مرحلة جديدة من التصعيد بدأت.. المعركة مفتوحة
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
أعلن مستشفى نهاريا أمس انه تعامَل في الايام العشرة الماضية مع 160 حالة بين قتيل وجريح جراء الاشتباكات الحاصلة بين الجيش الاسرائيلي و"حزب الله".وبالتوازي أكد الاعلام الاسرائيلي أن 10 دبابات تم تدميرها اضافة الى تدمير عدد آخر من الآليات خلال فترة الاشتباك السابقة مع الحزب. كل هذه الارقام توحي بحجم الاشتباك السائد عند الحدود الجنوبية والذي ادى الى استشهاد 13 عنصرا من الحزب حتى مساء امس.
من الواضح أن الخيارات تضيق على "حزب الله"ومن خلفه ايران، خصوصا ان تل ابيب التي خرجت ضعيفة مما حصل في غلاف غزة، مصرة على استعادة الردع في فلسطين، وهذا لا يمكن ان يحصل من دون اخراج غزة من وظيفتها الاستراتيجية، وتاليا، إما اجتياحها برياً، او تهجير سكانها بالكامل او كسر حركة حماس عسكريا الى حدود بعيدة. وعليه فإن التراجع الاسرائيلي غير وارد قبل تحقيق أحد اهدافه على أقل تقدير.
اذا، مع مرور الوقت، يصبح تدحرج المعركة من كونها فلسطينية فقط، لتتحول الى حرب إقليمية، واقعا لا مفر منه، خصوصا وأن وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، المتحدث الحالي بإسم المحور الايراني بغياب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أكد ان الوقت قد انتهى، ووضع بإسم الحزب وايران شروطا واضحة، اهمها وقف اطلاق النار وفتح المعابر وادخال المساعدات، ومن دون حصول ذلك سيذهب الجميع الى التصعيد. ولعل تهديد المرشد الايراني بفتح جبهات جديدة هو اعلى مستوى من الإلتزام الذي ألزمت به ايران نفسها وحلفاؤها.
بعد المجزرة الاسرائيلية في المستشفى المعمداني في غزة، انتقل"حزب الله" الى مستوى مختلف من التصعيد، ولم تعد عملياته العسكرية مجرد استهدافات مدروسة في منطقة محددة، ففي الساعات الماضية تعاطى الحزب مع خط الجبهة من الناقورة الى اقصى الشرق بإعتباره يشهد معركة مفتوحة، فأطلق عددا كبيرا من الصواريخ الموجهة واستهدف نحو 10 مواقع ولفترة زمنية طويلة، ما يوحي ان معركة مفتوحة بدأت وان كانت محصورة عند الحدود حتى الآن.
في الوقت نفسه لا تزال تل ابيب تحاول استيعاب هجوم الحزب واحتوائه، لذلك فقد أخلت كل المستوطنات التي تقع على عمق 5 كيلومترات من الحدود اللبنانية تجنباً للخسائر، وكذلك تراجع الجيش الاسرائيلي بآلياته الى نقاط خلفية في أكثر من منطقة ليتجنب استهدافات الحزب وهذا ما استبدله الحزب بإستهداف المواقع بالاسلحة الصاروخية والمتوسطة،هكذا تصبح الحدود الجنوبية عبارة عن جبهة مفتوحة بشكل شبه دائم ومستمر، ومفتوحة أيضا على كل الاحتمالات.
لكن،كل هذا التصعيد لن يوصل بالضرورة الى حرب مفتوحة التي سيكون شكلها مختلفا، وتدخل فيها الاستهدافات الصاروخية للمناطق الداخلية ويصبح التقدم البري فيها بنداً موضوعا على جدول الاعمال من كلا الطرفين، وعليه فإن المعركة الحدودية المفتوحة لم ترتق الى مستوى الحرب المفتوحة ومتعددة الجبهات.من هنا يصبح انتظار تطورات غزة هو الحل الوحيد لفهم مسار الأمور في الايام والاسابيع المقبلة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على مرتبطين بحزب الله
أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، اليوم الخميس، عن فرض عقوبات جديدة تستهدف 4 أفراد على صلة مباشرة بعمليات تمويل حزب الله، من بينهم اثنان من كبار مسؤولي الحزب وميسِّران ماليان بارزان ينشطان في كل من لبنان وإيران.
ووفقا للبيان الرسمي الصادر عن الوزارة، فإن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود المتواصلة لتعطيل الشبكات المالية التي تدعم أنشطة حزب الله.
