجية علمية مدروسة وهادئة بشكل مؤسسي، ووفقا لمؤشرات أداء تستهدف الرقم واحد دائما، وقال:" ما حققنا من نجاحات في اتحاد الإمارات للجوجيتسو، تم نقله بنفس الاستراتيجية إلى آسيا اعتبارا من عام 2012 حتى أصبحت آسيا أفضل قارات العالم في نسب النمو والتطور".
وقال: " الإتحاد الآسيوي يحظى بتقدير كبير من المجلس الأولمبي الآسيوي بدليل حضور كثير من الوزراء ومسؤولي المجلس لمنافساتنا وإشادتهم بالتنظيم فيها، وبقوة المنافسة، خاصة في ظل مشاركة 28 دولة، وفوز 10 دول بالميداليات بما يدل على قوة المنافسة بين الدول، وحجم التطور الذي شهدته اللعبة في الكثير من الدول مثل كوريا الجنوبية، والفلبين، وكازاخستان، وتايلاند، والمملكة العربية السعودية، والبحرين ومنغوليا وسنغافورة وأوزبكستان، ونشكر هنا جمهورية الصين الشعبية على التنظيم المميز والاستضافة الناجحة".
في نفس السياق أكد مبارك صالح المنهالي مدير الإدارة الفنية للاتحاد أن إنجازات منتخب الإمارات كانت متوقعة، خاصة في ظل الاستعدادات القوية التي بدأت منذ 5 سنوات لهذه الدورة، والبرنامج المتدرج الذي وضعه الجهاز الفني واعتمده مجلس إدارة الاتحاد منذ فترة طويلة، وقال:٠ بالرغم من أننا حققنا 10 ميداليات ملونة، منها 4 ذهبيات إلا أنني كنت أطمح لذهبيتين إضافيتين في وزنين آخرين، ومع ذلك فأنا راض كل الرضا عن المشاركة، والإنجاز لأنني كنت شاهدا على تضحيات اللاعبين واللاعبات في العامين الإخيرين تحديدا".
وتابع المنهالي:" ليس لدينا وقت للراحة، فسوف نعود للاستعداد للمشاركة في بطولة "دورة الألعاب القتالية " العالمية بعد اسبوعين، في المملكة العربية السعودية، ثم بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو خلال الفترة من 1 إلى 11 نوفمبر المقبل".
وأضاف:" دورة الألعاب الآسيوية بالصين وما تحقق فيها سوف تكون نهاية مرحلة، وبداية مرحلة جديدة من العمل بأهداف جديدة، ولكني أشكر كل اللاعبين واللاعبات لأنني بعد 5 سنوات مع المنتخب لم نشارك في بطولة قارية أو دورة للألعاب أو بطولة عالمية، إلا وقد حققنا المركز الأول، فشكرا لهم والجهاز الفني، وغدا يوم جديد سوف نجدد أهدافنا، ونواصل السعي من أجل الرقم واحد".
أما البطل العالمي فيصل الكتبي الذي حافظ على الذهبية للدورة الثانية على التوالي فقد أكد أنه فخور بها، ويهديها إلى القيادة الرشيدة، التي لا تدخر جهدا في الاستثمار بأبنائها وتوفير أكبر دعم لهم، من أجل الوصول إلى القمة.
وقال الكتبي الذي كان قد فاز بذهبية الدورة السابقة "جاكرتا 2018"، أن الدولة التي حلقت في الفضاء ووصلت إلى القمة في الكثير من المجالات تستحق أن تكون في الصدارة أيصا بالرياضة، وأنه مهما حقق من إنجازات فلن يوف الوطن حقه، وأنه على ثقة من أن زملائه في المنتخب من الأجيال الجديدة، قادرون على مواصلة الانجازات في كل الفئات، بنين وبنات".
وفي السياق ذاته أكدت البطلة شما الكلباني أن رياضة الجوجيتسو محظوظة بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي للإمارة، وأن بنت الإمارات تحظى برعاية وإهتمام من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك" أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، القدوة والمثل في العطاء لتمكين المرأة في كافة المجالات".
وقالت: "كنت مستعدة للمنافسة على الذهب في تلك الدورة اعتبارا من العام الماضي حيث كان مقررا لها أن تقام في 2022, ولكن تأجيلها لمدة عام أعطاني فرصة أكبر للاستعداد بشكل مثالي، والاتحاد برئاسة سعادة عبدالمنعم الهاشمي لم يدخر أي جهد في توفير الدعم الكامل لنا من معسكرات ومشاركات وبطولات داخلية وخارجية وصلت بنا إلى قمة المستوى الفني والبدني والذهني قبل الدخول في أجواء البطولة".
