بلا مأوى ولا ماء ولا غذاء، علميهم فقه المقاومة يا غزة، بلا بكاء أو عويل أو نحيب، علميهم فقه المقاومة يا غزة، بثبات أمام الصواريخ، وبعين تكسر المخرز، علميهم فقه المقاومة يا غزة، برحيل قبل القيامة، وبرزخ غص بالشهداء، علميهم فقه المقاومة يا غزة.

بخيام من ورق، وأسراب فراشات، وأصابع غضة كأجنحة عصافير، علميهم فقه المقاومة يا غزة، بحفنة أطفال لم يجف لون الطباشير على أصابعها الصغيرة، علميهم كتابة المقاومة يا غزة، علميهم أن أشجار الزيتون واللوز والتين، تثمر حجارة وصواريخ، والبيارات كتائب من غضب.

علميهم أن لا برد في تشرين، وأن ساعات الليل أصبحت نهاراً، وغطاء الليل شمس تظلل الأشلاء كما الشعاع النقي على نقاء، علميهم أن الصوت أقوى من الصمت، وأن المنايا تنالنا في الفراش، فلماذا لا نلاقيها في ساحات الوغى بلا ارتعاش، علميهم أن الإبادة ولادة، والموت لك عادة.

علميهم يا غزة فقه السلام، وقيم الإنسان، وكيف يكون النفاق عنوانهم الغربي، والعزة عنوانك الشرقي، علميهم كيف يكون الاختبار في الصبر، حين يختبرون أسلحة الحقد والعهر، ويغضون الطرف عن سفك الدماء وقتل الأبرياء.

علميهم فقه الحياة يا غزة، وعدم الانحياز لأفكار الفناء، علميهم أن أرضك قريبة من السماء، والنور ضفائر لفلسطين، وأنت الضفيرة الكبرى فيها، والشعلة في نواحيها، علميهم أن عقاب الجاني ثواب، وكيف يخاف الجلاد من سوط العقاب، علميهم أنه لن يفلت من العقاب، مادام فوق غزة يحلق ذاك العقاب، علميهم فقه المقاومة والعزة، وأن القضية لا تفنى والحق لا يموت.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

إبراهيم النجار يكتب: الشرق الأوسط إلى أين؟!

بين حرب إبادة متواصلة على قطاع غزة، وتصعيد في سوريا ولبنان، وهجمات أمريكية على اليمن، تعيش منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن.
فإلى أين يتجه الشرق الأوسط؟ كيف سيكون شكل المنطقة وخرائطها بعد توقف الحروب؟ هذا إذا توقفت هذه الحروب في فترة قريبة.
من كان يظن لبرهة، أنه في أقل من عامين ستُدمَّر غزة؟ وتقتل إسرائيل أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، وخلفه ومعظم قادته العسكريين، وتُدمَّر أبرز قدراته؟
من كان يتخيل، ولو للحظة، أن نظام بشار الأسد سيسقط "برمشة عين"، وتتولى هيئة "تحرير الشام" مقاليد السلطة؟ بعد أن كانت على لوائح الإرهاب الأمريكية.
من كان يتخيل أو يظن أن إيران و"حزب الله" سيخرجان من سوريا بهذه الطريقة؟ وأن يضعف دور روسيا، وتستعيد تركيا وإسرائيل دورين بارزين على الأراضي السورية؟
هل كل ما حدث ويحدث جاء بمحض الصدفة فعلاً، أم هو ثمرة مخطط مرسوم منذ سنوات طويلة، لصياغة شرق أوسط جديد؟ بمقاييس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبرعاية أمريكية بلغت ذروتها مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؟
هل هذه نهاية ما كان يُوصف بالهلال الشيعي، والمقاومات، والميليشيات المسلحة؟
ثم ماذا عن المفاوضات الإيرانية ـ الأمريكية، في عهد ترامب نفسه؟ الذي انسحب سابقًا من الاتفاق النووي، وقتل أبرز قائد عسكري إيراني، هو الجنرال قاسم سليماني.

الشرق الأوسط، باختصار شديد، يقف على بركان عسكري تفجرت حممه في غزة، ولبنان، واليمن، وسوريا. لكنه قد ينفجر بالكامل في حرب إسرائيلية ـ إيرانية.
لكن الشرق الأوسط يقف أيضًا على أعتاب صفقة كبرى. فمن سيسبق الآخر؟ انفجار البركان أم انفراج الصفقات؟...

طباعة شارك حرب إبادة قطاع غزة اليمن

مقالات مشابهة

  • لم يفلت من العقاب.. عبوة ناسفة تمزق جسد الجندي الإسرائيلي قاتل ⁧‫«شيرين أبو عاقلة‬⁩»
  • من الفاو إلى إبراهيم الخليل .. العراق يوحّد حركة الاتصالات بالاتفاق مع كوردستان
  • إبراهيم النجار يكتب: الشرق الأوسط إلى أين؟!
  • إعلام هندي: القوات الباكستانية أطلقت قذائف الهاون بعد منتصف الليل
  • دعاء زيادة الرزق .. احرص عليه في الثلث الأخير من الليل
  • «نزوى» تفتح ملفا عن الطير والحيوان في التراث الثقافي العُماني بعددها الجديد
  • ملف يدرس الطير والحيوان في التراث الثقافي العُماني.. وآخر يحتفي بالتشيكي بوهوميل هرابال
  • عدن تشتكي انقطاع التيار الكهربائي.. واتهامات بـ”العقاب الجماعي المتعمد” 
  • الحسن الداكي: العقوبات البديلة تحول جوهري في فلسفة العقاب والنيابة العامة مستعدة لتنزيلها
  • دعاء السيدة عائشة للرزق أوصاها النبي به .. احرص عليه في الثلث الأخير من الليل