وأشارت الخزانة الأميركية إلى أن الأشخاص الأربعة المدرجين على قائمة العقوبات لعبوا أدوارا محورية في تسهيل تحويلات مالية ضخمة للحزب من مانحين خارجيين -لا سيما من إيران- إلى داخل لبنان.
كما عملوا على إدارة وتوجيه هذه الأموال لدعم أنشطة الحزب داخل لبنان وخارجها، بما في ذلك الجماعات المرتبطة به في أفريقيا.
وبحسب بيان وزارة الخزانة الأميركية فإن المستهدفين بالعقوبات هم:
1. معين دقيق العاملي: أحد كبار ممثلي حزب الله في مدينة قم الإيرانية، ويتمتع بعلاقات وثيقة مع مسؤولين بارزين في الحزب منذ عام 2001 على الأقل. وبحسب الوزارة، قام العاملي بتنسيق تحويل المدفوعات النقدية من إيران إلى كبار مسؤولي التمويل بحزب الله في لبنان، مثل جهاد العلمي، المسؤول عن تسلّم الأموال وتوزيعها داخل هيكل الحزب.
كما أكد البيان أن العاملي قام، في أعقاب أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بتنسيق تسليم مبلغ لا يقل عن 50 ألف دولار إلى العلمي. ويُعتقد أنه تم جمعها في إيران لتحويلها لاحقا إلى قطاع غزة.
إعلان2. فادي نعمة: محاسب وشريك تجاري لإبراهيم علي ضاهر، رئيس وحدة التمويل المركزي في حزب الله، الذي سبق أن أدرجه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية على قائمة العقوبات الأميركية في مايو/أيار 2021.
ويملك نعمة جزئيا شركة محاسبة وتدقيق سبق أن أدرجها المكتب في ديسمبر/أيلول 2022 باعتبارها مملوكة أو خاضعة لسيطرة ضاهر. وتقدم هذه الشركة خدمات مالية لحزب الله، ويشارك فيها أيضا ناصر حسن نسر، أحد المسؤولين الماليين في الحزب، والذي تم إدراجه على قائمة العقوبات في الوقت نفسه.
3. حسن عبد الله نعمة: يعد من المسؤولين الماليين البارزين في حزب الله، ويلعب دورا أساسيا في إدارة التمويل وشبكات التواصل في أفريقيا. ووفقا للبيان، قام نعمة بتنسيق معاملات مالية بملايين الدولارات لصالح الحزب، كما أشرف على إيصال مئات آلاف الدولارات إلى "الحركة الإسلامية في نيجيريا"، وهي جماعة مرتبطة بحزب الله، وذلك اعتبارا من أغسطس/آب 2022.
4. جهاد العلمي: مسؤول عن تسلّم وتوزيع التمويل الذي يُنقل من إيران إلى لبنان لصالح حزب الله، وكان له دور مباشر في تلقي الأموال التي نسق العاملي تسليمها بعد عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
الإجراءات المتبعةوقد تم إدراج الأفراد الأربعة- وفق البيان الأميركي- بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بصيغته المعدلة، والذي يُستخدم لاستهداف الإرهابيين ومموليهم ومن يوفرون الدعم المادي أو التكنولوجي لهم.
ويمنع الإجراء أي مواطن أميركي أو مؤسسة داخل الولايات المتحدة من التعامل مع هؤلاء الأفراد أو الشركات المرتبطة بهم، كما يُجمّد جميع أصولهم الواقعة ضمن نطاق السيادة الأميركية.
وأوضحت الوزارة أن أي كيانات مملوكة بنسبة 50% أو أكثر، بشكل مباشر أو غير مباشر، من قبل أي من الأشخاص المدرجين، تُعتبر محظورة أيضا.
وتحذر الخزانة الأميركية من أن التعامل مع الأشخاص أو الكيانات المعاقبة قد يعرض الأفراد أو المؤسسات المالية لعقوبات ثانوية، بما في ذلك فرض قيود على الحسابات البنكية في الولايات المتحدة.
إعلانوأكد مايكل فولكندر، نائب وزير الخزانة الأميركي، أن العقوبات تسلط الضوء على الامتداد المالي العالمي لحزب الله، قائلا "إن إجراء اليوم يبرز الشبكة الواسعة من المانحين والداعمين الذين يمكّنون أنشطة حزب الله، لا سيما في طهران. وسنواصل تكثيف الضغط على النظام الإيراني وأذرعه لوقف هذه الأنشطة المميتة".
وفي ختام البيان، جددت وزارة الخزانة التزامها باستخدام جميع أدواتها لمواجهة ما وصفته بـ"الدعم الإيراني للإرهاب"، وملاحقة الأفراد والشبكات التي تمكّن حزب الله من الاستمرار في أنشطته.