الجزيرة:
2025-06-17@17:06:21 GMT

قطر تستضيف القمة العالمية للذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

قطر تستضيف القمة العالمية للذكاء الاصطناعي

تستضيف دولة قطر في الربع الأخير من العام المقبل 2024 نسخة القمة العالمية للذكاء الاصطناعي الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وذكرت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطرية -اليوم الاثنين- أن القمة تعد بمثابة منصة لتبادل الخبرات بين المؤسسات الحكومية وشركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الناشئة والمستثمرين والمطورين المهتمين بابتكارات الذكاء الاصطناعي.

كما ستعمل القمة على استقطاب وبناء منظومة داعمة للذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تحفيز الابتكار وتوفير فرص تنمية قطاع تكنولوجيا المعلومات في المنطقة.

وأوضح حسن جاسم السيد -رئيس لجنة الذكاء الاصطناعي في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات- أن القمة ستكون منصة رائعة لتبادل الأفكار المبتكرة والاستفادة من الخبرات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي وجلبها إلى دولة قطر، وذلك بهدف تعزيز جهود الوزارة لتصبح مركزا إقليميا للابتكار والذكاء الاصطناعي.

من جانبها، قالت سارة بورتر -الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة "انسبايرمايندز" المنظمة للقمة العالمية للذكاء الاصطناعي- إن الحدث المرتقب يشكل قمة مرموقة تعمل على تيسير الوصول إلى الذكاء الاصطناعي للجميع من خلال توسيع نطاق التعاون والحصول على وجهات نظر شاملة وإنشاء منصة لتبادل المعرفة والخبرات على مستوى العالم.

ويتضمن جدول أعمال القمة المرتقبة استضافة متحدثين دوليين من بينهم خبراء ومتخصصون دوليون في مجال الذكاء الاصطناعي سيشاركون تجاربهم في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي، ومنها التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي التوليدي ومعالجة اللغات الطبيعية ورؤية الحاسوب.

كما سيتم في القمة عرض أبحاث متطورة وعدد من الدراسات وورش العمل الخاصة بقضايا الذكاء الاصطناعي إلى جانب إقامة معرض مصاحب تعرض فيه شركات التكنولوجيا الرائدة والشركات الناشئة أحدث حلولها ومنتجاتها وخدماتها في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يتيح للمشاركين تجربة عملية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي المبتكرة.

ومن المقرر أن تقدم القمة فرصة للمشاركين للتواصل مع المتخصصين في ذات المجال، بالإضافة إلى عرض فرص للتعاون والشراكة في مجال الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى إقامة مسابقات "الهاكاثون" التي تتيح للمشاركين فرصة اختبار مهاراتهم في الذكاء الاصطناعي وإبداعاتهم، وتتضمن جوائز تنافسية مثيرة.

ويأتي نجاح قطر في حصولها على حق استضافة القمة العالمية للذكاء الاصطناعي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انطلاقا من تطور البنية التحتية التكنولوجية لديها، فضلا عن التشجيع الحكومي للابتكار واستثماره في التقنيات الناشئة ودعم الشركات الناشئة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: العالمیة للذکاء الاصطناعی فی مجال الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟

 

 

مؤيد الزعبي

بما أننا مقبلون على مرحلة جديدة من استخدامات الذكاء الاصطناعي وجعله قادرًا على اتخاذ القرارات بدلًا عنَّا يبرز سؤال مهم؛ هل سيصبح الذكاء الاصطناعي بوابتنا نحو مجتمع أكثر عدلًا وإنصافًا؟ أم أنه سيعيد إنتاج تحيزاتنا البشرية في قالب رقمي أنيق؟ بل الأخطر من ذلك: هل سيغدو الذكاء الاصطناعي أداة عصرية تمارس من خلالها العنصرية بشكل غير مُعلن؟