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: دورة الألعاب الآسیویة میدالیات ملونة رئیس الاتحاد محمد بن زاید الإمارات فی بن محمد بن سمو الشیخ فی وزن
إقرأ أيضاً:
آمنة الضحاك لـ«الاتحاد»: التنوع البيولوجي والطبيعة.. رؤية الإمارات للعقد القادم
هالة الخياط (أبوظبي)
أخبار ذات صلةأكدت معالي آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، أن دولة الإمارات تدخل عقداً جديداً من العمل البيئي الطموح، يرتكز على مبدأ أن الطبيعة ليست قطاعاً منفصلاً عن التنمية، بل هي الأساس الذي يقوم عليه كل تقدُّم اقتصادي واجتماعي.
وأوضحت معاليها، في حوار مع «الاتحاد»، أن الرؤية الوطنية خلال السنوات المقبلة ترتكز على التحول من الحماية إلى الاستعادة، ومن السياسات إلى التنفيذ الذكي القائم على التكنولوجيا والابتكار، مع إشراك المجتمع في رحلة الحفاظ على البيئة، وضمان استدامة الموارد للأجيال القادمة.
وأشارت إلى أن الإمارات، اليوم، تعمل على تعزيز مفهوم «الحضارة البيئية»؛ بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والذي يقوم على أن النمو المستدام لا يتحقق إلا من خلال وضع الطبيعة في قلب كل قرار تنموي، واعتبارها شريكاً أساسياً في رحلة التنمية.
رؤية الإمارات للعقد القادم
قالت معالي آمنة الضحاك إن مستقبل العمل البيئي في دولة الإمارات خلال العقد المقبل يتجاوز المفهوم التقليدي لحماية البيئة ليصل إلى مرحلة يصبح فيها التنوع البيولوجي والطبيعة النقطة المركزية للنمو المستدام.
وأضافت: «رؤيتنا تقوم على دمج الطبيعة في جميع القطاعات، بحيث لا تكون محصورة في وزارة أو هيئة واحدة، بل تكون جزءاً من كل قرار يتعلق بالتنمية، بدءاً من تخطيط المدن الحديثة، مروراً بتطوير البنية التحتية، ووصولاً إلى حشد التمويل الأخضر الذي يدعم المشاريع البيئية والمبادرات المستدامة».
وأكدت معاليها أن هذا تحول ثقافي ومؤسسي في آن واحد، وهو أن نرى «الطبيعة ليس كقطاع، بل كنظام متكامل يدعم كل أشكال التقدم».
وأوضحت أن الإمارات تستند في مسيرتها إلى إرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جعل من احترام الطبيعة نهجاً وطنياً راسخاً، مؤكدة أن هذا الإرث هو الجذور التي تحمل الجهود الحالية والمستقبلية نحو الاستدامة، بينما تكمل القيادة الرشيدة هذا النهج بحكمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في وضع الطبيعة مركزاً للنمو المستدام.
من الحماية إلى الاستعادة والتجديد
أشارت معاليها إلى أن النهج الوطني الجديد لا يقتصر على حماية الموارد الطبيعية، بل يتوسع ليشمل استعادة الأنظمة البيئية المتدهورة وتجديدها، مستنداً إلى الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي 2031، والاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر 2030.
وقالت: «لقد وضعنا هدفاً واضحاً يتمثل في إعادة تأهيل واستعادة 80% من الأراضي والمناطق البحرية المتدهورة بحلول عام 2031، مما يحول جهود الاستعادة إلى محرك اقتصادي يخلق فرص عمل جديدة ويحفز الابتكار في مجالات التكنولوجيا الزراعية والبيئية».
التكنولوجيا المتقدمة… أداة لتحقيق الحياد المناخي
وأكدت معالي آمنة الضحاك أن المرحلة المقبلة ستشهد تسخير التكنولوجيا والابتكار كأدوات رئيسية لتحقيق أهداف الحياد المناخي 2050، مضيفة: «إن التكنولوجيا ليست هدفاً في حد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق نتائج بيئية ملموسة على الأرض، تدعم مسيرة الاستدامة وتسرع من وتيرة التغيير».