قد تحب- عزيزي القارئ- تصديق أن هذه الأنظمة "ذكية" بما يكفي لتكون حيادية، لكن الحقيقة التي تكشفها الدراسات أكثر تعقيدًا؛ فالذكاء الاصطناعي في جوهره يتغذى على بياناتنا وتاريخنا، وعلى ما فينا من تحامل وتمييز وعنصرية، وبالتالي فإن السؤال الحقيقي لا يتعلق فقط بقدرة هذه الأنظمة على اتخاذ قرارات عادلة، بل بمدى قدرتنا نحن على برمجتها لتتجاوز عيوبنا وتاريخنا العنصري، ولهذا في هذا المقال نقترب من هذه المنطقة الرمادية، حيث تتقاطع الخوارزميات مع العدالة، وحيث قد تكون التقنية المنقذ أو المجرم المتخفي.

لنقرّب الفكرة بمثال واقعي: تخيّل شركة تستخدم الذكاء الاصطناعي لفرز السير الذاتية واختيار المتقدمين للوظائف. إذا كانت خوارزميات هذا النظام مبنية على بيانات تحمل انحيازًا ضد جنس أو لون أو جنسية معينة، فقد يستبعد المرشحين تلقائيًا بناءً على تلك التحيزات. وهذا ليس ضربًا من الخيال؛ فقد وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة واشنطن (أكتوبر 2024) أن نماذج لغوية كبيرة أظهرت تفضيلًا واضحًا لأسماء تدلّ على أصحاب البشرة البيضاء بنسبة 85%، مقابل 11% فقط لأسماء مرتبطة بالنساء، و0% لأسماء تعود لأشخاص من ذوي البشرة السوداء، تُظهر هذه الأرقام المقلقة كيف أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتي تستخدمها نحو 99% من شركات "فورتشن 500"، يمكن أن تؤثر سلبًا على فرص ملايين الأشخاص الباحثين عن عمل، لا لسبب سوى أنهم وُلدوا بهوية مختلفة، أي أن تحيّز هذه الأنظمة يمكن أن يمس ملايين الباحثين عن العمل.

الأمر يزداد خطورة عند الحديث عن أنظمة التعرف على الوجوه، والتي تُستخدم حاليًا في تعقب المجرمين ومراقبة الأفراد. دراسات عديدة أثبتت أن هذه الأنظمة تخطئ بنسبة تصل إلى 34% عند التعامل مع النساء ذوات البشرة الداكنة، كما تُسجَّل أخطاء في التعرف على الوجوه الآسيوية، ما قد يؤدي إلى اعتقالات خاطئة أو مراقبة غير مبررة لأشخاص أبرياء، فقط لأن الخوارزمية لم تتعلم بشكل عادل، وتخيل الآن كيف سيكون الأمر عندما يدخل الذكاء الاصطناعي- بكل تحيزاته- إلى قاعات المحاكم، أو إلى أنظمة القضاء الإلكترونية، ليصدر أحكامًا أو يوصي بعقوبات مشددة، وحينها بدلًا من أن نصل لقضاء عادل سنصل لعدالة مغلفة بواجهة من الحياد الزائف.

ولننتقل إلى السيناريو الأكثر رعبًا: الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري. ما الذي قد يحدث إذا تم برمجة أنظمة قتالية لتحديد "العدو" بناءً على لون بشرة أو جنسية؟ من يتحمل المسؤولية حين ترتكب هذه الأنظمة مجازر على أساس تحيز مبرمج مسبقًا؟ تصبح هذه الأنظمة أداة للقتل بعنصرية عقل إلكتروني، ومن هنا ستتفاقم العنصرية، وستصبح هذه الأنظمة بلا شك أداة لقتل كل ما تراه عدوًا لها ليأتي اليوم الذي تجدنا فيه نحن البشر ألذ أعدائها.