وأوضحت أن الوزارة تعمل بالتعاون مع مؤسسات وطنية رائدة مثل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، ومركز محمد بن راشد للفضاء، لتوظيف البيانات الضخمة، والاستشعار عن بعد، وصور الأقمار الصناعية في مراقبة النظم البيئية، وتحليل الانبعاثات، ووضع حلول استباقية مبنية على العلم.
وأضافت: «نستخدم هذه التقنيات أيضاً في مشاريع طموحة، مثل زراعة 100 مليون شجرة قرم، وقد تم إنجاز نصف العدد باستخدام الطائرات من دون طيار لتحديد مواقع الزراعة بدقة عالية. هذه الابتكارات تجعل الإمارات في طليعة الدول التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لخدمة البيئة والطبيعة».
المجتمع شريك في التحول البيئي
شددت معاليها على أن مستقبل العمل البيئي في الإمارات لا يمكن أن تقوده الحكومات وحدها، بل يعتمد على إشراك جميع فئات المجتمع في هذه الرحلة.
وقالت: «رؤيتنا تقوم على إشراك المجتمع في صياغة الأولويات منذ اليوم الأول، من خلال تعزيز التعليم البيئي، وتسهيل الوصول إلى التمويل الأخضر، وتوفير البيانات والمعلومات لأفراد المجتمع ورواد الأعمال والمبتكرين».
نهج متكامل بين البيئة والتنمية
استعرضت معالي آمنة الضحاك التطور الذي شهدته الإمارات في مجال التوازن بين التنمية وحماية البيئة، مؤكدة أن النهج الوطني تطور من مجرد حماية الطبيعة إلى دمجها في صميم القرارات التنموية والاستراتيجية.
وتابعت: «الإمارات نجحت في تحويل العمل المناخي من التزام أخلاقي إلى محرّك اقتصادي واجتماعي، حيث باتت البيئة جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاقتصادي للدولة».
وأضافت أن هذا التحول يتجسّد في سياسات واستراتيجيات وطنية شاملة، منها:
* استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050، التي تعمل على خفض الانبعاثات وتحفيز النمو المستدام في ستة قطاعات رئيسية تشمل الطاقة والصناعة والنقل والمباني والنفايات والزراعة.
* سياسة الاقتصاد الدائري، التي تهدف إلى إعادة تصميم النظم الإنتاجية لتقليل النفايات وتحويل الموارد إلى فرص اقتصادية جديدة.
وأشارت معاليها إلى أن هذه السياسات تشكل الإطار المؤسسي لما تسميه الإمارات «الحضارة البيئية»، حيث تصبح الطبيعة البوصلة التي توجه كل قرارات النمو المستدام، وتعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والطبيعة باعتبارها شراكة حقيقية نحو المستقبل.
مبادرات عالمية… من الإمارات إلى العالم
وفيما يتعلق بالدور الدولي للإمارات في حماية البيئة، أوضحت معاليها أن الدولة أصبحت محركاً عالمياً للتعاون البيئي والمناخي من خلال مبادرات استراتيجية عابرة للحدود.
ومن أبرز هذه المبادرات:
* تحالف القرم من أجل المناخ، بالشراكة مع إندونيسيا، ومؤسسة الأنهار النظيفة، ومبادرة محمد بن زايد للماء.
وأكدت معاليها أن هذه المبادرات لا تقتصر على حماية البيئة فحسب، بل تخدم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في مجالات المياه والطاقة والغذاء والمناخ والحياة في البر والبحر، مشيرة إلى أن كل مبادرة إماراتية هي منصة للشراكة العالمية والعمل الجماعي، مما يعكس دور الدولة الرائد على الساحة الدولية.
وتحدثت معالي آمنة الضحاك عن أهمية استضافة الدولة للفعاليات والمؤتمرات البيئية الكبرى، مؤكدة أن الإمارات أصبحت منصّة عالمية للحلول المستدامة ومحركاً للتعاون الدولي.
وقالت: «استضافتنا لمؤتمر الأطراف COP28 كانت محطة تاريخية صنعت فارقاً حقيقياً، من خلال اتفاق الإمارات الذي وضع خريطة طريق للانتقال العادل في قطاع الطاقة، وحرصنا على إشراك كل الفئات المجتمعية في المفاوضات لضمان التمثيل الكامل».
وقالت: «كل مؤتمر نستضيفه هو خطوة جديدة في بناء الزّخم العالمي نحو العمل المشترك، لأننا نؤمن بأن التحديات البيئية لا يمكن مواجهتها إلا بتضافر الجهود وتوحيد الرؤى. نحن لا نشارك فقط في الحوار، بل نشارك في قيادته، مع التأكيد على دمج نتائج النقاشات مباشرة في سياساتنا الوطنية».