في قطاع الرعاية الصحية أيضًا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون عنصريًا خصوصًا لو تم برمجتها لتتحكم بمستحقي الدعم الصحي أو حتى استخدامها في أنظمة حجز مواعيد العمليات، فلو وجد أي عنصرية بهذه الأنظمة؛ فبالطبع ستعطي الأولوية لأصحاب بشرة معينة أو جنسية معينة مما سيحرم الكثيرين من الوصول للعلاج في الوقت المناسب.

حتى نكون منصفين هنا نحتاج إلى تمييز دقيق بين نوعين من عنصرية الذكاء الاصطناعي: العنصرية المقصودة: الناتجة عن برمجة متعمدة تخدم مصالح أو توجهات محددة، والعنصرية غير المقصودة: الناتجة عن تغذية الأنظمة ببيانات غير عادلة أو تمثل واقعًا عنصريًا، فتُصبح الخوارزميات انعكاسًا له.

وأيضًا هناك مشكلة مهمة يجب معالجتها فلو عدنا لموضوع الرعاية الصحية؛ فلو قمنا بإدخال بيانات المرضى على هذه الأنظمة وكان حجم البيانات لفئة معينة أكثر من فئة أخرى فربما يعالج الذكاء الاصطناعي هذا الأمر على أن فئة معينة لا تحتاج للعلاج أو تحتاج لرعاية صحية أقل من غيرها وبالتالي يستثنيها من علاجات معينة أو مطاعيم معينة مستقبلًا، ولهذا يجب أن نعمل على تنقيح بيناتنا من العنصرية قدر الإمكان لتجنب تفاقم الأزمة مستقبلا.

يجب ألا نعتقد أبدًا بأن الذكاء الاصطناعي سيكون منصفًا لمجرد أنه آلة لا تفاضل شيء على شيء، فهذا سيمكن الصورة النمطية الموجودة حاليًا في مجتمعاتنا، فالذكاء الاصطناعي تقنية مازالت عمياء وليست واعية بما يكفي لتميز أية التمييز وتحذفه من برمجياتها، إنما تأخذ الأنماط الموجودة وتبني عليها، وسنحتاج وقت أطول لمعالجة هذه الفجوة كلما مضى الوقت.

إذا سألتني عزيزي القارئ ما هي الحلول الممكنة نحو ذكاء اصطناعي عادل وشامل، فالحلول كثيرة أهمها أن نوجد أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على إيجاد العنصرية وتبدأ بمعالجتها واستثنائها في خوارزمياتها، وهذه مسؤولية الشركات الكبرى التي تبني نماذج الذكاء الاصطناعي، وثانيًا يجب أن نطور أنظمة ذكاء اصطناعي مبنية على العنصرية فهذه الأنظمة ستطور من نفسها وستكون عدوة للبشرية في قادم الأيام، أيضًا يجب أن يكون هناك تنويع في البيانات  فكلما انعكس التنوع في البيانات والتصميم، كلما انخفضت احتمالية انتشار النتائج العنصرية وحققنا الإنصاف المطلوب.

في النهاية يجب القول إن الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا بالضرورة، لكنه قد يكون كذلك إذا تركناه يتغذّى على أسوأ ما فينا وأقصد هنا العنصرية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • للمرة الأولى.. هيئة الدواء تستضيف اجتماع اللجنة الفنية لمنظمة فريق عمل المواءمة العالمية
  • تمكين الكفاءات السعودية في عصر الذكاء الاصطناعي
  • «القمة العالمية للحكومات» تستشرف تحديات وفرص تمكين «مدن المستقبل»
  • سام ألتمان.. رأس الحربة في الذكاء الاصطناعي الإمبريالي
  • الشباب تطلق الدورة الأولى لبرنامج الرخصة الدولية للذكاء الاصطناعي
  • سامسونج تكشف عن أرخص هواتف الذكاء الاصطناعي
  • علماء روس يستخدمون الذكاء الاصطناعي في فهم الجينات
  • هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟
  • كيف غير الذكاء الاصطناعي شكل التصعيد بين إيران والاحتلال؟
  • شاهد الأب الروحي للذكاء الاصطناعي يحذر من خطره على البشر