«العالمي للحفاظ على الطبيعة»
حول أهمية المؤتمر الحالي في تعزيز الوعي البيئي، أشارت معالي آمنة الضحاك إلى أن الحدث يشكل ملتقى عالمياً للعقول، ومختبراً للابتكار البيئي، حيث يجتمع خبراء من أكثر من 140 دولة لتبادل التجارب، وصياغة حلول مشتركة للتحديات البيئية والمناخية.
البيئة محرك للابتكار والتنافسية
وأضافت معاليها أن حماية البيئة لم تعد تقتصر على الجانب الأخلاقي أو القانوني، بل أصبحت عنصراً رئيسياً في استراتيجية التنافسية الاقتصادية للدولة «كل مشروع بيئي نقوم به يضيف قيمة اقتصادية، ويحفز الابتكار في القطاعات المختلفة».
وقالت: «نحن نرى أن الطبيعة شريك استراتيجي في التنمية، وليس مجرد قطاع نعمل على حمايته، وهذا هو جوهر مفهوم الحضارة البيئية الذي تسعى الإمارات لترسيخه بقيادة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله».
وأوضحت أن الدولة تعمل على تعزيز الاستثمار في الحلول القائمة على الطبيعة، بما يساهم في تقليل الانبعاثات، وتحسين جودة الحياة، ودعم الأمن الغذائي والمائي.
الشباب والمرأة
أشارت معالي الوزيرة إلى أن الشباب والنساء يمثلون حجر الزاوية في استراتيجية الإمارات البيئية، حيث يتم إشراكهم في صياغة السياسات ومتابعة تنفيذ المشاريع، مما يضمن استدامة الجهود وحيوية المبادرات.
وقالت: «نحن نشجع الشباب على الابتكار البيئي، وريادة الأعمال الخضراء، ونعمل على تزويدهم بالأدوات والمهارات اللازمة لتحويل الأفكار إلى مشاريع فعلية. كما نحرص على دعم المرأة لتكون شريكاً فعالاً في كل مشاريعنا البيئية؛ لأنها تمثل نصف المجتمع، ولها القدرة على التأثير في القرارات الأسرية والمجتمعية المتعلقة بالبيئة».
وأكدت معاليها أن هذه الخطوة جزء من استراتيجية شاملة لتعزيز الحوكمة المجتمعية البيئية، بما يعكس التزام الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، نحو مجتمع مستدام واعٍ بيئياً.
الاقتصاد الإيجابي للطبيعة
شددت معالي الوزيرة على أهمية تبني مفهوم الاقتصاد الإيجابي للطبيعة، الذي يحول التحديات البيئية إلى فرص للنمو والابتكار، قائلة: «نريد أن نصل إلى مرحلة تصبح فيها حماية الطبيعة استثماراً في المستقبل، حيث تخلق النظم البيئية المستعادة فرصاً اقتصادية جديدة، وتدعم قطاعات مثل السياحة البيئية، والزراعة المستدامة، والطاقة النظيفة».
وأكدت أن رؤية الإمارات البيئية تستند إلى الدمج بين الحكمة الموروثة والابتكار المتطور، مشيرة إلى أن النهج الذي يجمع بين احترام الماضي واستشراف المستقبل هو الأكثر استدامة؛ لأنه يجعل من الإرث الوطني بوصلة توجه الخطط المستقبلية نحو التنمية الخضراء.
وقالت: «نحن نعتمد على إرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وفي الوقت نفسه نستلهم الحكمة والقيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي جعل من البيئة جزءاً محورياً في استراتيجية الإمارات للتنمية المستدامة».
الإمارات نموذج عالمي للحضارة البيئية
اختتمت معالي آمنة الضحاك حوارها، مؤكدة أن دولة الإمارات تسير بخطى ثابتة لتصبح نموذجاً عالمياً للحضارة البيئية. وقالت: «مستقبلنا في الإمارات مستقبل متكامل وذكي وشامل، يجمع بين البيئة والاقتصاد والتكنولوجيا والمجتمع في منظومة واحدة. نحن نعمل من أجل أن تكون الإمارات نموذجاً عالمياً للحضارة البيئية، حيث لا تكون الطبيعة ما نحافظ عليه فقط، بل أيضاً ما نبني به مستقبلنا المزدهر؛ وبفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، نضمن أن تكون البيئة شريكاً استراتيجياً في كل مسار تنموي نسعى لتحقيقه».